التمر فاكهة وغذاء ودواء.. تعرّف على أنواعه وفوائده .. ومتى يكون أ

التمر فاكهة وغذاء ودواء.. تعرّف على أنواعه وفوائده .. ومتى يكون أ

[ad_1]

27 إبريل 2021 – 15 رمضان 1442
02:40 PM

تعرّف على مكوناته وعلاقته بالصيام.. وخصائصه الصحية .. وحكاية “الجصة” مع الأجداد

التمر فاكهة وغذاء ودواء.. تعرّف على أنواعه وفوائده .. ومتى يكون أكله عبادة؟

قلّما تخلو موائد إفطار الصائمين من حبات الرطب أو التمر في رمضان، إن لم تكن هي أساسه، وتعتبر هذه التمرة الصغيرة، فاكهة وغذاءً ودواءً وشراباً وحلوى، إذ لها فوائد لا تعد ولا تحصى.

وأعدّت “سبق” تقريرًا عن التمر، مكوناته وأنواعه وفوائده وخصائصه الصحية وطرق تصنيعه، إضافة لمكانته في القرآن والسنة وعلاقته بالصيام.

التمر في القرآن والسنة النبوية

التمر من الأطعمة الطيبة التي امتن الله بها على عباده، وذكره في كتابه بأحسن الذكر، فقال: ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾، وقال تعالى: ﴿وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾، أي ونخل ثمرها لين لطيف، وقال تعالى: ﴿فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ﴾، أي فيها الأشجار التي تثمر الفواكه، وفيها النخل ذات الأوعية التي تتفلق عن القنوان.

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ شَبِيهَ، أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ لَا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا وَلَا وَلَا وَلَا، تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ»، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنه لا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ. فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هِيَ النَّخْلَةُ»، فَلَمَّا قُمْنَا، قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ، واللهِ! لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّها النَّخْلَةُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ؟ قَالَ: لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا، قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا.

وروى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالْمُؤْمِنُ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ -أَوْ: خَبِيثٌ – وَرِيحُهَا مُرٌّ».

التمر علاج ودواء

التمر دواء لأعظم الأمراض، وأشدها خطرًا، روى مسلم في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ» ، وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً أَوْ إِنَّهَا تِرْيَاقٌ أَوَّلَ الْبُكْرَةِ».

قال ابن القيم عن التمر: «والتمر من أكثر الثمار تغذية للبدن، بما فيه من الجوهر الحار الرطب، وأكله على الريق يقتل الدود، فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية، فإذا أُديم استعماله على الريق خفّف مادة الدود وأضعفه وقلّله، أو قتله، وهو فاكهة وغذاء، ودواء، وشراب، وحلوى».

المواضع التي يتعبد فيها بأكل التمر

هناك مواضع أكد فيها الإسلام أن أكل التمر فيها يعد عبادة يتقرب بها إلى الله، أهمها :

1- السحور: روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ».

2- الفطر للصائم: روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتَمَرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَمَرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ”.

3- قبل الخروج لصلاة عيد الفطر: روى البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا”.

التمر شكله ومكوناته

التمر هو ثمرة أشجار النخيل وهي فاكهة صيفيّة تنتشر بالوطن العربي، شكل الثمرة بيضوي وبأحجام مختلفة تبدأ من 1.5 سم – 5 سم، تتألّف من نواة صلبة في الداخل ومحاطة بغلاف ورقي يُطلق عليه القطمير والذي يفصل ما بين النواة والجزء اللحمي الذي يتمّ أكله، والتمر فاكهة تشتهر بقيمتها الغذائية العظيمة، حيث يحتوي على نسبة 70% كربوهيدرات، و3.3 % ماء، 2.5 % دهون، 1.32% أملاح معدنية، و10% ألياف غذائية، وتحتوي على الفيتامينات أ و B1 و B2 وفيتامين ج، كما تحتوي على الزيت، والسكر، والحديد، والبروتين والنحاس، والكلورين، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والفسفور، والمغنيز، والكالسيوم.

التمر والصحة

يقول طبيب الباطنية بمستشفى الحرس الوطني، الدكتور: عبدالله الذيابي: يعد التمر مادة غذائية متكاملة إذ يحتوي على معظم المركبات الأساسية من كربوهيدرات وبروتينات وفيتامينات وأملاح معدنية وألياف ومركبات أخرى ذات دور فعال في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض.

