أفصحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن السفارة السعودية في أبيدجان أبلغت القطاع الخاص السعودي عن وجود دراسة مشروع تعاون استراتيجي بين المملكة وجمهورية كوت ديفوار لإنتاج وصناعة الأرز، حيث يسمح بإنتاج مليون طن من الأرز بعد عام واحد من تاريخ الاستثمار بين الدولتين وأنه من الممكن أن ينمو إلى ثلاثة ملايين طن بحلول 2025.
وبحسب مصادر المعلومات، كشفت السفارة السعودية عن رغبة الجانب الإيفواري استثمار السعودية في هذا المشروع الذي يعد أحد القطاعات الاستراتيجية في الدولتين، حيث وفرت العديد من الدراسات التفصيلية في هذا الخصوص.
وكانت السعودية وجمهورية كوت ديفوار قد وقعتا بداية العام الجاري اتفاقية عامة للتعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليمية والفنية والثقافية والإعلامية والسياحية والشباب والرياضة، كما أنها تفتح الآفاق لإبرام اتفاقيات ثنائية متخصصة في المجالات التي تهم الدولتين.
وتأتي الاتفاقية انطلاقاً مما توليه حكومة السعودية من حرص على تطوير علاقاتها الخارجية مع حكومات دول وشعوب العالم ورغبة منها في توثيق أواصر الصداقة القائمة مع تلك الدول وتدعيم الروابط التاريخية والمصالح المشتركة.
وأوضحت الدراسة التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، أن الأرز يعد أحد قطاعات الأغذية الاستراتيجية لجمهورية كوت ديفوار والسعودية وكذلك لغالبية الدول النامية التي تستهلك هذا المنتج، مبينة أن القطاع يتطلب موارد مائية كبيرة ومناخاً مناسباً واستثمارات كبيرة.
وأكدت الدراسة، أن العنصرين الأولين في كوت ديفوار هما الموارد المائية والمناخ الملائم لزراعة الأرز وفي الوقت ذاته تمتلك المملكة قطاعاً خاصاً قادراً على الاستثمار في هذا المجال الاستراتيجي مع جميع الضمانات المؤسسية والتنظيمية والقانونية القادرة على طمأنة المستثمرين، بالإضافة إلى ذلك فإن دراسة الوضع في البلدين تجعل من الممكن تحديد أوجه التكامل الواضحة التي تتطلب إقامة تعاون في هذا القطاع.
وذكرت الدراسة، أن الكثير من الكيانات زارت كوت ديفوار بهدف استغلال الإمكانات المهمة في مجال زراعة الأرز منها فرنسية وهندية وإسرائيلية دون نتائج مهمة تسمح بعكس اتجاه الاعتماد المتزايد على استيراد الأرز.
وقالت، إنه في ظل الوضع الراهن يمكن اقتراح مشروع عملاق واسع النطاق في هذا المجال في إطار التعاون بين المملكة وكوت ديفوار يسمح بإنتاج مليون طن من الأرز بعد عام واحد من تاريخ الاستثمار ويمكن أن ينمو إلى 3 ملايين طن في 2025، مبينة أن البيانات الأولية تظهر أهمية رسم خرائط مناطق إنتاج الأرز عبر تحديد الأراضي المتاحة والمعدات التكنولوجية عالية المستوى للإنتاج، وكذلك اختيار محطات آلية للتقشير.
وأضافت أن خرائط الأرز في كوت ديفوار ترتكز في المناطق الغربية والشمالية الغربية بإمكانات إنتاجية كبيرة جداً، والمناطق الوسطى والشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية الغربية بمتوسط إمكانات الإنتاج، أما جنوب الجمهورية فتعتبر إمكانياتها الإنتاجية منخفضة.