[ad_1]
نظمتها جمعية “إعلاميون”
طالب المشاركون في ندوة (التلفزيون وتحديات القرن الـ 21) التي نظمتها جمعية “إعلاميون” بمقرها بحي الملقا، بمناسبة اليوم العالمي للتلفزيون، بتمكين الشباب والبعد عن “الشللية”، والاستفادة من تجربة الصحف الورقية، وتقديم ما يريده المشاهد أولاً، مؤكدين في هذا الصدد أن جهاز التلفاز سوف يكون له صفة الاستمرارية في ظل التقدم التقني والمعلوماتي الذي يشهده العالم.
وفي بداية الندوة عبر رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” سعود بن فالح الغربي، عن سعادته بالحديث عن وسيلة إعلامية أصيلة بحضور عدد من الضيوف الذين لهم تجارب ثرية في العمل في هذا الجهاز وخبرات كبيرة.
وقال: “نتطلع إلى أن نخرج من مثل هذه الندوة بالعديد من النقاط والتوصيات التي تسهم في تعزيز دور هذا الجهاز الأصيل”.
من جانبها، قالت هيام الكيلاني المستشارة الإعلامية والمخرجة، إنه “يجب التفرقة بين التلفزيون الحكومي والتلفزيون الخاص، وحيث الحديث عن التلفزيون الحكومي أؤكد لكم بأنه باقٍ رغم التغيرات والتطورات التي نعيشها والثورة التقنية التي يشهدها العالم، وأن التلفزيون الحكومي سوف يظل في خارطة المملكة مع مر السنوات”.
وتساءلت “الكيلاني”، عن غياب البرامج الموجهة للأطفال، وكذلك أين ذهبت البرامج الترفيهية الموجهة للشباب وبرامج الترويح عن النفس والمسابقات والمنافسات التي كان يزخر بها التلفزيون الحكومي في سنوات ماضية.
وطالبت بالعمل على إغلاق صالونات “الشللية” والمحسوبيات في التلفزيون، والسماح للشباب من خريجي الإعلام والتلفزيون بالعمل في هذا الجهاز وتقديم أفكارهم ودعمها وتعزيزها وتطويرها؛ لتتحول إلى برامج تلفزيونية مميزة ورائعة، حيث إن نسبة الشباب تمثل 70 % من المشاهدين للتلفزيون.
ولفتت الكيلاني إلى أن المطلوب حالياً تطوير واستثمار الشباب في التلفزيون ومن خلال البرامج وتقديم أفكار جديدة، مشيرة إلى أن التلفزيون السعودي كانت تخصص له ميزانية تقدر بـ 2 مليار ريال، ولكن المنتجات التي يقدمها أقل من المتوقع والطموحات لذلك يجب أن نسأل أنفسنا أين الخلل؟
وقالت: “الدولة لم تقصر في دعم هذا الجهاز ولكن القائمين عليه لم يعملوا على تطوير ما لديهم من برامج، وكذلك لم يسهموا في السماح للشباب بالعمل على تقديم أفكارهم وإبداعاتهم لتعزيز دور هذا الجهاز، بل كان هناك المحسوبية التي انتشرت في مفاصل التلفزيون، مما تسبب في ترهل العمل وقلة جودة البرامج وتكرار الأفكار”.
وطالبت “الكيلاني” بضرورة تطوير العاملين في هذا الجهاز من فنيين ومذيعين، مضيفة “لا يجب أن ينحصر العمل على الشللية والمزايدات والمصالح الشخصية، ويجب العمل على فكرة أن هذا الجهاز لا يزال له جمهور وأن هذا الجمهور ليس بالمتلقي الساذج، بل لديه إدراك وفكر وأن أمامه الفضاء الرحب ليتنقل بين قنوات العالم”.
