[ad_1]
حالات انتحار وقتل تصدم المصريين خلال أيام
انتحار 3 طلاب ومتهم يمثل بجثة ضحيته
الأحد – 2 شهر ربيع الثاني 1443 هـ – 07 نوفمبر 2021 مـ
العاصمة المصرية القاهرة (أرشيفية – رويترز)
القاهرة: فتحية الدخاخني
على مدار الأيام القليلة الماضية صُدم المصريون بوقائع انتحار وجرام قتل وصفت بأنها «بشعة»، دفعت المصريين للتساؤل عن السبب وراء حالات الانتحار بين الشباب، وبين انتشار ما يعتبر نوعاً من التباهي بالجريمة على حد قولهم.
ويوم الجمعة الماضي بدأت السلطات المصرية التحقيق في واقعة العثور على جثتي شابين جامعيين بكليتي الطب والهندسة، داخل إحدى فنادق الإسكندرية، تبين أنهما انتحرا تاركين على هاتفيهما رسائل تقول «زهقنا من حياتنا»، و«لم نخلق لهذه الحياة وليس لنا مكاناً في عالم كله كذب وخيانة وخداع».
وفي واقعة أخرى، يوم السبت الماضي ألقت فتاة جامعية بنفسها في مياه الترعة الإبراهيمية من أعلى الخزان بمنطقة شرق أسيوط، تاركة خلفها حقيبة تحتوي على متعلقاتها الشخصية، تأتي هذه الوقائع بالتزامن مع جريمة قتل وقعت الأسبوع الماضي بمحافظة الإسماعيلية، قام خلالها المتهم، بقطع رأس المجني عليه، والتجول بها في شوارع المدينة فيما وصف بأنه «جريمة بشعة».
الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع، أكدت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن ظاهرة الانتحار كانت سبباً في نشأة علم الاجتماع، من خلال عالم الاجتماع الفرنسي دوركايم الذي اهتم بظاهرة الانتحار من القرن التاسع عشر، واكتشف أربع أنواع من الانتحار من بينها الانتحار الإيثاري من أجل الأمة، كمن يفجر نفسه حالياً بحزام ناسف، كما يأخذ الانتحار شكلاً مقدساً أحياناً مثل النوع الذي يسمى كاميكازي في اليابان.
وقالت هدى زكريا إن «الحالات التي نشهدها حالياً هي نوع من الانتحار من أجل أسباب أنانية، وأشياء تخص صاحب الحادثة، وهي نتيجة لانتشار الأنانية والفردية في المجتمع، والنزعة نحو الفردية والأنانية، حيث ينحصر الفرد في نفسه وأحلامه الخاصة، ويصبح التعامل مع المجتمع مشكلة بالنسبة له»، مشيرة إلى أن «جريمة الإسماعيلية تظهر حالة توحش المجتمع».
بدورها قالت الدكتورة إيمان عبد الله، أستاذ علم الاجتماع، لـ«الشرق الأوسط» إن «الانتحار ظاهرة عالمية، وتزيد النسبة بين المراهقين بسبب الضغط واليأس، إضافة إلى أن التنمر قد يكون أحد الأسباب، أو اعتقاد الشخص أن مشكلته ليس لها حل، مما يجعل رؤيته مظلمة لحياته ومستقبله، إلى جانب إحساسه بالعداء للمجتمع أو رغبته في تقليد أشخاص انتحروا»، مشيرة إلى أن «المرض النفسي قد يكون أحد أسباب الانتحار».
وهذه ليست الحوادث الأولى من نوعها ففي سبتمبر (أيلول) الماضي، ألقى طالب بكلية الطب بنفسه من أعلى مبنى الجامعة بمدينة 6 أكتوبر، وفي نفس الشهر ألقت فتاة جامعية بنفسها من الطابق السادس داخل مول تجاري وسط القاهرة، وخلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قفزت طالبة جامعية من الطابق العاشر بأحد مباني منطقة الهرم.
وقالت هدى زكريا إن «الشباب حالياً يعاني حالة من الضعف، وعدم التفاعل الصحي مع المجتمع، ونزعة عدائية تجاه المجتمع، تجعله يرغب في معاقبته من خلال الانتحار وإلقاء اللوم عليه لأنه سبب المشكلة، وهو ما يدفعهم للإقدام على الانتحار بطرق فيها نوع من الظهور، فهو يريد أن يقول المجتمع إنه انتحر لأنه لم يلقَ دعماَ ومساندة»، وأشارت هدى زكريا إلى أن «معظم الشباب يعيشون حالياً في العالم الافتراضي، وهو ما يجعلهم أكثر عزلة، وأكثر عدائية تجاه المجتمع».
وأوضحت إيمان عبد الله أن «المنتحر لم يعد يتحمل الألم، ويحاول أن يمنح لمن حوله رسالة بأنه سيريحهم منه، وسط شعور بين الأنا والأنا الأعلى»، مشيرة إلى «وضع الشاب تحت ضغط دائماً من الأسرة والمجتمع يجعله عرضة للاكتئاب الذي قد يؤدي للانتحار»، مطالبة الأسرة بالتنبه لأي تغيرات تطرأ على الأبناء.
ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية الصادر نهاية عام 2019 فإن هناك حالة انتحار حول العالم كل 40 ثانية، وأكثر من نصف المنتحرين دون سن 45 وفي فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً، وبحسب التقرير تحتل مصر المرتبة الأولى عربياً في حوادث الانتحار، حيث شهدت 3799 حالة انتحار خلال عام 2016. وإن نفت مصر هذه الأرقام معتمدة على إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء التي تقول إن عام 2017 شهد 69 حالة انتحار فقط.
واهتمت وسائل الإعلام المصرية بنشر أخبار حوادث الانتحار، وتفاصيل جرائم القتل، وهو ما وضعته منظمة الصحة ضمن أسباب انتشار الانتحار من خلال دفع الناس للتقليد.
وهنا تقول هدى زكريا إن «الإعلام يلعب دوراً سلبياً بالتركيز على (الترند)، ويمارس قتلاً بطيئاً للمجتمع، بنقله مظاهر توحشه».
مصر
أخبار مصر
[ad_2]
Source link