صورة عن قُرب.. نفحات من حياة شهبندر التجار “صالح كامل” يرويها “دح

صورة عن قُرب.. نفحات من حياة شهبندر التجار “صالح كامل” يرويها “دح

[ad_1]

08 مايو 2021 – 26 رمضان 1442
12:37 AM

عرج على ذكريات 12 عامًا راويًا صفحات من سيرته.. وقال:قلب يسع الحياة والأحياء

صورة عن قُرب.. نفحات من حياة شهبندر التجار “صالح كامل” يرويها “دحلان”

في مثل هذا اليوم من رمضان من العام الماضي رحل رئيس مجلس الغرفة التجارية بجدة صالح كامل، الذي كان يلقب بـ”شهبندر التجار”. وقد عرج أمين غرفة جدة السابق حسن إبراهيم دحلان على صفات “صالح كامل” الإنسانية، وعدَّد ملامحها وطبيعتها في جوانب عدة، منها الاقتصادي والاجتماعي.. وقال: “أي جلال هذا الذي يصاحب ذكرى رحيله، وأي نفحات تلك التي تعطر الأجواء في هذا الشهر المبارك عندما يبرز نجمه”.

وأوضح: “دأبت في هذا الشهر الكريم أن ألجأ إلى القرآن الكريم، وأنهل من محكم آياته، أتدبر منها معين الإيمان ولذة العبادة، لكنني بدون سابق إنذار أجدني على غير عادتي أتسمر أمام حضوره الغائب، وأتذكر بيتًا من قصيدة ابن الرومي حينما قال: (طواه الثرى عني فأضحى مزاره.. بعيدًا على قرب قريبًا على بعد)”.

وتابع: “هو بالفعل يتوسد ثرى مقابر المعلاة بمكة المكرمة القريبة منا مكانًا، ويبتعد عنا بروحه الطاهرة، لكنه قريب، وسيظل كذلك بسيرته العطرة وبصماته الخالدة ونهجه القويم. كل ذلك عندما تمرُّ من أمامي ذكرى رحيل الشيخ صالح كامل – رحمه الله – وسط نفحات هذا الشهر الفضيل، وأيامه المباركة التي شهدت معه فيها أجمل ذكرياته، وأنبل مواقفه”.

وقال “دحلان”: “لقد أسس الشيخ صالح كامل مدرسة عظيمة في العطاء؛ فهو صاحب مبادئ ثابتة في الخير والإعمار والنماء.. رسالته الراسخة قائمة على إعطاء كل ذي حق حقه.. فلسفته في الحياة (عجيبة)، وترتكز على إسناد الفضل لأصحابه؛ إذ كان يقول: (لولا الذين سبقونا لما وصلنا إلى ما نحن فيه). كان رجلاً تقيًّا نقيًّا، يؤمن بآيات الله إيمانًا مدهشًا؛ فهو يعلم جيدًا أن الإنسان لا يمكن أن يعيش لنفسه فقط، بل لا بد أن يعمل لغيره، ويساهم في التنمية المستدامة للمستقبل، ويرى وفق منهجيته العملية أن (الذي يموت وهو يعمل أفضل بكثير من الذي يموت وهو يتعبد) مستشهدًا بآيات وأحاديث على كلامه من خلال ثقافته الدينية الواسعة مصداقًا لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- (المؤمن يموت بعرق الجبين)، والمعنى الصحيح في هذا أنه يموت وهو مجاهد يعمل لآخرته ويعمل لدنياه”.

وأردف: “وحينما أسرد مناقب الشيخ صالح كامل الذي عملت معه قرابة ١٢ عامًا أتذكر أنني لم ألحظ يومًا أنه أخطأ على أحد من الذين يعملون معه، بل كان أكثر شخص يقدّر هؤلاء، ويعرف أوقات عملهم، ومواعيد راحتهم، وكنت كلما أتصل بأحد الموظفين كان يفاجئني بقوله: (لا تتصل به في هذه الساعة؛ لأنه الآن في راحته؛ فلا تزعجه ودعه إلى راحته. وفلان له ظروف خاصة، وفلان ذهب ليحضر أبناءه من المدرسة)؛ ليضرب بذلك أروع الأمثلة في مراعاة الظروف النفسية والاجتماعية لكل من يعمل معه”.

وبيّن: “ويرسم شهبندر التجار مفهومه الواقعي للنجاح بأنه يكمن في إعمار البلاد، وتأمين فرص معيشية للعباد. وقد استطاع خلال سنوات عمله الطويلة أن يترجم تلك المعادلة عبر عشرات المشاريع التجارية التي أسسها، وشارك فيها داخل السعودية وخارجها، إضافة إلى عشرات الأعمال الخيرية الأخرى التي يعرفها القاصي والداني؛ فهو رجل تشكلت بداخله كل معاني الإنسانية، وتجسدت في شخصية فذة، تجمع الصفات والسمات الحميدة كافة في مجموعة إنسان”.

واستطرد: “بحكم قربي منه -رحمه الله- كان دومًا يردد (أتمني أن ألقى ربي وأنا أعمل للتنمية). وكانت فلسفته دائمًا أن العبد العامل له أجر عند الله كبير نظير منفعته للناس، وكان دائمًا ما يحث على اغتنام الأوقات؛ فقد كان يؤمن بأن الوقت من ذهب، وقلما وجدته يضيع وقته هباء؛ فقد كان حريصًا كل الحرص على العمل، وكيفية ابتكار أفكار تنموية جديدة. وقبل وفاته -رحمه الله- بأقل من ٢٤ ساعة كنت في حضرته، وكان يتحدث معي عن كورونا، والدروس المستفادة من هذه الجائحة، وكيف من الممكن تحويل المحنة فيها إلى منحة”.