وتابعت: “لذلك يجب المحافظة على هذه الميزة وأن هناك من يشاهد التلفزيون الحكومي، ويجب علينا العمل على الحفاظ على هؤلاء المشاهدين، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال العمل الجماعي بعيداً عن المحسوبيات والمصالح الشخصية وأن يكون هناك دور كبير للشباب من خريجي الجامعات وتعزيز حضورهم وإبداعاتهم وأفكارهم في هذا الشاشة الفضية”.
وأعربت “الكيلاني” عن أسفها لإغلاق القناة الثانية الناطقة باللغة الإنجليزية، وهي النافذة الوحيدة التي كان المجتمع السعودي يتواصل من خلالها مع العالم، ويتحدث عن ثقافته وحضارته والتعامل مع الآخر من الأجانب في العالم، وكذلك الأجانب المقيمين في المملكة.
وقالت “الكيلاني”: “نحن في حاجة إلى أن يكون لدينا العديد من القنوات التي تتحدث بلغات العالم مثل الفرنسية والإسبانية والصينية والإنجليزية، التلفزيون السعودي لم يبخل في شراء الأجهزة الحديثة والمتطورة التي تخدم رسالته، وهذا الأجهزة بحاجة إلى أن يتعرف عليها الفنيون القائمون على هذه الأجهزة، وكذلك المخرجين كي يعوا قدرات هذا الأجهزة وما تستطيع القيام به”.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم البعيز، رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود سابقاً إن “التلفزيون هو الوسيلة الإعلامية التي استطاعت أن تكون الوسيلة الإعلامية الدولية، كما أنه تسبب في انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من منظمة اليونسكو لمدة عشر سنوات بسبب رغبة الأخيرة والمعسكر الغربي تجاوز الستار الحديدي في المعسكر الشرقي وإيصال ثقافة الغرب للطرف الآخر من الستار الحديدي”.
وأضاف: “ظهور التلفزيون كان بمثابة رعب لبقية وسائل الإعلام مثل الإذاعة والصحافة والسينما وأنه سوف يلغيها، ولكن يجب التأكيد على أن مثل هذه الأجهزة هي جزء من بناء الدولة الحديثة، حيث تخاطب العالم من خلال هذا الجهاز وتصدر بياناتها وخطاباتها الرسمية من خلاله للعالم أجمع”.
وبين “البعيز” أن التلفزيون باقٍ على الرغم من التقدم التقني وثورة المعلومات والإنترنت، حيث تشير إحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية من عام 2008-2018 أن إيرادات الإعلانات في الصحف الورقية انخفضت من 37 مليار دولار إلى 14 مليار دولار أي بنسبة 62%، وأن إيرادات الإعلانات في القنوات الإخبارية ارتفعت وإيرادات الإعلانات في القنوات المحلية ارتفعت من 7 مليارات إلى 20 ملياراً، كذلك عدد العاملين في القنوات التلفزيونية ارتفع مقبل العاملين في الصحف الورقية، لذلك فإن التلفزيون هو الوسيلة الباقية في ظل التطور التقني وثورة المعلومات.
ولفت “البعيز” إلى أنه على جهاز التلفزيون مواجهة الصعوبات القادمة بثبات وتطوير برامج وتأهيل عاملين، وألا يقع في المشكلة التي وقعت فيها الصحف الورقية والتي لم تدرك الصعوبات التي سوف تواجهها ولم تستشرف المستقبل ولم تعمل على تطوير الصحف الورقية ودفعوا الثمن متأخراً.
وأكد أن قواعد اللعبة قد اختلفت بين جيلين؛ حيث لم يعد للتلفزيون القدرة على تقديم البرامج التي يريدها هو بل يجب على التلفزيون العمل على تقديم ما يريده المشاهد وليس العكس، وفي سباق البقاء في الفضاء المفتوح تسابقت القنوات على استقطاب مشاهير التواصل الاجتماعي ظناً منها أنها سوف تسهم في استقطاب العديد من المشاهدين ولكن هناك معضلة، وتتمثل في صناعة المحتوى.