ويضيف: يساعد التمر على الحصول على وزن صحي والحفاظ عليه ضمن الحدود الطبيعية، حيث تُعد التمور غنيةً بالألياف الغذائية التي تساعد على التخلص من الكوليسترول، بالإضافة إلى احتوائها على نسبٍ منخفضةٍ جدًّا من الدهون، الأمر الذي يساعد على فقدان الوزن، كما يعمل على التخفيف من مشاكل الجهاز الهضمي، وذلك لطراوة التمور الطازجة وسهولة هضمها، بالإضافة إلى احتوائها على ألياف قابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان التي تقلل من الإمساك المزمن والبواسير، وتناول كمية كافية من الألياف يومياً يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية، كما أنّها تحتوي على أنواع مختلفة من الأحماض الأمينية.

ويتابع: يحافظ التمر على صحة القلب والجهاز العصبي، إذ تُعد التمور مصدراً جيداً للبوتاسيوم، وفي الوقت نفسه تحتوي على نسبة منخفضة من الصوديوم، ويساعد التمر على الوقاية من فقر الدم، ويعود ذلك لمحتوى الحديد العالي فيه، ويساعد التمر في التخفيف من الحساسية، حيث يساعد الكبريت العضوي الموجود في التمر على الحدّ من الحساسية الموسميّة، والحساسية بشكل عام، ويعد مفيدًا للنساء الحوامل، ويزيد التمر من الوزن لدى الأطفال، جميع هذه الفوائد الصحية ارتبطت علمياً بتناول التمر إلا أن تأكيد الأمر يحتاج إلى مزيد من الأبحاث.

ويردف الذيابي: التمر مصدر للطاقة لاحتوائه على نسبة من السكريات خصوصاً الفركتوز (سكر الفاكهة) وهو سكر سهل الهضم منتج للطاقة، كما يحتوي على بروتينات والعديد من الفيتامينات، منها: فيتامين (ج) وفيتامين (أ) ومجموعة فيتامينات (ب) وخاصة الثيامين والريبوفلافين والنياسين.

ويضيف: التمور منجم للمعادن ومن أبرزها البوتاسيوم والفوسفور والحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم، وبعض هذه العناصر توجد في التمر بنسب عالية لا تساويها أي فاكهة طازجة أخرى في العموم، ويدخل عنصر الفوسفور في تركيب العظام والأسنان؛ ويساعد عنصر البوتاسيوم على صفاء الذهن والقدرة على التفكير والتركيز والهدوء، وتحتوي التمور أيضاً على مضادات أكسدة متعددة تساهم في مكافحة الأمراض وتقوية المناعة.

وقال “الذيابي”: لا ننصح مرضى الكلى بتناول التمر بكل أصنافه وأنواعه، فهو يحتوي على بعض المعادن بتركيزات عالية مثل البوتاسيوم لا تتناسب مع الوضع الصحي لمريض الكلى، وخاصة في حالة الإصابة بالفشل الكلوي، ومن الضروري أن يوصى بعدم الإفراط في تناوله خصوصاً لمرضي السكري.

أنواع التمور وأشهر أماكن تواجدها

من ناحيته، قال المزارع محمد الشعلان: قديماً كانت أنواع الصفري والخضري والمسكاني والخصاب من أفضل الأنواع، بل من يكون لديه السلج ونبوت سيف كمن يملك أندر انواع التمور، والآن اختفت أغلب تلك الأنواع، بينما حافظ الصقعي مثلاً على مكانته نظراً لتميزه في الطعم وسهولة الحفظ.

وأضاف: ظهرت أنواع السلطان والهلالي ونبتة علي والبرحي والسكري والخلاص والشيشي والرزيز والمجدول والروثان والقطارة وغيرها من الأنواع فغطت على أغلب الأنواع الأخرى المشهورة في قديم الزمان.

وتابع: عالميًا تشتهر (دفلة نور) (المجدولة) وتنتشر في أمريكا وأوروبا بنفس الاسم.

واستطرد: في المملكة تزرع أنواع كثيرة وتشتهر بعض الأنواع في بعض المناطق أكثر من غيرها فمثلا أشتهر السكري والصقعي و”نبتة علي” في القصيم، واشتهرت المدينة بالعجوة والعنبرة والبرني والروثان، وفي الأحساء يشتهر الخلاص والرزيز والشيشي، ويشتهر في الخرج والمناطق المجاورة الخشرم والصقعي والخلاص والخضري والصفري ونبوت سيف، وفي بيشة الصفري، وفي حائل الصفراء لها شهرتها المعروفة، وفي إقليم الوشم اشتهر الخلاص والخضري والصقعي.

