[ad_1]
ولتسليط الضوء على معاناة هؤلاء اللاجئات السوريات، والآثار السلبية لجائحة كـوفيد-19 على حياتهن، أطلقت مبادرة فيريفايد التابعة للأمم المتحدة حملة بعنوان #أنتِ_منيحة بالتعاون مع راديو روزنة.
استهدفت الحملة اللاجئات السوريات في مدينة غازي عنتاب، التي تعتبر أحد أكبر تجمع للاجئين في العالم.
بدأت الحملة الأممية في أيلول/سبتمبر وتستمر حتى تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، وهي عبارة عن برنامج إذاعي منوع، تحتوي فقراته على مقاطع دراما إذاعية، كما يعرض قصص النساء على شكل مذكرات صوتية، إضافة إلى حوارات تُدار مع متخصصين بالطب والإرشاد النفسي.
يبث البرنامج الإذاعي كل يوم سبت عند الحادية عشرة صباحا، ويتألف من ثماني حلقات، وتتناول كل حلقة اضطرابا نفسيا ما، كالوحدة والقلق والتوتر والاكتئاب؛ حيث يتم استعراض مذكرات لنساء سوريات في تركيا ومعاناتهن النفسية خلال فترة الحجر الصحي، بالإضافة لنشر قصص مصورة (كوميكس) ملحقة بالبرنامج.
خلق بيئة آمنة للنساء
في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، قال السيد مصطفى الدَبّاس، المدير التنفيذي لحملة إنت منيحة، إن اللاجئات السوريات في غازي عنتاب عانين من صراعات وصدامات خلال آخر عشر سنوات، مشيرا إلى أن جائحة كورونا فاقمت العديد من هذه الجوانب.
وأوضح أن بعض النساء ممن يعشن في غازي عنتاب فقدن أفرادا من أسرهن بسبب الحرب، والبعض منهن معزولات تماما عن العالم نسبة لعدم القدرة على استخدام التكنولوجيا أو الوصول إلى المعلومات، على حد تعبيره. ومضى قائلا:
“الهدف من الحملة هو خلق بيئة آمنة للنساء لكي يتمكنّ من الحديث عن الصحة النفسية، بالإضافة إلى توفير الاستشارة عن طريق الاختصاصي. عبر الراديو يمكننا الوصول إلى قطاع كبير من الناس”.
آثار العزلة
في الحلقة الأولى، استضاف البرنامج الدكتورة دعوة الأحدب، وهي باحثة وأكاديمية في علم النفس الاجتماعي.
تقول الدكتورة دعوة إنه رغم رفع الحجر وعودة الناس إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، إلا أنهم عادوا “محملين بآثار العزلة”. تتجلى هذه الآثار في عدة مظاهر. مثلا عند وفاة أحد الأقرباء فإن آثار هذا الأمر ستبقى لفترة طويلة قد تمتد لأشهر أو سنوات، على حد تعبيرها.
تتمثل آثار العزلة، وفقا للدكتورة دعوة، في “زيادة التوتر والانفعال، استثقال الأمور الروتينية، ضعف التركيز، ضعف التواصل مع الآخرين، اضطرابات في النوم والأكل، زيادة الالتهابات في الجسم نسبة لانخفاض المناعة”.
“العزلة أثرت فينا جميعا. التأثير لم يكن كله سلبيا بل كانت له بعض الجوانب الإيجابية مثل تفجير الإبداع لدى جزء كبير من الناس. فقد أشارت دراسة بريطانية إلى أن الكثير من الناس تمكنوا من إنجاز الكثير من الأمور المؤجلة مثل رسم اللوحات والكتابة”.
وتم إجراء استبيان تم من خلاله طرح السؤال التالي: هل شعرت بالحاجة إلى العزلة أثناء الجائحة؟ وقد أجابت نحو 50% ممن شملهن الاستطلاع بـ نعم فيما أجابت نحو 41% بـ لا.
وصمة العار
وشاركت هبة وهي طالبة إدارة أعمال بجامعة غازي عنتاب تجربتها أثناء فترة الحجر الصحي حيث قالت:
“بدأت معاناتي مع بدء انتشار جائحة كورونا وإعلان الجامعة التعليم عن بعد. فقدت الشغف في الدراسة مع أن هذه هي آخر سنة لي في الجامعة. وكنت متحمسة للتخرج. جلوسي بالبيت وبعدي عن رفيقاتي زاد من أثر الصدمة التي عشتها من جراء مغادرتي بلدي. لقد زاد كل ذلك من كآبتي… تحدثت إلى رفيقتي حلا، قبل فترة عن طريق الواتساب وأخبرتها بفشلي في برنامجي الدراسي الذي أجريناه معا، وأنني لم أتمكن من الالتزام به… أخبرتها بنيتي اللجوء إلى أخصائي نفسي. ضحكت ثم قالت لي: هل جننت أنت؟ كان ذلك الجواب كفيلا بألا أفتح الموضوع مع أي شخص آخر”.
وعي المجتمع ودوره في نشر الوعي بأهمية اللقاحات
عملت الحملة أيضا على نشر الوعي ودحض المعلومات المضللة بشأن الجائحة واللقاحات. وقد شاركت إحدى النساء تجربتها من خلال البرنامج حيث قالت:
“أنا كنت حامل بطفلي خلال فترة الحجر، وعندما توفر اللقاح ترددت كثيرا في أخذه ولكن بفضل وعي المجتمع من حولي أدركت مدى أهمية اللقاح وقمت بأخذه. لم تكن هناك آثار جانبية سوى بعض الألم. ألاحظ أن الكثير من الناس لا زالوا خائفين من أخذ اللقاح ولكن أقول لهم الأمر بسيط جدا”.
أكثر المجلات الصحية إهمالاً
قبل بداية الجائحة كان ما يقارب المليار شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية. تعد الصحة النفسية من أكثر المجلات الصحية إهمالاً بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفقا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تبلغ نسبة الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية ممن لا يتلقون أي علاج على الإطلاق أكثر من 75 في المائة، في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل.
[ad_2]
Source link