يأتي ذلك فيما تكافح القارة الأفريقية ظهور متغيرات جديدة للفيروس أكثر قدرة على الانتقال بالعدوى، في ظل الاستعداد لأكبر حملة تطعيم ضد مرض كـوفيد-19. وقال المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا إن 32 دولة أبلغت عن ارتفاع عدد الوفيات خلال الثمانية والعشرين يوما الماضية، بينما أفادت 21 دولة باستقرار معدلات الوفاة أو انخفاضها.

وأفادت المكتب الإقليمي بأن معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض كوفيد-19 في أفريقيا ارتفع من 2.4% إلى 3.7% خلال الأسابيع الأربعة الماضية ليصبح أعلى من المعدل العالمي. ويأتي ذلك فيما تواجه أفريقيا الموجة الثانية للإصابات التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر ويبدو أنها بلغت ذروتها في السادس من كانون الثاني/يناير 2021. وقد انتشرت الموجة الثانية بشكل أسرع بكثير من الموجة الأولى، كما أنها أكثر فتكا.

دكتور ماتشيديسو مويتي المدير الإقليمي للمكتب قال إن زيادة عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 أمر مأساوي، ولكن المؤشرات المقلقة تفيد بأن الأعباء تفوق الطاقة القصوى للعاملين في المجال الطبي والنظم الصحية في أفريقيا.

وتواجه القارة انتشار متغيرات جديدة للفيروس، منها 501Y.V2  الذي تم تحديده للمرة الأولى في جنوب أفريقيا ثم اُكتشف في 8 دول أفريقية أخرى، والمتغير الآخر VOC202012/01 الذي تم تحديده أولا في المملكة المتحدة ثم ظهر في 6 بلدان أفريقية.

ورجح المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ظهور متغيرات للفيروس فيما يستمر انتشاره، وشدد على أهمية التدابير الوقائية حتى في ظل حملة التطعيم الواسعة التي تستعد أفريقيا لتنفيذها.

وأكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية دكتور مويتي أن الجائحة أبعد ما تكون عن نهايتها. وقال إن اللقاحات تعد أحد الأدوات المهمة في الحرب ضد الفيروس، وشدد على ضرورة تعزيز الاستثمارات والدعم للعاملين الصحيين والأنظمة الصحية عبر الالتزام بارتداء الكمامات وغسيل اليدين باستمرار والتباعد البدني.