الهيباكوشا: ناجون شجعان يسعون إلى تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية

الهيباكوشا: ناجون شجعان يسعون إلى تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية

[ad_1]

قتلت تلك الأسلحة النووية الأولى التي استخدمتها الولايات المتحدة، بشكل عشوائي، عشرات الآلاف من الأشخاص غير المقاتلين، لكنها تركت أيضا ندوبا لا تبرأ في نفوس الناجين، الذين ما فتئوا يعانون منها هم وأطفالهم وأحفادهم.

قالت امرأة كانت تبلغ من العمر 25 عاما، في شهادة صوتية مسجلة على بعد 1.5 كيلومتر من نقطة الصفر في هيروشيما:

“كان مستشفى الصليب الأحمر مليئا بالجثث. إن موت الإنسان أمر حزين ويفجع القلب، لكن لم يكن لدي وقت للتفكير في الأمر لأنه كان عليّ أن أجمع عظامهم والتخلص من أجسادهم. لقد اعتقدت أن ذلك كان جحيما بحق، وما زالت المشاهد القاسية عالقة في ذهني”.

لتسليط الضوء على العمل الدؤوب الذي يقوم به الناجون، المعروفون باسم الهيباكوشا، أنشأ مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح معرضا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بعنوان: ثلاثة أرباع قرن بعد هيروشيما وناغازاكي: الهيباكوشا – ناجون شجعان يعملون من أجل عالم خال من الأسلحة النووية.

يستعرض المعرض صورا وقصصا تحكي حجم الدمار والخراب الذي سببته تلك القنابل الذرية الأولى، ثم القنابل الهيدروجينية الأكثر قوة والتي بدأ اختبارها في الخمسينيات من القرن الماضي.


أحد الزوار في معرض في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بعنوان: ثلاثة أرباع قرن بعد هيروشيما وناغازاكي: الهيباكوشا - ناجون شجعان يعملون من أجل عالم خال من الأسلحة النووية.

UNODA/Diane Barnes

أحد الزوار في معرض في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بعنوان: ثلاثة أرباع قرن بعد هيروشيما وناغازاكي: الهيباكوشا – ناجون شجعان يعملون من أجل عالم خال من الأسلحة النووية.

السعي لإنقاذ البشرية

في أعقاب تفجيري اليابان، قام الهيباكوشا بعمل حثيث ومكثف بهدف منع تكرار هذه المأساة.

ويبلغ متوسط عمر الفرد من هؤلاء الهيباكوشا حاليا 83 عاما، وهم يواصلون مشاركة قصصهم مع مناصريهم داخل وخارج اليابان، “لإنقاذ البشرية … من خلال الدروس المستفادة من تجاربنا، وفي الوقت نفسه إنقاذ أنفسنا”.

هذا ما ورد في كتيب في المعرض بعنوان: “لا للمزيد من الهيباكوشا، رسالة إلى العالم”.

في الكتيب، تروي امرأة تبلغ من العمر 19 عاما في هيروشيما أن 11 فردا من عائلتها ناموا معا في ملجأ هربا من الغارات الجوية، وكيف أن ثلاثة أطفال صغار ماتوا أثناء الليل بينما هم يصرخون طلبا للمياه.

“في صبيحة اليوم التالي، حملنا جثثهم خارج الملجأ، لكن وجوههم كانت منتفخة وسوداء لدرجة أننا لم نتمكن من التمييز بينهم، لذلك وضعناهم على الأرض وفقا لطولهم وحددنا هوياتهم وفقا لأحجامهم”.

يشهد هؤلاء الناجون الشجعان على أن السلام لا يمكن أن يتحقق أبدا من خلال استخدام الأسلحة النووية.

“شر مطلق”

كرست مجموعة من المسنين الهيباكوشا، تسمى نيهون هيدانكيو Nihon Hidankyo حياتها لتحقيق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، والتي يأملون أن تؤدي في نهاية المطاف إلى حظر شامل للأسلحة النووية.

وحوى الكتاب شهادة لامرأة تبلغ من العمر 34 عاما كانت موجودة على بعد كيلومترين فقط من مركز الزلزال في هيروشيما:

“في قطار مزدحم على خط هاكوشيما، أغمي عليّ لفترة من الوقت، بينما كنت أحمل بين ذراعي ابنتي الكبرى البالغة من العمر سنة وستة أشهر. لقد استعدت وعيي عند صراخها ووجدت أنه لم يكن هناك أي شخص آخر على متن القطار”.

