[ad_1]
كثيرون مرّوا ببستان الصحافة، وقِلة من خلّدوا بين أزهاره عطورهم، وبحكم عشق قديم للحوارات الثقافية لن أنسى إبان دراستي في المرحلة المتوسطة، وكنت في مزرعتنا المجاورة للمنزل أسقي أحواض العنب والرمان، وفي ظل انهماكي بتوجيه الماء، سمعتُ نداء أبي العائد من عمله في مديرية الزراعة بالباحة وفي يده صحيفة الجزيرة، ناولنيها، وعدت لإتمام مهمتي اليومية، وتصفحت الجريدة فإذا بحوار أجراه الراحل القدير محمد الوعيل مع الكاتب الرائد علي بن محمد العمير، مفرود على صفحتين، فرسخ الاسمان في ذاكرة الصبي، وكأنما هو (طُعم أوّل) ودارت الأيام، وإذا بأجمل دهاقنة البستان يتيح لي فرصة دخول بلاط صاحبة الجلالة، ويعيدني بالحلم القديم إلى البحث عن أستاذنا العمير ومحاورته، ثم سنحت الفرصة لعاشق المهنة بأن ينضم لفريق «عكاظ»، وبتكليفي بتغطية أحد مواسم مهرجان الجنادرية، كان أبو نايف يترقب وصولي، ليدعوني لزيارته، ويعرض الخدمات اللازمة لأداء العمل على أكمل وجه، والتقينا لقاء التلميذ بأستاذه، فوجدت فيه أدباً وحسن تعامل ودماثة خلق واحتراماً للآخر، ما يؤكد طيب معدن الرجل، وكرم أصله، وتواضعه لمهنة عشقت الكبار كما عشقوها.
ويؤكد نائب رئيس تحرير صحيفة اليوم فيصل الفريان، أن الحديث مخصص في محبة «الأستاذ». وأوضح أنه تألم كثيرًا لرحيل الإعلامي الكبير الاستاذ محمد الوعيل، الذي عبرَ دروبًا طويلة بعزيمة وإصرار، وأصبح من أهم كتاب المملكة، له رؤيته الثاقبة في شتى المجالات. وأضاف: لا أتحدث هنا عن أستاذي ومعلمي من الناحية العملية، فخبرته لا تخفى على أحد، ومهنيته نبراس نهتدي به في حياته وإثر رحيله، أتحدث عن «الوعيل» الإنسان، الذي زاملته تحت إدارته لنحو ١٤ عامًا، رأيته بكل تواضع، محبًا للجميع، يوزع الابتسامات أينما حلّ، يتلمس احتياجات الزملاء في صمت، يهتم بكل التفاصيل، يضع يده على نقاط الضعف ليقويها، ونقاط القوة ليظهرها.
ولفت إلى مواقف عدة جمعته بالراحل، لا تكفي الكلمات لوصفها، وكيف تعامل بإنسانية مع الجميع، حد أنه كان يتواصل مع الزملاء خارج نطاق المهنة، ينشغل بهمومهم وأفراحهم وأتراحهم.
[ad_2]
Source link