[ad_1]
من التغیُّرات الاجتماعیة التي لم تكن موجودة بكثرة من قبل في مجتمعنا أن نرى الشباب یبحثون عن الفتیات العاملات للزواج منهن بهدف الحصول على راتب الزوجة، بل في الماضي غیر البعید كانت المرأة العاملة مستبعدة من قائمة المواصفات المثالیة المؤهَّلة للزواج خوفًا من انشغالها بالعمل عن رعایة البیت والزوج والأبناء، لكن الآن أصبح كثیر من الشباب یشترط أن تكون الفتاة المرشَّحة للزواج ذات وظیفة تدرُّ علیه دخلاً ثابتًا!!
وفي هذا السیاق هناك نقاشات كثیرة ووجهات نظر متنوعة.. فالعمل یأخذ من الزوجة جهدًا ووقتًا غیر قلیلَيْن، ویشغل حیزًا من تفكیرها واهتمامها، والزوج الذي یعیش مع زوجة عاملة لا بد أن یتنازل عن بعض حقوقه، كتفرغ زوجته له، ورعایتها لشؤون البیت والأبناء.. فهل یستحق الزوج بذلك أخذ جزء من راتب الزوجة، یساعده في تحمُّل أعباء الحیاة أم لیس له ذلك؟!!
في المقابل یتساءل البعض: هل من حق الزوج أن یمنع زوجته من العمل بحجة أن ذلك یشغلها عن العنایة به وببیته وأسرته؟! ولماذا إذن تعلَّمت وقضت سنوات من حیاتها في الدراسة؟! هل قضت كل هذه السنوات في التعلیم لتجلس في البیت في النهایة، تخدم زوجها وأولادها؟!! وهل لها أن تعمل بغض النظر عن موافقة زوجها من عدمها؟!! أم علیها أن تُسكته بجزءٍ من راتبها كي یرضى عما قد یحدث من تقصیر في حقه؟! وإذا كان الشاب یبحث الآن عن زوجة عاملة، تشاركه أعباء الحیاة وتكالیفها المادیة، فهل یجب علیه أن یصارحها من البدایة بذلك الأمر؟! وهل من المناسب أن یشترط في عقد النكاح أن تعطیه زوجته العاملة نصف راتبها مثلاً أو أن یُجلسها في البیت؟!! وهل من المقبول أن تشترط الزوجة أن یسمح لها زوجها بالعمل، وأن یكون كامل راتبها لها، ولا یأخذ منه شیئًا؟!! وهل مثل هذه الشروط مفیدة لاستقرار الحیاة الزوجیة؟ وفي حال اتفق الزوجان على ذلك فمن یضمن وقوف الزوج إلى جانب زوجته لمواصلة مشوارها الوظیفي دون أن یتشكَّى من أي تقصیر یقع منها بسبب أعباء العمل؟!!
الواقع أن بعض الزوجات ترى أن راتبها لا بد أن یكون من حقها وحدها، وأن لها أن تشترط على الزوج أن یتركها تعمل، وألا یأخذ شیئًا من راتبها.. والبعض الآخر یرى أن الحیاة الزوجیة مشاركة في كل شيء، وخصوصًا في حمْلِ مسؤولیة الأسرة، وتحمُّل أعباء وتكالیف المعیشة.. ویستنكر بعض الأزواج أن تستأثر الزوجة براتبها كله، ثم ترهق زوجها بمطالبها المادیة التي لا تنتهي!!
في الحقیقة، ینبغي ألا یكون هناك أي صراع أسري أو اجتماعي مهما تعددت الآراء حول (راتب الزوجة)؛ إذ لا بد في النهایة من وجود تفاهم واتفاق بین الزوجین من أجل مستقبل أبنائهما. وقد رتب الشرع على عقد الزواج شروطًا وواجباتٍ محددة على كلٍّ من الرجل والمرأة؛ ویجب على الطرفین احترام ذلك حفاظًا على استقرار الأسرة، وسعادة أبنائها.
