“القحطاني” يرسم صورة مشرقة لعام 2050 حول الإنجازات في مجال طب الأ

“القحطاني” يرسم صورة مشرقة لعام 2050 حول الإنجازات في مجال طب الأ

[ad_1]

قدّم روشتة تفصيلية وتوصيات عملية لتحقيق طفرة.. تعرّف على ملامح هذا السيناريو

سلّط استشاري إصحاح الأسنان المتقدم، الدكتور فهد بن حسين القحطاني، الضوء، في مقال له حمل عنوان “لولا أشق على أمتي 2050 م”، عن إعلان “متخّيل” لوزارة الصحة توقع أنها ستنشره في عام 2050، تتحدث فيه عن أن جهودها خلال الثلاثين سنة الماضية، تكلّلت بالنجاح والسيطرة على الأمراض المتفشية في المملكة، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص بعد أن تمكّنت الوزارة من تطبيق عددٍ من الخطط التي تم وضعها في عام 2020م وتم البدء بتطبيقها في منتصف عام 2021م، بتوجيهٍ من المركز الوطني للوقاية من الأمراض والأوبئة في شهر مارس من نفس العام.
وقال “القحطاني”، في مقاله، إن نشرة “الصحة” التي توقعها بعد 30 عامًا من الآن، ستؤكد تمكّن المركز من وضع خططٍ استراتيجية لاستهداف مواليد عام 2022م وما بعد ذلك، لتشمل الخطّة الحد والوقاية من عدد من الأمراض كأمراض اللثة وتسوس الأسنان وداء السكري وارتفاع كولسترول الدم والسمنة وأمراض القلب، والأمراض التنفسية والعيون والأمراض الجلدية، كما كان يطلق عليها في ذلك الوقت.

وبحسب المقال، أشار التقرير إلى تدنّي نسبة تسوس الأسنان وأمراض اللثة في جميع مناطق ومدن المملكة العربية السعودية بشكلٍ عام، وجاءت مدينة ذا لاين ونيوم كأقل مدن ومناطق المملكة من حيث الإصابة بتلك الأمراض.

ونشر جدولاً يكشف عن نسبة الإصابة بتسوس الأسنان وأمراض اللثة والفئة العمرية لهذا العام 2050م.

الفئة العمرية من 25-45 سنة

الفئة العمرية 12-20 سنة

الفئة العمرية 6-12 سنة

المدينة أو المنطقة

3

الدمام وضواحيها

وقال “القحطاني” في مقاله: التقرير يكشف عن تراجع في أعداد مراجعي عيادات طب الأسنان بالمملكة خلال الخمس سنوات الماضية بشكل كبير، مما اضطر عدد كبير من العيادات الخاصة للإغلاق وتعديل نشاط عيادات أخرى إلى تخصصات العصر الملحة في هذا الوقت كأمراض الدم والمختبرات الضوئية وعيادات العلاج بالأشعة الشمسية وعيادات أمراض تقنية الحاسب وأمراض لمس الشاشات والنانو وأمراض الفضاء، وعيادات الزواج عن بعد وعيادات أمراض الرشاقة، والعيادات النفسية الهوائية وغيرها من التخصصات المستجدة في هذا العصر.

وأضاف: نسبة التسوس وأمراض اللثة في عام 2020 وما قبلها بلغت 75-90% حسب دراسات ميدانية موثقة، استمرت من عام 2010 حتى 2020م، وتختلف هذه النسبة باختلاف مناطق المملكة، وتزداد النسبة للأطفال من 3-7 سنوات لتصل إلى 95%، ومن 12-19 سنة لتصل إلى 90 %، وبلغت 82% للأعمار من 30- 45 سنة.

وأردف استشاري إصحاح الأسنان المتقدم: تبين للمسؤولين في عام 2020-2021م أننا نمتلك زمام المعرفة والمبادرة منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالوقاية من أمراض الفم والأسنان، ولكننا آثرنا لدول العالم الأول والثاني إعارتهم تعاليم ديننا الحنيف وسنة نبينا محمد، ليتمكنوا من تطبيق تلك التعاليم، مكتفين بالإشادة بإنجازاتهم في تطبيق ما تخاذلنا عن تطبيقه.

وتابع: في حين كانت تلك الحضارات والدول فيما مضى وقبل بعثة الرسول الكريم تعزو الروائح الكريهة المنبعثة من الفم وأمراض الفم والأسنان للأرواح الشريرة والشياطين المصاحبة للأسنان؛ شددت تعاليم ديننا الإسلامي منذ 1475 سنة على تنظيف الفم والأسنان خمس مرات باليوم والليلة.

وقال “القحطاني” في مقاله الذي يرسم مشهدًا مستقبليًا: يعود الفضل للإنجازات التي تحققت هذا العام 2050 في مجال صحة الفم والأسنان وغيرها من التخصصات لله سبحانه وتعالى أولاً، ثم لحامل راية التجديد والتطوير بالمملكة العربية السعودية آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي جعل من أرشيف تاريخنا الإسلامي المجيد أسلوب حياة وواقعًا ملموسًا، يتم ممارسته بشكل يومي ومنظم بعد أن أطلق مشروع رؤية المملكة الطموح في عام 2016م.

وأضاف: من الخطط الجريئة التي تبنّاها المركز الوطني للوقاية من الأمراض والأوبئة في ذلك الوقت للحد من تلك الأمراض، حملات توعوية مكثفة بالتعاون مع بلديات المناطق وشركات الدعاية والإعلان بدون كلفة على الدولة ولها آلية واضحة في كتيب تلك الخطة، إلزام المستشفيات والعيادات الخاصة في جميع التخصصات، بتنفيذ حملات توعوية ميدانية للمدارس والمنازل الواقعة في أحياء تلك العيادات، تحت إشراف ومتابعة دقيقة وصارمة من وزارة الصحة وبلديات المناطق والأحياء .

وأشار كذلك إلى أهمية إلزام جميع المدارس الحكومية والخاصة بإنشاء عيادة أسنان، يقوم عليها طبيب أسنان وأخصائي صحة الفم والأسنان بالمدارس، وإلزامهم بتهيئة أماكن مناسبة يتردد عليها الطلبة والطالبات خلال فترة الدراسة، لممارسة تنظيف الفم والأسنان مرتين خلال فترة وجود الطلبة بالمدرسة. وقد أصبحت فرشاة ومعجون الأسنان والخيط السني جزءًا مهمًا في حقيبة الطلبة والطالبات لجميع المراحل، بل أصبحت أهم من إحضار الأقلام والكتب في تلك الحقبة المهمة من تاريخ مقاومة أمراض الفم وتسوس الأسنان. لدرجة أنك لا تجد مكانًا أو شارعًا أو زقاقًا إلا وتجد ما يذكرك بتلك الحملة المجيدة والتي ننعم ونقطف في هذا الوقت ثمارها.

