[ad_1]
عندما تذكر الصوفية لدى أحد من الشرق تتداعى للأذهان الكثير من الصور النمطية السلبية الشائعة عن الصوفية واتباعها بالشرق مثل تمحورها حول مزارات قبور مشايخها والغلو فيهم أحياءً وأمواتاً، والممارسات والمعتقدات الشعبية والخرافية التي لا تمت بصلة للإسلام، بينما في الغرب غالبية المعتنقين الجدد للإسلام من الطبقات المتوسطة والعليا يقولون إنهم معتنقون للصوفية، بينما معتنقو الإسلام من الطبقات الأدنى وبخاصة في السجون، فالغالب هو تأثرهم بالنهج المتطرف، ولذا عديد من العمليات الإرهابية في الغرب قام بها مسلمون جدد، ولذا الأهالي أول تخوف لهم عند معرفة أن أبناءهم اعتنقوا الإسلام هو أنهم سيصبحون إرهابيين وينضمون لداعش ويصبحون ذباحين ومفجرين، فنسبة كبيرة من اتباع داعش سواء الذين هاجروا إلى سوريا والعراق أو الموجودين بالدول الغربية هم من المسلمين الجدد، لكن الصوفية في الغرب لا تشبه تلك التي في الشرق؛ فالصوفية بالغرب ليس لديها الممارسات الشعبية السلبية الشائعة بالشرق إنما تتمحور حول مفهوم الحب والروحانية القلبية وتزكية وترقية النفوس والسلوك والاسترشاد بالمفكرين الإسلاميين الروحيين، ومثال على شخصيات الصوفية بالغرب الطبيب اليهودي الأمريكي «Ibrahim Jaffe–إبراهيم جافي» الذي جمع بين الروحانية الصوفية وبين تخصصه الطبي لتطوير نهج علاجي متكامل يعالج الأسباب النفسية والروحية والطاقية للأمراض المستعصية، ونجح بعلاج الكثير من الحالات الميؤوس من شفائها وهو نفسه مثال على نجاح طريقته تلك التي تعلمها من فقيه فلسطيني لأنه كان مصاباً بمرض ميؤوس من شفائه وأعطاه الأطباء ستة أشهر فقط لكنه تعافى من مرضه باتباع هذا النهج الروحي وأسّس جامعة للعلوم الروحية والصوفية في كاليفورنيا، والأمريكي د. حمزة يوسف مؤسس جامعة الزيتونة للعلوم الإسلامية في كاليفورنيا، والبريطاني د. عبدالحكيم مراد أسّس أيضاً جامعة إسلامية في بريطانيا Cambridge Muslim College وثلاثتهم من المسلمين الجدد وعادة عندما يريد الإعلام الغربي إنصاف الإسلام وإظهار الجانب المعتدل فيه بمعرض التعليق على أحداث إرهابية لمسلمين يستضيفون أحد المفكرين الصوفيين الغربيين، وفعلياً الصوفية بالغرب هي الإسلام الحقيقي كما كان في حياة النبي عليه الصلاة والسلام، بينما الإسلام بالشرق مثقل بالتراث التاريخي السلبي كتراث العداوة بين السنة والشيعة والممارسات الصوفية الشعبية، بالإضافة للتسييس والتطرف والإرهاب، وأيضاً اضطهاد النساء ومنعهن من التعليم والعمل وحتى الخروج من البيت باسم الإسلام والذي لا يمت بصلة للإسلام، ولذا على أهل الشرق أن يتواضعوا ويعترفوا أن أهل الغرب أخذوا الإسلام من منبعه الأصلي القرآن والسنة بدون التراث السلبي الذي تم إقحامه في الدين، ولذا يبدو إسلامهم أقرب لما كان عليه الإسلام في حياة النبي عليه الصلاة والسلام، وصدق الحديث النبوي «رب مبلغ يبلغه لمن هو أوعى له»، البخاري، ويمكن ملاحظة الفارق أيضاً بنوعية الكتب الإسلامية التي تصدر عن الشرق والغرب؛ فالكتب الإسلامية بالشرق منذ قرن هي غالباً مجرد شروحات وملخصات للكتب التراثية وإعادة تدوير لها، ولذا لا جديد فيها ولا تتجاوب مع حاجات العصر وتحدياته وعقلية أهله، بينما الكتب الإسلامية التي ألّفها مفكرون غربيون مسلمون هي فكر متجدد معمق معاصر شمولي يتجاوب مع تحديات وحاجات العصر وأهله، لكن للأسف هناك منظور عنصري متكبر على الفكر الإسلامي الآتي من الغرب وهذا عطل وصوله إلى الشرق ونسي المتكبرون أن الصحابة كانوا أيضا محدثي عهد بالإسلام ولم يرثوه عن آبائهم وأجدادهم، وهذا معنى قول عمر بن الخطاب: «إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية». لأنه لم يأخذ الإسلام عبر وعي حي به، إنما ورثه بشكل لاواعٍ.
[ad_2]
Source link