وقال: يختلف التركيب الكيميائي لنفس النوع من منطقة لأخرى، فمثلًا خلاص الخرج مختلف عن خلاص الأحساء وكذا خلاص أشيقر وشقراء يختلف عنهما، كما أن هناك أنواعًا أخرى عرفت واشتهرت مؤخرًا على مستوى المملكة بحكم ترابط مدن وقرى المملكة وزيادة اهتمام الناس بالتمور وتحسينها والعناية بها.

مراحل نضج التمر وخصائص كل مرحلة

التمر تختلف ليس فقط في الحجم واللون والطعم ولكنها تختلف أيضاً في ما تحتويه من عناصر غذائية عديدة بسبب مرحلة نضجها أولاً وبسبب نوعها ثانياً، فالتمر يؤكل كما هو معروف خلال مراحل نمو ثمرته الثلاث، وهي مرحلة البسر أو البلح، ومرحلة الرطب، ومرحلة التمر، وللثمرة في كل من تلك المراحل الثلاث خصائص تغذوية معيّنة، فالبسر أو البلح غني بالألياف وبمادة العفصين القابضة بينما يعتبر محتوى أغلب أنواعه من السكريات في هذه المرحلة قليل مقارنة بمرحلتي الرطب والتمر ، ويصير التمر بلحاً أو بسرًا في أول مراحل نضجه، ولا تستمر هذه المرحلة طويلاً.

أما في مرحلة الرطب فالتمر كما يدل عليه اسمه غني بالرطوبة وبه كمية جيّدة من السكريات ولذلك يصلح للأكل خلال الأوقات الحارّة والمعتدلة.

وخلال مرحلة التمر أو تمام نضج الثمرة فتقل الرطوبة فيها وتزداد نسبة السكريات، ولذلك يكون أكل التمر في هذه المرحلة مناسباً للأجواء الباردة بسبب كثرة السعرات الحرارية فيه وغير مناسب للأجواء الحارة.

الفرق بين الرطب والتمر في الشكل والفوائد

الرطب هو الثمرة الطازجة، أما التمر فهو الثمرة تام النضج أو الجاف أو المحفوظ كاملاً بطرق الحفظ المعروفة.

ولكل نوع فوائده واستخداماته ووقته، فالرطب الطازج أفضل من حيث احتوائه على العناصر الغذائية، إذ يفقد التمر بعض العناصر الغذائية مع التخزين وطرق التصنيع، بينما التمر يحتوي على نسبة أكبر بكثير من الكربوهيدرات والألياف، فهو يناسب من يحتاج لسعرات أكثر أو طاقة أكثر.

والرطب أقل في السعرات الحرارية من التمر فمثلاً (100جرام) من التمر يحتوي 284 سعرة بينما يحتوي الرطب على 124 سعرة .

وتحتوي الحصة الغذائية من الرطب على 2.8 جم من البروتين و 1جم زيوت و 37 جم كربوهيدرات، بينما يحتوي التمر على 1.8 جم بروتين و0.6 زيوت و 76 جم كربوهيدرات و 5جم ألياف، وتلك الألياف تساعد كثيرًا على الهضم وضبط نسبة السكر في الدم وتقليل الكوليسترول قليل الكثافة.

وكذا من ناحية العناصر الغذائية الصغرى فالتمر يحتوي على نسبة أعلى من الكالسيوم (84 ملجم في الحصة الواحدة) والحديد (8ملجم) مقارنة بالرطب الذي يحتوي على (34ملجم) من الكالسيوم ، و(6 ملجم) من الحديد، ولكن الرطب يحتوي على فيتامين (ج) الذي لا يوجد بالتمر تمامًا حيث يفقد بفعل عمليات الحفظ.

وأخيراً؛ الرطب أفضل لمرضى القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم لاحتوائه على تركيبة غذائية مناسبة لهم مع قلة الصوديوم.

حفظ التمر قديما.. و”الجصة” وعلاقة الأجداد بها

وقال المواطن عبدالله المقحم، أحد المهتمين بزراعة النخيل: كان آباؤنا وأجدادنا عندما يصرمون النخيل ويجنون التمر ، يأخذون من محصول التمور جزءاً كبيراً يعدونه لعملية التخزين “الكنيز” حتى يكون التمر متوافراً طوال العام، لأنه مصدر غذائي مهم لجميع قاطني الجزيرة العربية في ذلك الوقت، إذ كان الأجداد يقومون بتلك العملية بأنفسهم في البيوت والمزارع قبل توافر مصانع تعبئة التمور، وأجهزة التبريد في الوقت الحاضر، إذ كانوا ينتقون التمور المكتملة نضجاً، التي تكون نسبة الرطوبة فيها قليلة، أي تميل قشرتها إلى الجفاف، لكي يتناسب مع “لكنز” والتخزين، وكانت السلج والخضري انواع مفضلة لدى أهالي مدينة الرياض قبل 50 عاماً، مقارنة بمكانته في الوقت الحالي، الذي قل إقبال الناس على تناوله، سواء أكان رطباً أم تمراً”.