وینبغي أن تكون الحیاة بین الزوجین بعیدة عن التفكیر المادي المجرد من المشاعر الملیئة بالود والتفاني والتضحیة.. فعلى كلٍّ من الزوجین أن یتفانى في إسعاد زوجه.. ومؤكَّدٌ أن أصحاب الهمم العالیة والنفوس الكریمة من الرجال لا یرضون بأخذ شيء من أموال زوجاتهم، وإن اضطرتهم الظروف إلى ذلك فیكون في أضیق الحدود. كما أن الرحمة والمروءة توجب على الزوجة التي لها راتب أن تبادر بمد ید العون لزوجها دون طلب منه، وأن تقف معه، وتساعده في مواجهة مصاعب الحیاة، وتحمُّل أعبائها دون منٍّ أو أذى.
وفي الواقع فقد تغیَّر مجتمعنا كثیرًا في مسألة الإنفاق على الأسرة؛ فبعد أن كان الرجل یلبِّي وحده جمیع مطالبها ومستلزماتها صارت المرأة تشارك في تأمین حاجیَّات المنزل المختلفة من مأكلٍ أو ملبس، كما تشارك في تأمین مصاریف تعلیم الأبناء وتكالیف دراستهم، بل تقف الآن بجانب زوجها، وتشارك بجزءٍ من راتبها في بناء منزل الأسرة، وتسدید أقساطه.
زوجي عینه على راتبي!!
غسان محمد عسيلان
سبق
2020-11-30
من التغیُّرات الاجتماعیة التي لم تكن موجودة بكثرة من قبل في مجتمعنا أن نرى الشباب یبحثون عن الفتیات العاملات للزواج منهن بهدف الحصول على راتب الزوجة، بل في الماضي غیر البعید كانت المرأة العاملة مستبعدة من قائمة المواصفات المثالیة المؤهَّلة للزواج خوفًا من انشغالها بالعمل عن رعایة البیت والزوج والأبناء، لكن الآن أصبح كثیر من الشباب یشترط أن تكون الفتاة المرشَّحة للزواج ذات وظیفة تدرُّ علیه دخلاً ثابتًا!!
وفي هذا السیاق هناك نقاشات كثیرة ووجهات نظر متنوعة.. فالعمل یأخذ من الزوجة جهدًا ووقتًا غیر قلیلَيْن، ویشغل حیزًا من تفكیرها واهتمامها، والزوج الذي یعیش مع زوجة عاملة لا بد أن یتنازل عن بعض حقوقه، كتفرغ زوجته له، ورعایتها لشؤون البیت والأبناء.. فهل یستحق الزوج بذلك أخذ جزء من راتب الزوجة، یساعده في تحمُّل أعباء الحیاة أم لیس له ذلك؟!!
في المقابل یتساءل البعض: هل من حق الزوج أن یمنع زوجته من العمل بحجة أن ذلك یشغلها عن العنایة به وببیته وأسرته؟! ولماذا إذن تعلَّمت وقضت سنوات من حیاتها في الدراسة؟! هل قضت كل هذه السنوات في التعلیم لتجلس في البیت في النهایة، تخدم زوجها وأولادها؟!! وهل لها أن تعمل بغض النظر عن موافقة زوجها من عدمها؟!! أم علیها أن تُسكته بجزءٍ من راتبها كي یرضى عما قد یحدث من تقصیر في حقه؟! وإذا كان الشاب یبحث الآن عن زوجة عاملة، تشاركه أعباء الحیاة وتكالیفها المادیة، فهل یجب علیه أن یصارحها من البدایة بذلك الأمر؟! وهل من المناسب أن یشترط في عقد النكاح أن تعطیه زوجته العاملة نصف راتبها مثلاً أو أن یُجلسها في البیت؟!! وهل من المقبول أن تشترط الزوجة أن یسمح لها زوجها بالعمل، وأن یكون كامل راتبها لها، ولا یأخذ منه شیئًا؟!! وهل مثل هذه الشروط مفیدة لاستقرار الحیاة الزوجیة؟ وفي حال اتفق الزوجان على ذلك فمن یضمن وقوف الزوج إلى جانب زوجته لمواصلة مشوارها الوظیفي دون أن یتشكَّى من أي تقصیر یقع منها بسبب أعباء العمل؟!!