وقال: “أتذكر عندما افتتح مجمع التلفزيون السعودي عام 1985م كان يحتوي على العديد من الأجهزة المتطورة في ذلك الوقت، ولكن كان لدي هاجس يتمثل في المحتوى الذي سوف يقدم وصناعة المحتوى، وما هي البرامج التي سوف تقدم وما الذي سوف تحتويه من معلومات وثقافة للمتلقي والمشاهد، لذلك عندما بدأ التلفزيون السعودي في البث الفضائي حصل على حيز في القمر الصناعي وقدم من خلاله العديد من القنوات، ولكن للأسف أدرك القائمين على التلفزيون، بأنه لا يوجد لديهم صناعة محتوى ولا يوجد لديهم برامج تغطي هذه القنوات، فاضطروا إلى إغلاق العديد من القنوات، لذلك يجب قبل القيام بأي عمل التأكد من القدرة على تقديم محتوى وعلى تغطية فترة البث بالبرامج المميزة للمشاهد”.
وفي ختام الندوة قدم رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون”، الدروع التذكارية لضيوف الندوة، وكذلك درع لمديرة الندوة الزميلة هناء الركابي عضو جمعية “إعلاميون”.
المشاركون في ندوة “التلفزيون وتحديات القرن الـ21” يطالبون بتمكين الشباب
عبدالحكيم شار
سبق
2020-11-27
طالب المشاركون في ندوة (التلفزيون وتحديات القرن الـ 21) التي نظمتها جمعية “إعلاميون” بمقرها بحي الملقا، بمناسبة اليوم العالمي للتلفزيون، بتمكين الشباب والبعد عن “الشللية”، والاستفادة من تجربة الصحف الورقية، وتقديم ما يريده المشاهد أولاً، مؤكدين في هذا الصدد أن جهاز التلفاز سوف يكون له صفة الاستمرارية في ظل التقدم التقني والمعلوماتي الذي يشهده العالم.
وفي بداية الندوة عبر رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” سعود بن فالح الغربي، عن سعادته بالحديث عن وسيلة إعلامية أصيلة بحضور عدد من الضيوف الذين لهم تجارب ثرية في العمل في هذا الجهاز وخبرات كبيرة.
وقال: “نتطلع إلى أن نخرج من مثل هذه الندوة بالعديد من النقاط والتوصيات التي تسهم في تعزيز دور هذا الجهاز الأصيل”.
من جانبها، قالت هيام الكيلاني المستشارة الإعلامية والمخرجة، إنه “يجب التفرقة بين التلفزيون الحكومي والتلفزيون الخاص، وحيث الحديث عن التلفزيون الحكومي أؤكد لكم بأنه باقٍ رغم التغيرات والتطورات التي نعيشها والثورة التقنية التي يشهدها العالم، وأن التلفزيون الحكومي سوف يظل في خارطة المملكة مع مر السنوات”.
وتساءلت “الكيلاني”، عن غياب البرامج الموجهة للأطفال، وكذلك أين ذهبت البرامج الترفيهية الموجهة للشباب وبرامج الترويح عن النفس والمسابقات والمنافسات التي كان يزخر بها التلفزيون الحكومي في سنوات ماضية.
وطالبت بالعمل على إغلاق صالونات “الشللية” والمحسوبيات في التلفزيون، والسماح للشباب من خريجي الإعلام والتلفزيون بالعمل في هذا الجهاز وتقديم أفكارهم ودعمها وتعزيزها وتطويرها؛ لتتحول إلى برامج تلفزيونية مميزة ورائعة، حيث إن نسبة الشباب تمثل 70 % من المشاهدين للتلفزيون.
