[ad_1]
22 يوليو 2021 – 12 ذو الحجة 1442
01:07 PM
أول من كساها وصنع لها باباً ومفتاحاً
حرضوه على تخريبها فوافق ثم تراجع وأكرمها.. ماذا فعل “تُبع” بمن أغروه بهدم الكعبة؟
يستقر في أذهان الكثيرين أن أبرهة الحبشي، أول من قرر وأقدم على هدم الكعبة المشرفة عام 571م، الذي سمي “عام الفيل”، وشهد ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الثابت تاريخياً أن محاولة أبرهة لهدم الكعبة سبقتها محاولة أخرى بنحو مئتي سنة في الثلث الرابع من القرن الرابع الميلادي على يد “تبع” الحميري، وهو ملك يمني، حكم اليمن في الفترة من 378م إلى430م، وفقاً لـ”ويكيبيديا”، واسمه “تبان أسعد أبو كرب الحميري”، وكان أكثر ملوك اليمن غزواً وظفراً في غزواته، وأطولهم بقاءً في الحكم، فما الأحداث التي قادت “تبع” إلى الإقدام على هدم الكعبة؟ ومن أغراه بتدميرها؟ ولماذا تراجع؟ وماذا صنع بمن حرضوه على هدمها؟ وكيف تصرف مع الكعبة؟
تقتيل اليهود
تتفق الروايات التاريخية على أن “تبع” لم يفكر في بادئ الأمر في هدم الكعبة، سواء أثناء وجوده في اليمن، أو بعد خروجه منه متوجهاً إلى المدينة قاصداً غزوها، ومقاتلة اليهود فيها، وتخريب ديارهم ونخيلهم، انتقاماً منهم على نقضهم عقد التعايش، الذي أبرموه مع قبيلتي الأوس والخزرج، اللتين خرجتا من اليمن واستقرتا في المدينة، وتعاهدتا مع اليهود على العيش في وئام ضمن شروط اتفقوا عليها، فلما نقض اليهود العهد، استغاثت الأوس والخزرج بابن عمهم “تبع” ملك اليمن، و”تبع” لقب كان يسمى به كل من حكم اليمن قديماً، مثل لقب “فرعون” الذي كان يسمى به كل من حكم مصر قبل الميلاد.
وخرج “تبع” في جيشه من اليمن ووصل المدينة، وتدافعت قواته تقاتل اليهود بضراوة أدرك اليهود خلالها، أنه سينال منهم، ويوشك على تدمير المدينة، فتوجه حبران من أحبار اليهود إلى “تبع” وقالا له: “أيها الملك لا تفعل، فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها، ولم نأمن عليك العقوبة”. فسألهما: “ولم ذلك؟” قالا: “هي (المدينة) مهجر نبي، يخرج من مكة في آخر الزمان، وتكون داره وقراره”، فأعجب بما سمع منهما واتبع دينهما، وأوصى الأوس والخزرج بأن يقيموا في المدينة، فإذا قدم إليها ذلك النبي يصدقوه ويؤيدوه، فإن لم يظهر فيهم أوصوا أولادهم باتباعه.
التحريض الآثم
وخرج “تبع” من المدينة عائداً بجيشه إلى اليمن، وأثناء اقترابه من مكة، أتاه والتقى به أشخاص من قوم من هذيل، وحرضوه على غزو مكة وأغروه بهدم الكعبة قائلين: “هل ندلك على بيت غفلت عنه الملوك قبلك فيه الذهب والفضة واللؤلؤ والزبرجد”، قال : “بلى”، قالوا: “بيت بمكة يعبده أهلها”، فوافق “تبع”، لكنه اختار التريث واتخاذ القرار النهائي بعد استشارة الحبران اللذين أقنعاه بوقف القتال في المدينة، فأرسل إليهما، فرداً عليه بالقول: “ما أراد القوم (هذيل) إلا هلاكك، وهلاك جندك، وما نعلم بيتاً لله اتخذه في الأرض لنفسه غيره، ولئن فعلت ما دعوك إليه، لتهلكن، وليهلكن من معك جميعاً”.
ونصحه الحبران أن يفعل عند الكعبة كما يفعله أهل مكة، فيطوف بها، ويعظمها ويكرمها، فأخذ بالنصيحة، غير أنه قبل أن يدخل مكة أمر جنده بتقطيع أيدي وأرجل من أغروه بغزو الكعبة من أفراد هذيل، ودخل مكة وطاف بالكعبة ونحر عندها، وحلق رأسه، وأقام في مكة مدة من الزمن، وتذكر بعض الروايات أنه رأى في المنام خلال إقامته في مكة أن يكسو الكعبة، فكساها، وأوصى بها الولاة من بعده، وجعل للكعبة باباً ومفتاحاً، وأصبح أول من كسا الكعبة في الجاهلية، وأول من صنع لها باباً ومفتاحاً، واحتفظ بالسبق في إكرام الكعبة على هذا النحو إلى نهاية التاريخ.
[ad_2]
Source link