[ad_1]
وقد اختير هذا التاريخ لإحياء اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، لأنه يوافق يوم التوقيع على وثيقة “الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك” عام 2019 بأبو ظبي، من قـِبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام شيخ الأزهر، أحمد الطيبّ.
وخلال حدث افتراضي نظمه تحالف الأمم المتحدة للحضارات، بالشراكة مع البعثتين المصرية والإماراتية لدى الأمم المتحدة، قال ميغيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات، إن الوثيقة تمثل تجسيدا حقيقيا للحوار والوئام بين الأديان، مشيرا إلى أن الإمام أحمد الطيب والبابا فرنسيس يقودان بالقدوة ويستخدمان صوتهما الأخلاقي لإلهام الأمل والإنسانية وكرامة الإنسان.
وفي رسالة مصوّرة خلال الحدث الافتراضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: “أشكر كلا القائدين الدينيين على استخدامهما لصوتهما من أجل تعزيز الحوار بين الأديان والاحترام المتبادل والتفاهم بين مختلف الأديان. باتت حاجتنا إلى هذه الروح، في هذه الأوقات العصيبة التي نمر بها، أقوى منها في أي وقت مضى“.
دعوة لتعزيز التسامح
ودعا السيّد غوتيريش إلى لالتزام بفعل المزيد من أجل تعزيز التسامح والحوار الثقافي والديني في عالم لا تزال أعمال التمييز وجرائم الكراهية مستمرة فيه بسبب ذرائع دينية وعرقية وغيرها.
وأشار إلى أن التنوع الثقافي وحرية المعتقد جزء من نسيج حضاراتنا الغني. وتابع يقول: “في جميع أنحاء العالم، لا يزال التمييز المتأصل والأعمال النابعة من التعصب وجرائم الكراهية مستمرة ضد الناس لا لسبب إلا لدينهم أو معتقدهم أو عرقهم أو جنسهم أو ميلهم العاطفي. هذه الأعمال الخسيسة إهانة لحقوق الإنسان وقيم الأمم المتحدة المتفق عليها دوليا“.
الترياق هو الأخوة الإنسانية
ويأتي اليوم الدولي الأول للأخوة الإنسانية في الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان الذي أعلنته الجمعية العامة للتأكيد على التزام الدول تجاه “نشر رسائل الوئام بين الأديان وحسن النية في كنائس العالم ومساجده وكنسه ومعابده وغيرها من أماكن العبادة بناء على محبة الخالق وحب الجار وحب الخير وفقا لكل دين ومعتقد”.
وقال ميغيل موراتينوس: “لا نواجه تداعيات الجائحة فحسب، بل نواجه أيضا الفيروس المعدي المتمثل في الكراهية والتمييز والعنصرية. والترياق هو الأخوة البشرية التي تجسد الرحمة والتضامن والوحدة والاحترام المتبادل“.
رسالة سلام ضد خطاب الكراهية
من جانبه، قال مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد إدريس، إن الوثيقة رسالة سلام وحب وأخوة، “وأهم من كل شيء بالنسبة للعالم، تدعو الوثيقة إلى بذل جهود جادة لنشر ثقافة تسامح وتعايش ورفض التطرف والتعصب والكراهية بجميع أشكالها“.
وفي كلمتها، قالت لانا زكي نسيبة، مندوبة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن للجميع دورا يجب تأديته لتبنّي مجتمعات سلمية وشاملة: “للأسف أصبح خطاب الكراهية منتشرا للغاية حول العالم، مع استمرار تصاعد العنف ضد دور العبادة والأقليات في العالم“، ولفتت إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر ما وصفته بالدعاية الشريرة. وقالت إن هذه التحديات تتفاقم بسبب جائحة كـوفيد-19 التي أبرزت وعمّقت جذور انعدام المساواة على حدّ تعبيرها.
مسؤولية عالمية
من جهة أخرى شدد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، على أن توقيع الوثيقة أصبح يمثل مسؤولية عالمية. وأضاف يقول: “هو إنجاز هام وجديد خاصة أنه يفتح الباب للتعاون بين كل الدول والمؤسسات من أجل تحقيق تلك المبادئ السامية“.
وأعرب عن أمله في تحقيق شيء “من أجل هذه الإنسانية الجريحة الآن”، مضيفا أنه منذ اليوم الأول يعمل البابا وشيخ الأزهر على صياغة مبادئ الوثيقة، “لم يختلفا قط لأن المحور الأساسي الذي كان يجمعهما هو الإنسان، بصرف النظر عن أي اختلاف“.
أما الحاخام بروس لوستيغ، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، فأشار إلى أن الحكمة من وراء إعلان الأمم المتحدة 4 شباط/فبراير يوما دوليا للأخوة الإنسانية تقدم الفرصة لبناء الجسور بدلا من الحواجز. وقال: “كلي أمل في أن العالم سيحتفل بهذا اليوم عبر القيام بأعمال تنم عن المحبة والعطف تجاه أفراد أسرتنا البشرية. إنها فرصة لإطعام الجائع وإلباس العاري والقيام بأعمال بسيطة تنم عن اللطف تجاه الجيران. تخيلوا كيف سيكون العالم مختلفا جدا إذا اتبعنا مقولة أحب لأخيك ما تحب لنفسك. فقط عندها سيعم السلام والازدهار“.
“جرس إنذار وحدود جديدة” للإنسانية
في كلمته المسجلة التي ألقيت في وقت سابق خلال احتفالية اللجنة العليا للأخوة الإنسانية لتكريم الفائزيْن بجائزة الشيخ زايد للأخوة الإنسانية، أعرب فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب عن أمله في أن يمثل 4 شباط/فبراير من كل عام جرس إنذار وتنبيه يوقظ العالم وينبّه قادته، ويلفت أنظارهم إلى ضرورة ترسيخ مبادئ الأخوة الإنسانية.
أما البابا فرنسيس، فأشار في كلمته المسجلة أيضا إلى أن الأخوة تمثل الحدود الجديدة للإنسانية، “إما أن نكون أخوة أو أن نتسبب في تدمير بعضنا البعض. لا وقت للاختلاف الآن، لا يمكن أن نشيح بأنظارنا بعيدا وأن نتباعد باختلافاتنا وازدرائنا. إما أن نكون إخوة أو نسمح بانهيار كل شيء“.
وتسلط الوثيقة التي تم توقيعها عام 2019 الضوء بشكل خاص على أهمية رفع مستوى الوعي لدى الثقافات والمعتقدات المختلفة، ودور التعليم في تعزيز التسامح.
[ad_2]
Source link