ولفتت الكيلاني إلى أن المطلوب حالياً تطوير واستثمار الشباب في التلفزيون ومن خلال البرامج وتقديم أفكار جديدة، مشيرة إلى أن التلفزيون السعودي كانت تخصص له ميزانية تقدر بـ 2 مليار ريال، ولكن المنتجات التي يقدمها أقل من المتوقع والطموحات لذلك يجب أن نسأل أنفسنا أين الخلل؟
وقالت: “الدولة لم تقصر في دعم هذا الجهاز ولكن القائمين عليه لم يعملوا على تطوير ما لديهم من برامج، وكذلك لم يسهموا في السماح للشباب بالعمل على تقديم أفكارهم وإبداعاتهم لتعزيز دور هذا الجهاز، بل كان هناك المحسوبية التي انتشرت في مفاصل التلفزيون، مما تسبب في ترهل العمل وقلة جودة البرامج وتكرار الأفكار”.
وطالبت “الكيلاني” بضرورة تطوير العاملين في هذا الجهاز من فنيين ومذيعين، مضيفة “لا يجب أن ينحصر العمل على الشللية والمزايدات والمصالح الشخصية، ويجب العمل على فكرة أن هذا الجهاز لا يزال له جمهور وأن هذا الجمهور ليس بالمتلقي الساذج، بل لديه إدراك وفكر وأن أمامه الفضاء الرحب ليتنقل بين قنوات العالم”.
وتابعت: “لذلك يجب المحافظة على هذه الميزة وأن هناك من يشاهد التلفزيون الحكومي، ويجب علينا العمل على الحفاظ على هؤلاء المشاهدين، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال العمل الجماعي بعيداً عن المحسوبيات والمصالح الشخصية وأن يكون هناك دور كبير للشباب من خريجي الجامعات وتعزيز حضورهم وإبداعاتهم وأفكارهم في هذا الشاشة الفضية”.
وأعربت “الكيلاني” عن أسفها لإغلاق القناة الثانية الناطقة باللغة الإنجليزية، وهي النافذة الوحيدة التي كان المجتمع السعودي يتواصل من خلالها مع العالم، ويتحدث عن ثقافته وحضارته والتعامل مع الآخر من الأجانب في العالم، وكذلك الأجانب المقيمين في المملكة.
وقالت “الكيلاني”: “نحن في حاجة إلى أن يكون لدينا العديد من القنوات التي تتحدث بلغات العالم مثل الفرنسية والإسبانية والصينية والإنجليزية، التلفزيون السعودي لم يبخل في شراء الأجهزة الحديثة والمتطورة التي تخدم رسالته، وهذا الأجهزة بحاجة إلى أن يتعرف عليها الفنيون القائمون على هذه الأجهزة، وكذلك المخرجين كي يعوا قدرات هذا الأجهزة وما تستطيع القيام به”.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم البعيز، رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود سابقاً إن “التلفزيون هو الوسيلة الإعلامية التي استطاعت أن تكون الوسيلة الإعلامية الدولية، كما أنه تسبب في انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من منظمة اليونسكو لمدة عشر سنوات بسبب رغبة الأخيرة والمعسكر الغربي تجاوز الستار الحديدي في المعسكر الشرقي وإيصال ثقافة الغرب للطرف الآخر من الستار الحديدي”.
وأضاف: “ظهور التلفزيون كان بمثابة رعب لبقية وسائل الإعلام مثل الإذاعة والصحافة والسينما وأنه سوف يلغيها، ولكن يجب التأكيد على أن مثل هذه الأجهزة هي جزء من بناء الدولة الحديثة، حيث تخاطب العالم من خلال هذا الجهاز وتصدر بياناتها وخطاباتها الرسمية من خلاله للعالم أجمع”.