وووفق ما جاء في مقال القحطاني، فقد كان من أهم القرارات في عام 2021م، تم إنشاء هيئة مستقلة لطب الأسنان مشكلة من خبرات دولية ومحلية مشهود لها تتولى الإشراف على كل ما يخص مهنة طب الأسنان بالمملكة.

وتحدث عن أن إنجازاتها شملت تقييم جميع كليات طب الأسنان بالمملكة ومخرجاتها، وبعد انتهاء الهيئة من عملية التقييم، تم إغلاق عدد كبير من كليات طب الأسنان. حيث بلغت البطالة لتخصص طب الأسنان في ذلك الوقت أعداداً كبيرة لم يستوعبهم سوق العمل بالقطاع الحكومي أو الخاص، نظرًا للمخرجات الأقل من الجيدة لتلك الكليات، حتى إنه تم ضخ مبالغ مالية مهدرة من قبل الموارد البشرية لوزارة العمل لإعادة تهيئة خريجي طب الأسنان دون رفع كفاءة الأطباء، وذلك لسوء عملية التدريب المزمعة من مقدمي خدمات التدريب. فبعد أن كان يشار إلى طبيب الأسنان السعودي بالبنان سواء داخل المملكة أو خارجها،انقلب الحال ليصبح طبيب الأسنان السعودي سلعة لا يمكن الاعتماد عليها لعمل أبسط العلاجات التحفظية في طب الأسنان. وما يدعو للاستغراب أن البسطاء من الناس الذين لا يملكون المال للعلاج في عيادات جيدة، أصبحوا حقل تجارب لهؤلاء المتدربين ومن يشرف عليهم.

ولفت إلى أن الإنجازات شملت كذلك تقييم مستوى جميع أطباء الأسنان نظرياً وسريرياً في جميع التخصصات ولجميع الجنسيات التي تعمل بالمملكة، وبعد الانتهاء من عملية التقييم تم إلغاء تراخيص ممارسة المهنة لعدد كبير من أطباء الأسنان في ذلك الوقت.

وألمح إلى إنشاء أكاديمية تدريبية مركزية مستقلة، يشرف عليها أفضل أطباء الأسنان بالمملكة من سعوديين وغير سعوديين، وذلك لإعادة تأهيل أطباء الأسنان السعوديين حديثي التخرج أو الذين تم إلغاء تراخيصهم وإلحاقهم ببرامج تدريبية متقدمة ومكثفة، وتمكينهم من إجادة التخصصات الرئيسية، التي احتاجها المجتمع في ذلك الوقت من إجادة التشخيص بشكل صحيح ودقيق وعمل العلاجات التحفظية، من صحة لثة وحشوات وعلاج الجذور والأعصاب وما يترتب عليه بعد ذلك من تلبيسات ودواعم، حيث كانت هذه الخدمات تشكل نسبة 70% من احتياجات المراجعين في ذلك الوقت.

ووفق المقال، فقد كان من أهم الحملات التوعوية في ذلك الوقت حملة ( لولا أشق على أمتي 2050 ) المقتبسة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء من كل صلاة)، وعنوان الحملة يرمز للوقاية من جميع الأمراض المنتشرة في ذلك الوقت، كتسوس الأسنان وأمراض اللثة والسكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم وغيرها، حيث استمرت حملة (لولا أشق على أمتي 2050) من عام 2021 حتى عام 2040م ما يقارب العشرين سنة، بشكل مستمر ومكثف وقد كان هذا الشعار يرمز للاهتمام بتنظيف الفم والأسنان باستخدام فرشاة الأسنان والمعجون، وسبل الوقاية الأخرى من أمراض الفم والأسنان.

وقال “القحطاني”: من النادر جدًا أن تجد في وقتنا الحاضر 2050م طفلًا أو طفلة أو شابًا أو شابة، يزور عيادة طب الأسنان يشتكي من تسوس الأسنان. بل إن من النكت المضحكة في مجالسنا أن نسمع بقصة مريض يستيقظ من نومه من شدة الألم بحثاً عن عيادة أسنان.

وأضاف في نظرته المستقبلية: لقلة أمراض الأسنان في هذا الوقت “2050”، فمن النادر أن نجد المختصين في علاج جذور الأسنان أو زراعة وتجميل الأسنان، بينما كانت عيادات الأسنان سابقاً تتفنن في إغواء المرضى عبر ما كان يسمى بوسائل الإغواء الاجتماعي، وخصوصًا تطبيقات تويتر وسناب شات التي عاثت فساداً في بلادنا دون ضوابط أو قيود، وكان من ضحاياه أن أصبحت ابتسامات المرضى كرتونية الشكل، وطبشورية اللون (ابتسامة هوليوود) هكذا كانوا يسمونها في ذلك الوقت. ومن غير المستغرب في ذلك الوقت أن يتنقل مريض الأسنان بين عددٍ من العيادات لإعادة علاج الأعصاب أو الحشوات أو التركيبات عدة مرات. بل إن ما يسمى زراعة الأسنان بغرسات معدنية كانت أولوية في ذلك الوقت لدى المختصين وغير المختصين بدل الحفاظ على الأسنان الطبيعية، ثم مع الأسف تفشل تلك الزرعات بعد زرعها بمدة قصيرة لا تتجاوز السنتين أو ثلاث. ونحمد الله الذي بدل حالنا إلى الأفضل.

وأردف: في هذا العام 2050؛ تؤكد وزارة الصحة خلو الوطن من تلك الأمراض، ولم يتبقَ من خدمات طب الأسنان إلا القليل، كالتقويم السريع بالمسحات الضوئية والتي لا تتجاوز مدة التقويم شهرًا واحدًا للحالات المعقدة. وبوجود التقنيات الشمسية أصبح بالإمكان عمل قشرة رقيقة وقوية جدًا لا تتجاوز سماكتها 0.1 ملم لتجميل الأسنان تتكيف تلقائيًا لترسم ابتسامة المريض واللون الذي يناسب بشرته في مدة أقصاها 30 دقيقة لا تعتمد على برد الأسنان أو الضرر في طبقات السن الحيوية كما هو حال تجميل الأسنان في ذلك الوقت 2020م.

وتابع: الأخطاء الطبية في طب الأسنان بشكل خاص، والتخصصات الطبية الأخرى بشكل عام، كانت السمة التي تميز الأعوام من2005- 2021م والتي أنهكت الدولة ممثلة بوزارة الصحة والتي شكلت اللجان الشرعية (كما كان يطلق عليها ذلك الوقت)، وهذه اللجان الشرعية مكونة من عدد محدود من الأطباء في عدد من التخصصات وعدد من القضاة للبت في قضايا الأخطاء الطبية لجميع مناطق المملكة، ومن الطبيعي جدًا ألا تتمكن تلك اللجان بكوادرها المميزة من الحد من استمرار الأخطاء الطبية أو من إنهاء القضايا المعلقة منذ سنوات.

