[ad_1]
البكتاشية تفصّل الإسلام على طريقتها الخاصة، فأتباعها لا يعتبرون الصوم والصلاة من الشعائر الملزمة، ولا يحرمون المشروبات الروحية ولا لحم الخنزير، ويعطون الإنسان حرية مطلقة لفعل ما يريد، وقد فضل المسيحيون واليهود في المستعمرات العثمانية القديمة، الدخول إلى الإسلام من بوابة البكتاشية المرنة جداً، ولدرجة أن المسيحيين كانوا يحجون إلى ضريح البكتاشي في تركيا، ولم يتوقفوا عن ذلك إلا في بداية القرن العشرين، وقد أطلقوا عليه اسم القديس خازالامبوس، وفي البكتاشية ثالوث إسلامي يرمز له بالشمس والقمر والسماء، والبكتاشي هو من وضع الهلال المجوسي على العلم العثماني.
الأهم أن تاريخ البكتاشي يقود إلى تاريخ العثمانيين أنفسهم، فالمرجح أن جد العثمانيين واسمه أوتمان أرطغرل كان وثنياً مثل والده قبل إسلامه، وأصوله تعود إلى قبيلة قاي المغولية وليس قابي التركية، وأرطغرل لم يكن حفيداً لسليمان شاه، الذي أقام سلالة سلاجقة الروم، وإنما لقندز ألب المغولي، وبالتالي فالمغول عندما أطاحوا بالسلاجقة أقاموا حكماً مغولياً برداء عثماني.
مرسوم أردوغان البكتاشي، والخريطة التي تناقلتها وسائل إعلام تركية وغربية، وتكلمت فيها عن النفوذ التركي في سنة 2050، لا يمكن أن تفهم بصورة صحيحة خارج سياقها، فالواضح أن إدارة بايدن لا تثق بأردوغان، وتنتقد تحركاته السياسية وتعامله مع ملف الحريات في تركيا، وسلوكه العدواني تجاه جيرانه في شرق المتوسط، وبايدن لم يرد على رسالة التهنئة الأردوغانية منذ ما يزيد على الشهر، ولم يحدث اتصال وتواصل بين وزيري خارجية البلدين.
باختصار ما يريده أردوغان هو إخبار الإدارة الأمريكية الجديدة بأنه بكتاشي متسامح ومنفتح، وأن نفوذه المزعوم سيعم المنطقة، بحسب الخريطة التي يعود تاريخها إلى 2009 أو قبل الربيع العربي بسنتين، ولا أتصور أنه سيحصل على ردود مرضية بدون تقديم تنازلات تقنع واشنطن به كحليف موثوق.
BaderbinSaud@
[ad_2]
Source link