[ad_1]
وأرجع الناقد أحمد بوقري ضعف مقومات القصة القصيرة إلى مزاحمة (ق ق ج) لها باستسهال كتابي وتدافع غير محمود، إضافة إلى غياب النقد، ورحيل الرموز، واختفاء أساتذة ربة السرد كما وصفها، وعد الكتابة الروائية امتدادا طبيعيا للتجربة القصصية الناضجة والمؤهلة للخروج من إطار قارئ نخبوي إلى قارئ شعبي. وقال: «يا كُتّاب القصة القصيرة: تمسكوا بها أمام جحفل الرواية المتسيّد للساحة السردية.. فهي أجمل وأصعب فنون السرد، تختزل الزمن.. تكثّف الحدث.. ولا تكترث بالتفاصيل، تسعى نحو فكرتها كالسهم المشتعل». وأضاف: «لا يغرنكم أننا في زمن الرواية وعلينا أن نقلع إلى فضائها.. هناك كتاب قصة قصيرة حاولوا كتابة الرواية ونجحوا لكنهم لم يستطيعوا أن يفلتوا من فتنة القصة القصيرة. ستظل القصة القصيرة ربة السرد الأولى، منها تفرعت كل الفنون السردية وإليها تنتمي. في القصة القصيرة تتحقق شعرية الحكي.. وفي الرواية كثيراً ما نفقد هذا السحر الشعري.. هذا الومض الروحي الخاطف. فلنكن مخلصين لهذا الفن الجميل الصعب.. الذي لم يزل يزداد تجديداً في اللغة والتقنية والرؤية الفنية».
ويرى القاص فهد الخليوي، أن الإخلاص لمشروع كتابة القصة القصيرة شرط محوري للصمود في وجه التحديات، ويؤكد الخليوي أن عنايته بالقصة باعتبارها فناً سرديا مقتضبا أنجع من التورط في كتابة روائية لا تحظى بقبول ولا تلفت الانتباه، مشيراً إلى أن التخلي عن القصة ليس خيانة للفن قدر ما هو تطلع للتجريب، عبر فن عالمي أرحب ويختلف بتقنياته الفنية والجمالية وله متابعون وقراء كثر. وذهب الخليوي إلى أن الرواية تظل أكثر إيغالا وشجاعة في سرد تفاصيل المجتمع بحذافيره على المستوى المحلي والعربي والعالمي، وأضاف: «لم يخن عبده خال فن القصة القصيرة بل طوّر تجربته ومشروعه إلى كتابة رواية عظيمة». واستحضر القاص المخضرم عبدالرحمن الدرعان تزامن يوم القصة العالمي مع عيد الحب، وقال: «لعل زهرة حمراء تضل طريقها وتقدح كنجمة حمراء في سماء هذا الفن المهجور من قرائه وكتابه أيضا في ظل استحواذ الرواية بشكل خاص على المشهد الأدبي على حساب القصة القصيرة خاصة وعلى بقية الأشكال التعبيرية الأخرى. وأضاف: «أعتقد أن كتاب القصة القصيرة أشد حاجة إلى تذكيرهم بأن المفاضلة بين القصة والرواية ليست واردة وإنما الذي يعول عليه النص الجيد والخلاق». ولفت الدرعان إلى مشروع وزارة الثقافة عبر إنعاش أيقونة السرد بالترويج لها عبر الشاشة في المطارات والفضاءات العامة والأسواق في محاولة لإنقاذها من طغيان ثقافة الصورة بمصاهرة أرجو أن تكون موفقة، وإن لم تكن حتى الآن متكافئة معها، وتطلع إلى أن تنأى المؤسسات عن الصيغ الاحتفالية بهذا اليوم وأن تستبدل هذه المظاهر ببرامج مستدامة توجه للناشئة والموهوبين الراغبين في التعرف على أدوات الكتابة وعقد الدورات والورش التعليمية لئلا تضيع هذه الجهود المبذولة عبثا في هذه المناسبة اليتيمة. فيما برأ القاص المصري سمير الفيل اتجاه بعض الكتاب المعروفين من القصة القصيرة إلى الرواية من الخيانة أو التنكر لهذا الفن النبيل، كون الرواية صوت المجتمع والقصة القصيرة صوت المهمشين في المجتمع نفسه. ويرى أن القصة القصيرة تهتم بالتشكيل الفني، واللماحية، والتكثيف، في حين أن الرواية تموج بالأحداث المتعاقبة، وتظهر بها شخصيات متعددة. وأوضح أنه قطع مع القصة القصيرة شوطا كبيرا كونها مجالا دائما للتجريب، واكتشاف الذات، والتشكيل الفني البديع. ويرى أنه لا ينقصها شيء سوى أن يكون الكاتب مؤمنا بها كفن يحتمل كل تجديد ممكن، وعليه دائما اختيار زاوية الرؤية، والضرب على غير منوال سابق، إضافة إلى الجرأة في اتخاذ طرق غير معبدة للتعبير عن قضايا التحولات الاجتماعية، والتغيرات الفكرية في مجتمع يريد الجمع بين الأصالة والتجديد بحكم أنها العقدة التي تتأزم مع الزمن. ويذهب القاص ظافر الجبيري إلى افتقاد القصة الأمسيات الحضورية عن قرب، والتفاعل النقدي مع منجزاتها وإصدارتها المتلاحقة، وبذل المزيد من الجوائز التي تشجع العطاءات الواعدة وتكرم الأسماء الحاضرة في المشهد، والالتفات من صناع الدراما والمنتجين للاستفادة من منجزها الفني لرفد الحياة الفنية بالأعمال وتحويل القصص إلى سيناريوهات تخدم المستوى الفني وتردم الفجوة بين كتاب القصص والأعمال المتلفزة وتلك التي تنتج للسينما. ويؤكد الجبيري أنها تعاني من اندفاع كتاب بلا خبرة ولا تأسيس ولا وعي بشروط الكتابة. وتطلع لتجفيف النشاط السردي المبالغ فيه الذي يتنكّب طريقًا هدفه الظهور الهش، وتصدي أقلام نقدية جيدة لتقييم الحالة ورفد المشهد بالدراسات العميقة لخدمة الأعمال التي تستحق التناول والإضاءة.
[ad_2]
Source link