[ad_1]
إن ممارسة اتخاذ القرارات الرشيدة والحكيمة مهارة لا يتقنها الكثيرون، لأن الكثيرين لم يتخذوا قرارات أكلهم وملابسهم ومسكنهم وطريقة مواصلاتهم وقراءاتهم وطريقة عيشهم ولم يشتركوا في القرارات التي تعنيهم وتلامس حياتهم.
كثيرون من الطلبة المترددين في اختيار تخصصاتهم الدراسية لعدم امتلاكهم أدوات اتخاذ القرار، ومثلهم أكثر هم الشباب ممن يتهيبون الإقدام على قرار الزواج رغم أهليتهم لذلك، لكنهم لا يملكون مهارة اتخاذ القرار، ومثلهم الكثير من العاطلين عن العمل المترددين والقلقين من التقديم على ما يناسبهم من مهنة أو عمل أو تجارة، لافتقارهم للثقة بقدراتهم على اتخاذ القرار، رغم توفر الأركان الأساسية للإقدام على هذه الخطوة.
نسبة من العاجزين عن اتخاذ قراراتهم لا تنقصهم المعرفة ولا يعوزهم المال ولا تنقصهم الفرص ولا يفتقرون للذكاء الطبيعي، لكن تنقصهم ثقتهم بالقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب.
فمن أين لهؤلاء الشباب والشابات أن يُتقنوا صناعة واتخاذ القرار في ظل ثقافة تتبنى محاكاة الآخرين وتعتمد على التيارات العامة؟ ومن أين لهؤلاء الشباب والشابات أن يصنعوا ويتخذوا قراراتهم الشخصية، في ظل أسرةٍ لا تعطي أبناءها وبناتها فرصة التفكير والمشاركة في قراراتهم الشخصية ولا تشجعهم أو تدربهم على آلية اتخاذ القرارات التي لا تضرهم؟ ومن أين لهؤلاء الشباب والشابات أن يمتلكوا الثقة بقراراتهم في ظل تعليم لا يمنح الطالب والطالبة فرصة اختيار المهارات التي يود أن يتدرب عليها والهوايات التي تنبع من ذاته بجانب المواد الأساسية التي يتعلمها خلال مراحل التعليم المختلفة؟
القرارات الصحيحة تتطلب دراسة الخيارات، وإن سرعة اتخاذ القرارات تتطلب آليات وأدوات لاتخاذ القرار، وهذا لا يتحقق إلا بالممارسة المبكرة والدائمة لصنع واتخاذ القرار.
من هنا أتوجه لمعالي وزير التعليم ووزارة التعليم بأن تتبنى فكرة تدريب الطلبة والطالبات على صنع واتخاذ القرار، ليس من خلال مادة نظرية، إنما من خلال كل المواد التي يدرسها الطالب والطالبة وتخصص لها درجة من درجات كل مادة، تعطى للطلبة الذين يظهرون قدرة دائمة ومستمرة على اتخاذ القرارات في الصف وفي المدرسة في خيارات محددة وملهمة، ويتم تقييم المعلمين والمعلمات على تحفيز طلابهم وطالباتهم على صنع واتخاذ القرارات أو المشاركة بها، والذين ينجحون بإكساب أكبر عدد من طلابهم وطالباتهم مهارات اتخاذ القرارات.
كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org
[ad_2]
Source link