تيغراي: انتقال خطوط المواجهة إلى أفار وأمهرة يضع وحدة إثيوبيا على المحك

تيغراي: انتقال خطوط المواجهة إلى أفار وأمهرة يضع وحدة إثيوبيا على المحك

[ad_1]

كما شدد السيد أنطونيو غوتيريش على أهمية تهيئة الظروف لبدء حوار سياسي بقيادة إثيوبيا لإيجاد حل للأزمة التي اندلعت قبل نحو 10 أشهر في إقليم تيغراي بشمالي البلاد، وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية الخطيرة على إثيوبيا والمنطقة الأوسع.

جاءت رسالة الأمين العام خلال اجتماع لمجلس الأمن عُقد مساء يوم الخميس بتوقيت نيويورك، لبحث أبعاد الأزمة في إثيوبيا وآخر التطورات فيها. حيث أشار الأمين العام إلى أن اهتمام ووحدة مجلس الأمن أمران حاسمان.

وأضاف يقول: “أعتقد أن هناك فرصة لمعالجة الصراع سلميا، والتي يجب على الأطراف اغتنامها لمصلحة إثيوبيا.” وأكد أنه على تواصل مع الأطراف لبحث هذه القضية.

أهمية وقف القتال وبدء الحوار السياسي

وفي إشارة إلى وقف الأعمال العدائية وتهيئة الظروف لإطلاق حوار سياسي، قال السيد غوتيريش إن هذه الخطوات مهمة لسببين حاسمين: “أولا، لأن وحدة إثيوبيا واستقرار المنطقة على المحك – والأمران مهمان. فقد وصلت خطوط المواجهة العسكرية في تيغراي الآن إلى منطقتي أفار وأمهرة.. وثانيا، يتزايد الثمن البشري لهذه الحرب يوما بعد يوم. وتتكشف كارثة إنسانية أمام أعيننا.”

لم يُفض إعلان وقف إطلاق النار أحادي الجانب من قبل حكومة إثيوبيا في 28 حزيران/يونيو – وانسحاب قوات الدفاع الوطنية الإثيوبية من ميكيلي إلى وقف شامل لإطلاق النار، بحسب الأمين العام.

وظلت منطقة تيغراي تخضع إلى حد كبير “لحصار إنساني” بحكم الأمر الواقع، وانقطعت عن الخدمات العامة الرئيسية مثل الكهرباء والاتصالات. ومنذ ذلك الحين، وسّعت القوات في تيغراي من وجودها في منطقتي أمهرة وأفار المجاورتين حيث تصاعد القتال.

وتابع السيد غوتيريش يقول: “دخلت جهات فاعلة أخرى في إثيوبيا المعركة من خلال حشد الجماهير وتنشيط الجماعات المسلحة الإقليمية.”

ودعا إلى مغادرة القوات الأجنبية البلاد، وحذر من الخطاب التحريضي والتنميط العرقي الذي يمزق نسيج البلد الاجتماعي.

الملايين بحاجة للمساعدة

بحسب الأمم المتحدة، نزح أكثر من مليوني شخص من ديارهم، كما أن ملايين آخرين بحاجة فورية للمساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك الطعام والماء والمأوى والرعاية الصحية. ويعيش 400,000 شخص على الأقل في ظروف شبيهة بالمجاعة.

وقد أدى الصراع في منطقتي أفار وأمهرة إلى نزوح 300,000 شخص آخرين حسبما ورد.

وقد حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الشهر الماضي من أن 100,000 طفل يواجهون خطرا على حياتهم من سوء التغذية الحاد الوخيم خلال الأشهر 12 المقبلة.

وقال السيد غوتيريش: “تم تدمير مخيمات للاجئين، وتدمير أنظمة الرعاية الصحية، حيث تعرضت المستشفيات والعيادات للهجوم والنهب. وتفاقم هذا كله بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات.”

وأعرب الأمين العام عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن عنف جنسي وعنف قائم على النوع الاجتماعي من قبل الناجين، بمن فيهم نساء وأطفال. وقال: “أدين هذه الأعمال الوحشية بأشد العبارات الممكنة.”

ودعا الأمين العام إلى المساءلة، مشيرا إلى أن هذه الانتهاكات تضاف إلى مزاعم خطيرة أخرى بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وتجاوزات ضد المدنيين، يقال إنها ارتُكبت من قبل جميع أطراف النزاع.

يشار إلى أن تحقيقا مشتركا يُختتم بين مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان واللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان.


يبدأ الأطفال النازحون عملية الشفاء في مركز للصحة العقلية تابع للمنظمة الدولية للهجرة في تيغراي بإثيوبيا.

IOM/Kaye Viray

يبدأ الأطفال النازحون عملية الشفاء في مركز للصحة العقلية تابع للمنظمة الدولية للهجرة في تيغراي بإثيوبيا.

إعاقة وصول المساعدات الإنسانية

حشدت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني الجهود للوصول إلى أكثر من خمسة ملايين شخص بالطعام وغيره من الضروريات، لكن القدرة على الاستجابة مقيّدة بشدة بسبب انعدام الأمن والتأخير ومجموعة من القيود التعسفية التي تعيق عمل المنظمات الإنسانية.

ووفقا للسيد غوتيريش، يعتمد الوصول البري إلى تيغراي الآن على طريق واحد، عبر إقليم أفار، والذي يتضمن المرور عبر العديد من نقاط التفتيش. وتتطلب المنظمات الإنسانية ما يقرب من 100 شاحنة من المساعدات والإمدادات للوصول إلى ميكيلي كل يوم. ولكن، منذ تموز/يوليو، تمكن ما معدله أقل من 10 شاحنات من العبور يوميا. ولم تصل أي شاحنة منذ أكثر من أسبوع، في حين أن مستودعات المواد الغذائية خالية الآن.

وقال الأمين العام: “للأسف، تعرض العاملون في المجال الإنساني للمضايقة وحتى القتل.”

إثيوبيا تعمل على تسريع دخول القوافل الإنسانية

من جانبه، أكد مندوب إثيوبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير تاي أتسقى سيلاسي، أنه على الرغم من التحريضات، فقد مارست حكومة إثيوبيا أقصى درجات ضبط النفس، حتى هاجمت “جبهة تحرير تيغراي الشعبية” ونهبت الثكنات العسكرية.

وقال: “على مدار الأشهر التسعة الماضية، مع سعي الحكومة للتمسك بالقرار الدستوري، رفضت الجبهة نزع السلاح والاستسلام لسلطات إنفاذ القانون وضاعفت أجندتها المدمرة.”

وأكد أن الحكومة تدرك التزاماتها اتجاه مواطنيها، وستواصل الوفاء بالتزاماتها باستخدام جميع الوسائل وتخصيص الموارد المتاحة. وأضاف يقول: “إن حكومة إثيوبيا ملتزمة بتسريع السماح بدخول القوافل الإنسانية. وفي الحقيقة، نحن ملتزمون بتقليل عدد نقاط التفتيش وتسريع إجراءات الفحص. ونعمل مع الشركاء لإدخال تكنولوجيا فحص متطورة.”

وشدد على أن الهدف هو تحقيق السلام، “لكن جبهة تحرير تيغراي الشعبية تقف حائلا بين إثيوبيا والسلام.”


استأنف برنامج الأغذية العالمي عملياته في إقليم تيغراي بعد أن أوقف القتال الاستجابة الطارئة.

WFP/Rein Skullerud

استأنف برنامج الأغذية العالمي عملياته في إقليم تيغراي بعد أن أوقف القتال الاستجابة الطارئة.

“خسائر اقتصادية فادحة”

تطرق الأمين العام للأمم المتحدة إلى الخسائر الاقتصادية الفادحة التي تسبب بها الصراع. فقد استنزف القتال أكثر من مليار دولار من خزائن البلاد، كما أن الديون آخذة في الازدياد، والوصول إلى الائتمان آخذ في النضوب. ويزداد التضخم أكثر من أي وقت مضى، والمواد الغذائية آخذة في النفاد.

وفي غضون ذلك، تعاني إثيوبيا من خامس أعلى معدل لحالات كـوفيد-19 في القارة.

وقال الأمين العام: “أكرر دعوتي الأساسية، يجب على جميع الأطراف إنهاء الأعمال العدائية على الفور دون شروط مسبقة واغتنام تلك الفرصة للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار.”

وأعرب عن أسفه الشديد للأحداث المأساوية التي تتكشف في إثيوبيا. وقال: “إثيوبيا بلد واعد، مدفوعة إلى حد كبير بطاقة ومبادرة شبابها. إنه لأمر مفجع أن نرى العديد من الشباب الإثيوبيين يتم استغلالهم وتعبئتهم في المجهود الحربي.”



[ad_2]

Source link

Leave a Reply