[ad_1]
20 أكتوبر 2021 – 14 ربيع الأول 1443
10:54 PM
تمكّن من رسم الجمجمة البشرية وإظهاره أدق تفاصيلها
“الساحة الحمراء بموسكو” حلم مبتعث أتقن 3 لغات.. وهذه قصة تكريم حفيدة رسام روسي له
لم يكن يتوقع “عبدالمحسن العنزي” أن محبته للساحة الحمراء أو الميدان الأحمر؛ القلعة الملكية السابقة والمقر الرسمي لرئيس جمهورية روسيا في موسكو؛ ستجعله يومًا يقف في تلك البقعة بعد تعذّر ضمّه لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
“العنزي” طالب السنة الرابعة في مرحلة البكالوريوس بتخصص الطب البشري الوحيد في جامعة موسكو الطبية الأولى “سيتشنوف”، ويُتقن 3 لغات، تمكّن من رسم الجمجمة البشرية وإظهاره أدق تفاصيلها، وكُرِم من قِبل حفيدة الرسام الروسي الشهير فيكتور فاسنتسوف.
“العنزي” تحدّث عن شغف التخصص منذ الطفولة لـ”سبق”، وقال: كنت في صغري أعشق حصص التربية الفنية وأهتم بالرسم كثيرًا، وفي كل مرة يسألني مُعلمي عن حلم المستقبل فكانت الإجابة “رسام ودكتور” في الوقت نفسه، ولا أعلم سببًا حقيقيًا لهذه الإجابة سِوى كوني هاويًا للرسم وشغوفًا بالطب، وحلمي نحو الساحة الحمراء بموسكو.
ازدادت رغبة وشغف “العنزي” للسير خلف حلمه الذي يزداد كلما يسمع والده يُسميه منذ صغره “الدكتور عبدالمحسن”، ومن هنا واصل بحثه وقراءته عن الطب في البلدة التي تحتل الأكبر في العالم من حيث المساحة وتقع في شمال أوراسيا، وأحلامه تراوده بين زيارتها للدراسة وتحقيق حلم التخرّج من وسط مبانيها الجميلة، إلا أن الصورة الذهنية عنها في أوساط المجتمع المحيطة به كانت تصطدم بأحلامه ما بين صعوبة تعلّم اللغة الروسية أو مخيفة وتتغلّب عليها عنصرية مواطنيها.
حِلم “العنزي” بدأت تفاصيله بعد تخرّجه من المرحلة الثانوية بالرياض، وتحقيقه العلامات الجيّدة في الدراسة والاختبارات المهنية، حيث كانت رغبة والده أن يُكمل الطب في الجامعات السعودية، إلا أن الله لم يشاء له سوى القبول في التخصصات العلمية الأخرى، ما جعل الخيبة والحزن تُحيط به وتُبعثر أحلامه التي لطالما أطلق عنان الخيال في محيطها.
بالفعل استطاع “عبدالمحسن” إقناع والده بأن المستقبل الكبير ينتظره في “موسكو” وأن تحتوي على جامعة عريقة بالطب ويتجاوز عمرها 260 عامًا، وتُعد الأعرق في روسيا الاتحادية وشرق أوروبا، ـ جامعة موسكو الطبية الأولى “سيتشنوف”.
بدأ “طالب الطب” خطواته الأولى بالتواصل مع وزارة التعليم، والتي أفادت بأنها جامعة معترف بها، وبإمكانه الانضمام لبرنامج الابتعاث بعد إكماله 30 ساعة أكاديمية، وبالفعل تحقّق الحلم بزيارة روسيا للمرة الأولى في حياته عام 2017م.
لم تكن المرحلة الدراسية الأولى بالسهلة على “عبدالمحسن” كغيره من طلاب الابتعاث، إلا أن مهلة شهرين كادت تُنهي مستقبله وتُعيده لأهله بحجة صعوبة اللغة الروسية لولا استمرار تحفيز أهله له بأن لقب دكتور لا يأتي بالسهولة، ومن هنا بدأ مرحلة الجد والاجتهاد نحو الحلم المُرتقب.
قرّر “العنزي” زيارة الساحة الحمراء في موسكو ـ حِلم الصغر ـ واقِفًا في منتصفها وعبارات التأمل تكاد لا تُفارقه “ما على الله شيء صعب.. وما في الدنيا شيء مستحيل.. يا رب توفيقك”.
أنهى “طالب الابتعاث” مرحلة دراسة اللغة، وبالفعل تم قبوله في جامعة موسكو الطبية الأولى “سيتشنوف” في تخصّص الطب البشري باللغة الروسية. وعن لحظات دخول الجامعة، وصف ذلك بمشاعر الحلم والرهبة؛ التي لطالما تجاوزها بالانخراط بين زملائه الباحثين عن اكتشاف هذا التخصّص. وعلى الرغم من كونه أنهى 30 ساعة أكاديمية كما طلبت وزارة التعليم للانضمام لبرنامج الابتعاث إلا أنه فوجئ بالرد “نعتذر عن قبولك بسبب أن روسيا الاتحادية ليست من ضمن دول الابتعاث”.
لم يستسلم “العنزي”، وقرّر إكمال حلمه على حسابه الخاص، متقنًا ٣ لغات (إنجليزية، روسية، تركية)، وباحثًا عن رفع اسم الوطن عاليًا في دول الابتعاث، وبالفعل شارك في مسابقة “الرسم التشريحي” بكلية التشريح، وكانت مشاركته الفنية تُلخّص رسم أجزاء من جسم الإنسان وتحديدًا الجمجمة، وقدّم ذلك لرئيس الكلية، موضّحًا أن رغبته تمثيل وطنه أولاً بعد علمه بأنه أول مشارك عربي ما زاد رغبته وحماسه بالفوز في المسابقة. وبالفعل كُرِّم من قِبل حفيدة الرسام الروسي الشهير “فيكتور فاسنتسوف” بعد أن نالت اللوحة الفنية الإعجاب.
وختم “العنزي” حديثه لـ”سبق”: أحمد الله على توفيقه.. وأسأله أن يُعينني على اكمال مرحلة الدراسة في السنة الرابعة على التوالي وتمثيل الوطن خير تمثيل. وأخيرًا: “حلم الدراسة في موسكو لم يكن قرارًا خاطئًا بل كان رائعًا وموفقّا، وأن الله اختار لي طريقًا ناجحًا بإذنه، وأدعوه بأن يُوفقني لإكماله وخدمة ديني ووطني على الوجه الذي يُرضيه عنّا”.
=
[ad_2]
Source link