[ad_1]
20 فبراير 2021 – 8 رجب 1442
12:41 PM
تساؤلات وحلول بتوقيع “العبودي”.. “الأبوان مسؤولان عن تقديم القدوة للأبناء”
هل تنظفين غرفة أخيكِ؟ ولماذا يعنّف الرجل المرأة؟ إجابات تخترق الموروث
تبذل الدولة جهوداً كبيرة على مستوى الإجراءات ووضع الأنظمة لحماية المرأة من العنف بصوَرِه المختلفة، وخاصة العنف الأسري، إذ خصّصت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الرقم المجاني (1919) لتلقي البلاغات ضد العنف والإيذاء على مدار (24) ساعة بكادر نسائي بالكامل.
كما تمّ تشكيل وحدات للحماية الاجتماعية في مناطق المملكة الرئيسة والمحافظات، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بما يحقّق لهم الأمن الاجتماعي ويراعي مصالحهم، مع التدخّل السريع في حالات الإيذاء، والتنسيق الفوري مع الجهات ذات العلاقة وإطلاق حملات التوعية.
كل هذه الجهود وأكثر تبذلها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يُضاف إليها ما تقوم به الجهات الأمنية والبحثية وما يقوم به مجلسا الوزراء والشورى على مستوى وضع الأنظمة ومراجعة فعاليتها وتعديلها إذا تطلب الأمر، ورغم أهمية كل هذه الخطوات وتكاملها في معالجة المشكلة، إلا أن دور الأسرة لا يجب إهماله ؛ بل يجب أن يكون في المقام الأول في سلم أولويات العلاج والمواجهة، عبر بناء جيل يحترم المرأة ويتخلص من كل موروثات التعنيف والإيذاء.
حسن التربية
بدورها، تشير الدكتورة فاطمة العبودي الأستاذة بجامعة الأميرة نورة وعميدة كلية التربية للبنات بالرياض سابقاً، إلى أن العنف ضد المرأة مشكلة عالمية، والإحصاءات الدالة على ذلك متوافرة عبر الإنترنت، وتشترك الدول في بعض أسبابه وتختلف في بعضها، مشددة على أن التربية الأسرية أولاً هي التي تحدّد طريقة تعامل الرجل مع المرأة؛ فالمجتمع يحتاج إلى توعية، والمناهج الدراسية تنقصها فصول في ذلك، فكما تُعلّم الفتاة أن تطيع زوج المستقبل وتحترمه، يُعلَّم الفتى حسن التعامل مع المرأة، ولنا في سيرة نبينا الحبيب أسوة حسنة.
وتضيف “العبودي”، في مقال بصحيفة عكاظ، أن بعض الأساليب التي تُربي بعض الأسر أبناءها بها تكون سبباً في ممارسة العنف ضد المرأة، إذ ينشأ الفتى معتقداً أنه أكثر تعقلاً من أخته، وأنه وصي عليها، من حقه التحكم في تحركاتها وضربها حتى لو كانت أكبر منه سناً، وتُربى الفتاة على الشك، ويربى الفتى على الثقة والتسلط، وفي مثل هذه البيئة ينمو العنف ضد المرأة، فمن اعتاد ضرب أخته سيضرب زوجته مستقبلاً، ومَن تربت على تحكّم أخيها فيها ستربي أبناءها لا شعوريًّا على ذلك، فللموروث الثقافي، دورٌ كبيرٌ في ممارسة العنف.
القدوة الحسنة
المسؤولية في هذا الجانب داخل الأسرة تقع على الوالدين بالتساوي فيما يخص تقديم القدوة للأبناء في التعامل باحترام مع المرأة وغرس القيم في نفوسهم، ويجب أن يسبق ذلك اتفاق بين الأبوين على طريقة التربية والمفاهيم التي يجب الاهتمام بها حتى لا يتم تشتيت الأبناء.
وعلاقة الأب بالأم ومعاملة الزوج للزوجة أمام الأطفال من أهم النقاط التي يجب الاهتمام بها فيما يتعلق بتربية الأبناء على احترام المرأة وحقوقها، فلا يمكن أن ينشأ الأطفال في بيئة يرون فيها الشجار بين الأب والأم يصل إلى حد السباب والضرب ثم نطالبهم باحترام المرأة.
وعلى الأبوين أن يعدلا بين الولد والبنت في المعاملة، والثقة بكليهما في كل المراحل العمرية وعدم التفرقة بينهما في الألعاب وهم صغار أو في الاختيارات وهم كبار، وتعليم الطفل أو المراهق أن ما يتفوق فيه على أيّ أنثى كالقوة العضلية -على سبيل المثال- هو من أجل حمايتها وإكمال النقص الموجود عندها، مثلها تماماً فهي تمتلك ما يُكمل نقصه أيضاً.
كما يجب الاهتمام بزرع فكرة الاحترام المتبادل بين الأخ وأخته، في كل المواقف التي يتعرضان لها منذ الصغر ومتابعة تصرفاتهما فيما بينهما أو مع الآخرين خارج البيئة الأسرية، وعدم التفرقة بينهما في الاهتمام بالتعليم، فليس هناك فرق في القدرة الذهنية بين الجنسين، ولكن يجب أن يكون تحديد المستقبل الدراسي على أساس الميول والقدرات وليس الجنس.
كما يمكن استخدام الحكايات والقصص للأبناء والبنات على السواء لتقريب مفهوم احترام المرأة، وتوضيح حقوقها التي لا غنى عنها، والتأكيد على أن هذه الحقوق تكفلها الشريعة الإسلامية.
المهام والتكليفات
أما فيما يخص الأعمال المنزلية، فيفضل أن يشارك الزوج زوجته فيها مع التوضيح للأبناء سبب قيام الزوجة بجهد أكبر في هذا الجانب، وشرح المسؤوليات الملقاة على عاتق الأب، ومن ثم تكليف الأبناء بمهام متساوية في مساعدة الأم، ومن الأخطاء الشائعة التي يجب الكف عنها تكليف البنت بتنظيف غرفة أخيها وخدمته في المنزل، وإن كان الابن يكلف ببعض المهام الخارجية يتم تقليل المهام الملقاة عليه داخل المنزل، لكن دون إلغائها بشكل كامل، وأن يتكفل بخدمة نفسه وترتيب غرفته.
كل ذلك سيساعد على بناء علاقة قوية بين الأبناء وليست علاقة خوف البنت تجاه أخيها الذي يفرض سيطرته، وعدم السماح لفكرة السيطرة على المرأة والتعنيف من التسلل إلى نفس الابن في عمر مبكر.
وأخيراً، على كل أب وأم أن يدركا أنه عندما يغرسان في أبنائهما احترام المرأة فإنهما لا يربيان ابناً وابنة فقط؛ بل يقدمان للمجتمع زوجاً وزوجة ينجبان جيلاً واعياً، ويحققان للمجتمع ما لا يمكن أن يحققه غيرهما ويساعدان في تغيير مفاهيم مغلوطة توارثتها الأجيال المتلاحقة لعشرات السنين.
[ad_2]
Source link