الواقع أن بعض الزوجات ترى أن راتبها لا بد أن یكون من حقها وحدها، وأن لها أن تشترط على الزوج أن یتركها تعمل، وألا یأخذ شیئًا من راتبها.. والبعض الآخر یرى أن الحیاة الزوجیة مشاركة في كل شيء، وخصوصًا في حمْلِ مسؤولیة الأسرة، وتحمُّل أعباء وتكالیف المعیشة.. ویستنكر بعض الأزواج أن تستأثر الزوجة براتبها كله، ثم ترهق زوجها بمطالبها المادیة التي لا تنتهي!!
في الحقیقة، ینبغي ألا یكون هناك أي صراع أسري أو اجتماعي مهما تعددت الآراء حول (راتب الزوجة)؛ إذ لا بد في النهایة من وجود تفاهم واتفاق بین الزوجین من أجل مستقبل أبنائهما. وقد رتب الشرع على عقد الزواج شروطًا وواجباتٍ محددة على كلٍّ من الرجل والمرأة؛ ویجب على الطرفین احترام ذلك حفاظًا على استقرار الأسرة، وسعادة أبنائها.
وینبغي أن تكون الحیاة بین الزوجین بعیدة عن التفكیر المادي المجرد من المشاعر الملیئة بالود والتفاني والتضحیة.. فعلى كلٍّ من الزوجین أن یتفانى في إسعاد زوجه.. ومؤكَّدٌ أن أصحاب الهمم العالیة والنفوس الكریمة من الرجال لا یرضون بأخذ شيء من أموال زوجاتهم، وإن اضطرتهم الظروف إلى ذلك فیكون في أضیق الحدود. كما أن الرحمة والمروءة توجب على الزوجة التي لها راتب أن تبادر بمد ید العون لزوجها دون طلب منه، وأن تقف معه، وتساعده في مواجهة مصاعب الحیاة، وتحمُّل أعبائها دون منٍّ أو أذى.
وفي الواقع فقد تغیَّر مجتمعنا كثیرًا في مسألة الإنفاق على الأسرة؛ فبعد أن كان الرجل یلبِّي وحده جمیع مطالبها ومستلزماتها صارت المرأة تشارك في تأمین حاجیَّات المنزل المختلفة من مأكلٍ أو ملبس، كما تشارك في تأمین مصاریف تعلیم الأبناء وتكالیف دراستهم، بل تقف الآن بجانب زوجها، وتشارك بجزءٍ من راتبها في بناء منزل الأسرة، وتسدید أقساطه.
30 نوفمبر 2020 – 15 ربيع الآخر 1442
11:20 PM
زوجي عینه على راتبي!!
من التغیُّرات الاجتماعیة التي لم تكن موجودة بكثرة من قبل في مجتمعنا أن نرى الشباب یبحثون عن الفتیات العاملات للزواج منهن بهدف الحصول على راتب الزوجة، بل في الماضي غیر البعید كانت المرأة العاملة مستبعدة من قائمة المواصفات المثالیة المؤهَّلة للزواج خوفًا من انشغالها بالعمل عن رعایة البیت والزوج والأبناء، لكن الآن أصبح كثیر من الشباب یشترط أن تكون الفتاة المرشَّحة للزواج ذات وظیفة تدرُّ علیه دخلاً ثابتًا!!
وفي هذا السیاق هناك نقاشات كثیرة ووجهات نظر متنوعة.. فالعمل یأخذ من الزوجة جهدًا ووقتًا غیر قلیلَيْن، ویشغل حیزًا من تفكیرها واهتمامها، والزوج الذي یعیش مع زوجة عاملة لا بد أن یتنازل عن بعض حقوقه، كتفرغ زوجته له، ورعایتها لشؤون البیت والأبناء.. فهل یستحق الزوج بذلك أخذ جزء من راتب الزوجة، یساعده في تحمُّل أعباء الحیاة أم لیس له ذلك؟!!