وقال “القحطاني” في مقاله: لقد شاهدت مقاطع فيديوهات يوتيوب مبكية، مخزنة في الأرشيف السحابي لمراجعين فقدوا كل أسنانهم وتقدموا بالشكوى لوزارة الصحة عام 2010، ولم تتمكن اللجان الشرعية في البت في شكواهم حتى عام 2019م وعددًا اخر من تلك الفيديوهات تتحدث عن عدد كبير جدًا من المرضى، تم إغراؤهم لعمل عدسات أسنان بمبالغ زهيدة، عبر دعايات السناب شات والمشاهير والرسائل النصية المنتشرة في ذلك الوقت، ثم بعد عمل تلك العدسات أصبحت رائحة الفم لدى المرضى كريهة جداً حسب تعبير المرضى، وأصبحت اللثة لديهم تنزف الدم باستمرار، ولم تتمكن اللجان الشرعية من البت في شكواهم، لكثرة تلك الأخطاء في ذلك الزمن، والأدهى أن بعض المرضى توفاه الله وأن مقدمي تلك الخدمات ما زالوا يعيثون فساداً في البلاد! والمضحك أن وزارة الصحة تكفلت بعلاج أخطاء أنصاف الأطباء المنتشرين في العيادات التجارية في ذلك الوقت على نفقة الوزارة.

وأضاف معربًا عن آماله في هذا الصدد: بعد كل تلك الأحداث الدراماتيكية، استشعر المسؤولون في عام 2021 -2022م ما ستؤول إليه صحة البشر إذا استمر الأمر كما هو عليه من هدر للوقت والمال المسخر للهيئات واللجان، التي لا يمكن أن تنهي ما أفسده محترفو الفساد الطبي دون وجود خطة حصيفة، وجامعة تحقق ما يتمناه ولي الأمر لصحة البلاد والعباد.

وأردف: للحد من الممارسات الطبية الخاطئة ورفع جودة الخدمات الصحية؛ قرر المسؤولون في ذلك الوقت تفعيل برنامج متكامل باسم (علاج سليم.. مجتمع صحي)، وهو عبارة عن تطبيق يدعى (ذكي) على صفيحة زجاجية صغيرة بحجم كف اليد، يسمونه (الجوال الذكي) يمارس دور اللجان الشرعية.

وتابع: لقد قد تحالفت عدد من الوزارات في ذلك الوقت لتشغيله، وهي وزارة الصحة وجميع الهيئات التابعة لها (وهي الوزارة الرئيسة المشغلة للتطبيق)، ووزارة الداخلية ووزارة العدل وجميع شركات التأمين الطبي، وهذا التطبيق يضم “قسمًا مخصصًا للتوعية والوقاية من جميع الأمراض، وكذلك قسمًا يبين طرق علاج جميع الأمراض والطرق الصحيحة لعلاجها ثم يبين المضاعفات الطبية إن حدثت، ويبين أيضاً أنواع وأشكال الأخطاء الطبية المتوقعة لتلك الأمراض بالصور التوضيحية والشرح المبسط لكل حالة، إضافة إلى قسم لتقديم الشكاوى الطبية.

وقال “القحطاني”: لهذا التطبيق سياسات وإجراءات لتطبيقه في كتاب خاص يبين جميع الخطوات والإجراءات المشغله للنظام، ولن نتطرق لآلية عمل النظام الذي أمكنه الاستعانة بعدد ثلاثة ملايين ممارس صحي من جميع دول العالم، وفي جميع التخصصات فقط لتعبئة محتويات التطبيق سواء التوعوية، أو أنواع الأمراض والأخطاء والمضاعفات الطبية.

وأضاف: الجميل أن التطبيق يمتلك قاعدة بيانات تجاوزت 100ألف مقيم صحي و عدد 5000 قاضٍ وعدد 10000 محامٍ موزعين في جميع مناطق ومدن المملكة. يتم الاستعانة بهم حسب السياسات والإجراءات الخاصة بالبرنامج.

وأردف: لقد ساهم البرنامج في إنهاء جميع القضايا، والأخطاء المعلقة خلال فترةٍ قصيرة جداً بأقل جهد على المرضى المتضررين وعلى وزارة الصحة، بل إن الدولة ممثلة بوزارة الصحة حققت عوائد مالية مجزية مقارنةً بما كان عليه الحال قبل تفعيل هذا التطبيق.

وتابع: كما ساهم في الحد من الأخطاء والمضاعفات الطبية بشكلٍ عام ورفع توعية المجتمع للممارسات الطبية الصحيحة وغير الصحيحة في الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والطب البديل، وقد أثمرت المبالغ التي تم ضخها في ذلك المشروع ثماره، في تقليل نسبة الأخطاء، والمضاعفات الطبية بشكل كبير، وساهم في خلق وظائف جديدة حققت جزءًا مهماً من رؤية 2030، وساهم فيما ننعم به اليوم، عام 2050، لنكون في مقدمة الدول والأمم كأفضل الممارسات الطبية في المجال الصحي.

“القحطاني” يرسم صورة مشرقة لعام 2050 حول الإنجازات في مجال طب الأسنان


سبق

سلّط استشاري إصحاح الأسنان المتقدم، الدكتور فهد بن حسين القحطاني، الضوء، في مقال له حمل عنوان “لولا أشق على أمتي 2050 م”، عن إعلان “متخّيل” لوزارة الصحة توقع أنها ستنشره في عام 2050، تتحدث فيه عن أن جهودها خلال الثلاثين سنة الماضية، تكلّلت بالنجاح والسيطرة على الأمراض المتفشية في المملكة، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص بعد أن تمكّنت الوزارة من تطبيق عددٍ من الخطط التي تم وضعها في عام 2020م وتم البدء بتطبيقها في منتصف عام 2021م، بتوجيهٍ من المركز الوطني للوقاية من الأمراض والأوبئة في شهر مارس من نفس العام.
وقال “القحطاني”، في مقاله، إن نشرة “الصحة” التي توقعها بعد 30 عامًا من الآن، ستؤكد تمكّن المركز من وضع خططٍ استراتيجية لاستهداف مواليد عام 2022م وما بعد ذلك، لتشمل الخطّة الحد والوقاية من عدد من الأمراض كأمراض اللثة وتسوس الأسنان وداء السكري وارتفاع كولسترول الدم والسمنة وأمراض القلب، والأمراض التنفسية والعيون والأمراض الجلدية، كما كان يطلق عليها في ذلك الوقت.

وبحسب المقال، أشار التقرير إلى تدنّي نسبة تسوس الأسنان وأمراض اللثة في جميع مناطق ومدن المملكة العربية السعودية بشكلٍ عام، وجاءت مدينة ذا لاين ونيوم كأقل مدن ومناطق المملكة من حيث الإصابة بتلك الأمراض.

ونشر جدولاً يكشف عن نسبة الإصابة بتسوس الأسنان وأمراض اللثة والفئة العمرية لهذا العام 2050م.

الفئة العمرية من 25-45 سنة

الفئة العمرية 12-20 سنة

الفئة العمرية 6-12 سنة

المدينة أو المنطقة

3

الدمام وضواحيها

وقال “القحطاني” في مقاله: التقرير يكشف عن تراجع في أعداد مراجعي عيادات طب الأسنان بالمملكة خلال الخمس سنوات الماضية بشكل كبير، مما اضطر عدد كبير من العيادات الخاصة للإغلاق وتعديل نشاط عيادات أخرى إلى تخصصات العصر الملحة في هذا الوقت كأمراض الدم والمختبرات الضوئية وعيادات العلاج بالأشعة الشمسية وعيادات أمراض تقنية الحاسب وأمراض لمس الشاشات والنانو وأمراض الفضاء، وعيادات الزواج عن بعد وعيادات أمراض الرشاقة، والعيادات النفسية الهوائية وغيرها من التخصصات المستجدة في هذا العصر.

وأضاف: نسبة التسوس وأمراض اللثة في عام 2020 وما قبلها بلغت 75-90% حسب دراسات ميدانية موثقة، استمرت من عام 2010 حتى 2020م، وتختلف هذه النسبة باختلاف مناطق المملكة، وتزداد النسبة للأطفال من 3-7 سنوات لتصل إلى 95%، ومن 12-19 سنة لتصل إلى 90 %، وبلغت 82% للأعمار من 30- 45 سنة.

وأردف استشاري إصحاح الأسنان المتقدم: تبين للمسؤولين في عام 2020-2021م أننا نمتلك زمام المعرفة والمبادرة منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالوقاية من أمراض الفم والأسنان، ولكننا آثرنا لدول العالم الأول والثاني إعارتهم تعاليم ديننا الحنيف وسنة نبينا محمد، ليتمكنوا من تطبيق تلك التعاليم، مكتفين بالإشادة بإنجازاتهم في تطبيق ما تخاذلنا عن تطبيقه.

وتابع: في حين كانت تلك الحضارات والدول فيما مضى وقبل بعثة الرسول الكريم تعزو الروائح الكريهة المنبعثة من الفم وأمراض الفم والأسنان للأرواح الشريرة والشياطين المصاحبة للأسنان؛ شددت تعاليم ديننا الإسلامي منذ 1475 سنة على تنظيف الفم والأسنان خمس مرات باليوم والليلة.

وقال “القحطاني” في مقاله الذي يرسم مشهدًا مستقبليًا: يعود الفضل للإنجازات التي تحققت هذا العام 2050 في مجال صحة الفم والأسنان وغيرها من التخصصات لله سبحانه وتعالى أولاً، ثم لحامل راية التجديد والتطوير بالمملكة العربية السعودية آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي جعل من أرشيف تاريخنا الإسلامي المجيد أسلوب حياة وواقعًا ملموسًا، يتم ممارسته بشكل يومي ومنظم بعد أن أطلق مشروع رؤية المملكة الطموح في عام 2016م.

وأضاف: من الخطط الجريئة التي تبنّاها المركز الوطني للوقاية من الأمراض والأوبئة في ذلك الوقت للحد من تلك الأمراض، حملات توعوية مكثفة بالتعاون مع بلديات المناطق وشركات الدعاية والإعلان بدون كلفة على الدولة ولها آلية واضحة في كتيب تلك الخطة، إلزام المستشفيات والعيادات الخاصة في جميع التخصصات، بتنفيذ حملات توعوية ميدانية للمدارس والمنازل الواقعة في أحياء تلك العيادات، تحت إشراف ومتابعة دقيقة وصارمة من وزارة الصحة وبلديات المناطق والأحياء .

وأشار كذلك إلى أهمية إلزام جميع المدارس الحكومية والخاصة بإنشاء عيادة أسنان، يقوم عليها طبيب أسنان وأخصائي صحة الفم والأسنان بالمدارس، وإلزامهم بتهيئة أماكن مناسبة يتردد عليها الطلبة والطالبات خلال فترة الدراسة، لممارسة تنظيف الفم والأسنان مرتين خلال فترة وجود الطلبة بالمدرسة. وقد أصبحت فرشاة ومعجون الأسنان والخيط السني جزءًا مهمًا في حقيبة الطلبة والطالبات لجميع المراحل، بل أصبحت أهم من إحضار الأقلام والكتب في تلك الحقبة المهمة من تاريخ مقاومة أمراض الفم وتسوس الأسنان. لدرجة أنك لا تجد مكانًا أو شارعًا أو زقاقًا إلا وتجد ما يذكرك بتلك الحملة المجيدة والتي ننعم ونقطف في هذا الوقت ثمارها.

وووفق ما جاء في مقال القحطاني، فقد كان من أهم القرارات في عام 2021م، تم إنشاء هيئة مستقلة لطب الأسنان مشكلة من خبرات دولية ومحلية مشهود لها تتولى الإشراف على كل ما يخص مهنة طب الأسنان بالمملكة.

وتحدث عن أن إنجازاتها شملت تقييم جميع كليات طب الأسنان بالمملكة ومخرجاتها، وبعد انتهاء الهيئة من عملية التقييم، تم إغلاق عدد كبير من كليات طب الأسنان. حيث بلغت البطالة لتخصص طب الأسنان في ذلك الوقت أعداداً كبيرة لم يستوعبهم سوق العمل بالقطاع الحكومي أو الخاص، نظرًا للمخرجات الأقل من الجيدة لتلك الكليات، حتى إنه تم ضخ مبالغ مالية مهدرة من قبل الموارد البشرية لوزارة العمل لإعادة تهيئة خريجي طب الأسنان دون رفع كفاءة الأطباء، وذلك لسوء عملية التدريب المزمعة من مقدمي خدمات التدريب. فبعد أن كان يشار إلى طبيب الأسنان السعودي بالبنان سواء داخل المملكة أو خارجها،انقلب الحال ليصبح طبيب الأسنان السعودي سلعة لا يمكن الاعتماد عليها لعمل أبسط العلاجات التحفظية في طب الأسنان. وما يدعو للاستغراب أن البسطاء من الناس الذين لا يملكون المال للعلاج في عيادات جيدة، أصبحوا حقل تجارب لهؤلاء المتدربين ومن يشرف عليهم.

ولفت إلى أن الإنجازات شملت كذلك تقييم مستوى جميع أطباء الأسنان نظرياً وسريرياً في جميع التخصصات ولجميع الجنسيات التي تعمل بالمملكة، وبعد الانتهاء من عملية التقييم تم إلغاء تراخيص ممارسة المهنة لعدد كبير من أطباء الأسنان في ذلك الوقت.

وألمح إلى إنشاء أكاديمية تدريبية مركزية مستقلة، يشرف عليها أفضل أطباء الأسنان بالمملكة من سعوديين وغير سعوديين، وذلك لإعادة تأهيل أطباء الأسنان السعوديين حديثي التخرج أو الذين تم إلغاء تراخيصهم وإلحاقهم ببرامج تدريبية متقدمة ومكثفة، وتمكينهم من إجادة التخصصات الرئيسية، التي احتاجها المجتمع في ذلك الوقت من إجادة التشخيص بشكل صحيح ودقيق وعمل العلاجات التحفظية، من صحة لثة وحشوات وعلاج الجذور والأعصاب وما يترتب عليه بعد ذلك من تلبيسات ودواعم، حيث كانت هذه الخدمات تشكل نسبة 70% من احتياجات المراجعين في ذلك الوقت.

