تعد الشركات العائلية عصباً حيوياً للعمل التجاري والاستقرار الاجتماعي، إذ تساهم بجزءٍ كبيرٍ من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وتشغيل الأيدي العاملة، إلا أن استمرار هذه الشركات غالباً ما يكون معرضاً لخطر الاندثار السريع، خصوصاً مع مواجهة الشركات العائلية العديد من التحديات، خلال سعيها لتحقيق تنمية مستدامة في مجال الأعمال.

وتأتي في مقدمة التحديات 6 مشكلات، تتمثل في تحدي الانتقال من جيل إلى جيل آخر، وصعوبة بيئات العمل، وتعقيدات إضافية في نماذج الأعمال الحالية، إلى جانب التعاقب الإداري الدائم الذي يعرقل نشاط الشركات بعد وفاة المؤسس، فيما التحدي الخامس يتمثل في غياب ثقافة الإبداع، التي تتوافر عبر ضخ دماء جديدة في الشركة من الشباب المؤهل عمليا وإداريا، بينما التحدي السادس يكمن في النمو دون الاستحواذ أو الاندماج مع شركات أخرى.

تلك التحديات توصلت إليها دراسة حديثة أجرتها شركة استشارات إدارية من أجل التغلب على هذه التحديات، إذ تحتاج هذه الشركات إلى تحديد أولوياتها والمبادرة بإضفاء طابع مؤسساتي على الشركة.

وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن 7 شركاتٍ من أصل 10 تفشل بالوصول إلى الجيل الثاني (الأبناء)، في حين تنجح شركة عائلية واحدة فقط من أصل 10 بالوصول للجيل الثالث (أولاد العم)، في حين أن هذه التحديات العالمية لاستمرار الشركات العائلية تتفاقم في دول الخليج والمنطقة العربية.

تستحوذ على 60% من سوق العمل

بحسب إحصاءات غير رسمية، تساهم الشركات العائلية بنحو 70% من إجمالي الناتج العالمي، وتستحوذ على 60% من سوق العمل.

وتشير إحصاءات عالمية إلى وجود تحدٍ كبيرٍ يواجه تلك الشركات في استمرارية أعمالها بعد وفاة المؤسس، إذ تنجح 30% فقط من الشركات العائلية في مواصلة أعمالها مع الجيل الثاني، وتقل النسبة إلى 12% مع انتقالها إلى الجيل الثالث.

وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط، فإن أكثر من 80% من القطاع الخاص «عائلي»، ويساهم بنحو 60% من سوق العمل.

«كورونا» تلقي بظلالها على الشركات العائلية

وذكرت إحصاءات عالمية أن 15% من الشركات العائلية حول العالم أغلقت أبوابها بسبب أزمة فايروس كورونا المستجد، وكانت دول الشرق الأوسط الأكثر تأثراً، وقد خسر عدد كبير من الموظفين وظائفهم.

أبرز الشركات العائلية السعودية المساهمة

تمكن عدد من الشركات السعودية التي كانت تعتبر شركات عائلية أو شركات مساهمات عائلية مغلقة من التحول إلى شركات مساهمات مفتوحة، وكانت أبرز تلك الشركات هي شركة المجوهرات فتيحي، إضافة إلى شركة الكثيري القابضة، إلى جانب شركة باعظيم المدرجة بسوق الأسهم الموازية نمو، وشركة الزامل للاستثمار الصناعي، وشركة الصمعاني.

ومن أبرز الشركات التي كانت تعتبر شركات عائلية وتحولت إلى شركة مساهمة عامة هي شركة الحكير، إضافة إلى مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية، وإلى جانب «بن داود» وشاكر وأخير الراجحي.