كيف يتعافى العالم من جراحاته وآلامه؟.. وصفة سعودية هي الترياق

كيف يتعافى العالم من جراحاته وآلامه؟.. وصفة سعودية هي الترياق

[ad_1]

30 أكتوبر 2021 – 24 ربيع الأول 1443
12:13 PM

“العساف” لـ”سبق”: مجموعة العشرين أمام تحديات سياسية واقتصادية ومناخية

كيف يتعافى العالم من جراحاته وآلامه؟.. وصفة سعودية هي الترياق

طرح أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن العساف لـ “سبق” عددًا من التساؤلات المتوقعة من قمة إيطاليا؛ حيث إنه بالعودة إلى بدايات تأسيس قمة العشرين أصبح الجميع يدرك أسباب نشأتها، ولكن المهم ماذا حققت؟ وهل قراراتها ملزمة؟ وما المتوقع منها في قمة إيطاليا؟

وأضاف أنه ربما هذه التساؤلات وغيرها تفرض نفسها على المشهد اليومي مع بدء العد التنازلي لتدشين القمة، والتي كان لها أثر لا ينسى في انتشال العالم من أزمته الاقتصادية الشهيرة عام 2008، وما تمخض عنها من برامج ودعوات أسهمت في تخفيف معاناة بعض الدول الفقيرة، والتذكير بحاجتها إلى مد يد العون لها، ليس بالقروض بل بالبرامج والدراسات التي تجعلها أكثر اعتمادًا على نفسها.

وقال إنه كما كان للقمم السابقة أدوارها في التذكير بالمناخ والتعاون على المحافظة على الحياة وعدم الانسياق خلف الصناعة دون الالتفات لما تخلفه من آثار مدمرة للإنسان والبيئة على المدى المتوسط والبعيد، ومما يدل على أهميتها أن قمم العشرين ينتظرها الكثير من رؤساء العالم، ومن الدول الأقل نموًّا التي تنتظر ما ستسفر عنه مخرجاتها من مساعدات وبرامج تنموية واقتصادية تساعدها على تحقيق متطلباتها، والاعتماد على مميزاتها النسبية، ورفد اقتصادها بمصادر محلية توفر لها النقد ولمواطنيها العمل.

وأوضح أن قمة إيطاليا تأتي بعد قمة استثنائية وأخرى اعتيادية في الرياض رسمت الأمل وقادت جهودًا دولية أفضت إلى التزامات بأكثر من 21 مليار دولار أمريكي بهدف دعم إنتاج الأدوات التشخيصية والعلاجية واللقاحات وتوزيعها وإتاحتها، كما قامت بضخّ أكثر من 11 تريليون دولار لدعم الاقتصاد العالمي، وجدولة ديون الدول الفقيرة.

وبيّن “العساف” أن القمة المرتقبة في إيطاليا تأتي مثقلة بملفات سياسية، وأمنية واقتصادية، وصحية، وبيئية، وإنسانية، وثقافية؛ فالاقتصاد العالمي لم يتعافَ بعد من جائحة كورونا التي ألقت بضلالها وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد العالمي، وما زال العالم يتلمّس خطواته في توجيه الاقتصاد للمسار الصحيح للتعافي واستعادة قوته ومكانته؛ حيث ألمحت بعض التقارير الصادرة عن البنك الدولي إلى حاجة الاقتصاد العالمي إلى خمس سنوات للنهوض من كبوته.

وأشار إلى أن ما دام الحديث عن الاقتصاد فهو مرتبط بشكل رئيس بالسبب الذي يقف خلف تعثره، وهي الأزمة الصحية العالمية التي كان لها آثارها الصحية والنفسية والاقتصادية على مختلف العالم الذي لم تستطع مختبراته ومعامله وأطباؤه الوقوف بوجه هذا الفيروس الذي بدأ يتمرّد على اللقاحات ويطوّر نفسه، فالعالم اليوم يترقّب من قمة العشرين في إيطاليا العمل المشترك وتبادل الخبرات والابتعاد عن المناكفات السياسية من أجل القضاء على هذا الوباء.