ووفق المقال، فقد كان من أهم الحملات التوعوية في ذلك الوقت حملة ( لولا أشق على أمتي 2050 ) المقتبسة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء من كل صلاة)، وعنوان الحملة يرمز للوقاية من جميع الأمراض المنتشرة في ذلك الوقت، كتسوس الأسنان وأمراض اللثة والسكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم وغيرها، حيث استمرت حملة (لولا أشق على أمتي 2050) من عام 2021 حتى عام 2040م ما يقارب العشرين سنة، بشكل مستمر ومكثف وقد كان هذا الشعار يرمز للاهتمام بتنظيف الفم والأسنان باستخدام فرشاة الأسنان والمعجون، وسبل الوقاية الأخرى من أمراض الفم والأسنان.

وقال “القحطاني”: من النادر جدًا أن تجد في وقتنا الحاضر 2050م طفلًا أو طفلة أو شابًا أو شابة، يزور عيادة طب الأسنان يشتكي من تسوس الأسنان. بل إن من النكت المضحكة في مجالسنا أن نسمع بقصة مريض يستيقظ من نومه من شدة الألم بحثاً عن عيادة أسنان.

وأضاف في نظرته المستقبلية: لقلة أمراض الأسنان في هذا الوقت “2050”، فمن النادر أن نجد المختصين في علاج جذور الأسنان أو زراعة وتجميل الأسنان، بينما كانت عيادات الأسنان سابقاً تتفنن في إغواء المرضى عبر ما كان يسمى بوسائل الإغواء الاجتماعي، وخصوصًا تطبيقات تويتر وسناب شات التي عاثت فساداً في بلادنا دون ضوابط أو قيود، وكان من ضحاياه أن أصبحت ابتسامات المرضى كرتونية الشكل، وطبشورية اللون (ابتسامة هوليوود) هكذا كانوا يسمونها في ذلك الوقت. ومن غير المستغرب في ذلك الوقت أن يتنقل مريض الأسنان بين عددٍ من العيادات لإعادة علاج الأعصاب أو الحشوات أو التركيبات عدة مرات. بل إن ما يسمى زراعة الأسنان بغرسات معدنية كانت أولوية في ذلك الوقت لدى المختصين وغير المختصين بدل الحفاظ على الأسنان الطبيعية، ثم مع الأسف تفشل تلك الزرعات بعد زرعها بمدة قصيرة لا تتجاوز السنتين أو ثلاث. ونحمد الله الذي بدل حالنا إلى الأفضل.

وأردف: في هذا العام 2050؛ تؤكد وزارة الصحة خلو الوطن من تلك الأمراض، ولم يتبقَ من خدمات طب الأسنان إلا القليل، كالتقويم السريع بالمسحات الضوئية والتي لا تتجاوز مدة التقويم شهرًا واحدًا للحالات المعقدة. وبوجود التقنيات الشمسية أصبح بالإمكان عمل قشرة رقيقة وقوية جدًا لا تتجاوز سماكتها 0.1 ملم لتجميل الأسنان تتكيف تلقائيًا لترسم ابتسامة المريض واللون الذي يناسب بشرته في مدة أقصاها 30 دقيقة لا تعتمد على برد الأسنان أو الضرر في طبقات السن الحيوية كما هو حال تجميل الأسنان في ذلك الوقت 2020م.

وتابع: الأخطاء الطبية في طب الأسنان بشكل خاص، والتخصصات الطبية الأخرى بشكل عام، كانت السمة التي تميز الأعوام من2005- 2021م والتي أنهكت الدولة ممثلة بوزارة الصحة والتي شكلت اللجان الشرعية (كما كان يطلق عليها ذلك الوقت)، وهذه اللجان الشرعية مكونة من عدد محدود من الأطباء في عدد من التخصصات وعدد من القضاة للبت في قضايا الأخطاء الطبية لجميع مناطق المملكة، ومن الطبيعي جدًا ألا تتمكن تلك اللجان بكوادرها المميزة من الحد من استمرار الأخطاء الطبية أو من إنهاء القضايا المعلقة منذ سنوات.

وقال “القحطاني” في مقاله: لقد شاهدت مقاطع فيديوهات يوتيوب مبكية، مخزنة في الأرشيف السحابي لمراجعين فقدوا كل أسنانهم وتقدموا بالشكوى لوزارة الصحة عام 2010، ولم تتمكن اللجان الشرعية في البت في شكواهم حتى عام 2019م وعددًا اخر من تلك الفيديوهات تتحدث عن عدد كبير جدًا من المرضى، تم إغراؤهم لعمل عدسات أسنان بمبالغ زهيدة، عبر دعايات السناب شات والمشاهير والرسائل النصية المنتشرة في ذلك الوقت، ثم بعد عمل تلك العدسات أصبحت رائحة الفم لدى المرضى كريهة جداً حسب تعبير المرضى، وأصبحت اللثة لديهم تنزف الدم باستمرار، ولم تتمكن اللجان الشرعية من البت في شكواهم، لكثرة تلك الأخطاء في ذلك الزمن، والأدهى أن بعض المرضى توفاه الله وأن مقدمي تلك الخدمات ما زالوا يعيثون فساداً في البلاد! والمضحك أن وزارة الصحة تكفلت بعلاج أخطاء أنصاف الأطباء المنتشرين في العيادات التجارية في ذلك الوقت على نفقة الوزارة.

وأضاف معربًا عن آماله في هذا الصدد: بعد كل تلك الأحداث الدراماتيكية، استشعر المسؤولون في عام 2021 -2022م ما ستؤول إليه صحة البشر إذا استمر الأمر كما هو عليه من هدر للوقت والمال المسخر للهيئات واللجان، التي لا يمكن أن تنهي ما أفسده محترفو الفساد الطبي دون وجود خطة حصيفة، وجامعة تحقق ما يتمناه ولي الأمر لصحة البلاد والعباد.

وأردف: للحد من الممارسات الطبية الخاطئة ورفع جودة الخدمات الصحية؛ قرر المسؤولون في ذلك الوقت تفعيل برنامج متكامل باسم (علاج سليم.. مجتمع صحي)، وهو عبارة عن تطبيق يدعى (ذكي) على صفيحة زجاجية صغيرة بحجم كف اليد، يسمونه (الجوال الذكي) يمارس دور اللجان الشرعية.

وتابع: لقد قد تحالفت عدد من الوزارات في ذلك الوقت لتشغيله، وهي وزارة الصحة وجميع الهيئات التابعة لها (وهي الوزارة الرئيسة المشغلة للتطبيق)، ووزارة الداخلية ووزارة العدل وجميع شركات التأمين الطبي، وهذا التطبيق يضم “قسمًا مخصصًا للتوعية والوقاية من جميع الأمراض، وكذلك قسمًا يبين طرق علاج جميع الأمراض والطرق الصحيحة لعلاجها ثم يبين المضاعفات الطبية إن حدثت، ويبين أيضاً أنواع وأشكال الأخطاء الطبية المتوقعة لتلك الأمراض بالصور التوضيحية والشرح المبسط لكل حالة، إضافة إلى قسم لتقديم الشكاوى الطبية.

وقال “القحطاني”: لهذا التطبيق سياسات وإجراءات لتطبيقه في كتاب خاص يبين جميع الخطوات والإجراءات المشغله للنظام، ولن نتطرق لآلية عمل النظام الذي أمكنه الاستعانة بعدد ثلاثة ملايين ممارس صحي من جميع دول العالم، وفي جميع التخصصات فقط لتعبئة محتويات التطبيق سواء التوعوية، أو أنواع الأمراض والأخطاء والمضاعفات الطبية.

وأضاف: الجميل أن التطبيق يمتلك قاعدة بيانات تجاوزت 100ألف مقيم صحي و عدد 5000 قاضٍ وعدد 10000 محامٍ موزعين في جميع مناطق ومدن المملكة. يتم الاستعانة بهم حسب السياسات والإجراءات الخاصة بالبرنامج.

وأردف: لقد ساهم البرنامج في إنهاء جميع القضايا، والأخطاء المعلقة خلال فترةٍ قصيرة جداً بأقل جهد على المرضى المتضررين وعلى وزارة الصحة، بل إن الدولة ممثلة بوزارة الصحة حققت عوائد مالية مجزية مقارنةً بما كان عليه الحال قبل تفعيل هذا التطبيق.

وتابع: كما ساهم في الحد من الأخطاء والمضاعفات الطبية بشكلٍ عام ورفع توعية المجتمع للممارسات الطبية الصحيحة وغير الصحيحة في الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والطب البديل، وقد أثمرت المبالغ التي تم ضخها في ذلك المشروع ثماره، في تقليل نسبة الأخطاء، والمضاعفات الطبية بشكل كبير، وساهم في خلق وظائف جديدة حققت جزءًا مهماً من رؤية 2030، وساهم فيما ننعم به اليوم، عام 2050، لنكون في مقدمة الدول والأمم كأفضل الممارسات الطبية في المجال الصحي.

27 أغسطس 2021 – 19 محرّم 1443

04:53 PM


قدّم روشتة تفصيلية وتوصيات عملية لتحقيق طفرة.. تعرّف على ملامح هذا السيناريو

سلّط استشاري إصحاح الأسنان المتقدم، الدكتور فهد بن حسين القحطاني، الضوء، في مقال له حمل عنوان “لولا أشق على أمتي 2050 م”، عن إعلان “متخّيل” لوزارة الصحة توقع أنها ستنشره في عام 2050، تتحدث فيه عن أن جهودها خلال الثلاثين سنة الماضية، تكلّلت بالنجاح والسيطرة على الأمراض المتفشية في المملكة، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص بعد أن تمكّنت الوزارة من تطبيق عددٍ من الخطط التي تم وضعها في عام 2020م وتم البدء بتطبيقها في منتصف عام 2021م، بتوجيهٍ من المركز الوطني للوقاية من الأمراض والأوبئة في شهر مارس من نفس العام.
وقال “القحطاني”، في مقاله، إن نشرة “الصحة” التي توقعها بعد 30 عامًا من الآن، ستؤكد تمكّن المركز من وضع خططٍ استراتيجية لاستهداف مواليد عام 2022م وما بعد ذلك، لتشمل الخطّة الحد والوقاية من عدد من الأمراض كأمراض اللثة وتسوس الأسنان وداء السكري وارتفاع كولسترول الدم والسمنة وأمراض القلب، والأمراض التنفسية والعيون والأمراض الجلدية، كما كان يطلق عليها في ذلك الوقت.

وبحسب المقال، أشار التقرير إلى تدنّي نسبة تسوس الأسنان وأمراض اللثة في جميع مناطق ومدن المملكة العربية السعودية بشكلٍ عام، وجاءت مدينة ذا لاين ونيوم كأقل مدن ومناطق المملكة من حيث الإصابة بتلك الأمراض.

ونشر جدولاً يكشف عن نسبة الإصابة بتسوس الأسنان وأمراض اللثة والفئة العمرية لهذا العام 2050م.

الفئة العمرية من 25-45 سنة

الفئة العمرية 12-20 سنة

الفئة العمرية 6-12 سنة

المدينة أو المنطقة

3

الدمام وضواحيها

وقال “القحطاني” في مقاله: التقرير يكشف عن تراجع في أعداد مراجعي عيادات طب الأسنان بالمملكة خلال الخمس سنوات الماضية بشكل كبير، مما اضطر عدد كبير من العيادات الخاصة للإغلاق وتعديل نشاط عيادات أخرى إلى تخصصات العصر الملحة في هذا الوقت كأمراض الدم والمختبرات الضوئية وعيادات العلاج بالأشعة الشمسية وعيادات أمراض تقنية الحاسب وأمراض لمس الشاشات والنانو وأمراض الفضاء، وعيادات الزواج عن بعد وعيادات أمراض الرشاقة، والعيادات النفسية الهوائية وغيرها من التخصصات المستجدة في هذا العصر.

وأضاف: نسبة التسوس وأمراض اللثة في عام 2020 وما قبلها بلغت 75-90% حسب دراسات ميدانية موثقة، استمرت من عام 2010 حتى 2020م، وتختلف هذه النسبة باختلاف مناطق المملكة، وتزداد النسبة للأطفال من 3-7 سنوات لتصل إلى 95%، ومن 12-19 سنة لتصل إلى 90 %، وبلغت 82% للأعمار من 30- 45 سنة.

وأردف استشاري إصحاح الأسنان المتقدم: تبين للمسؤولين في عام 2020-2021م أننا نمتلك زمام المعرفة والمبادرة منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بالوقاية من أمراض الفم والأسنان، ولكننا آثرنا لدول العالم الأول والثاني إعارتهم تعاليم ديننا الحنيف وسنة نبينا محمد، ليتمكنوا من تطبيق تلك التعاليم، مكتفين بالإشادة بإنجازاتهم في تطبيق ما تخاذلنا عن تطبيقه.

وتابع: في حين كانت تلك الحضارات والدول فيما مضى وقبل بعثة الرسول الكريم تعزو الروائح الكريهة المنبعثة من الفم وأمراض الفم والأسنان للأرواح الشريرة والشياطين المصاحبة للأسنان؛ شددت تعاليم ديننا الإسلامي منذ 1475 سنة على تنظيف الفم والأسنان خمس مرات باليوم والليلة.

وقال “القحطاني” في مقاله الذي يرسم مشهدًا مستقبليًا: يعود الفضل للإنجازات التي تحققت هذا العام 2050 في مجال صحة الفم والأسنان وغيرها من التخصصات لله سبحانه وتعالى أولاً، ثم لحامل راية التجديد والتطوير بالمملكة العربية السعودية آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي جعل من أرشيف تاريخنا الإسلامي المجيد أسلوب حياة وواقعًا ملموسًا، يتم ممارسته بشكل يومي ومنظم بعد أن أطلق مشروع رؤية المملكة الطموح في عام 2016م.

وأضاف: من الخطط الجريئة التي تبنّاها المركز الوطني للوقاية من الأمراض والأوبئة في ذلك الوقت للحد من تلك الأمراض، حملات توعوية مكثفة بالتعاون مع بلديات المناطق وشركات الدعاية والإعلان بدون كلفة على الدولة ولها آلية واضحة في كتيب تلك الخطة، إلزام المستشفيات والعيادات الخاصة في جميع التخصصات، بتنفيذ حملات توعوية ميدانية للمدارس والمنازل الواقعة في أحياء تلك العيادات، تحت إشراف ومتابعة دقيقة وصارمة من وزارة الصحة وبلديات المناطق والأحياء .

وأشار كذلك إلى أهمية إلزام جميع المدارس الحكومية والخاصة بإنشاء عيادة أسنان، يقوم عليها طبيب أسنان وأخصائي صحة الفم والأسنان بالمدارس، وإلزامهم بتهيئة أماكن مناسبة يتردد عليها الطلبة والطالبات خلال فترة الدراسة، لممارسة تنظيف الفم والأسنان مرتين خلال فترة وجود الطلبة بالمدرسة. وقد أصبحت فرشاة ومعجون الأسنان والخيط السني جزءًا مهمًا في حقيبة الطلبة والطالبات لجميع المراحل، بل أصبحت أهم من إحضار الأقلام والكتب في تلك الحقبة المهمة من تاريخ مقاومة أمراض الفم وتسوس الأسنان. لدرجة أنك لا تجد مكانًا أو شارعًا أو زقاقًا إلا وتجد ما يذكرك بتلك الحملة المجيدة والتي ننعم ونقطف في هذا الوقت ثمارها.

وووفق ما جاء في مقال القحطاني، فقد كان من أهم القرارات في عام 2021م، تم إنشاء هيئة مستقلة لطب الأسنان مشكلة من خبرات دولية ومحلية مشهود لها تتولى الإشراف على كل ما يخص مهنة طب الأسنان بالمملكة.

وتحدث عن أن إنجازاتها شملت تقييم جميع كليات طب الأسنان بالمملكة ومخرجاتها، وبعد انتهاء الهيئة من عملية التقييم، تم إغلاق عدد كبير من كليات طب الأسنان. حيث بلغت البطالة لتخصص طب الأسنان في ذلك الوقت أعداداً كبيرة لم يستوعبهم سوق العمل بالقطاع الحكومي أو الخاص، نظرًا للمخرجات الأقل من الجيدة لتلك الكليات، حتى إنه تم ضخ مبالغ مالية مهدرة من قبل الموارد البشرية لوزارة العمل لإعادة تهيئة خريجي طب الأسنان دون رفع كفاءة الأطباء، وذلك لسوء عملية التدريب المزمعة من مقدمي خدمات التدريب. فبعد أن كان يشار إلى طبيب الأسنان السعودي بالبنان سواء داخل المملكة أو خارجها،انقلب الحال ليصبح طبيب الأسنان السعودي سلعة لا يمكن الاعتماد عليها لعمل أبسط العلاجات التحفظية في طب الأسنان. وما يدعو للاستغراب أن البسطاء من الناس الذين لا يملكون المال للعلاج في عيادات جيدة، أصبحوا حقل تجارب لهؤلاء المتدربين ومن يشرف عليهم.

ولفت إلى أن الإنجازات شملت كذلك تقييم مستوى جميع أطباء الأسنان نظرياً وسريرياً في جميع التخصصات ولجميع الجنسيات التي تعمل بالمملكة، وبعد الانتهاء من عملية التقييم تم إلغاء تراخيص ممارسة المهنة لعدد كبير من أطباء الأسنان في ذلك الوقت.

وألمح إلى إنشاء أكاديمية تدريبية مركزية مستقلة، يشرف عليها أفضل أطباء الأسنان بالمملكة من سعوديين وغير سعوديين، وذلك لإعادة تأهيل أطباء الأسنان السعوديين حديثي التخرج أو الذين تم إلغاء تراخيصهم وإلحاقهم ببرامج تدريبية متقدمة ومكثفة، وتمكينهم من إجادة التخصصات الرئيسية، التي احتاجها المجتمع في ذلك الوقت من إجادة التشخيص بشكل صحيح ودقيق وعمل العلاجات التحفظية، من صحة لثة وحشوات وعلاج الجذور والأعصاب وما يترتب عليه بعد ذلك من تلبيسات ودواعم، حيث كانت هذه الخدمات تشكل نسبة 70% من احتياجات المراجعين في ذلك الوقت.

ووفق المقال، فقد كان من أهم الحملات التوعوية في ذلك الوقت حملة ( لولا أشق على أمتي 2050 ) المقتبسة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء من كل صلاة)، وعنوان الحملة يرمز للوقاية من جميع الأمراض المنتشرة في ذلك الوقت، كتسوس الأسنان وأمراض اللثة والسكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم وغيرها، حيث استمرت حملة (لولا أشق على أمتي 2050) من عام 2021 حتى عام 2040م ما يقارب العشرين سنة، بشكل مستمر ومكثف وقد كان هذا الشعار يرمز للاهتمام بتنظيف الفم والأسنان باستخدام فرشاة الأسنان والمعجون، وسبل الوقاية الأخرى من أمراض الفم والأسنان.

وقال “القحطاني”: من النادر جدًا أن تجد في وقتنا الحاضر 2050م طفلًا أو طفلة أو شابًا أو شابة، يزور عيادة طب الأسنان يشتكي من تسوس الأسنان. بل إن من النكت المضحكة في مجالسنا أن نسمع بقصة مريض يستيقظ من نومه من شدة الألم بحثاً عن عيادة أسنان.

وأضاف في نظرته المستقبلية: لقلة أمراض الأسنان في هذا الوقت “2050”، فمن النادر أن نجد المختصين في علاج جذور الأسنان أو زراعة وتجميل الأسنان، بينما كانت عيادات الأسنان سابقاً تتفنن في إغواء المرضى عبر ما كان يسمى بوسائل الإغواء الاجتماعي، وخصوصًا تطبيقات تويتر وسناب شات التي عاثت فساداً في بلادنا دون ضوابط أو قيود، وكان من ضحاياه أن أصبحت ابتسامات المرضى كرتونية الشكل، وطبشورية اللون (ابتسامة هوليوود) هكذا كانوا يسمونها في ذلك الوقت. ومن غير المستغرب في ذلك الوقت أن يتنقل مريض الأسنان بين عددٍ من العيادات لإعادة علاج الأعصاب أو الحشوات أو التركيبات عدة مرات. بل إن ما يسمى زراعة الأسنان بغرسات معدنية كانت أولوية في ذلك الوقت لدى المختصين وغير المختصين بدل الحفاظ على الأسنان الطبيعية، ثم مع الأسف تفشل تلك الزرعات بعد زرعها بمدة قصيرة لا تتجاوز السنتين أو ثلاث. ونحمد الله الذي بدل حالنا إلى الأفضل.