في المقابل یتساءل البعض: هل من حق الزوج أن یمنع زوجته من العمل بحجة أن ذلك یشغلها عن العنایة به وببیته وأسرته؟! ولماذا إذن تعلَّمت وقضت سنوات من حیاتها في الدراسة؟! هل قضت كل هذه السنوات في التعلیم لتجلس في البیت في النهایة، تخدم زوجها وأولادها؟!! وهل لها أن تعمل بغض النظر عن موافقة زوجها من عدمها؟!! أم علیها أن تُسكته بجزءٍ من راتبها كي یرضى عما قد یحدث من تقصیر في حقه؟! وإذا كان الشاب یبحث الآن عن زوجة عاملة، تشاركه أعباء الحیاة وتكالیفها المادیة، فهل یجب علیه أن یصارحها من البدایة بذلك الأمر؟! وهل من المناسب أن یشترط في عقد النكاح أن تعطیه زوجته العاملة نصف راتبها مثلاً أو أن یُجلسها في البیت؟!! وهل من المقبول أن تشترط الزوجة أن یسمح لها زوجها بالعمل، وأن یكون كامل راتبها لها، ولا یأخذ منه شیئًا؟!! وهل مثل هذه الشروط مفیدة لاستقرار الحیاة الزوجیة؟ وفي حال اتفق الزوجان على ذلك فمن یضمن وقوف الزوج إلى جانب زوجته لمواصلة مشوارها الوظیفي دون أن یتشكَّى من أي تقصیر یقع منها بسبب أعباء العمل؟!!
الواقع أن بعض الزوجات ترى أن راتبها لا بد أن یكون من حقها وحدها، وأن لها أن تشترط على الزوج أن یتركها تعمل، وألا یأخذ شیئًا من راتبها.. والبعض الآخر یرى أن الحیاة الزوجیة مشاركة في كل شيء، وخصوصًا في حمْلِ مسؤولیة الأسرة، وتحمُّل أعباء وتكالیف المعیشة.. ویستنكر بعض الأزواج أن تستأثر الزوجة براتبها كله، ثم ترهق زوجها بمطالبها المادیة التي لا تنتهي!!
في الحقیقة، ینبغي ألا یكون هناك أي صراع أسري أو اجتماعي مهما تعددت الآراء حول (راتب الزوجة)؛ إذ لا بد في النهایة من وجود تفاهم واتفاق بین الزوجین من أجل مستقبل أبنائهما. وقد رتب الشرع على عقد الزواج شروطًا وواجباتٍ محددة على كلٍّ من الرجل والمرأة؛ ویجب على الطرفین احترام ذلك حفاظًا على استقرار الأسرة، وسعادة أبنائها.
وینبغي أن تكون الحیاة بین الزوجین بعیدة عن التفكیر المادي المجرد من المشاعر الملیئة بالود والتفاني والتضحیة.. فعلى كلٍّ من الزوجین أن یتفانى في إسعاد زوجه.. ومؤكَّدٌ أن أصحاب الهمم العالیة والنفوس الكریمة من الرجال لا یرضون بأخذ شيء من أموال زوجاتهم، وإن اضطرتهم الظروف إلى ذلك فیكون في أضیق الحدود. كما أن الرحمة والمروءة توجب على الزوجة التي لها راتب أن تبادر بمد ید العون لزوجها دون طلب منه، وأن تقف معه، وتساعده في مواجهة مصاعب الحیاة، وتحمُّل أعبائها دون منٍّ أو أذى.
وفي الواقع فقد تغیَّر مجتمعنا كثیرًا في مسألة الإنفاق على الأسرة؛ فبعد أن كان الرجل یلبِّي وحده جمیع مطالبها ومستلزماتها صارت المرأة تشارك في تأمین حاجیَّات المنزل المختلفة من مأكلٍ أو ملبس، كما تشارك في تأمین مصاریف تعلیم الأبناء وتكالیف دراستهم، بل تقف الآن بجانب زوجها، وتشارك بجزءٍ من راتبها في بناء منزل الأسرة، وتسدید أقساطه.
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link