[ad_1]
حصول ميسي على بطاقة حمراء يظهره أنه مجرد إنسان
أول طرد في مسيرته مع برشلونة يعكس انهيار ناديه والضربات التي تلقاها على مدار سنوات طويلة
الأحد – 11 جمادى الآخرة 1442 هـ – 24 يناير 2021 مـ رقم العدد [
15398]
ميسي رد على التدخل العنيف لفياليبري الواقع على الأرض فحصل على البطاقة الحمراء (أ.ف.ب)
لندن: جوناثان ليو
قبل 90 ثانية بالضبط من التدخل الذي أدى إلى حصول النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على أول بطاقة حمراء في مسيرته مع برشلونة، كان ميسي يقف داخل دائرة المنتصف، في انتظار تسلم الكرة. لقد رأى ميسي أن هناك مساحة خالية يمكنه الانطلاق فيها، كما فعل من قبل في آلاف المرات. إننا نعرف تماما ما يحدث في معظم هذه الأوقات، حيث يندفع النجم الأرجنتيني بسرعة هائلة وتظل الكرة ملتصقة بقدميه بطريقة سحرية حتى يصبح على بُعد 15 ياردة من المرمى، ثم يضع الكرة في الشباك في نهاية المطاف. لكن هذه المرة، تمكن لاعب أتليتك بلباو، إيكر مونياين، من استخلاص الكرة وتمريرها لزملائه. وفي هذه اللحظة، أسقط ميسي ذراعيه بجانبه وعلامات الحزن الشديد تبدو عليه.
وبعد لحظات، تدخل أسير فياليبري بقوة على ميسي وضربه بكتفه في جانب رأسه وهو يمرر الكرة ويندفع نحو منطقة الجزاء. لقد أعاق فياليبري طريقه، لذا ضربه ميسي بذراعه على مؤخرة رأسه، في رد فعل يصدر من لاعب يشعر باليأس التام. وبعد ذلك، ذهب ميسي ليتأكد مما إذا كان فياليبري على ما يرام. لقد تقبل الحصول على البطاقة الحمراء دون أي اعتراض. وبينما كان يخرج من الملعب، خلع شارة القيادة لكي يعطيها إلى جوردي ألبا.
إن أول شيء يمكن قوله عن أول بطاقة حمراء يحصل عليها ميسي في 753 مباراة مع الفريق الأول لبرشلونة هو أنه ربما لم يكن ينبغي أن يحدث ذلك. ويجب التأكيد على أن هذه ليست المرة الأولى التي يفقد فيها ميسي أعصابه داخل أرض الملعب. وفي الحقيقة، لا ينبغي أن نشعر بالدهشة عندما نرى ذلك، لأن النجم الأرجنتيني يتعرض للركل والجذب والضغط والتدخل العنيف، منذ أن تعلم كيف يراوغ بالكرة. ويجب التأكيد على أن ميسي قد لعب جزاء كبيرا من مسيرته الكروية أمام أشخاص يبذلون كل ما في وسعهم لإثارة غضبه وإخراجه عن شعوره.
وفي معظم الأوقات، يكون غضب ميسي «مسلياً» للغاية، إن جاز التعبير، فرأينا من قبل العديد من المشاحنات مع سيرخيو راموس وبيبي في مباريات الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، والمشادة مع جواو فيليكس في كأس السوبر الإسبانية العام الماضي، كما رأينا ميسي وهو ينتقد مدافعا من أحد أندية الدرجة الثالثة في مباراة ودية قبل الموسم قائلا له: «ألا تريد أن تتوقف عن ركلي، أيها الأحمق؟» ورغم ذلك، كان هناك شعور بالصدمة مما فعله ميسي خلال اللقاء الذي جمع الفريق الكاتالوني وأتلتيك بيلباو في نهائي كأس السوبر الإسبانية مساء الأحد الماضي.
لكن ميسي في تلك اللعبة لم يكن يحاول الفوز بالكرة، ولم يكن رد فعله على تدخل عنيف، ولم يكن يعترض على قرار للحكم يرى أنه غير منصف، ولم يكن يدافع عن أحد زملائه في الفريق. بمعنى آخر، إن ما حدث ليس له علاقة بكرة القدم على الإطلاق، لكنه بركان من الغضب والانتقام ربما تراكم على مدار سنوات طويلة.
وربما يكون أقرب شيء يمكن مقارنته بذلك هو ضربة الرأس الشهيرة للنجم الفرنسي زين الدين زيدان في المباراة النهائية لكأس العالم عام 2006، حيث تسببت الإهانة التي وجهها المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي لزيدان في إثارة حالة من الغضب الشديد لدى اللاعب الفرنسي نتيجة الظروف الصعبة والضغوط الهائلة وأهمية المباراة والفرصة المحققة التي أهدرها قبل بضع دقائق فقط أمام الحارس الإيطالي جيجي بوفون. وقبل كل شيء، هذا الإحساس بالضياع وبأنه لم يعد قادرا على التحكم في نتيجة المباراة.
ومنذ صغره، لم يواجه ميسي مشكلة لا يستطيع حلها بقدميه، فهو يدرك جيدا أنه عندما يتحكم في الكرة فإنه يتحكم في كل شيء آخر؛ المدافعين، وحارس المرمى، والمباراة بأكملها. لكن الآن، ورغم أنه لا يزال يتمتع بمهارة لا مثيل لها عندما يستحوذ على الكرة، فإن الأمور من حوله لم تعد كما كانت، فنادي برشلونة الذي يعشقه قد سقط وتراجع بشكل كبير، وأصدقاؤه المقربون تم الاستغناء عنهم أو بيعهم، في الوقت الذي رفض فيه النادي رحيله الصيف الماضي.
وبالتالي، عندما قطع مونيان الكرة، استطلع ميسي المشهد من حوله، فوجد ترينكاو بجانبه، ومارتن بريثويت أمامه، ولا يمكنه الفوز بالبطولات والألقاب التي يريدها، ولا يمكنه الاحتفاظ باللاعبين الذين يحبهم أو التعاقد مع اللاعبين الذين يريدهم، ولا يستطيع التحكم في مستقبله، ويعاني من آلام في أوتار الركبة، ويتعرض لتدخلات قوية وعنيفة طوال المباراة، وأتليتيكو مدريد يغرد منفردا في صدارة جدول ترتيب الدوري الإسباني الممتاز بفارق سبع نقاط، والآن تضيع بطولة أخرى كان يمني النفس بالحصول عليها. وفي تلك اللحظات، شعر بكتف لاعب أتيلتك بلباو يصطدم بقوة بجانب وجهه!
وقال المدير الفني لبرشلونة، رونالد كومان، بعد نهاية المباراة: «أستطيع أن أفهم ما فعله ميسي. من الطبيعي أن تتصرف بهذا الشكل عندما يواصلون ارتكاب الأخطاء ضدك». لكن إذا كان كومان يحاول الدفاع عن لاعبيه، فربما تأتي تصريحاته بتأثير عكسي، لأن قوة ميسي كانت دائما تقوم على حقيقة أنك لا تستطيع فهم ما يفعله، فهو شخص ولاعب استثنائي لا تنطبق عليه القواعد المعتادة للسبب والنتيجة! ويتم تصوير ميسي دائما على أنه ليس بشرا، أو أنه المنقذ أو الذي يمتلك قدرات تفوق قدرات الآخرين. كل هذا جيد وصحيح، لكننا نسينا أن ميسي في النهاية بشر لديه مشاعر وأحاسيس مثل الآخرين ويتأثر عندما يعاني وتخرج الأمور عن سيطرته.
اسبانيا
الليغا
[ad_2]
Source link