هل غياب الجماهير وحده السبب في غزارة الأهداف بالدوري الإنجليزي؟

هل غياب الجماهير وحده السبب في غزارة الأهداف بالدوري الإنجليزي؟

[ad_1]

إذا استمر الموسم الحالي بهذه المعدلات… من المتوقع أن يتحطم الرقم القياسي المسجل في عام 1967

شهدت الـ48 مباراة الأولى التي لعبت في الدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم 172 هدفا، بمعدل 3.58 هدف في كل مباراة. وتعرض ليفربول، حامل اللقب، لهزيمة قاسية بـ7 أهداف مقابل هدفين أمام أستون فيلا، الذي نجا بأعجوبة من الهبوط لدوري الدرجة الأولى الموسم الماضي!، واهتزت شباك مانشستر سيتي بـ5 أهداف دفعة واحدة على ملعبه. وخسارة يونايتد من وستهام 1 – 6. كما شهدت المباريات الأولى تعادلين بنتيجة 3 أهداف لكل فريق، بينما كانت أول مباراة تنتهي بالتعادل السلبي هي التي جمعت وست بروميتش ألبيون وبيرنلي.

وكان معدل تسجيل الأهداف في المباريات الـ48 الأولى، قد وصل إلى 3.79 هدف في المتوسط للمباراة، وهو رقم غير مسبوق في العصر الحديث (جميع البيانات من مؤسسة نيلسن غراسينوت). وكانت آخر مرة تشهد فيها كرة القدم الإنجليزية هذه الغزارة التهديفية في موسم 1930 – 1931 عندما كان متوسط تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة 3.95 هدف. وكان متوسط تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة في موسم 2019 – 2020 قد بلغ 2.9 هدف فما السبب في ارتفاع متوسط الأهداف بهذا الشكل هذا الموسم؟

يقول كليفورد ستوت، عالم نفس متخصص في شؤون الجماهير، ومؤلف كتاب عن الشغب في عالم كرة القدم: «الإجابة الواضحة تتمثل في غياب الجماهير عن الملاعب، وعدم وجود العلاقة المعتادة بين اللاعبين والجماهير. دائما ما يقال إن الجمهور هو اللاعب رقم 12 في الملعب، ولهذا السبب كان النادي الذي يلعب على ملعبه يجد ميزة كبيرة في ذلك».

ونحن كمشجعين نعرف هذا الأمر جيدا بكل تأكيد، ونعرف أجواء مشاهدة المباريات من الملعب والحماس الكبير للجماهير ومعانقة الغرباء عندما يحرز الفريق هدفا، وصافرات الاستهجان من أجل الضغط على لاعبي الفريق المنافس، وتقديم الحماس اللازم للاعبين في أصعب الأوقات.

كما يعرف اللاعب الإنجليزي السابق والمحلل الحالي، غاري لينيكر، ذلك الأمر جيدا. ولم يلعب لينيكر إلا مباراة واحدة فقط من دون جمهور خلال مسيرته الكروية، وكانت هي مباراة الإعادة للدور الثالث من كأس الاتحاد الإنجليزي بين ليستر سيتي وبورتون ألبيون على ملعب «بيسبول غراوند» في عام 1985 يقول لينيكر عن ذلك: «لقد فزنا في المرة الأولى بسهولة». فاز ليستر بستة أهداف مقابل هدف وحيد، وسجل لينكر 3 أهداف. ويضيف «تم إلغاء نتيجة تلك المباراة لأن حارس مرمى بورتون أصيب بصاروخ ألقي من الجماهير، لذلك لعبنا مرة أخرى في ملعب هايفيلد رود، وفزنا بهدف وحيد، وكنت حزينا لأن الهاتريك الذي أحرزته في المباراة الأولى قد ألغي من سجلي التهديفي!».

لكن كيف كان اللعب من دون جمهور؟ يقول لينيكر: «يبدو الأمر وكأنك في حصة تدريبية، لكنها أكثر أهمية بعض الشيء. لقد كنت أطلق على المباريات التي تقام من دون جمهور اسم تدريب زائد، حيث لم تكن تشعر بأنك تلعب مباراة رسمية. وأعتقد أن هذا الأمر يكون له دور كبير أيضا في الهزائم التي تتلقاها الفرق داخل ملعبها أو خارجه، حيث يكون من السهل على اللاعبين أن يستسلموا، نظرا لعدم وجود الجماهير التي كانت تمدهم بالحماس اللازم وقت الحاجة».

لقد لعبت ضربات الجزاء أيضا دورا كبيرا في ارتفاع معدل الأهداف، خاصة بعد إدخال تغييرات شديدة على قاعدة احتساب لمسات اليد، والكيفية التي تقرر بها تقنية الفار احتساب حالات التسلل. لقد تم احتساب 23 ركلة جزاء حتى الآن، في رقم قياسي لم يتحقق من قبل، وبلغ معدل النجاح في تحويل ركلات الجزاء إلى أهداف إلى 92 في المائة. يقول لينيكر: «هناك ضغط أقل على اللاعبين الآن، بسبب غياب الجمهور من الفريقين، وبالتالي فمعدل إحراز الأهداف من ركلات الجزاء بات أعلى».

ويبدو أيضا أن الضغط الأقل يلعب دورا كبيرا في زيادة معدل الأهداف من اللعب المفتوح، والدليل على ذلك أن معدل تحويل الفرص إلى أهداف قد ارتفع أيضا بصورة ملحوظة. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن معدل التسديد على المرمى قد تراجع بمعدل مرة ونصف بالمقارنة بالموسم الماضي، لكن أصبح يتم تسجيل هدف من كل 6 تسديدات، مقارنة بهدف من كل 9 تسديدات الموسم الماضي. وأحرز 5 لاعبين هاتريك (3 أهداف) حتى الآن، وهم محمد صلاح، ودومينيك كالفيرت لوين، وسون هيونغ مين، وجيمي فاردي، وأولي واتكينز. وفي غضون ذلك، تراجع معدل إنقاذ حراس المرمى للفرص من 70 في المائة الموسم الماضي إلى 59 في المائة خلال الموسم الحالي. ولا يمكن أن يكون السبب في ذلك هو الأخطاء الكارثية التي يرتكبها حارس مرمى إيفرتون، جوردان بيكفورد، أو قيام حارس ليفربول أدريان بتمرير الكرة للاعبي الفرق المنافسة في منطقة جزائه! فما الذي يحدث بالضبط؟.

هناك نظرية يؤمن بها روبرت فراير، وهو صحافي من أميركا الجنوبية متخصص في كرة القدم وقضى 5 سنوات يراقب عن كثب الحصص التدريبية في البرازيل. صحيح أن المباريات التي تقام من دون جماهير تشبه الحصص التدريبية، لكن إقامة عدد كبير من المباريات في وقت قصير وعدم حصول الأندية على الوقت الكافي للاستعداد للموسم الجديد، قد أثرا بشكل كبير على مستوى معظم الأندية. يقول فراير: «المهاجمون هم ملوك الارتجال في عالم الرياضة، أما المدافعون فيحتاجون إلى قدر كبير من التدريب لكي يتمكنوا من القيام بأدوارهم كما يجب. إن عدم وجود تنظيم جيد داخل الملعب ستكون تداعياته على خط الدفاع أكبر بكثير منها على خط الهجوم. فعلى سبيل المثال، من المعروف أن روي هودجسون يخصص ساعات لا حصر لها لتدريب خط الدفاع بالتحديد، لكن الظروف التي يعاني منها الدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت الحالي تعني أنه لا يوجد وقت لتخصيص هذه الساعات الطويلة لتدريب المدافعين!».

ويذكر الدكتور فيكتور طومسون، عالم نفس متخصص في مجال الرياضة، شيئا آخر، حيث يقول إنه رغم غياب الجماهير، فإن اللاعبين يواجهون ضغوطا أخرى تتمثل في اللعب في ظل تهديد كامن في فيروس قاتل، وهي الضغوط التي ربما تكون أكبر من الضغوط التي تمارسها الجماهير على اللاعبين. كما أن التدابير المطبقة على الأرض – خضوع اللاعبين للاختبار والإجراءات التي يجب الالتزام بها – غير مألوفة وسيكون لها تأثير نفسي كبير على اللاعبين، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى انخفاض المستوى وارتكاب الأخطاء.

وأود أيضا أن أعرف ما إذا كان مستوى المباريات قد تأثر بسماع أصوات المديرين الفنيين وهم يوجهون التعلميات للاعبين، وأصوات اللاعبين أنفسهم وهم يتحدثون مع بعضهم البعض!

يقول لينكر عن ذلك: «دائما ما يصرخ المديرون الفنيون من الخارج، لكن في ظل الصخب الجماهيري كان اللاعبون لا يسمعون صوت المديرين الفنيين، أو يتظاهرون بأنهم لا يسمعون. خلال الموسم الماضي كنا نغطي المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي على ملعب ويمبلي، ولم يكن هناك سوى عدد قليل من الإعلاميين، وكان إيان رايت يعلق على المباراة من الملعب. وبعد انتهاء المباراة، ركض لاعبو آرسنال الذين كانوا يحتفلون بالفوز تجاه رايت وقالوا له إنهم كانوا يسمعون كل ما كان يقوله أثناء التعليق».

ولا تقتصر وفرة الأهداف على الدوري الإنجليزي الممتاز فقط، لكنها موجودة في كل الدوريات الأخرى، فالدوري الإيطالي الممتاز، على سبيل المثال، يشهد ارتفاعا كبيرا في معدل تسجيل الأهداف، وقد شهدت نهاية الأسبوع الماضي وحدها مباراتين شهدت كل منها إحراز 7 أهداف، وفي مباراتين أخريين شهدت كل منها إحراز 5 أهداف. وتشير نتائج مباريات الدوري الألماني الممتاز إلى أن ميزة اللعب على ملعبك لم تعد موجودة. ومع ذلك، كانت زيادة الأهداف في الدوري الفرنسي الممتاز بسيطة. لكن الأمر شاذ يتمثل في معدل تسجيل الأهداف في الدوري الإسباني الممتاز، والذي يعد الأقل منذ 93 عاما.

وإذا استمر الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز يسير بهذا الشكل، فمن المتوقع ألا يقل متوسط الأهداف في المباراة الواحدة عن 3 أهداف لأول مرة منذ عام 1967.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply