مطاردة عصابات تهريب البشر في 3 مدن ساحلية ليبية

مطاردة عصابات تهريب البشر في 3 مدن ساحلية ليبية

[ad_1]

مطاردة عصابات تهريب البشر في 3 مدن ساحلية ليبية


الاثنين – 16 شهر ربيع الأول 1442 هـ – 02 نوفمبر 2020 مـ رقم العدد [
15315]


مهاجرون غير نظاميين على متن سفينة إسبانية بعد اعتراضهم قبالة السواحل الليبية في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي (أ.ب)

القاهرة: «الشرق الأوسط»

على مقربة من شاطئ التليل بمدينة صبراتة الليبية، التف مواطنون يفحصون هيكلاً عظمياً يرجح أنه يعود لأحد المهاجرين، كان قد لفظه البحر منذ أيام، لكن فرق انتشال الجثث غفلت عنه لكثرة ما اعتادت على التقاط مثل هذه العظام من بين رمال الشاطئ الغربي للبلاد.
وقال مصدر أمني بمدينة صبراتة الواقعة غرب العاصمة طرابلس، في حديث إلى «الشرق الأوسط»: «دائماً ما يطرح البحر جثامين لغرقى، ويتبين لنا بعد فحصهم أنها تعود لمهاجرين فروا بواسطة عصابات الاتجار بالبشر الذين لا يتوقفون عن ابتزاز الحالمين بالهجرة». وأضاف: «للأسف، أصبحت هذه العصابات في تزايد مستمر نظراً لكثرة الأموال التي يحصلون عليها من المهاجرين غير النظاميين بالبلاد، وبعض أفراد الجاليات العربية الموجودة في بلادنا».
وحدد المصدر الأمني، وهو ينتمي إلى جهاز مكافحة الهجرة بغرب البلاد، ثلاث مدن ساحلية رئيسية تطارد فيها الأجهزة الأمنية عصابات تهريب البشر، وهي زوارة والزاوية والقرة بوللي. وقال إن السلطات باتت تعرف أسماء بعض المتورطين في التهريب، وإنها تعثر من وقت إلى آخر على مهاجرين أفارقة ومواطنين من العمالة الوافدة بينهم مصريون تمت تخبئتهم في أوكار سرية قصد تهريبهم إلى أوروبا.
وتحدث المصدر عن كثرة فرار الأسر الليبية عبر البحر المتوسط بغية الوصول إلى أوروبا، وقال: «هذا شيء محزن، بعد أن كنا نذهب إلى أوروبا لقضاء الإجازات، بات الليبيون يهربون سراً متجاهلين الموت، للبحث عن أرزاقهم في دول أوروبية، لكن للأسف من يصل منهم قليل».
وعاشت مدينة الزاوية الليبية أجواء من الحزن الأسبوع الماضي، بعد انقلاب قارب كان يقل عدة أسر عدة من المدينة الساحلية، قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وزاد من عظم المأساة فقد طفلة تسمى ليلى، بعدما سقطت من يد أسرتها في المياه.
وحسب جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة – فرع طرابلس، فإن القوات التابعة إلى وحدة التحري والقبض بمركز إيواء طرابلس (طريق السكة) ألقت القبض على مهرب بشر، حدد حرفان من اسمه بـ«م. ي»، وعمره 39 عاماً، وذلك أثناء دخوله إلى ضواحي مدينة طرابلس، «بعد عملية معقدة طويلة من جمع المعلومات والاستدلالات والترصد».
ولفت الجهاز إلى أن الشخص المقبوض عليه مطلوب لدى نيابة الهجرة غير المشروعة بمكتب النائب العام، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية ستواصل رصد باقي المتهمين في عمليات تهريب للبشر، وإنها ستواصل «الضرب بيد من حديد على كل المجرمين وتجار البشر».
ونوه جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة أنه نقل منتصف الأسبوع عدداً من المهاجرين غير النظاميين ممن لديهم قضايا إلى نيابة الهجرة التابعة إلى مكتب النائب العام لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، بمرافقة عناصر الأمن التابعين إلى وحدة التحقيق بمركز إيواء طرابلس (طريق السكة).
وشهد شاطئ ليبيا الغربي مؤخراً مأساة إنسانية جديدة، تمثلت في مصرع 15 مهاجراً غير نظامي على الأقل بعد غرق قاربهم قبالة ساحل مدينة صبراتة، خلال محاولة للهرب إلى الشاطئ الأوروبي.
وبحسب خمسة ناجين تمكن صيادون ليبيون من سحبهم إلى الشاطئ، فإن مأساة المهاجرين في ليبيا تزداد سوءاً بالنظر إلى ازدياد موجات الهجرة وقلة الجهود الأمنية في التصدي لها نظراً لاتساع الحدود التي يتسربون منها إلى داخل البلاد.
وكان رئيس المنظمة الدولية للهجرة لدى ليبيا فيديريكو سودا أفاد في تغريدة له على «تويتر» أن «ما لا يقل عن 15 مهاجراً يعتقد أنهم في عداد الأموات بعد غرق قاربهم قبالة ساحل صبراتة في ليبيا، بحسب خمسة ناجين تمكن صيادون من سحبهم إلى الشاطئ»، مضيفاً: أن «أكثر من 70 آخرين تم اعتراضهم وإعادتهم إلى ليبيا من قبل خفر السواحل الليلة الماضية».
ولقي ما لا يقل عن 500 شخص في وسط البحر الأبيض المتوسط مصرعهم هذا العام، كما بلغ عدد المهاجرين الذين تم اعتراضهم أو إنقاذهم من الغرق قبالة السواحل الليبية نحو 10 آلاف مهاجر منذ بداية العام الجاري وحتى مطلع الشهر الجاري، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
ومن حين لآخر تلقي الأمواج بجثامين الغرقى على شواطئ المدن الساحلية، فتسارع فرق الإنقاذ والانتشال بجمعية الهلال الأحمر الليبي برفعها، لكن جثماناً من هذا ظل حتى قاربت الرمال على طمره، وقال أحمد عبد الحكيم حمزة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، قال إن «هيكلاً عظميا على وضعه منذ شهور أمام شط (التليل) بمدينة صبراتة، كان من بين الجثامين التي تقذفها الموج إلى الشاطئ كل حين، متسائلاً: «أين أفراد قسم إدارة الجثث في الدولية للهجرة؟ وأين المجلس البلدي في المدينة؟».
وتعد ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الهاربين من انعدام الاستقرار في مناطق أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط والساعين للتوجه إلى أوروبا.
وسبق لوزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» أن أعلنت اعتقال عبد الرحمن ميلاد، الملقب بـ«البيدجا»، في 14 أكتوبر الجاري، لاتهامه بالاتجار في البشر وتهريب المهاجرين والوقود. وكان النائب العام الليبي أصدر أمراً قبل 3 أعوام بالقبض على «البيدجا» وآخرين لذات التهم، لكن نفوذهم والمواءمات السياسية بالعاصمة كانت تحول دول إتمام ذلك.
ووفقًا للتقرير الأول للمهمة الأوروبية البحرية «إيريني» فإن السفن التابعة لها نفذت 128 عملية إنقاذ أو اعتراض لـ9050 مهاجراً خلال الفترة ما بين 1 مارس (آذار) و31 يوليو (تموز) العام الجاري، بالبحر المتوسط أغلبها قبالة السواحل الليبية.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply