[ad_1]
أعاني أنواعًا عدة من الحساسية، منها حساسية من “الكلمنجية”، وحساسية من الاستعراضيين، وحساسية من مدَّعي المعرفة، وحساسية من مدَّعي التدين..إلخ، والكثير من الأصناف البشرية التي تطفح بها المجالس العامة والخاصة ومنابر التواصل الاجتماعي.
وقد نشأت هذه الأنواع من الحساسية بسبب رغبة الكثيرين في الترويج لأنفسهم بطريقة سيئة، إذا تجاهل مدَّعو المعرفة أن المعرفة ليست في ترديد ما تم حفظه أو قراءته، و”الكلمنجي” تناسى أن العبرة ليست بـ”صفصفة” الكلام والتحذلق اللغوي. وتغافل مدَّعو التدين أن “الدين المعاملة”.
التناسي والتغافل والتجاهل ليست سلوكيات لا إرادية؛ بل قام بها ممارسوها عن سابق إصرار وترصد ظنًّا منهم بقدرتهم الخارقة على خداع الآخرين بتلك السلوكيات، وإمكانية استغفالهم طوال الوقت، غافلين عن أن مدة الاستغفال تتناسب بشكل طردي مع القدرة على خداع الآخر، وبشكل طردي أيضًا مع عدم قدرة الآخر على معرفتهم على حقيقتهم، وكلاهما غير مضمونة النتائج.
عندما رُبينا على الاحترام وضرورته، ورُدّد ذلك على مسامعنا في البيت والمدرسة، لم نكن نعرف من الاحترام إلا احترام الآخر، والآخر الكبير على وجه التحديد، رغم أن الشواهد في القصص القرآنية والمواقف التربوية في السُّنة النبوة وقصص التراث لم تسعَ لتحديد الاحترام في صورته التي رسمت لنا وغرست في أذهاننا، بل كانت تورد الاحترام بصورة عامة انطلاقًا من احترام النفس مرورًا باحترام الآخر والصغير والاستماع إليه، مع احترام الأنظمة والتعليمات، وانتهاء باحترام الكبير، وهو الاحترام الذي نعرفه بشكل جيد.. فاحترام الذات لا يكون إلا بوضعها في المواقف اللائقة بها، والتحلي بالصفات التي تجعل المرء لا يعرّض نفسه للهلاك باختلاف موارده.
وتتسع دائرة مفهوم احترام الذات لتضم معاني ومواقف مختلفة، تعكس احترام المرء لذاته، منها صدقه فيما يحدث به، والتزامه بما يعزم عليه، ومحاسبة نفسه عند الإخلال بأي اتفاق.. إلخ.
اللافت أن احترام الآخرين لا يكون إلا باحترام الذات قبله؛ فالأول ابن للأخير مهما اعتقدنا غير ذلك. وهذا ما يتوجب فهمه قبل الاعتقاد بأننا أشخاص محترمون.
[ad_2]
Source link