وبين “البعيز” أن التلفزيون باقٍ على الرغم من التقدم التقني وثورة المعلومات والإنترنت، حيث تشير إحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية من عام 2008-2018 أن إيرادات الإعلانات في الصحف الورقية انخفضت من 37 مليار دولار إلى 14 مليار دولار أي بنسبة 62%، وأن إيرادات الإعلانات في القنوات الإخبارية ارتفعت وإيرادات الإعلانات في القنوات المحلية ارتفعت من 7 مليارات إلى 20 ملياراً، كذلك عدد العاملين في القنوات التلفزيونية ارتفع مقبل العاملين في الصحف الورقية، لذلك فإن التلفزيون هو الوسيلة الباقية في ظل التطور التقني وثورة المعلومات.
ولفت “البعيز” إلى أنه على جهاز التلفزيون مواجهة الصعوبات القادمة بثبات وتطوير برامج وتأهيل عاملين، وألا يقع في المشكلة التي وقعت فيها الصحف الورقية والتي لم تدرك الصعوبات التي سوف تواجهها ولم تستشرف المستقبل ولم تعمل على تطوير الصحف الورقية ودفعوا الثمن متأخراً.
وأكد أن قواعد اللعبة قد اختلفت بين جيلين؛ حيث لم يعد للتلفزيون القدرة على تقديم البرامج التي يريدها هو بل يجب على التلفزيون العمل على تقديم ما يريده المشاهد وليس العكس، وفي سباق البقاء في الفضاء المفتوح تسابقت القنوات على استقطاب مشاهير التواصل الاجتماعي ظناً منها أنها سوف تسهم في استقطاب العديد من المشاهدين ولكن هناك معضلة، وتتمثل في صناعة المحتوى.
وقال: “أتذكر عندما افتتح مجمع التلفزيون السعودي عام 1985م كان يحتوي على العديد من الأجهزة المتطورة في ذلك الوقت، ولكن كان لدي هاجس يتمثل في المحتوى الذي سوف يقدم وصناعة المحتوى، وما هي البرامج التي سوف تقدم وما الذي سوف تحتويه من معلومات وثقافة للمتلقي والمشاهد، لذلك عندما بدأ التلفزيون السعودي في البث الفضائي حصل على حيز في القمر الصناعي وقدم من خلاله العديد من القنوات، ولكن للأسف أدرك القائمين على التلفزيون، بأنه لا يوجد لديهم صناعة محتوى ولا يوجد لديهم برامج تغطي هذه القنوات، فاضطروا إلى إغلاق العديد من القنوات، لذلك يجب قبل القيام بأي عمل التأكد من القدرة على تقديم محتوى وعلى تغطية فترة البث بالبرامج المميزة للمشاهد”.
وفي ختام الندوة قدم رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون”، الدروع التذكارية لضيوف الندوة، وكذلك درع لمديرة الندوة الزميلة هناء الركابي عضو جمعية “إعلاميون”.
27 نوفمبر 2020 – 12 ربيع الآخر 1442
11:07 PM
نظمتها جمعية “إعلاميون”
طالب المشاركون في ندوة (التلفزيون وتحديات القرن الـ 21) التي نظمتها جمعية “إعلاميون” بمقرها بحي الملقا، بمناسبة اليوم العالمي للتلفزيون، بتمكين الشباب والبعد عن “الشللية”، والاستفادة من تجربة الصحف الورقية، وتقديم ما يريده المشاهد أولاً، مؤكدين في هذا الصدد أن جهاز التلفاز سوف يكون له صفة الاستمرارية في ظل التقدم التقني والمعلوماتي الذي يشهده العالم.
وفي بداية الندوة عبر رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” سعود بن فالح الغربي، عن سعادته بالحديث عن وسيلة إعلامية أصيلة بحضور عدد من الضيوف الذين لهم تجارب ثرية في العمل في هذا الجهاز وخبرات كبيرة.
وقال: “نتطلع إلى أن نخرج من مثل هذه الندوة بالعديد من النقاط والتوصيات التي تسهم في تعزيز دور هذا الجهاز الأصيل”.