تتذكر امرأة أخرى، تبلغ من العمر 24 عاما، كانت هاربة إلى أقاربها في هيساكا، أن “الناس كانوا يتخبطون في الشوارع وجلودهم تتساقط. يسقطون ثم يموتون الواحد تلو الآخر. ما زالت تنتابني كوابيس، في الكثير من الأحيان، حول هذا الأمر، ويقول الناس إنه اضطراب عصبي”.

يتذكر رجل دخل هيروشيما بعد القنبلة: “ذلك المشهد المروع – لا أستطيع أن أنساه حتى بعد عقود من الزمن”.

قالت امرأة كانت تبلغ من العمر 25 عاما في ذلك الوقت: “عندما خرجت، كان الجو مظلما وكأنه ليل. ثم بدأ ينقشع شيئا فشيئا، ورأيت أشخاصا محترقين يبكون ويركضون في ارتباك تام. لقد كان جحيما بحق … وجدت جاري محاصرا تحت جدار خرساني متهدم … كان نصف وجهه فقط يظهر. لقد احترق حيا”.

ويظل لدى مجموعة نيهون هيدانكيو إيمان راسخ مفاده بأن “الأسلحة النووية شر مطلق لا يمكن أن يتعايش مع البشر. ليس هناك من خيار سوى القضاء عليها”.

في آب/أغسطس 1956، شكل الناجون من القنبلتين الذريتين- اللتين ضربتا هيروشيما وناغازاكي، في آب/أغسطس 1945- “الاتحاد الياباني للمنظمات التي تضم الأشخاص الذين عانوا من القنابل الذرية”.

وقد أعلنوا في اجتماع التشكيل: “لقد أكدنا عزمنا لإنقاذ البشرية من أزمتها من خلال الدروس المستفادة من تجاربنا، وفي نفس الوقت إنقاذ أنفسنا”.

لا تزال روح الإعلان- الذي ترتبط فيه آلامهم بمهمة منع المشقة التي يستمرون في تحملها- يتردد صداها في الحركة اليوم.


قالت إيريكو بلات، الفنانة اليابانية التي صممت المعرض في مقر الأمم المتحدة.

UNODA/Diane Barnes

قالت إيريكو بلات، الفنانة اليابانية التي صممت المعرض في مقر الأمم المتحدة.

 

“قوي، ومؤثر”

في مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، قالت إيريكو بلات، الفنانة اليابانية التي صممت المعرض في مقر الأمم المتحدة إن جائحة كـوفيد-19 قد حرمت الكثير من الأشخاص من زيارة المعرض بصورة شخصية، وكذلك منعت الهيباكوشا المسنين من المشاركة.

في الماضي، كان “ما لا يقل عن 10 إلى 30 من الهيباكوشا يأتون للإدلاء بشهادات حية في الموقع وكذلك خارج الأمم المتحدة، مثل الكنائس والمدارس. لكن هذه المرة بسبب الجائحة لم يتمكن أحد من المجيء”.

كما تطرقت إلى تحد آخر واجهها تمثل في وفاة سوناو تسوبو، أحد أفراد الهيباكوشا المشاركين في المعرض بعد إرسال المعرض للطباعة.

“كنت أدرجه كواحد من الناجين المشاركين، لكن منذ وفاته، اضطررت إلى الاتصال بشركة الطباعة لتعديل النص”.

كان الراحل سوناو تسوبو يدرس في جامعة هيروشيما عندما سقطت القنبلة وعن ذلك قال:

“لقد قذفني الانفجار لما لا يقل عن عشرة أمتار … وقد احترقت جميع أجزاء جسدي تقريبا. بعد أسبوع فقدت الوعي. استغرق الأمر مني أكثر من شهر لاستعادته”.

منذ عام 1945، تم إدخال السيد تسوبو إلى المستشفى عدة مرات بسبب الأمراض التي تسببها الآثار اللاحقة للإشعاع.

أعربت السيدة بلات عن تمنياتها بأن تكون هناك المزيد من التغطية الإعلامية “لجذب الانتباه” ومضت قائلة:

“أعتقد أن هذا هو أفضل معرض صممته. قوي جدا، قوي ولكن بطريقة جميلة”.


، أنشأ مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح معرضا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بعنوان: ثلاثة أرباع قرن بعد هيروشيما وناغازاكي: الهيباكوشا - ناجون شجعان يعملون من أجل عالم خال من الأسلحة النووية.

UNODA/Diane Barnes

، أنشأ مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح معرضا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بعنوان: ثلاثة أرباع قرن بعد هيروشيما وناغازاكي: الهيباكوشا – ناجون شجعان يعملون من أجل عالم خال من الأسلحة النووية.