وأضاف: تبدأ عملية الكنز بفرز التمر وتنقيته من الشوائب، ثم غسله بالماء بشكل سريع وخفيف، حتى لا يتضرر التمر، ثم ينشر في الهواء فترة زمنية قليلة، لا تتجاوز بضع دقائق، وبعدها يعبأ في أوانٍ كبيرة مهيأة للتمر على شكل قدور أو “تنك”، إذ يُرص التمر بداخلها بحيث يضاف تمر ثم يرص باليد في وسط الوعاء، ثم يضاف تمر ويرص باليد.. وهكذا تكرر العملية حتى يمتلئ الوعاء، ثم يغطى ويوضع فوقه أحمالاً ثقيلة من الحجارة ونحوها، ليتم “كنزه” بشكل جيد، حتى يصبح بعد فترة من الزمن، طرياً مستساغاً للأكل، وعلامة جاهزيته ظهور الدبس من التمر، وربما يوضع في التمر أثناء الكنز حبوب الشمر، التي تضفي نكهة محببة إلى بعضهم وذلك بحسب رغبة وذوق صاحب التمر.

وتابع المقحم: عملية تعبئة التمور وتخزينها تمر بمراحل عدة، إذ كانت بدايتها بغرفة صغيرة مبنية من الطين تسمى “جصة”، ولها باب صغير من الخشب، يوضع فيها التمر ويرش بالقليل من الماء ويرص، وغالباً ما تكون وسيلة الرص أو الضغط أقدام الصغار من الأولاد أو البنات، وكذلك أيدي الكبار بعد تغطيته بقطع مصنوعة من الحصير، ثم توضع عليه الأحجار الثقيلة لتثبيت عملية الضغط، ويحكم إغلاق هذه الغرفة المخزون بها التمر، كي يمنع الهواء من الدخول إليها”.

وأردف: غرفة “الجصة”، تتسع في الغالي من 150 كيلوغرامًا إلى 800 كيلوغرام من التمر، وذلك بحسب اتساع الغرفة وحجمها، ولها فتحة صغيرة يخرج منها الدبس تسمى “مدبسة”، إذ يجمع الدبس الخارج من “الجصة” في وعاء، ويسكب على التمر مرة أخرى، حتى يمنحه طراوة ولمعانًا وطعماً شهيًا”.

تاريخ تصنيع التمور في المملكة العربية السعودية

بدأ قطاع تصنيع التمور بالمملكة العربية السعودية قبل ما يزيد عن ٥٦ عاماً، حيث أنشئ أول مصنع لمعالجة وفرز وتعبئة وكبس التمور وهو “المصنع الأهلي النموذجي لتعبئة التمور بالمدينة المنورة”، الذي بدأ إنتاجه في عام 1384هـ بطاقة إنتاجية تعادل 3 آلاف طن من التمور سنوياً.

وبعد ذلك تأسس مصنعان أحدهما “المصنع الوطني لتعبئة التمور بالمدينة المنورة”، وبدأ إنتاجه في عام 1388هـ بطاقة إنتاجية تعادل 300 طن من التمور سنوياً، والآخر مصنع “تمور وزارة الزراعة” الحكومي بالأحساء، وبدأ إنتاجه في عام 1402هـ بطاقة إنتاجية تعادل 21 ألف طن من التمور سنوياً, و خلال الفترة من عام 1402هـ إلى عام 1419هـ تم التصريح لـ 48 مصنعاً للتمور ومشتقاتها.

وبنهاية عام 1429هـ وصل عدد مصانع التمور في المملكة 65 مصنعاً, وفي عام 1431هـ ارتفع عدد المصانع ليصل إلى 145 مصنعاً.

ويلعب تصنيع التمور دوراً رئيسًا في تحسين الكفاءة التسويقية للتمور نظراً لما تقوم به المصانع الحديثة من دور في زيادة إقبال المستهلك على منتجات التمور عبر العمليات التصنيعية المختلفة واستخدام نظم التعبئة والتغليف الحديثة وفقاً للمواصفات وضبط الجودة النوعية المطلوبة.

هل يوجد فرق في محتوى التمور من السكريات؟

التمر له أنواع كثيرة تختلف في محتواها من السكريات وفي تأثير تلك السكريات على الهضم وعلى ارتفاع السكر في الدم، وأغلب أنواع التمر تحتوي على ثلاثة أنواع رئيسية من السكريات هي الجلوكوز والفركتوز والسكروز بنسب مختلفة، والثابت أن هناك فروقاً كبيرة بين أنواع التمر المختلفة وهو أمر انتبه له آباؤنا حيث يقولون هذا النوع تمرته باردة، وهذا النوع تمرته حارة على الكبد. وقد يكون اختلاف تأثير التمر على الجسم مردّه إلى اختلاف محتواه من السكريات.

وقال عبدالجبّار البكر مؤلف كتاب: “نخلة التمر ماضيها وحاضرها”: يكون سكر التمر على شكلين: سكر ثنائي وهو السكروز (يتألف من ذرتين من الهايدروجين وذرّة من الأوكسجين)، وسكر أحادي هو السكر المختزل (الذي يعتبر خليطاً من الجلوكوز والفركتوز ويتألف من عدد مماثل من ذرات الكربون والهايدروجين والاوكسجين)، وهذه السكريات تختلف في صفاتها الكيميائية والطبيعية كطريقة تبلورها وحلاوتها ودرجة انصهارها وإذابتها في الماء، والاختلافات هذه دليل على أن استجابة الجسم وتمثيله للتمر تتغيّر حسب نوع التمر ونوع ما يحتويه من سكريات.

وفي بحث لسليمان عبدالعزيز اليحيى من كلية الزراعة جامعة الملك سعود بالقصيم عنوانه “استخراج السكريات من ثلاثة أصناف من تمور منطقة القصيم في المملكة العربية السعوديّة”، قام الباحث بتحليل ثلاثة أنواع من التمر هي: السكري والشقراء و”نبتة علي” من حيث محتواها من السكروز، ومن السكريات المختزلة (الجلوكوز والفركتوز)، ومن السكريات الكليّة، وكانت نتيجة البحث كالتالي:

السكري : 28% سكريات مختزلة، و55% سكروز، و83% سكريات كليّة.

الشقراء: 74% سكريات مختزلة، و8% سكروز، و82% سكريات كليّة.

نبتة علي: 36.5% سكريات مختزلة، و 48% سكروز، و84.5% سكريات كليّة، ويلاحظ أن السكريات الكليّة في الأنواع الثلاثة متقاربة.

والتمر غذاء صحي يحتوي على نسبة مئوية من الجلكوز أو سكر العنب ونسبة مئوية من الفركتوز أو سكر الفواكه ويحتوي على نسبة مئوية من سكر السكروز أو السكر الأبيض وهذه النسب تختلف باختلاف نوع التمر، فتمر السكري المعروف والمفضل عند كثير من المستهلكين يحتوي على نسبة أكثر من 50% من السكر الأبيض، و7% سكر العنب و7% سكر الفواكه، بينما تحتوي تمور “نبتة علي” سكر أبيض أكثر من 11% و25% سكر العنب و25% سكر الفواكة، وهذان النوعان لاحتوائهما على نسبة عالية من سكر السكروز فالأفضل أن يجتنب أكلها من يعانون من ارتفاع سكر الدم.

أما تمور الصقعي؛ فلا تحتوي على أي نسبة من السكر الأبيض وتحوي 40% نسبة من سكر الفواكة وسكر العنب نسبة 41%، وكذلك تمور المكتومي يحتوي على نسبة عالية من سكر الفواكه هي حوالي 35% وسكر العنب 33%، ولا تحتوي أي نسبة من سكر السكروز أو سكر الأبيض.

أما تمور الرشودية فتحوي نسبة 28% سكر الفواكة و28%سكر العنب ولا يحتوي على سكر أبيض أو سكر السكروز ، أما تمور الشقراء فتحتوي على نسبة 31% من سكر العنب وعلى 32% سكر الفواكة ولا تحتوي على سكر الأبيض أو سكر السكروز .

أما تمور الخلاص فتحتوي على سكر العنب 39% وسكر الفواكة 38% ولا تحتوي على السكر الأبيض أو سكر السكروز .

وإليكم جدولاً لنسبة السكريات في عدد من أنواع التمور أعدتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply