[ad_1]
بالكثير من المسؤولية هذه اللحظة. وعد الشاعر محمد خضر القضية مسألة فهم اللحظة والزمن، كون المبدع الخلاق باحثاً عن مساحات متجددة وجديدة مع إيمان بأهمية مواكبة لحظته الآنية حتى لا يرفض، وعزا إلى ثورة التكنولوجيا والإلكتروني والبصري والفنون احتلال مساحات واسعة كان يعتد بها المبدع في أزمنة مضت ولم يعد اليوم يملك حق التفرد بها ما يوجب استيعاب الشاعر أو المبدع هذا المتغير وتجاوز رهانات جمالية أو متصلة بموهبته، وتطلع لمواكبة وقراءة عميقة لواقع متغير حتى لا يتجاوز الكاتب الزمن، مؤكداً ذوبان الحدود بين الفنون وإن كان التحول يتسلل ببطء، مشيراً إلى أن كتابه (تحميض) جمع بين الصورة والنص، وكان هاجسه أن يكون عملاً متكاملاً بالتزاوج والتراسل خصوصاً أن الروايات والقصص مثلاً كانت تضيف صوراً تعبيرية في التجارب المشتركة بين الفن التشكيلي والشعر ما عده إضافة بعد بصري وسمعي، ويؤثر خضر أن يكون الكتاب كله من اشتغال الشاعر الفنان ولو برسومات تعبيرية بسيطة، أو معرض متكامل يجمع موسيقى تخص العمل ولوحاته والنص. ويتماهى الشاعر طلال الطويرقي مع فكرة طباعة المجموعات الشعرية مخفورة بالموسيقى والصورة، ويراه أمراً في غاية الأهمية والضرورة، كون الفنون -فيما بعد الحداثة – تتساوق فيما بينها، ولم تعد الحدود إلا خيطاً رفيعاً بين جميع الفنون في سيمفونية فنية عالية الجمال بحكم أن العصر الرقمي السريع هو ديوان الفنون الحديث وحافظها الأمين.
ويرى القاص ظافر الجبيري أن تداخل الفنون الأدبية يبعث على الفرح والاهتمام لما للصورة من قدرات كبرى على إضفاء المزيد من الوهج على الحالة الأدبية وسرعة التوصيل للمتلقي، وقال الجبيري «نرجو اليوم ألا يفقد الكتاب مكانته ورقياً أولاً وإلكترونيا ثانياً»، ودعا إلى التفريق بين من يحتاج للجمع بين هذه الفنون للزينة أو تعوّض القصور في نصه ومن يتوصل بها إلى إضفاء التشويق لمنتجه الإبداعي. وعد الجمع بين الكتابة واللون والموسيقى من حيث المبدأ ملمحاً جمالياً.. شريطة ألا يؤخذ بديلاً نهائياً عن الكتاب التقليدي، وبشرط ألا يجعل ضعيفي وضعيفات الموهبة يعوضون القصور الفني في كتابتهم بهذه الإضافات.
عصر الرقمية لا توقفه عواطف الورقيين
الدكتور أحمد الهلالي، أستاذ الأدب في جامعة الطائف، يرى أن عصر الرقمية لا توقفه عواطف الورقيين، ولا دعوات الوراقين، فهو وحش عملاق تتآكل تحت قدميه السريعتين الحياة التقليدية بمختلف تمظهراتها، وعلى مستوى الورقية تكفينا نظرة إلى الصحف، وإلى التعاملات الإلكترونية من باب البنك إلى قائمة الطعام، وقد أصبحت بعض المهرجانات والملتقيات لا تقدم قائمة فعالياتها على الورق المقوى، بل أصبحت تقدمها على شاشات الاستعمال الواحد بالصورة والصوت، وأصبحنا نشاهد الأعمال التشكيلية بهذه التقنية منذ تخطيط اللوحة حتى اكتمالها، وقد بلغ المدى الرقمي إلى محاكاة الورقية، فقد أنتجت شركة LG الكورية شاشة قابلة للطي تشبه ورق صور أشعة X.
على مستوى الكتاب فقد أصبح الكتاب الإلكتروني مهدداً رئيسياً للكتاب الورقي، ويمتد ظلاله بخطوات متسارعة، ابتدأ ذلك بالمسح الضوئي للكتب على صيغة PDF ثم الكتاب المسموع، وأصبح النشر الإلكتروني للأعمال الإبداعية أقل مجهوداً وأقل تكلفة، ونحا كثير من المبدعين في ظل تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تجمع (الصوت والصورة والكلمة والموسيقى) إلى نشر إبداعاتهم من خلالها لتجد رواجا أكبر من الورقي بين المستخدمين، وهذا اليسر، وذلك الرواج الذي يخاطب عدداً واسعاً من الحواس هو قائد التحول إلى الرقمية بهذه الكيفية، فإن كنا قد شاهدنا سابقاً الديوان الصوتي، فقد آن أوان المجموعات الشعرية والقصصية والروايات المرئية المسموعة، بتأثيرات بصرية وموسيقية وإخراج لا يهمل حاسة من حواس التلقي دون أن تلمسها رسالة المحتوى المنشور، وقد بدأ هذا المستقبل بالقصائد المفردة، ومنه كذلك ديوان شعري مرئي منشور على يوتيوب للشاعر ابن عيوش تتجلى فيه التجربة، ولا يبطئ هذا الأمر إلا مقاومة صناعة الورق وعواطف الورقيين، وهيمنتهم على دوائر النشر، وضعف إقبالهم على الرقمية إلا بما يخدم مصالحهم، وكذلك بسبب تخوف بعض المبدعين من التجربة، لكنها باتت واقعاً وستنتشر، ولم يعد السؤال في رأيي عن الكتاب الورقي، بل عن (المكتبات الورقية).
[ad_2]
Source link