وأردف أن جائحة كورونا كشفت نقاط ضعف الأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم، ومثلت فرصة فريدة لإعادة تعريف قيمة التضامن بين الدول في أوقات الأزمات بشكل عام والأزمات المشتركة بشكل خاص، كما أن هذه الأزمة عرت العولمة وفضحت أنانية بعض الدول واحتكارها للمنتجات الطبية وعدم السماح بتصديرها للخارج؛ في مخالفة صريحة لبنود منظمة التجارة العالمية.

وزاد: إن الاقتصاد لن يكتب له التعافي في ظل بيئات غير آمنة، وفي وجود إرهاب الدولة ورعاية الإرهاب وصناعة الميليشيات والخلايا الإرهابية العابرة بهذا الوباء للحدود، فإذا أراد العشرون الكبار التسريع في تعافي اقتصادهم فلا بد من تجفيف منابع الإرهاب ومصادره والحديث بصوت واحد والإشارة بأصبع واحدة إلى رعاة الإرهاب.

واستشهد “العساف” بما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وأكد عليه في كلمته “أمام قمة بريزبن التي عقدت في أستراليا في نوفمبر 2014” على الارتباط الوثيق بين الاقتصاد المستقرّ والسلم العالمي حين قال: “ولا يَخفَى على الجميعِ الارتباطُ الوثيق بين النّموِّ الاقتصادي والسِّلمِ العالمي؛ إذ لا يُمكنُ تحقيقُ أحدِهما دونَ الآخر؛ الأمرُ الذي يتطلَّبُ منَّا جميعاً التعاونَ والعملَ لمُعالجةِ القضايَا التي تُمثِّلُ مصدرَ تهديدٍ لِهذا السِّلم”.

وأكمل أنه حتى لا نبتعد كثيرًا عن الاقتصاد ولأن التجارة العالمية متشابكة ومعقدة فلا بد من الحديث بشكل أو بآخر بتداعيات الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، وتحول الأخيرة للتصعيد باتجاه حرب باردة وتشطير العالم، إما معنا وإما ضدنا، وانعكاساته على الأمن والتجارة العالمية.

وقال: إنه سياسياً قد يطغى الملف الأفغاني على بقية الملفات السياسية؛ لما شكله الانسحاب الأمريكي من هذا البلد من تداعيات لم يتبين منها سوى رأس الجبل، كما أن الأزمة الليبية ستحظى بنصيبها لما تشكله من أهمية خاصة للبلد المضيف، كما لن يغيب عنها الأزمة السياسية بين واشنطن وبكين التي بدأت تطل برأسها وتفرض نفسها على الأحاديث السياسية.

وبيّن أن للمناخ حضوره الكبير في هذه القمة التي تسعى إلى تمكين اتفاقيات استشرافية طموحة في إطار عمل اتفاقيات ريو “3” على المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر وتأثير الوباء على الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية، من أجل حماية كوكب الأرض ومعالجة التغير المناخي والحفاظ على البيئة لتحقيق عالم خال من الكربون.

ونوه “العساف” إلى أنه إنسانيًّا سيتم التطرُّق لحقوق الإنسان بالعيش الكريم وتوفير فرص العمل، والمساواة في الفرص والأجور ودعم المشاريع الصغيرة، وتمكين المرأة، كما ستحضر الثقافة في هذه القمة وأهمية القيم الثقافية العامة لكل دولة والمشتركات الثقافية وإذابة الفوارق بين الثقافات، ودورها في التقريب بين الشعوب والدول، ومعالجات الأزمات السياسية والمناخية.

واختتم أستاذ الإعلام السياسي بكلمة السر التي قالها خادم الحرمين الشريفين في كلمته بختام اجتماعات قمة الرياض: “إن التعاون هو حجر الأساس لنجاحات مجموعة العشرين”.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply