[ad_1]
أنجزنا أول خطة إستراتيجية مناطقية على مستوى المملكة في 8 أشهر
صندوق الاستثمارات يدرس إنشاء عدد من المشاريع النوعية
بقاء أبها وضمك في دوري المحترفين يساعد على تحقيق الرواج الاقتصادي
المرأة ستأخذ دورها الحقيقي في جميع المجالس التنموية في المنطقة
أكد أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، أن ما تشهده المنطقة أسوة بمناطق المملكة الأخرى من نهضة شاملة في جميع المجالات، يأتي نتيجة للرعاية والاهتمام اللذين تحظى بهما هي وأهلها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والدعم المباشر والمتواصل من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. وقال في أول حوار صحفي بعد مرور عامين على تعيينه أميراً لمنطقة عسير، جمعه بعدد من قيادات وكتّاب صحيفة «عكاظ» في مكتبه بمقر الإمارة بمدينة أبها، إن توجيه ولي العهد بضرورة أن تكون منطقة عسير وجهة سياحية عالمية طوال العام، كان إشارة الانطلاقة وبوصلة نحو إنجاز إستراتيجية مناطقية هي الأولى على مستوى المملكة،
فتضافرت الجهود لإنجازها في وقت قياسي، ووفق ما جاء في توجيه ولي العهد. وأكد الأمير تركي بن طلال أهمية السياحة باعتبارها ذات عوائد اقتصادية عالية، مشيراً إلى
أن المرأة في عسير ستأخذ مكانتها الطبيعية، وستشارك بفعالية في اتخاذ القرار في مختلف المجالات، وفق معايير مهنية تم وضعها من رائدات سعوديات يعملن مع فريق آفاق الاستشاري في تمكين المرأة. وتطرّق أمير عسير خلال الحوار التفاعلي إلى عدد من المواضيع المهمة.
محمد بن سلمان عرّاب الرؤية
قال أمير منطقة عسير: «قبل سنة ونصف تقريباً، وجّه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عرّاب الرؤية، بقرار الدولة، أن تصبح منطقة عسير في مصاف المناطق المتقدمة عالمياً، وأشار إلى أن من الممكنات التي اتخذتها الدولة إنشاء هيئة لتطوير المنطقة، تبني إستراتيجية لتنفيذ الخطة، وقد حدد ولي العهد مدة زمنية لا تتجاوز ثمانية أشهر لإنجازها، وحين أسست هيئة التطوير أعطت لغيرها من الهيئات الصلاحيات، وأنجزت الإستراتيجية في الوقت المحدد، وتم اختيار واحدة من أكبر الشركات الاستشارية في العالم وفريق عمل مميز، وراعينا في ذلك أن لا نكون عميلاً مؤقتاً لهذه الشركة، تنتهي مهمتها بمجرد تسلم الملف، وهذا اتضح من خلال تعاملهم وعملهم الذي لا زال مستمراً، إذ تكوّنت علاقة فاعلة. وأوضح أن التجربة الإستراتيجية التي وجّه بها ولي العهد اقتضت تكوين فريق للتنفيذ، فتم إنشاء مكتب دعم هيئات التطوير، وكان العمل من أسفل إلى أعلى بمشاركة المواطنين بكافة أطيافهم والخبراء والبلديات والوزارات وبرامج تحقيق الرؤية. سألنا الوزارات ومكاتب تحقيق الرؤية عما لديهم في ما يتعلق بمنطقة عسير، ليكون العمل منسقاً، وعقدنا مئات الورش للمؤسسات والشركات والمواطنين ومن بينهم شيوخ القبائل وأساتذة الجامعات وخاصة المتخصصين في التاريخ ورجال الأعمال، وأعضاء مجلس الشورى من أبناء المنطقة – والمزارعين ورواد الأعمال والفنانين والتقينا بكل وزير مرات متعددة ليؤمن هو شخصياً بالإستراتيجية، وفي نفس الوقت تكون برامجه بقدر الاستطاعة متوافقة مع الإستراتيجية، وكانوا جميعاً على قدر المسؤولية».
تحديد الأهداف والوجهة
أكد الأمير تركي بن طلال، أن الوضع الذي كانت عليه منطقة عسير عند البدء في التخطيط للإستراتيجية كانت له نقاط قوة ونقاط ضعف، من بينها عدم تحديد هدف أو وجهة واضحة للمنطقة، وتحديد للميزات النسبية، وهل السياحة هي الأساس أم أن هناك ميزاً نسبيةً أخرى ومجالات لا نعلم عنها، فتم الغوص في الأعماق لدراسة المنطقة من كل الجوانب، وكان من الأمور المزعجة أنها من المناطق التي يهاجر منها أهلها للمناطق الأخرى، ومن أسباب ذلك أن أبناءها بعد تخرجهم من الجامعات يبحثون عن فرص عمل خارجها، و40 % من أبناء المنطقة لا يمانعون في العمل خارج المنطقة إذا وجدوا الفرص، ولكن متى وجدوا مثلها داخل عسير سيعودون وهذا ما يتم العمل عليه وسيتحقق بإذن الله، كما أنه بعد غوص فريق العمل في تنفيذ الخطة الإستراتيجية وجد أن الأصالة والطبيعة محددان رئيسيان لها، إذ توجد في المنطقة مئات القرى التراثية غير المطورة، وبالإمكان تحويل الكثير منها إلى مركز جذب، ومن المؤشرات الإيجابية الداعمة لإستراتيجية المنطقة أن ابن المنطقة متميز في كثير من الميادين، وتبين لنا أن كثيراً من الميداليات التي حصلت عليها المملكة في الأولمبياد لأبطالٍ من عسير أمثال سعد شداد وهادي صوعان وكلاهما من نادي ضمك، الذي ضمن البقاء مع نادي أبها في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، كأول مرة يشارك فيها ناديان من منطقة عسير معاً في دوري المحترفين في عام واحد، وهما القادمان من دوري الدرجة الثانية ثم الأولى ثم المحترفين في أقل من سنة ونصف، وهنا يأتي دورهما لخدمة المنطقة من حيث دعم الرواج الاقتصادي، والمشاركة في تميز الصورة الذهنية للمنطقة، ويشير إلى أن أحد الأهداف الاقتصادية تحقَّق، خاصة وأن المستثمرين بدأوا في تجهيز الوحدات السكنية استعداداً للموسم القادم، لأنهم شعروا بأنه سيكون هناك إقبال بسبب جذب الأندية لرؤساء ولاعبي وجماهير الأندية التي ستقابل الناديين اللذين يمثلان المنطقة، ونحن في المقابل نحفزهم في تحسين الأسعار بحيث تكون مبالغ ملائمة لضيوف المنطقة، الذين نرحب بهم ونسعد بوجودهم، لذلك لن نقبل بأن تكون الحركة التنافسية بمعزل عن توجه الإستراتيجية.
لن نغفل الصحراء والساحل
يؤكد الأمير تركي، أن أول ما يتبادر إلى ذهن كل من يرغب في زيارة منطقة عسير هو الأجواء والتراث، وهذا يعني أنهم يتحدثون عن القمم والهضاب، ولم يتبادر إلى الأذهان الساحل، الذي يمتد إلى أكثر من 100 كم، والصحراء لم يتحدث عنها أحد، وهذا يعني«أننا بحاجة إلى استخلاص أقوى ما في مقومات عسير، وجعلها قوة يستمتع بها كل من يأتي إلى منطقة عسير»، وللعلم وبمقاييس عالمية وجدنا أن 55 % من طقس برشلونة مريح أثناء العام، بينما معدل راحة الطقس طوال العام في أبها 62 %، ما يعني أن فكرة زيارة عسير فقط في الصيف خاطئة، لأنها اقترنت بانطباع خاطئ خشية الناس من الشتاء، لذلك ستكون المنطقة ذات جذب سياحي طوال العام، من خلال تحقيق توجيه ولي العهد في «أن تكون عسير وجهة سياحية رائدة على مستوى العالم طوال العام»، وهذا لن يتحقق إلا بالتركيز على المقومات الأخرى التي تحرك المنطقة ومن بينها السياحة وعلاقتها برؤية المملكة والتوطين ودعم القطاعات، وهذا مبعث اطمئنان أننا نسير في الاتجاه الصحيح، ويضاف إليها بعض الممكنات. وأشار رئيس هيئة تطوير عسير إلى أن البعض قد يسأل لماذا السياحة هي المحرك لأن تكون عسير وجهة عالمية دائمة؟ الجواب هو لأن 10 % من الناتج المحلي العالمي من السياحة، وهناك دول حققت عوائد اقتصادية عالية من السياحة، ومن باب العلم 3،4 % فقط في المملكة يعملون في قطاع السياحة، أغلبهم في مجال الحج والعمرة، و1% فقط يعملون في مجال السياحة، وهذا رقم منخفض وأقل بكثير من المستهدفات التي وضعتها رؤية 2030، وهذا قبيل فتح التأشيرات والإستراتيجية السياحية الواعدة، وهذا يعني أن النسبة سترتفع، ومنطقة عسير هي إحدى الممكنات الاقتصادية لإستراتيجية السياحة العليا للدولة.
تفاعل أهالي عسير
يؤكد الأمير تركي، أن الأهالي متفاعلون مع الخطوات التي يتم اتخاذها لتأهيل وتطوير القرى التراثية، خصوصاً عندما يجدون أن هذه الخطوات من شأنها خدمتهم والحفاظ على أصالتهم وتحقيق الكثير من الأهداف التي تعود بالنفع عليهم، مستشهداً بأنه عندما تقرر البدء من تطوير هذه القرى على مراحل من خلال نماذج محفزة، كانت أصعبها قرية العكاس غير البعيدة عن أبها، وقررنا أن نبدأ بهذه القرية وندخل من بوابة الأصالة وطلبنا موعداً للقاء الأهالي، وكنت آنذاك نائباً لأمير المنطقة، واستقبلنا في ساحة القرية أكثر من 100 عكاسي، ورحب كبير أهالي القرية مضمناً الترحيبية بتلميحة راقية، تعني أن أي جهود في القرية يجب أن تتلاءم مع أصالتها، فأجبناهم بما أقنعهم وبما ورد في نظام الحكم الأساسي ورؤية الدولة لن تخرج في كل جهودها عن أصالتها الممزوجة بالحداثة، ودعوته وبعض كبار القرية لمشاهدة التصور الذي تم إعداده لما ستكون عليه القرية، ووقع اختيارهم على خمسة أشخاص لحضور لقاء اليوم الثاني الذي كان، وحرصنا على أن يشارك فيه خمسة من قيادات المنطقة مقابل الخمسة الممثلين لأهل القرية، لفهم ما لم يتم استيعابه في اللقاء الأول، الذي غلب عليه الطابع البروتوكولي، بحيث يتقابل كل مسؤول مع واحدٍ من الخمسة ويسأل من قبل ممثلي الأهالي ويجاوب، وتركزت الأسئلة على مخاوفهم من إعادة تأهيل القرية، ونتج عن الحوار سؤال من قبل ممثلي الأهالي حول أحد الأودية الذي لم يجرِ سيله منذ 40 عاماً، ما أدى إلى موت الأشجار، ووعدناهم بأن يتم فتح السد خلال أسبوع، وكانت مجازفة مدعومة بهقوتي القوية بأن ما وعدت به سيتحقق، وبالفعل تم ذلك صباح يوم الجمعة أي قبل الموعد المحدد، ومرد هذا الحرص هو أن ننال ثقة الناس. وفي صباح يوم الجمعة وجد الأهالي بانتظاره بعد فتح السد، وقد بارك أهل القرية توجه تطوير القرية. وتم تأسيس جمعية تعاونية كأول جمعية على مستوى المملكة من هذا النوع، وساهموا بأراضيهم الخاصة، ووضعوا 800 ألف ريال من أموالهم الخاصة في صندوق الجمعية، فأصبح فريق قرية العكاس الذي كان رافضاً هو من يقود التغيير والتأثير في القرى الأخرى. وأوضح الأمير تركي أن قرية رجال ألمع أصبحت في وضع أفضل مما كانت عليه قبل عام، خلال شهرين فقط، إذ تم تحسين بعض المباني وفتح الطرقات، ووضع هيكل للقرية بعد أكثر من عشر زيارات في شهرين، وكان الأهالي يراقبون حرص الدولة، وما يقوم به فريق العمل، وكانت المعضلة في المنازل المحيطة بالقرية الأثرية غير المنسجمة مع الطبيعة المحيطة، فاقترحنا بعض الألوان وجوبهنا برفض من الأهالي، ولكن إذا خلقت القدوات تغيّرت القناعات، وكان هذا المدخل الوحيد، وبعد أسابيع وهم يراقبون من بعيد اجتماعاتنا العشرة، تم الإعلان عن تطوير القرية بالحد الأدنى، وكانت النتيجة أن طلب النواب موعداً للمناقشة، لأنهم آمنوا بكل ما تم عمله، وأيدوا فكرة تغيير الألوان، وأفهموا بأن لدينا مجموعة من المقترحات الملائمة للطبيعة من حولهم، وعقدوا اجتماعات في ما بينهم وعادوا باختيار لونين مما اقترحناه مسبقاً فتم طلاء عشرات المنازل خلال أسبوع واحد، فلذلك إذا تم البدء في أي مشروع بالطرق الصحيحة سيتم ما هو مأمول.
زيارات وزارية متتالية
لفت أمير منطقة عسير إلى أنه عند البدء في الممكنات الإستراتيجية الخاصة بالمنطقة في مارس من 2019، التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأخبره أن في عسير مدينة جامعية ومدينة طبية ومشاريع أخرى متوقفة أو متعثرة منذ سبع سنوات. وسأله ولي العهد ما المطلوب؟ فكان رده أنه لا يشتكي من شيء وأن هذه المشاريع تحركت. فقال ولي العهد إذاً ما هو المطلوب؟ فأجابه بضرورة حضور الوزراء إلى عسير والالتقاء بالمواطنين للإعلان عن تحرك هذه المشاريع، ووضع جداول زمنية لتنفيذها، فوجّه ولي العهد بسرعة الترتيب لهذه اللقاءات وفعلاً تمت بل وتوالت، تحت إشراف هيئة تطوير عسير، وتمت الترتيبات لعدة لقاءات وكل هذا لكي لا نفقد المصداقية، نحن نعمل كل ما في جهدنا كإمارة وهيئة تطوير وإدارات حكومية معاً من أجل تنفيذ كل ما هو مطلوب، والمشاريع مجدولة وتعلن في موقع الإمارة الرسمي، وطلبنا من إعلاميي المنطقة أن يكونوا شركاء لنا وتسليط الضوء الإعلامي على مواطن الخلل ليتم التدارك، ومتابعة المشاريع ومراقبة الإنجاز وإعلامنا عن الإخفاق إن وجد لتداركه وإشعارنا بما لم ينفذ ممَّا أعلن أنه مجدول وكل ذلك لاعتبار ذلك أحد أدوارهم، وهذا يعني إشراكهم في مطبخ صنع القرار، وحضور الاجتماعات. وأوضح أنه لن يقبل بأي حال من الأحوال الإساءة للمنطقة وأهلها من أي وسيلة إعلامية، أو المساس بإرث المنطقة التاريخي. ومن يخطئ سيجابه بالأنظمة التي تكفل حقوق كل من أسيء له، ومحاسبة من ارتكب الإساءة، وإلزامه بالاعتذار كائناً من يكون.
«يومٌ عسيرٌ» في عسير
بمناسبة الاحتفالات باليوم الوطني، أوضح الأمير تركي، أنه تم في العام الماضي صدور موافقة المقام الكريم على إقامة احتفال مهيب لليوم الوطني بعسير أطلق عليه «يومٌ عسيرٌ»، عسيرٌ على الأعداء مع انطلاقة القوات الجوية على مدن وقرى عسير وتزامناً مع وصولها انطلاقة المسيرة العظمى مسيرة العز، ويكون ضيوف شرفه أبطال القوات المسلحة وأبناء الشهداء، وتكون مسيرة على الأرض يمكن أن يصل حضورها إلى 100 ألف، رغم الظروف المحيطة على الحد الجنوبي، ووعدنا بأخذ الاحتياطات اللازمة، مع الحرص على مشاركة رواد المنطقة من الأبطال في مختلف المجالات، وشيوخ القبائل. وتتضمن الفكرة إنزالاً من قوات المارينز في جزيرة كدمبل، ومن ثمّ السير على درب عسير التاريخي لمدة أربع ليال تسبق اليوم الوطني، وعند وصولهم إلى مدينة أبها تبدأ المسيرة على الأقدام بوصولهم، حيث يقومون بالمرور على القرى في درب عسير ويستقبلهم فيها الأهالي بالورود ويتم الاحتفاء بهم، لتختتم المسيرة بجاهزيتها في «يومٌ عسيرٌ». توجيه القيادة بعد الموافقة كان «احموا أنفسكم وتوكلوا على الله»، وأمام هذا التوجيه تضاعفت المسؤولية وعملنا كل ما في وسعنا لكي يظهر «يومٌ عسيرٌ» بما يليق بمكانة المملكة، والثقة التي أولانا إياها المقام الكريم.
فريق آفاق الاستشاري
في رده على سؤال يتعلق بتمكين المرأة قال أمير عسير، شكلنا فريقاً من 20 سيدة منهن 6 سيدات من خارج المنطقة، وأطلقنا عليه فريق آفاق الاستشاري، وتمت الاستعانة بالرائدات السعوديات في جميع المجالات فأصبح هذا الفريق ذراعاً استشارياً مهماً جداً للإمارة، يدرس كيف يمكن للمرأة المشاركة في الإستراتيجية وشغل دور في شغل الوظائف القيادية في اتخاذ القرار. مؤكداً أن المرأة في عسير ستكون بإذن الله عضواً في مجلس المنطقة، وسيكون حضورها ومشاركتها أقوى في جميع المجالس التي تهتم بالتنمية في المنطقة. لافتاً إلى أن التأخير في إنشاء مدرسة تعليم المرأة قيادة السيارة في عسير التي افتتحت أخيراً، لم يكن بسبب ممانعة المجتمع لأن هذه الممانعة غير موجودة في الأصل، ولكن جائحة كورونا، وجغرافية المكان كانت هي أهم الأسباب.
تطبيق التجارب العالمية
أوضح الأمير تركي بن طلال أن عسير ستستفيد من بعض التجارب العالمية في مجال السياحة، وستنطلق من حيث أبدع الآخرون ببرامج وأنشطة على مدار العام، وتكييفها مع الظروف بعد تحليلها، مع عدم إغفال المشاريع المتوسطة والصغيرة، وتنفيذها وفق معايير عالمية وبما يحافظ على هوية المنطقة، من أجل الوصول للرؤية ولتكون عسير وجهة عالمية، من خلال طريقة التفكير العالمية، وهذا يحتم إيجاد الطريقة المناسبة لإدارة اختلافاتنا، لأن التميز ليس في إدارة الائتلاف، وإنما في إدارة الاختلاف، وهناك نقطة أساسية وهامة وهي عدم الارتهان للرأي الأحادي، كما يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير «قد أختلف معك في الرأي فيما تقول ولكني أجود بنفسي دفاعاً عن حقك لتقول رأيك»، وهذا يعني أن تعدد الآراء إثراء، ودعم للحق، وترسيخ للحكمة التي تتطلبها التنمية، ولتحقيق أن تكون عسير وجهة عالمية «سيكون لدينا مطار عالمي، وفنادق عالمية، وإذا لم نفكر بطريقة عالمية حتى في إدارة الاختلاف، لن تكون مخرجات هذه الممتلكات جيدة، ولن تحقق الأهداف» مع ضرورة مشاركة الجميع في المسيرة المنشودة، وأن يتم تصميم جميع المشاريع بما يضمن سياحة مستدامة على مدار العام، شريطة أن لا تتأثر الحركة السياحية بأي عوامل، وأن لا ترتهن لأي محفزات وقتية، فعدم هطول الأمطار لا يعني الفشل، لأن ما تم تصميمه سيكون صالحاً لكل زمان، وهذا ما تم طرحه في ورش العمل التفاعلية التي عقدت، وشددت على الإبقاء على هوية وأصالة المنطقة في كل المشاريع المستقبلية، بعد تقسم هذه الورش إلى مرحلتين؛ أولاهما الحوار وله سمات، والأخرى القرار وأيضاً له سمات، بحيث يتم إشراك كل من سيتأثر بالقرار في وقت الحوار، وتتسم بالحكمة، وبعدها تأتي مرحلة القرار وتأتي معها الجدية في متابعة تنفيذ ما قرر.
مشاريع صندوق الاستثمارات
أشار أمير عسير أن صندوق الاستثمارات العامة، وبتوجيه من ولي العهد يدرس عدداً من المشاريع النوعية في عسير، من بينها شركة مشروع السودة الذي أعلن عنه برئاسة سمو ولي العهد، ومشروع شركة الوادي الذي أقيم أخيراً، ومشاريع أخرى لا زالت تحت الدراسة. وإذا تم التركيز على 20% من المنطقة فإنها بإبهار ستؤثر على الـ80% المتبقية، وهذه تسمى نظرية السماءات المضيئة، وقد طبقت في بعض الدول، وهي صحيحة وتعني «أن قليلاً دائماً مؤثراً خير من كثير منقطع مبعثر»، فركزنا على بعض المواقع وسألنا أنفسنا أين الأودية، وأين المناطق المناسبة للرياضة والترفيه، وأين يكون التكدس السكاني، وأين المطارات؟ فخرجنا من هذه الأسئلة بأربع وجهات، وبهذا نكون قد غطينا المستويات السياحية الخمسة (الساحل والأصدار والقمم والهضبة والصحراء) معاً، ونركز على أبرز ما تتميز به، وهذا استقيناه من إحدى التجارب العالمية. وأضاف الأمير تركي، أنه لا بد أن يكون الجهد المبذول في الاقتصاد يوازي نفس الجهد في الإنسان والأرض، وإذا تم التركيز على الوجهات السياحية الأربع دون
التركيز على تعزيز تماسك المجتمع، وإيجاد الحلول لمشاكله، وخلق شعور لدى الناس بأنهم جزء من فريق العمل، فإنه سيكون هناك خلل في المخرجات. مؤكداً أن موعد تنفيذ بعض المشاريع التي تطرق إليها ومن بينها المطار الدولي والمدينة الطبية يعتمد على معرفتنا بتوجه الدولة، وأنه يثق بأنها ستنفذ بحول الله وقوته ثم بالإصرار على العمل، ومشاريع الكهرباء التي يجري تنفيذها على قدم وساق، وفي خطوة غير مسبوقة من حيث المبالغ المرصودة، لزيادة الموثوقية في شبكة الكهرباء، وقال سموه «أؤكد أننا لن نقبل الدخول في مشاريع تفشل، أو إطلاق وعود لا يتم الوفاء به لأن ذلك استغفال».
المشاركون في الحوار:
مدير عام مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر عبدالله الحسون
مساعد رئيس التحرير عبدالله آل هتيلة
خالد آل مريح
أمل السعيد
أحمد فراج
محمد الكادومي
الكتّاب:
خالد السليمان
محمد الساعد
علي مكي
أريج الجهني
منى العتيبي
[ad_2]
Source link