من جانبها، قالت هيام الكيلاني المستشارة الإعلامية والمخرجة، إنه “يجب التفرقة بين التلفزيون الحكومي والتلفزيون الخاص، وحيث الحديث عن التلفزيون الحكومي أؤكد لكم بأنه باقٍ رغم التغيرات والتطورات التي نعيشها والثورة التقنية التي يشهدها العالم، وأن التلفزيون الحكومي سوف يظل في خارطة المملكة مع مر السنوات”.
وتساءلت “الكيلاني”، عن غياب البرامج الموجهة للأطفال، وكذلك أين ذهبت البرامج الترفيهية الموجهة للشباب وبرامج الترويح عن النفس والمسابقات والمنافسات التي كان يزخر بها التلفزيون الحكومي في سنوات ماضية.
وطالبت بالعمل على إغلاق صالونات “الشللية” والمحسوبيات في التلفزيون، والسماح للشباب من خريجي الإعلام والتلفزيون بالعمل في هذا الجهاز وتقديم أفكارهم ودعمها وتعزيزها وتطويرها؛ لتتحول إلى برامج تلفزيونية مميزة ورائعة، حيث إن نسبة الشباب تمثل 70 % من المشاهدين للتلفزيون.
ولفتت الكيلاني إلى أن المطلوب حالياً تطوير واستثمار الشباب في التلفزيون ومن خلال البرامج وتقديم أفكار جديدة، مشيرة إلى أن التلفزيون السعودي كانت تخصص له ميزانية تقدر بـ 2 مليار ريال، ولكن المنتجات التي يقدمها أقل من المتوقع والطموحات لذلك يجب أن نسأل أنفسنا أين الخلل؟
وقالت: “الدولة لم تقصر في دعم هذا الجهاز ولكن القائمين عليه لم يعملوا على تطوير ما لديهم من برامج، وكذلك لم يسهموا في السماح للشباب بالعمل على تقديم أفكارهم وإبداعاتهم لتعزيز دور هذا الجهاز، بل كان هناك المحسوبية التي انتشرت في مفاصل التلفزيون، مما تسبب في ترهل العمل وقلة جودة البرامج وتكرار الأفكار”.
وطالبت “الكيلاني” بضرورة تطوير العاملين في هذا الجهاز من فنيين ومذيعين، مضيفة “لا يجب أن ينحصر العمل على الشللية والمزايدات والمصالح الشخصية، ويجب العمل على فكرة أن هذا الجهاز لا يزال له جمهور وأن هذا الجمهور ليس بالمتلقي الساذج، بل لديه إدراك وفكر وأن أمامه الفضاء الرحب ليتنقل بين قنوات العالم”.
وتابعت: “لذلك يجب المحافظة على هذه الميزة وأن هناك من يشاهد التلفزيون الحكومي، ويجب علينا العمل على الحفاظ على هؤلاء المشاهدين، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال العمل الجماعي بعيداً عن المحسوبيات والمصالح الشخصية وأن يكون هناك دور كبير للشباب من خريجي الجامعات وتعزيز حضورهم وإبداعاتهم وأفكارهم في هذا الشاشة الفضية”.
وأعربت “الكيلاني” عن أسفها لإغلاق القناة الثانية الناطقة باللغة الإنجليزية، وهي النافذة الوحيدة التي كان المجتمع السعودي يتواصل من خلالها مع العالم، ويتحدث عن ثقافته وحضارته والتعامل مع الآخر من الأجانب في العالم، وكذلك الأجانب المقيمين في المملكة.
وقالت “الكيلاني”: “نحن في حاجة إلى أن يكون لدينا العديد من القنوات التي تتحدث بلغات العالم مثل الفرنسية والإسبانية والصينية والإنجليزية، التلفزيون السعودي لم يبخل في شراء الأجهزة الحديثة والمتطورة التي تخدم رسالته، وهذا الأجهزة بحاجة إلى أن يتعرف عليها الفنيون القائمون على هذه الأجهزة، وكذلك المخرجين كي يعوا قدرات هذا الأجهزة وما تستطيع القيام به”.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم البعيز، رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود سابقاً إن “التلفزيون هو الوسيلة الإعلامية التي استطاعت أن تكون الوسيلة الإعلامية الدولية، كما أنه تسبب في انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من منظمة اليونسكو لمدة عشر سنوات بسبب رغبة الأخيرة والمعسكر الغربي تجاوز الستار الحديدي في المعسكر الشرقي وإيصال ثقافة الغرب للطرف الآخر من الستار الحديدي”.
