[ad_1]
يرى محمود أنه لا ينبغي أن يُنظر إلى المرأة على أنها أم ومسؤولة عن المنزل فحسب، فهي جزء لا يتجزأ من المجتمع ولها مطالب واحتياجات وتحب وتكره. وأضاف:
“أنا وزوجتي نتشارك المسؤولية في كل شيء في المنزل، وأنا فخور بذلك. أطبخ، أنظف، أغسل الملابس، أعتني بابنتي الصغيرة وزوجتي، مما يمنح ملاك الوقت لنفسها وعملها. لا أتوقع أن تتم مكافأتي مقابل ذلك، بل أعتقد أنها مسؤوليتي “.
ملاك ومحمود يتشاركان في رعاية ابنتهما، جوري. وتشاركهما في ذلك عمتهما، ذات الـ 90 عاما، والتي تعيش معهما في المنزل.
ملاك شراري تقدر شراكة زوجها في رعاية ابنتهما. فقدت ملاك والدها في سن العاشرة وترعرعت في كنف عمها. وقد عقدت العزم على إكمال تعليمها، فكانت تسافر يوميا إلى الجامعة لمدة ثلاث ساعات لتتحصل أخيرا على شهادة في الصيدلة.
لا يُسمح للاجئين الفلسطينيين بالعمل كصيادلة في لبنان، لكن ملاك وجدت عملا كصيدلية محلية داخل عيادات الأمم المتحدة في مخيمات اللاجئين. مع وصول جائحة كـوفيد-19 إلى لبنان، عملت لساعات طويلة على الخط الأمامي للأزمة خلال فترة الإغلاق، تاركة محمود لرعاية ابنتهما.
بعد أن عاشا في مخيم الرشيدية طوال حياتهما، ثاني أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، عانى الزوجان كثيرا من انعدام الأمن، بما في ذلك انتشار الأسلحة والمخدرات والأعراف الاجتماعية التقييدية التي تميز ضد النساء والفتيات.
تعاون الزوج مكّن الزوجة من العودة إلى العمل
تقول ملاك إن تعاون محمود في رعاية الأطفال والأعمال المنزلية سمح لها بالعودة إلى العمل عندما كانت ابنتهما تبلغ من العمر شهرا واحدا فقط. وأضافت قائلة:
“وظيفتي مهمة للغاية بالنسبة لي، ليس فقط للأمن المالي الذي توفره لنا كعائلة، ولكن أيضا لأنني أقدر استقلاليتي”.
ينسب محمود بعض ما تعلمه من قيم إلى مشاركته كمتطوع في منظمة الجليل للتنمية، وهي منظمة مجتمعية مدعومة من البرنامج الإقليمي “الرجال والنساء من أجل المساواة بين الجنسين” التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة. يعمل البرنامج، الذي تموله حكومة السويد، مع المجتمعات المحلية والحكومات لتعزيز الرجولة الإيجابية والمساواة بين الجنسين في ست دول عربية.
إيمان بأهمية تغيير المواقف
أصبح محمود مؤمنا قويا بأهمية تغيير المواقف تجاه المعايير الجنسانية في مجتمعه، واستمر في العودة لمزيد من التدريب.
واليوم، يقود الشاب، البالغ من العمر 27 عاما، أنشطة الشباب في المخيم، بما في ذلك تدريب كرة القدم وكرة السلة للفتيات والفتيان كنقاط دخول لدمج المواقف المنصفة بين الجنسين.
لم يتقبل المجتمع في البداية آراءه المتساوية حول رعاية الأطفال والعمل المنزلي. انتقد قادة المجتمع في مخيم الرشيدية العديد من المنظمات لتحديها أدوار الجنسين التقليدية، لكن منظمة الجليل حسّنت في نهاية المطاف العلاقة مع قادة المجتمع، وساهمت، ببطء، في بناء الإجماع على أن المساواة بين الجنسين في المنزل تصنع منازل أفضل ومجتمعات أكثر صحة.
وقال حسين شراري، المدير الإداري لمنظمة الجليل “لقد أصبح تأثير محمود الإيجابي على أقرانه، والمتدربين الصغار وعائلته واضحا منذ انضمامه إلى برامجنا، مشيرا إلى أن شخصيته وآراءه بشأن المساواة بين الجنسين قد تغيرت أيضا.
وأضاف أن محمود ألهم، وعلى مر السنين، العديد من الرجال والنساء الآخرين لممارسة المساواة داخل منازلهم، بما في ذلك والده وأخته.
لأنني رجل: حملة لتعزيز الرجولة الإيجابية
وقالت راشيل دور-وييكس، مديرة مكتب الأمم المتحدة للمرأة في لبنان إن 12 في المائة فقط من الرجال في لبنان يؤدون الرعاية والإشراف الروتيني على أطفالهم. و”هذا يعني أن معظم أعمال رعاية الأطفال تقوم بها النساء. الآباء الذين يشاركون في الرعاية المنزلية يمكّنون زوجاتهم من الالتحاق بسوق العمل والحفاظ على وظائفهن. إن عمل كلا الوالدين مهم بشكل خاص في ظل الانكماش الاقتصادي الحالي الناجم عن كوفيد-19. نحن ندير حملة توعية وتغيير سلوك بعنوان “لأنني رجل،” لتعزيز الرجولة الإيجابية ومشاركة الرجال لتحقيق ذلك.”
يقول محمود شراري إن مشاركة الرجال في الأعمال المنزلية لا تقلل من رجولتهم، بل على العكس، “تخلق شعورا رائعا بالإنجاز. إن دور المرأة يتجاوز المنزل. يمكن للمرأة أن تكون مبدعة وناجحة في كل عمل تؤديه.”
من الأعمال المنزلية إلى رعاية الأحباء، يقضي الناس حول العالم مجتمعة 16 مليار ساعة في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر كل يوم. إن هذا العمل هو العمود الفقري للأسر والمجتمعات والاقتصادات المزدهرة، ويقع هذا العمل إلى حد كبير على النساء – ويزداد في أوقات الأزمات.
نظرا لأن بعض البلدان لا تزال تحارب جائحة كـوفيد-19، بينما تطرح دول أخرى خططا للتعافي، فإن تقييم وإعادة توزيع أعمال الرعاية غير المدفوعة يجب أن يكون جزءا من إعادة البناء بشكل أفضل.
للاطلاع على القصة باللغة الإنكليزية على موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الرجاء الضغط على هذا الرابط
[ad_2]
Source link