 

السعي من أجل نزع السلاح

تم التفاوض على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في أواخر الستينيات لتعزيز التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ولتعزيز هدف تحقيق نزع عام وكامل للسلاح النووي.

بعد ذلك بحوالي عقد من الزمان، طلب وفد وطني من اليابان كان يدعو الأمم المتحدة إلى حظر الأسلحة النووية من المنظمة التحقيق في الأضرار التي سببتها القنابل الذرية المستخدمة في هيروشيما وناغازاكي، ووضع الناجين.

بناء على ثلاث دراسات استقصائية أجريت على مستوى الدولة للناجين من القنبلة الذرية وأعمال موثقة لخبراء من مختلف المجالات، عُقدت الندوة الدولية الأولى حول وضعهم في عام 1977. 

بالإضافة إلى إضفاء طابع إنساني لمسألة نزع السلاح النووي، أصبحت كلمة هيباكوشا معترفا بها دوليا.

إن التهديد الوجودي الذي تشكله الأسلحة النووية على البشرية يجب أن يحفزنا على القيام بعمل جديد

وبعد خمس سنوات من ذلك، وبينما كانت الحركة المناهضة للأسلحة النووية والسلام يكتسبان زخما، حاولت الولايات المتحدة وروسيا نشر أسلحة نووية تكتيكية في أوروبا. 

وقد أرسلت مجموعة هيدانكيو وفدا من 43 شخصا إلى الدورة الخاصة الثانية للأمم المتحدة بشأن نزع السلاح.

التحدث بصوت عال

في وقت لاحق، أصبح الهيباكوشا أكثر تحدثا بشأن المعاناة التي لحقت بهم، على أمل أن يساعد ذلك في وضع خارطة طريق نحو القضاء على الأسلحة النووية.

شارك الهيباكوشا، من خلال شهاداتهم الشفوية، خبراتهم أثناء التفجيرات وبعدها وأرسلوا رسائل مكتوبة إلى مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في عام 2010 مناشدين العالم.

في تموز/يوليو 2017، تم اعتماد معاهدة حظر الأسلحة النووية، التي تكمل معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ودخلت حيز التنفيذ العام الماضي في 22 كانون الثاني/يناير.

قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش، عند إطلاق أجندته لنزع السلاح، في عام 2018 “إن التهديد الوجودي الذي تشكله الأسلحة النووية على البشرية يجب أن يحفزنا على القيام بعمل جديد وحاسم يؤدي إلى القضاء التام عليها. نحن مدينون بذلك للهيباكوشا … ولكوكبنا “. 

وتركزت تلك الأجندة على ثلاث أولويات هي إنقاذ البشرية وإنقاذ الأرواح ونزع السلاح من أجل الأجيال القادمة.

تذكير حي

وقال الأمين العام إن العالم مدين للهيباكوشا “لشجاعتهم وقيادتهم الأخلاقية في الحرب العالمية ضد التهديد النووي”. علاوة على ذلك، تلتزم الأمم المتحدة بضمان بقاء شهاداتهم، كتحذير لكل جيل جديد.

صرح السيد غوتيريش بأن “مجموعات الهيباكوشا هي تذكير حي بأن الأسلحة النووية تشكل تهديدا وجوديا وأن الضمان الوحيد ضد استخدامها هو إزالتها بالكامل. لا يزال هذا الهدف يمثل أعلى أولويات نزع السلاح لدى الأمم المتحدة، كما كان منذ القرار الأول الذي اتخذته الجمعية العامة في عام 1946”.

بينما تم تأجيل المؤتمر الاستعراضي العاشر لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الذي كان مقررا عقده في كانون الثاني/يناير، بسبب جائحة كوفيد-19، واصل الأمين حث قادة العالم على “الاستفادة من روح الهيباكوشا” من خلال تنحية خلافاتهم جانبا واتخاذ “خطوات جريئة نحو تحقيق الهدف الجماعي المتمثل في إزالة الأسلحة النووية”.

 


 بعد أن فروا من الجحيم المستعر، تجمع المدنيون المصابون على أحد الأرصفة غربي ميوكي باشي في هيروشيما، اليابان، حوالي الساعة 11 صباح يوم 6 آب/أغسطس 1945.

UN Photo/Yoshito Matsushige

بعد أن فروا من الجحيم المستعر، تجمع المدنيون المصابون على أحد الأرصفة غربي ميوكي باشي في هيروشيما، اليابان، حوالي الساعة 11 صباح يوم 6 آب/أغسطس 1945.

 

[ad_2]

Source link

Leave a Reply