[ad_1]
وأضاف المحاضر أن الآخر شرط أساسي للأخلاق، التي دونها يتحول الإنسان إلى وحش، وأن العلاقة مع الآخر هي حالة من الاستجابة لنداء الآخر وهو تفسير مفهوم «الإنسان المستجيب»، والآخر بهذا المفهوم ينقذ الإنسان من ذاته، فسعادة العطاء تأتي من الانفتاح على الآخر. وقارن المطيري بين أوجه الاختلاف بين الفلسفتين، موضحاً أن فلسفة الذات فلسفة تشابه والبحث عن أساس واحد من أجل إعادة الاختلاف لأصل واحد، بينما فلسفة الآخرية هي فلسفة الاختلاف والتنبيه دوماً لوجود الآخر من خلال التعاريف المفتوحة كما هو الحال في فكرة العدالة في الدساتير. وبين أن فلسفة الذات هي فلسفة حضور وتركز على الآنية واللحظة الحاضرة أو ما تسمى (الآنات المتعاقبة) والحاضر هو الأساس، بينما فلسفة الآخرية تكشف عن الزمن الوجودي كبطء وسرعة ومتعة الزمن، وتعتني كثيراً بالغياب.
أما الضيافة فقد اعتبرها المطيري إحدى القيم الأخلاقية التي تجعل الإنسان يرتب علاقاته مع الآخرين بشكل مختلف عن المنظومة السائدة، وهي انفتاح على الآخر وتوجس من الهوية حيث تأتي الآخرية قبل الهوية، وأن المحرك لتوسيع دائرة المعرفة هي الاستجابة للآخر وأنها تتحول لحركة أخلاقية ليس انطلاقا من هدف المعرفة وإنما لغرض الاتصال الروحي والتواجد مع الآخر، والآخرية تكشف البعد الآخر من الوجود الإنساني. وحول فكرة الطائفية، أوضح الدكتور المطيري أنها خضوع وانقياد للماضي وتحميله على الحاضر والمستقبل، بينما تقدم فلسفة الآخرية فهما للسياقات التاريخية وإدراكاً لوجود حالة الطائفية التي تعتبر شكلاً من أشكال التورم وانتفاخ الذات كما العنصرية، موضحاً أن فلسفة الآخرية تلفت الانتباه لمدلولات التجربة الإنسانية وهي ليست فلسفة احتجاجية ولديها القدرة على التغيير من كائنات منحازة لذاتها إلى كائنات منفتحة على الآخر.
[ad_2]
Source link