تحتضن محافظة جدة العديد من المواقع التاريخية من أبرزها مسجد الشافعي، الذي بُنيت منارته في القرن الـ13 الميلادي، بتصميم مستمد من العمارة الإسلامية الفريدة يحاكي واقع الإسلام قبل 1400 عام.

بُني مسجد الشافعي باستخدام المواد التقليدية والمكونة من الطين البحري، والحجر المنقبي، والأخشاب، وهي من المواد الأساسية التي كان سكان جدة يعتمدون عليها بحكم طبيعة الأجواء.

يعود نسب المسجد إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي، أحد أئمة المذاهب الأربعة للسنة، وعرف باسم الجامع العتيق، احتضنته المنطقة التاريخية، ويحكي واقع جدة قبل الإسلام، عندما اختار الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، في عام 25 هجريا، جدة لتصبح ميناء وموقعا ترسو به سفن الحجاج والمعتمرين و دبوابة للتجارة ولمكة المكرمة.

حظي مسجد الشافعي بتطويره ضمن مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية، ليحافظ على شكله القديم ونقوشه الإسلامية الفريدة، ويعود واجهة مشرّفة تعكس العمارة الإسلامية.

و شَمِلَت أعمال المشروع ترميم الأعمدة والأسقف الخشبية والجدران والمنارة، وترميم الزخارف الجصية والخشبية والمحراب، والشكل الخارجي للمسجد وإزالة التشوهات والتلبيس القديم المتهالك للجدران.

وتضمن المشروع رصف الأرضيات بالبلاط، والتكسيات المناسبة، وإزالة المحلات التجارية الملاصقة لحائط المسجد الجنوبي، وإنشاء حمامات حديثة، وتأهيل شبكة الصرف الصحي والمياه، وتنفيذ شبكة تكييف حديثة.