وواصل: “وبما أننا في هذا الشهر المبارك فقد قال لي أنه منذ صغره اعتاد أن يقضي ليلة الـ ٢٧ من رمضان في مسجد الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، أو في الحرم المكي الشريف في مكة المكرمة. وأول مرة منذ سنين يقضي فيها العشرة الأخيرة من رمضان في مدينة جدة نتيجة للحظر الكلي بسبب الجائحة، لكنه ختم حديثه بالقول: (الله في كل مكان.. وربنا كريم)”.

وقال: “لا أخفي سرًّا أن الشيخ صالح كامل ذلك الإنسان المتواضع قد غرس في كل من يعمل معه حب التواضع؛ فلم أكن بمنأى عن تلقائيته البسيطة؛ فكنت منخرطًا معه، قريبًا منه، متطلعًا إلى ما يقوم به أو يفعله، وما ينظر إليه وما ينفذه، وما يحذر منه، وما يدعو إليه.. فلم أرَ في حياتي أكثر منه تواضعًا.. كان رجلاً يتنفس تواضعًا مع الصغير قبل الكبير، حريصًا على حقوق الغير.. وقد عشت معه عشرات المواقف”.

وزاد مفصلاً: “أستطيع القول إنه كان بالنسبة لي الإنسان والأب والمعلم الذي كان يحمل قلبًا كبيرًا وسليمًا، يسع الحياة والأحياء، كما كان يحمل عقلاً رائدًا، قلَّ أن تجد له نظيرًا بين رجال الأعمال في الوطن العربي عطفًا على أنه يعد رائدًا في الإعلام، وساهم مساهمة فاعلة في تطوره، وقدم عطاءً كبيرًا في تطور التجارة، والاستثمار، والمسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى ريادته في مجال الاقتصاد الإسلامي والمصرفية الإسلامية، وكان من القلائل في العالم الذين أسسوا على أسس المقاصد والآليات والمآلات؛ إذ كان – رحمه الله – فيلسوفًا اقتصاديًّا إسلاميًّا. والمتتبع لمسيرته يجد نفسه أمام نمط للفيلسوف الاقتصادي، الذي يتمتع بنهج في الحياة، قلما يتوافر في رجال أعمال جيله؛ إذ كان لا يتوقف عن السعي في خوض غمار مجالات جديدة غير مطروقة من قبل، وكان يقول (بعد أن أستقر في مجال معين لا أرتاح حتى أبحث عن مجال غيره يحتاج إلى إشباع لأستثمر فيه)”.

واستكمل “دحلان” رسم صورة الشيخ صالح كامل بقوله: “هكذا تعلمنا من صالح كامل – رحمه الله – أصول العمل والإنسانية، وكيفية تناغمها مع بعضها البعض. وربما بقدر ما تعلمنا، وأثرت فينا مناقبه، جاء تألمنا على فراقه.. ويلوح في خاطري بيت الشاعر مصطفى قاسم:

ما مات من غرس العلوم بروضه

وسقت زهور رياضه القطرات

وعزاؤنا أنه لقي وجه ربه كما كان يريد دومًا وهو يعمل في إعمار الأرض مصليًا في مسجده مع أبنائه في شهر الخير والرحمة والبركات، مخلدًا لنا إرثًا اجتماعيًّا وأخلاقيًّا واقتصاديًّا، وسيرة عطرة ستظل ملازمة لنا ما بقينا في هذه الحياة، فهو من كان يردد دومًا أن حال الإنسان كله خير، إذا كان سليمًا معافى فيجب عليه أن يحمد الله، وإن كان مبتلى فعليه الصبر، وسيكون ثوابه الأجر من الله، وإذا مات لقي ربه الكريم وهو في رضا وقناعة بإيمانه التام بقضاء الله وقدره”.

وقبل الختام بيَّن قائلاً: “والآن بعدما غادرنا إلى رحمة الله ورضوانه أثلج صدري ما فعله العزيزان على قلبي عبد الله ومحيي وإخوتهم من أبنائه وبناته بتأسيس مؤسسة صالح كامل الخيرية؛ لتكون بمنزلة النبع الذي نستلهم منه جميع الأعمال الخيرية التي كان يفعلها طوال حياته، آملاً في ديمومتها إلى الأبد؛ لتبقى أنموذجًا يؤرخ لمسيرة العطاء التي رسخها في حياته؛ لتستمر ينابيع تنضح بالخير والعطاء له بعد وفاته، ولتكون واحدة من المؤسسات الخيرية في أمتنا العربية التي تحمل اسمًا يعشقه البسطاء قبل المقتدرين، والصغار قبل الكبار”.

واختتم: “رحم الله صالح كامل، وأسكنه الله فسيح جناته، ودامت سيرته العطرة المرافقة دائمًا للشهر الكريم، وأسأل الله أن يعيد علينا وعلى الأمة الإسلامية هذا الشهر الكريم باليُمن والخير والبركات، وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين”.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply