[ad_1]
جاء ذلك في كلمة ألقاها السيّد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، خلال اجتماع افتراضي مغلق لرؤساء بلديات المدن التي تدعمها شبكة C40 التي تضم المدن الكبرى من جميع أنحاء العالم الملتزمة بتنفيذ الإجراءات المجدية والمستدامة المتعلقة بالمناخ على الصعيد المحلي والتي من شأنها أن تساعد في التصدّي لتغيّر المناخ على الصعيد العالمي.
وقال الأمين العام إن المدن هي على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ: “يواجه أكثر من نصف مليار شخص من سكان المناطق الحضرية بالفعل ارتفاعا في مستوى سطح البحر وزيادة تواتر العواصف أو شدتها”.
وشدد الأمين العام على أن لرؤساء البلديات تأثيرا هائلا في سياسات بلدانهم، ويتمتعون بقوة إيجابية ومتنامية على الساحة العالمية. وقال: “بينما نتطلع إلى مؤتمر الأطراف COP26 والمؤتمرات الهامة الأخرى لهذا العام حول الطاقة والنقل والتنوع البيولوجي وأنظمة الغذاء، فلنجعل عام 2021 نقطة تحوّل”.
المدن تساهم في التلوث
تساهم المدن في انبعاثات الكربون، مع وجود ما يزيد قليلا عن نصف سكان العالم يساهمون في انبعاث أكثر من 70% من الغازات الدفيئة العالمية، بحسب الأمين العام.
بحلول عام 2030، يجب أن يأتي ما لا يقل عن 80% من توليد الطاقة في المدن من مصادر الطاقة المتجددة. والمباني مسؤولة عن أكثر من ثلث استهلاك الطاقة العالمي.
وقال الأمين العام: “للحفاظ على هدف العالم البالغ 1.5 درجة مئوية، يجب أن تنخفض الانبعاثات من المباني بنسبة 90% بحلول منتصف القرن مقارنة بمستويات عام 2010”.
ودعا الأمين العام رؤساء البلديات لاتخاذ إجراءات عاجلة على ثلاث جبهات، أبرزها العمل مع القادة الوطنيين نحو مساهمات طموحة ومحددة وطنيا قبل مؤتمر الأطراف COP26 في تشرين الثاني/نوفمبر.
كما دعاهم لإلزام مدنهم بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ووضع خطط طموحة للعقد المقبل. وحثّهم على استخدام التعافي من جائحة كـوفيد-19 لتسريع الاستثمار – والتنفيذ – في أنظمة النقل وبنية تحتية نظيفة وخضراء.
وقال السيّد غوتيريش: “يجب أن نخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2010. بحسب تقرير حديث، فإن إجمالي التخفيضات التي تعهدت بها البلدان التي تمثل 30% من الانبعاثات العالمية، أقل من 1%”.
ثورة في وسائل النقل وتخطيط المدن
وتُعدّ وسائل النقل في المدن مسؤولة عن 14% من الانبعاثات العالمية.
ودعا الأمين العام لإحداث ثورة في التخطيط الحضري والتنقل: كفاءة أفضل في استهلاك الوقود، مركبات لا تتسبب بالانبعاثات، التحوّل نحو السير على الأقدام وركوب الدراجات والنقل العام. وأضاف أن المدن ستستفيد من التخلص التدريجي من الفحم، عبر الحصول على هواء نظيف، مساحات خضراء في الهواء الطلق، وصحة أفضل.
وقال الأمين العام: “التحدي هو في الإسراع وتوسيع النطاق. مجالات العمل الرئيسية هي التخلص التدريجي من الفحم، والاستثمار في المباني الذكية مناخيا، وفي أنظمة النقل”.
المدن تتحمّل عبء جائحة كوفيد-19
تحمّلت المدن العبء الأكبر لجائحة كـوفيد-19، مع ارتفاع معدلات الوفيات والإصابة وخسائر اقتصادية هائلة. وأشار السيّد غوتيريش إلى أن التوزيع العادل للقاحات ضد كوفيد-19 يُعدّ شرطا أساسيا لتحقيق انتعاش اقتصادي مستدام في المدن.
وقال الأمين العام: “كوفيد-19 هي كارثة عالمية، ولكن الاستثمار في التعافي هو فرصة للأجيال لوضع العمل المناخي والطاقة النظيفة والتنمية المستدامة في قلب استراتيجيات وسياسات المدن”.
وحذر المسؤول الأممي من أن آثار تغيّر المناخ موجودة، وسوف تنمو، ويذهب 5% فقط من الاستثمار في المناخ الحضري إلى التكيّف والمرونة. لهذا السبب دعا الأمين العام إلى تخصيص 50% من تمويل المناخ الذي تقدّمه البلدان المتقدمة وبنوك التنمية متعددة الأطراف للتكيّف والمرونة في البلدان النامية.
مع تغيّر المجتمع الدولي، أصبحت المدن أكثر أهمية من أي وقت مضى. وقال الأمين العام في ختام كلمته: “أؤمن بمستقبل للأمم المتحدة يقوم على تعددية شاملة ومتشابكة تربط الحكومات الوطنية والمجتمع المدني والشركات والمدن بالمنظمات العالمية والإقليمية والكتل التجارية والمؤسسات المالية”.
[ad_2]
Source link