[ad_1]
لعقود طویلة كان مصطلح السلطة الرابعة متداوَلاً بشكل كبیر، وقد أُطلق لوصف السلطة التي تفرضها وسائل الإعلام، وتحدیدًا الصحافة، التي تمثلت قوتها في التأثیر على الرأي العام، وكذلك القرارات السیاسیة، إضافة إلى مساهمتها في التغییر الاجتماعي، والكثیر من الأحداث ومساراتها، التي لم تكن لولا توافُر عامل السلطة.
حینما أُطلق المصطلح، وانتشر في القرن الثامن عشر، كانت الصحافة في أوج ازدهارها، وقد آمن به أحد المفكرین الإیرلندیین الذي أكد أن السلطة الرابعة أهم من جمیع السلطات مهما بلغت قوتها.
ولا یخفى على مطلع الأثر الذي من الممكن أن تُحدثه وسائل الإعلام باستخدام أدواتها، الذي قد یقلب الموازین، بما في ذلك إسقاط الحكومات، وتشرید الآمنین. ومع ظهور وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الأثر مضاعَفًا، إن لم یكن كارثیًّا، ولاسیما مع التقنیات الحدیثة وأختها الأقل حداثة. فمن یتعامل بشكل یومي مكثف مع وسائل التواصل الاجتماعي سیجد نفسه عرضة للتأثر والانجراف إلى مسارات لم یألفها أو یرغب بدخولها، فضلاً عن اتخاذ وتبنِّي مواقف قد یكون أساسها خاطئًا أو غیر صحیح.
ورغم كثرة المساهمین في تصحیح الأخبار التي ترد من أنحاء العالم، التي في الغالب مدعمة بالمحتوى المرئي، إلا أنه مع كل حدث جدید تُعاد سیناریوهات قدیمة، وأفكار كانت رائجة، وأحادیث غیر صحیحة، بحیث لا یمكن للمرء أن یرفضها جمیعًا لمجرد الشك فیها!
ما حدث في أفغانستان الأیام الماضیة كان مرعبًا؛ الكتل البشریة المذعورة في المطارات هربًا من بطش طالبان المتوقع، والهروب من الجحیم إلى الموت من خلال التعلق بأجنحة الطائرات، والتكدس داخل الطائرات في رحلات لا یعلم المتلقي إلى أین.. وغیرها، فمن یقف خلف تلك الصور؟!
جمیعنا نعلم ما أحدثته طالبان في أفغانستان وما یمكن أن یحدث إن عادت بالأیدیولوجیا
السابقة نفسها، والجمیع خائف ومترقب، بینما الفیدیوهات الحدیثة المنتشرة لأفرداها توضح أن هناك من ظهر من العتمة للنور، مُفَاجَئًا بالحیاة التي لم یألفها وكان یبحث عنها، كاللعب في الألعاب الموجودة في الحدائق العامة وأكل الآیسكریم.. وغیرها. وفي المقابل یذكر معظم مطاردي الشائعات أن الفیدیوهات والصور التي تركز على البطش والتسلط قدیمة، وكانت في عهد طالبان قبل حرب أفغانستان 2001 والحكومة الأفغانیة المنهارة.. فمن نصدق؟!
ما أخشاه أن تبقى الحقیقة حجر شطرنج في الإعلام كما في السیاسة.
[ad_2]
Source link