[ad_1]
المراقب للشأن الأمريكي -وأعني المراقب المحايد وليس الغوغائي المتحيز- يعلم جيداً أن قوة الولايات المتحدة الأمريكية تكمن في قوة مؤسساتها السياسية مهما بلغت خلافات أحزابها، وإن كانت الانتخابات الرئاسية الأخيرة واقتحام مبنى الكونجرس قد خيبت ظن البعض في قوة وانسجام تلك المؤسسات وحرصها على كيان الدولة فيظل هذا حدثاً استثنائياً منذ اقتحم الإنجليز مبنى الكونجرس 1814؛ ما يعني أنه لن يؤثر مطلقاً على سير سياسة أمريكا العريقة ومصالحها العليا وانتقال السلطة بسلاسة مهما بلغت مكايدات الدولة الصغرى (الدولة العميقة) أو كما يطلق عليهم اليسار الأمريكي، فالرئيس ترمب والحزب الجمهوري برمته يضطلع بمسؤولية وطنية كبرى تلزمه وغيره بتجنب أي تصعيد ومصادمات تؤثر على مصالح الدولة العليا وكذلك هو الحال للحزب الديمقراطي فالدولة أولاً وما عداها مجرد مناوشات ومكائد حزبية لاتلبث أن تتلاشى بعد التنصيب.
الصراع الذي حدث في أمريكا -إن جاز القول- فهو ليس صراع سلطة، وليس صراع دوغمائيات وقوميات وأحزاب متطرفة بقدر ما هو رهان على الديمقراطية وما قد تفرزه من استقرار أو نكبات، لتبقى الموازنة بين الحرية والمسؤولية هي الأساس التي تقوم عليه الدولة بكل أحزابها ومؤسساتها.
لن تنهار أمريكا ولن تتفكك دولة المؤسسات والحريات، ولن تكون أحداث الكونجرس سوى زوبعة عابرة تبرهن للعالم بأن الإمبراطورية الأمريكية العظمي حتى في أحداثها العاصفة والدامية أمة ثابتة ومتماسكة وأن الرئيس جزء من مؤسستها السياسية وانتخابه حالة سياسية كل شيء متوقع خلالها بكل جهوزية واستعداد، فلا الانتخابات العاصفة نهاية الديمقراطية ولا تراشقات الأحزاب نهاية الدولة، وعليه فإن يوم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدين سيمر بسلاسة وفقاً للمصلحة والمسؤولية العامة الملقاة على عاتق كل أمريكي بدءاً بالرئيس ترمب نفسه.
كاتبة سعودية
hailahabdulah20@
[ad_2]
Source link