وأردف: في هذا العام 2050؛ تؤكد وزارة الصحة خلو الوطن من تلك الأمراض، ولم يتبقَ من خدمات طب الأسنان إلا القليل، كالتقويم السريع بالمسحات الضوئية والتي لا تتجاوز مدة التقويم شهرًا واحدًا للحالات المعقدة. وبوجود التقنيات الشمسية أصبح بالإمكان عمل قشرة رقيقة وقوية جدًا لا تتجاوز سماكتها 0.1 ملم لتجميل الأسنان تتكيف تلقائيًا لترسم ابتسامة المريض واللون الذي يناسب بشرته في مدة أقصاها 30 دقيقة لا تعتمد على برد الأسنان أو الضرر في طبقات السن الحيوية كما هو حال تجميل الأسنان في ذلك الوقت 2020م.

وتابع: الأخطاء الطبية في طب الأسنان بشكل خاص، والتخصصات الطبية الأخرى بشكل عام، كانت السمة التي تميز الأعوام من2005- 2021م والتي أنهكت الدولة ممثلة بوزارة الصحة والتي شكلت اللجان الشرعية (كما كان يطلق عليها ذلك الوقت)، وهذه اللجان الشرعية مكونة من عدد محدود من الأطباء في عدد من التخصصات وعدد من القضاة للبت في قضايا الأخطاء الطبية لجميع مناطق المملكة، ومن الطبيعي جدًا ألا تتمكن تلك اللجان بكوادرها المميزة من الحد من استمرار الأخطاء الطبية أو من إنهاء القضايا المعلقة منذ سنوات.

وقال “القحطاني” في مقاله: لقد شاهدت مقاطع فيديوهات يوتيوب مبكية، مخزنة في الأرشيف السحابي لمراجعين فقدوا كل أسنانهم وتقدموا بالشكوى لوزارة الصحة عام 2010، ولم تتمكن اللجان الشرعية في البت في شكواهم حتى عام 2019م وعددًا اخر من تلك الفيديوهات تتحدث عن عدد كبير جدًا من المرضى، تم إغراؤهم لعمل عدسات أسنان بمبالغ زهيدة، عبر دعايات السناب شات والمشاهير والرسائل النصية المنتشرة في ذلك الوقت، ثم بعد عمل تلك العدسات أصبحت رائحة الفم لدى المرضى كريهة جداً حسب تعبير المرضى، وأصبحت اللثة لديهم تنزف الدم باستمرار، ولم تتمكن اللجان الشرعية من البت في شكواهم، لكثرة تلك الأخطاء في ذلك الزمن، والأدهى أن بعض المرضى توفاه الله وأن مقدمي تلك الخدمات ما زالوا يعيثون فساداً في البلاد! والمضحك أن وزارة الصحة تكفلت بعلاج أخطاء أنصاف الأطباء المنتشرين في العيادات التجارية في ذلك الوقت على نفقة الوزارة.

وأضاف معربًا عن آماله في هذا الصدد: بعد كل تلك الأحداث الدراماتيكية، استشعر المسؤولون في عام 2021 -2022م ما ستؤول إليه صحة البشر إذا استمر الأمر كما هو عليه من هدر للوقت والمال المسخر للهيئات واللجان، التي لا يمكن أن تنهي ما أفسده محترفو الفساد الطبي دون وجود خطة حصيفة، وجامعة تحقق ما يتمناه ولي الأمر لصحة البلاد والعباد.

وأردف: للحد من الممارسات الطبية الخاطئة ورفع جودة الخدمات الصحية؛ قرر المسؤولون في ذلك الوقت تفعيل برنامج متكامل باسم (علاج سليم.. مجتمع صحي)، وهو عبارة عن تطبيق يدعى (ذكي) على صفيحة زجاجية صغيرة بحجم كف اليد، يسمونه (الجوال الذكي) يمارس دور اللجان الشرعية.

وتابع: لقد قد تحالفت عدد من الوزارات في ذلك الوقت لتشغيله، وهي وزارة الصحة وجميع الهيئات التابعة لها (وهي الوزارة الرئيسة المشغلة للتطبيق)، ووزارة الداخلية ووزارة العدل وجميع شركات التأمين الطبي، وهذا التطبيق يضم “قسمًا مخصصًا للتوعية والوقاية من جميع الأمراض، وكذلك قسمًا يبين طرق علاج جميع الأمراض والطرق الصحيحة لعلاجها ثم يبين المضاعفات الطبية إن حدثت، ويبين أيضاً أنواع وأشكال الأخطاء الطبية المتوقعة لتلك الأمراض بالصور التوضيحية والشرح المبسط لكل حالة، إضافة إلى قسم لتقديم الشكاوى الطبية.

وقال “القحطاني”: لهذا التطبيق سياسات وإجراءات لتطبيقه في كتاب خاص يبين جميع الخطوات والإجراءات المشغله للنظام، ولن نتطرق لآلية عمل النظام الذي أمكنه الاستعانة بعدد ثلاثة ملايين ممارس صحي من جميع دول العالم، وفي جميع التخصصات فقط لتعبئة محتويات التطبيق سواء التوعوية، أو أنواع الأمراض والأخطاء والمضاعفات الطبية.

وأضاف: الجميل أن التطبيق يمتلك قاعدة بيانات تجاوزت 100ألف مقيم صحي و عدد 5000 قاضٍ وعدد 10000 محامٍ موزعين في جميع مناطق ومدن المملكة. يتم الاستعانة بهم حسب السياسات والإجراءات الخاصة بالبرنامج.

وأردف: لقد ساهم البرنامج في إنهاء جميع القضايا، والأخطاء المعلقة خلال فترةٍ قصيرة جداً بأقل جهد على المرضى المتضررين وعلى وزارة الصحة، بل إن الدولة ممثلة بوزارة الصحة حققت عوائد مالية مجزية مقارنةً بما كان عليه الحال قبل تفعيل هذا التطبيق.

وتابع: كما ساهم في الحد من الأخطاء والمضاعفات الطبية بشكلٍ عام ورفع توعية المجتمع للممارسات الطبية الصحيحة وغير الصحيحة في الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والطب البديل، وقد أثمرت المبالغ التي تم ضخها في ذلك المشروع ثماره، في تقليل نسبة الأخطاء، والمضاعفات الطبية بشكل كبير، وساهم في خلق وظائف جديدة حققت جزءًا مهماً من رؤية 2030، وساهم فيما ننعم به اليوم، عام 2050، لنكون في مقدمة الدول والأمم كأفضل الممارسات الطبية في المجال الصحي.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply