لم تسعف الأقدار العروس المغدورة (روان الغامدي) بمنحها بعضاً من الوقت لارتداء جميع فساتينها المخصصة لأيام وليالي شهر العسل، ولم تضفر يديها وأناملها وكفيها بالتزين بالذهب والحُلي الذي انتقته بعناية لأيام الهناء الموعودة بها من (عريس) ظهر أمامها وأمام أسرتها بأنه في كامل الرزانة والوعي، ولم تسنح المسافة بين قريتها (بني هلال) في منطقة الباحة، وبين مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، لتفهم الفتاة الحسنة الخُلق شخصية زوج مضطرب، شتت الأيام الأولى من الزواج بالأسفار، وقطع حبل مودة النقاش بالعنف، وفي ظل تربيتها الحسنة بذلت له مجوهراتها فباعها، ليشتري بها ما يعزز قدراته على ارتكاب أبشع جريمة تشهدها المنطقة منذ عقود.

وعزا عدد من أقارب العروس المغدورة (روان الغامدي) لـ «عكاظ» جريمة قتلها إلى إهمال الفحص النفسي قبل الزواج، وجهل العروس بشخصية الزوج، وسلامة قواه العقلية، بحكم أنها قضت مجمل أيام عمرها (24 عاماً) في المنطقة الشرقية. وأوضح المستشار القانوني الدكتور محمد الهلالي أن أسرة القاتل ادّعت أن ابنها يعاني مرضاً نفسياً، وتطلّع إلى إدراج الفحص النفسي وفحص المخدرات، وقال الهلالي لـ«عكاظ»: مع الأسف ما زلنا نتعامل مع المتقدمين لخطبة بناتنا بمنطق القسمة والنصيب، وتطلع لإقرار إجراءات تمكن الأب من معرفة تاريخ سلوك المتقدم لابنته، مؤملاً أن يخوّل الإجراء أولياء البنات بمراجعة الجهات الأمنية والسؤال عن الخاطب، مشيراً إلى أن الجهل بواقع الخاطب مدعاة لأزمات فاجعة ومحزنة.

روان.. خطبها قريب لها على خُلق فاعتذرت وآثرت القاتل

كشف أحد أقارب (روان) أن أحد قرابتهم خطبها لابنه فاعتذرت، وآثرت الاقتران بالعريس القاتل في ظل التزكيات المجانية، المرجحة كفة المجهول على معلوم الحال، وكأنها تردد اليوم مع المتنبي (عشية أحفى الناس بي من جفوته، وأهدى الطريقين التي أتجنّبُ).

تقرير الطبيب الشرعي يؤكد الوفاة جنائياً

أكدت مصادر عدلية لـ «عكاظ» أن تقرير الطبيب الشرعي أثبت أن وفاة روان ناجمة عن ضرب مبرح ورض بالحجارة، إضافة إلى دهسها بالسيارة في محافظة الطائف، بمنطقة الهدا.

إمام وخطيب بني هلال: تزكية كاذبة والبنات لسن عبئاً

أكد إمام وخطيب جامع قرية بني هلال علي محمد دغيم خطورة تزكية الأب لابنه المتقدم لخطبة فتاة، لحرصه على ستر الابن الذي لو علم الآباء بحقيقة وضعه النفسي والعقلي فلن يزوجوه، ودعا الآباء إلى الحرص على التقصي والبحث والسؤال. وقال بأن شناعة تصور بعض الآباء للبنات بأنهن عبء ينبغي المسارعة في التخلّص منه، وأوضح في خطبة يوم الجمعة أن روان سيرة عطرة لفتاة صالحة وتقيّة ومحبة للخير.

باحث اجتماعي: الفحص الجسمي لا يكفي

أكد الباحث الاجتماعي الدكتور عبدالله سافر أن الفحص الجسمي لراغبي الزواج، لا يقدم صورة حقيقية عن أهلية المتقدم للخطبة، وطالب بالفحص النفسي الشامل، لضمان سلامة الخاطب من الاعتلالات والاختلالات التي تعيق التوافق، وتسبب التنافر، ولا تظهر إلا عند التعايش والتعامل.

هاشتاق: دم روان الغامدي وتعاطف بإهداء أعمال خير لروحها

تعاطف مغردون ومغردات، مع أسرة روان الغامدي، تحت وسم دم روان، وأيدت التغريدات الموضوعية أهمية إطالة مدى الخطبة وعدم التعجل في إتمام زفاف البنات لشبان غير معروفين لأهل الفتاة، وطالب مغردون بتبني أعمال خيرية مهداة لروح العروس المغدورة.

النيابة تتولى ملف التحقيق

صرح المتحدث باسم شرطة منطقة مكة المكرمة بأن الجهات الأمنية باشرت بلاغا بتاريخ 1442/12/25 عن قيام شخص بإنزال امرأة من سيارته وضربها بحجر ثم دهسها بالسيارة، إذ اتضحت وفاتها وهروب الجاني من الموقع. وقال: تم تحديد هوية الجاني والقبض عليه، وهو مواطن في العقد الثالث من العمر، إذ أشارت إجراءات الاستدلال الأولية إلى أنه زوجها، وجرى إيقافه واستكمال الإجراءات النظامية الأولية وإحالته لفرع النيابة العامة.

مواراة جثمان المغدورة بالطائف وانتهاء أيام العزاء

تقبّل جد روان أحمد بن مسعود، ووالدها عبدالله وقرابتها في قرية بني هلال التعازي في الفقيدة (روان بنت عبدالله)، بعد الصلاة عليها مساء أمس الأول في جامع ابن عباس بالطائف، ودفنها في مقابر العباس.