وأضاف: “ظهور التلفزيون كان بمثابة رعب لبقية وسائل الإعلام مثل الإذاعة والصحافة والسينما وأنه سوف يلغيها، ولكن يجب التأكيد على أن مثل هذه الأجهزة هي جزء من بناء الدولة الحديثة، حيث تخاطب العالم من خلال هذا الجهاز وتصدر بياناتها وخطاباتها الرسمية من خلاله للعالم أجمع”.
وبين “البعيز” أن التلفزيون باقٍ على الرغم من التقدم التقني وثورة المعلومات والإنترنت، حيث تشير إحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية من عام 2008-2018 أن إيرادات الإعلانات في الصحف الورقية انخفضت من 37 مليار دولار إلى 14 مليار دولار أي بنسبة 62%، وأن إيرادات الإعلانات في القنوات الإخبارية ارتفعت وإيرادات الإعلانات في القنوات المحلية ارتفعت من 7 مليارات إلى 20 ملياراً، كذلك عدد العاملين في القنوات التلفزيونية ارتفع مقبل العاملين في الصحف الورقية، لذلك فإن التلفزيون هو الوسيلة الباقية في ظل التطور التقني وثورة المعلومات.
ولفت “البعيز” إلى أنه على جهاز التلفزيون مواجهة الصعوبات القادمة بثبات وتطوير برامج وتأهيل عاملين، وألا يقع في المشكلة التي وقعت فيها الصحف الورقية والتي لم تدرك الصعوبات التي سوف تواجهها ولم تستشرف المستقبل ولم تعمل على تطوير الصحف الورقية ودفعوا الثمن متأخراً.
وأكد أن قواعد اللعبة قد اختلفت بين جيلين؛ حيث لم يعد للتلفزيون القدرة على تقديم البرامج التي يريدها هو بل يجب على التلفزيون العمل على تقديم ما يريده المشاهد وليس العكس، وفي سباق البقاء في الفضاء المفتوح تسابقت القنوات على استقطاب مشاهير التواصل الاجتماعي ظناً منها أنها سوف تسهم في استقطاب العديد من المشاهدين ولكن هناك معضلة، وتتمثل في صناعة المحتوى.
وقال: “أتذكر عندما افتتح مجمع التلفزيون السعودي عام 1985م كان يحتوي على العديد من الأجهزة المتطورة في ذلك الوقت، ولكن كان لدي هاجس يتمثل في المحتوى الذي سوف يقدم وصناعة المحتوى، وما هي البرامج التي سوف تقدم وما الذي سوف تحتويه من معلومات وثقافة للمتلقي والمشاهد، لذلك عندما بدأ التلفزيون السعودي في البث الفضائي حصل على حيز في القمر الصناعي وقدم من خلاله العديد من القنوات، ولكن للأسف أدرك القائمين على التلفزيون، بأنه لا يوجد لديهم صناعة محتوى ولا يوجد لديهم برامج تغطي هذه القنوات، فاضطروا إلى إغلاق العديد من القنوات، لذلك يجب قبل القيام بأي عمل التأكد من القدرة على تقديم محتوى وعلى تغطية فترة البث بالبرامج المميزة للمشاهد”.
وفي ختام الندوة قدم رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون”، الدروع التذكارية لضيوف الندوة، وكذلك درع لمديرة الندوة الزميلة هناء الركابي عضو جمعية “إعلاميون”.
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link