[ad_1]
ما المقصود بالانبعاثات الصفرية وما أهميتها؟
ببساطة، صفر انبعاثات يعني أننا لا نضيف انبعاثات جديدة إلى الغلاف الجوي. سوف تستمر الانبعاثات، ولكن ستتم موازنة ذلك عن طريق امتصاص كمية مماثلة من الغلاف الجوي.
عمليا، انضمت كل الدول إلى اتـفاق باريس بشأن تغير المناخ، والذي يدعو إلى الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي. ومع ذلك، إذا واصلنا ضخ الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ، فسوف تستمر درجات الحرارة في الارتفاع لأكثر من 1.5 درجة إلى مستويات تهدد حياة الناس وسبل عيشهم في كل مكان.
وهذا هو السبب وراء الالتزام الذي أبداه عدد متزايد من البلدان بشأن تحقيق حياد الكربون، أو الوصول بالانبعاثات إلى درجة الصفر في غضون العقود القليلة القادمة. إنها مهمة كبيرة تتطلب إجراءات طموحة تبدأ الآن.
الهدف هو الوصول بالانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050. لكن البلدان بحاجة إلى إظهار الكيفية التي تمكنها من تحقيق ذلك الهدف. يجب استكمال الجهود المبذولة للوصول إلى مستوى الصفر عن طريق تدابير التكيف والمرونة، وتعبئة التمويل المناخي للبلدان النامية.
كيف يمكن للعالم أن يتحرك نحو خفض الانبعاثات إلى الصفر؟
الخبر السار هو أن التكنولوجيا اللازمة للوصول بالانبعاثات إلى الصفر موجودة- وميسورة التكلفة.
أحد العناصر الأساسية في ذلك هو تزويد الاقتصادات بالطاقة النظيفة، واستبدال الفحم الملوث – ومحطات الطاقة التي تعمل بالغاز والنفط – بمصادر الطاقة المتجددة، مثل مزارع الرياح أو الطاقة الشمسية. هذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطاقة المتجددة الآن ليست أنظف فحسب، بل غالبا ما تكون أرخص من الوقود الأحفوري.
ستؤدي عملية التحول، بصورة كاملة، إلى النقل الكهربائي، المدعوم بالطاقة المتجددة، أيضا إلى لعب دور كبير في خفض الانبعاثات، مع ميزة إضافية تتمثل في خفض تلوث الهواء في مدن العالم الرئيسية. بشكل سريع أصبحت السيارات الكهربائية أرخص ثمنا وأكثر كفاءة، وقد اقترحت العديد من البلدان، بما في ذلك تلك التي التزمت بخفض الكربون إلى الصفر، خططا للتخلص التدريجي من بيع السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري.
تأتي الانبعاثات الضارة الأخرى من الزراعة (تنتج الماشية مستويات كبيرة من غاز الميثان وغازات الاحتباس الحراري الأخرى). يمكن تقليل هذه الانبعاثات بشكل كبير إذا تناولنا كميات أقل من اللحوم والمزيد من الأطعمة النباتية. وفي هذا الشأن، تبدو المؤشرات واعدة، مثل تزايد شعبية “اللحوم النباتية” التي تباع الآن في سلاسل مطاعم الوجبات السريعة الدولية الكبرى.
ماذا سيحدث للانبعاثات المتبقية؟
الحد من الانبعاثات أمر بالغ الأهمية. للوصول إلى مستوى الصفر، نحتاج أيضا إلى إيجاد طرق لإزالة الكربون من الغلاف الجوي. ولتحقيق ذلك، فالحلول موجودة في متناول اليد. أهمها موجود في الطبيعة منذ آلاف السنين.
وتشمل هذه “الحلول القائمة على الطبيعة” الغابات، أشجار المانغروف، التربة وحتى غابات الأعشاب البحرية، والتي تتميز جميعها بكفاءة عالية في امتصاص الكربون. هذا هو السبب في بذل جهود ضخمة في جميع أنحاء العالم لإنقاذ الغابات وزراعة الأشجار، فضلا عن تحسين تقنيات الزراعة.
من المسؤول عن خفض الانبعاثات إلى الصفر؟
تقع المسؤولية على عاتق جميع أفراد المجتمع، فيما يتعلق بتغيير عاداتنا والعيش بطريقة أكثر استدامة، لا تسبب ضررا كبيرا للكوكب، فضلا عن إجراء تغييرات في نمط حياتنا، وقد تم تسليط الضوء على ذلك في حملة الأمم المتحدة التي تحمل عنوان “اعملوا الآن“.
على القطاع الخاص أيضا المشاركة في هذا الإجراء، وهو يفعل ذلك من خلال الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، الذي يساعد الشركات على التوافق مع أهداف الأمم المتحدة البيئية والمجتمعية.
ولكن من الواضح أن القوة الدافعة الرئيسية للتغيير تقودها الحكومات الوطنية من خلال إجراءات مثل سن التشريعات واللوائح اللازمة للحد من الانبعاثات.
تتحرك العديد من الحكومات الآن في الاتجاه الصحيح. بحلول 2021، فإن الدول المسؤولة عن أكثر من 65 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية والتي تمثل أكثر من 70 في المائة من الاقتصاد العالمي، ستكون قد قدمت “التزامات طموحة بشأن حياد الكربون”.
تعهد كل من الاتحاد الأوروبي واليابان وجمهورية كوريا بتحقيق حياد الكربون بحلول عام 2050، إلى جانب أكثر من 110 دول أخرى. أما الصين فقد تعهدت بتحقيق ذلك قبل عام 2060.
أليست هذه الالتزامات مجرد تصريحات سياسية؟
رغم أن هذه الالتزامات هي إشارات مهمة تؤكد النوايا الحسنة بشأن تحقيق هدف صفر انبعاثات، ولكن يجب أن تكون مدعومة بعمل سريع وطموح. تتمثل إحدى الخطوات المهمة في تقديم خطط تفصيلية للعمل بشأن المساهمات المحددة وطنيا من كل دولة. تحدد هذه الأهداف والإجراءات للحد من الانبعاثات في غضون 5 إلى 10 سنوات. هذه المساهمات ضرورية لتوجيه الاستثمارات الصحيحة وجذب التمويل الكافي.
حتى الآن، وضع 186 طرفا في اتفاق باريس المساهمات المحددة وطنيا الخاصة به. ومن المتوقع أن تقدم هذه الأطراف، هذا العام، خططا جديدة أو محدثة تظهر طموحا أعلى وعملا أكبر.
هل هدف خفض الانبعاثات إلى الصفر أمر واقعي؟
نعم! خاصة إذا تبنت كل دولة ومدينة ومؤسسة مالية وشركة خططا واقعية للانتقال إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050.
يمكن أن يشكل التعافي من جائحة كـوفيد-19 نقطة تحول مهمة وإيجابية. عندما تبدأ حزم التحفيز الاقتصادي، ستكون هناك فرصة حقيقية لتعزيز الاستثمارات في الطاقة المتجددة، والمباني الذكية، والمواصلات الخضراء، ومجموعة كاملة من التدخلات الأخرى التي ستساعد في إبطاء تغير المناخ.
لكن ليست كل البلدان تتبنى الموقف نفسه بشأن إحداث التغيير، أليس كذلك؟
هذا صحيح تماما. وتحتاج البلدان الرئيسية المسببة للانبعاثات، مثل دول مجموعة العشرين، المسؤولة عن توليد 80 في المائة من انبعاثات الكربون، إلى رفع أسقف طموحاتها الحالية والعمل بشكل كبير.
أيضا، لابد من بذل جهود أكبر بكثير لبناء القدرة على الصمود في البلدان الضعيفة وللأشخاص الأكثر ضعفا الذين يتسببون بصورة أقل في تغير المناخ لكنهم يتحملون أسوأ الآثار الناجمة عن كوارث المناخ. ومع ذلك، فإن المرونة وإجراءات التكيف لا تحصل على التمويل الذي تحتاجه.
حتى في الوقت الذي تسعى فيه البلدان المتقدمة إلى تحقيق هدف صفر انبعاثات، يتعين عليها أن تفي بالتزاماتها بتقديم 100 مليار دولار سنويا لاستخدامها في إجراءات التخفيف والتكيف والمرونة في البلدان النامية.
ما الذي تفعله الأمم المتحدة في سبيل تعزيز العمل المناخي؟
تدعم الأمم المتحدة عملية أوسع لتحقيق توافق في الآراء على مستوى العالم حول الأهداف المناخية من خلال اتفاق باريس وخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
الأمم المتحدة هي مصدر رئيسي للنتائج والبحوث العلمية حول تغير المناخ.
داخل البلدان النامية، تساعد المنظمة الدولية الحكومات في الجوانب العملية لإنشاء ورصد المساهمات المحددة وطنيا، واتخاذ تدابير للتكيف مع تغير المناخ، مثل الحد من مخاطر الكوارث وإنشاء الزراعة الذكية مناخيا.
بعض الحقائق عن المناخ:
- درجة حرارة الأرض حاليا أعلى بنحو 1.1 درجة مئوية عما كانت عليه في بداية الثورة الصناعية. لسنا على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف المتفق عليها في اتفاق باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ، والتي نصت على إبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من 2 درجة مئوية أو عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
- 2019-2010 هو العقد الأكثر دفئا على الإطلاق. وفقا للمسار الحالي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، من المتوقع أن ترتفع درجة الحرارة العالمية بمقدار 3 إلى 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن.
- لتجنب حدوث أسوأ احترار (أي الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية)، سيحتاج العالم إلى خفض إنتاج الوقود الأحفوري بنسبة 6 في المائة سنويا تقريبا بين عامي 2020 و2030. وبدلا من ذلك تخطط البلدان وتتوقع متوسط زيادة سنوية بنسبة 2 في المائة.
- العمل المناخي ليس عاملا مقوضا للميزانية أو مدمرا للاقتصاد: في الواقع، فإن التحول إلى الاقتصاد الأخضر سيضيف فرص عمل. ويمكن أن يحقق مكاسب اقتصادية مباشرة قدرها 26 تريليون دولار حتى عام 2030 مقارنة بالعمل المعتاد.
[ad_2]
Source link