[ad_1]
دائمًا تحمل سجادة صلاتها.. وأخيرًا تحققت دعوة أمها
في شهر نوفمبر الماضي، اعتزلت عارضة الأزياء الشهيرة، حليمة آدن، عالم الموضة قائلة إن ظروف ومعايشة عالم الموضة والأزياء لا تتناسب مع دينها الإسلام.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، روت حليمة آدن قصتها كاملة، كيف أصبحت عارضة أزياء وكيف وصلت إلى قناعة ضرورة ترك هذا العالم؟
تبلغ حليمة من العمر 23 عامًا، نشأت وترعرت في ولاية منيسوتا محاطة بأبناء جاليتها الصومالية. وهي اليوم ترتدي ثيابًا عادية، ولا تضع مستحضرات التجميل.
تقول لي: “أنا حليمة من كاكوما” – في إشارة إلى مخيم اللاجئين الصوماليين في كينيا الذي ولدت فيه.
يصفها بعض الأشخاص بأنها شخصية رائدة لكونها عارضة أزياء محجبة، وبأنها أول عارضة أزياء ترتدي الحجاب تظهر على غلاف مجلة فوغ الشهيرة. لكنها تركت كل هذا وراءها قبل شهرين، قائلة إن صناعة الموضة تتعارض مع تدينها.
تضحك وهي تقول: “هذه أكثر مرة أشعر فيها بالراحة أثناء مقابلة صحفية، لأنني لم أمضِ عشر ساعات وأنا أتجهز وأرتدي ثوبًا لن يكون بإمكاني الاحتفاظ به”.
الحجاب
ولكونها ترتدي الحجاب، كان على حليمة أن تكون انتقائية في اختيار القطع التي ترتديها. ففي بداية مسيرتها المهنية، كانت تحمل معها حقيبة مملوءة بعدة أنواع من أغطية الشعر والفساتين الطويلة، والتنانير. وكانت قد ارتدت حجابها الأسود في أول حملة دعائية شاركت فيها وكانت لصالح مجموعة للمغنية ريهانا.
وكان من غير الوارد بالنسبة لها مناقشة فكرة ارتدائها الحجاب طيلة فترة التصوير، ومهما كان نوع الملابس التي ترتديها.
وعندما وقّعت عقدًا عام 2017 مع شركة IMG، وهي واحدة من أكبر الشركات في العالم التي تعمل مع عارضات الأزياء، كان من المهم جدًا بالنسبة لها أن تضيف بندًا يضمن لها موافقة الشركة على أنها لن تخلع أبدًا حجابها؛ فالحجاب يعني لها الكثير.
تقول حليمة: “هناك فتيات يحلمن بتوقيع عقد للعمل كعارضات أزياء، لكنني كنت جاهزة لكي أتخلى عن كل ذلك إن كان الوضع غير مقبول بالنسبة لي”. علمًا أن أحدًا لم يكن قد سمع بحليمة في تلك الفترة من حياتها.
تحمل سجادة صلاتها معها
ومعروف عن حليمة آدن أنها دائمًا تحمل سجادة صلاتها معها، تقول حليمة: “أحاول الصلاة خمس مرات في اليوم، ولكني لا أنجح في هذا الأمر دائمًا. أتذكر نفسي أثناء أسبوع الموضة في نيويورك وأنا أركض حاملة بيدي سجادة وأبحث عن مكان للصلاة. وغالبًا ما يكون هذا المكان هو غرفة تبديل الملابس”.
مشاكل في عالم الموضة
ولكن مع مرور الوقت، قلت قدرتها على التحكم بنوع الثياب التي ترتديها، كما أنها وافقت على قبول ارتداء أغطية للرأس كانت ترفض ارتداءها في بداية عملها. “وجدتُ نفسي وقد ابتعدتُ عن مساري، ودخلتُ مساحة رمادية متعبة سمحت خلالها لفريق العمل باختيار شكل حجابي”.
وفي آخر سنة لها في المهنة، أخذ حجم حجابها يصغر أكثر فأكثر؛ وكان أحيانًا يُظهرُ رقبتها ومنطقة الصدر؛ وفي أحيان أخرى لفّت أنواعًا أخرى من القماش حول رأسها.
وضمن البنود التي كانت تحرص حليمة على وضعها، بندٌ يتعلق بالسماح لها بالحصول على مساحة لتبديل ملابسها كي تضمن الخصوصية. لكنها أدركت أن غيرها من عارضات الأزياء المحجبات، اللاتي مشين على خطاها، لم يكن يحظين بمعاملة مماثلة تضمن لهن قدرًا مماثلاً من الاحترام. كانت ترى فريق العمل وهو يأمرهن بتبديل ملابسهن في الحمام.
“تفاجأت وقلت لنفسي ‘يا إلهي هؤلاء الفتيات يتتبعن خطاي، أنا من فتحت لهن باب الخطر”.
كنت أحمي العارضات المحجبات
كانت تتوقع أن تعامل زميلاتها المحجبات على نحو مماثل لها، وزاد هذا الموضوع من حدة شعورها بضرورة حمايتهن. “كثيرات منهن في مقتبل العمر، قد تكون هذه الصناعة مجالاً مخيفًا. غالبًا ما كنت أجد نفسي ألعب دور الأخت الكبرى حتى في الحفلات التي كنا نحضرها، كنتُ أنادي إحدى العارضات المحجبات لأني قد أراها محاطة برجال يتجمعون حولها ويلاحقونها. كنت أقول لنفسي: ‘أشعر أن هناك خطبًا ما، إنها مجرد طفلة’ فكنت أناديها وأسألها عن أولئك الرجال”.
جزء من هذا الإحساس بالمسؤولية يعود إلى نشأتها وإلى البيئة التي تنتمي لها.
عندما كانت حليمة طفلة في مخيم كاكوما، شمال غربي كينيا، تعلمت على يد والدتها أن تعمل بجد وأن تساعد الآخرين. استمرت بذلك حتى بعد انتقالها إلى منيسوتا بعمر السابعة لتنضم بذلك إلى الجالية الصومالية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
واجهت حليمة مشكلة في المرحلة الثانوية عندما أصبحت أول محجبة تنال لقب أكثر الطلاب شعبية؛ إذ كانت تدرك أن ذلك لن يعجب والدتها التي كانت تركز على تحصيلها العلمي. “كنت محرجة جدًا، لأنه عندما تتم تسميتك لهذا اللقب، يأتي الطلاب إلى منزلك لكني قلت لهم ‘إياكم أن تفعلوا ذلك – ستكون أمي بالانتظار حاملة حذاءها”.
يوم أثارت حليمة هلع والدتها
أثارت حليمة هلع والدتها عندما قررت أن تصبح عارضة أزياء – تلك المهنة التي شعرت والدتها أنها تتعارض مع حليمة كشخص: فهي لاجئة مسلمة سوداء البشرة.
وحتى عندنا مشت على منصات أكبر عروض الأزياء، ظلت والدتها تنصحها بأن تجد “عملاً مناسبًا”.
كان الجانب الإنساني من مهنة حليمة هو ما ساعدها على إقناع أمها بأن الموضوع يستحق؛ فباعتبارها لاجئة غادرت الصومال وهي جنين في بطن أمها، متوجهة نحو كينيا للعثور على حياة أفضل، تدرك حليمة تمامًا قيمة مساعدة من هم في ضيق.
تقول حليمة: “قالت لي أمي: مستحيل أن تصبحي عارضة أزياء ما لم يكن هناك جانب من عملك لرد الجميل. لذا وفي أول اجتماع لي مع شركة IMG طلبت منهم تعريفي على اليونيسف”.
دعمت شركة IMG حليمة لهذا الغرض وأصبحت حليمة عام 2018 سفيرة لليونيسف. وركزت عملها على دعم حقوق الأطفال نظرًا لأنها كطفلة عاشت في مخيم لاجئين.
تقول حليمة: “لم تنظر لي أمي يومًا على أني عارضة أزياء أو فتاة غلاف، بل لطالما اعتبرتني منارة أمل للفتيات الصغيرات، وكانت دائمًا تذكرني بأن أبقى قدوة لهن”.
لماذا تركت اليونيسيف؟
أرادت حليمة نشر التوعية حول وضع الأطفال النازحين وأن تعلم الأولاد بأنهم مثلها لهم القدرة على أن يجدوا طريقهم خارج المخيم يومًا ما، لكن لم تكن اليونسف بمستوى طموحها.
بدا لها أن المنظمة ركزت على الحفاظ على اسمها أكثر من اهتمامها بتعليم الأطفال. “تعلمت أن أقول كلمة يونيسف قبل أن أنطق اسمي، لكن ولاية مينسوتا هي من أعطتني أول كتاب، أول قلم رصاص، أول حقيبة. لم تقم يونيسف بذلك”.
كانت تعتقد أن كل ذلك تغير بعد أن غادرت المخيم قبل سنوات طويلة.
في شهر نوفمبر، قررت أن تجري اتصال فيديو بالأطفال في مخيم كاكوما بمناسبة يوم الطفل العالمي، لكنها شعرت أنها لن تتمكن من فعل ذلك؛ كان صعبًا عليها أن ترى وضعهم في فصل الشتاء وسط وباء عالمي.
تقول حليمة: “بعد أن تكلمتُ مع الأطفال، حسمتُ قراري: لقد سئمتُ من المنظمات غير الحكومية التي تعتبرني قصة جميلة ملهمة عن الشجاعة والأمل”.
قرار اعتزال عالم الموضة
في تلك الأثناء، تزايدت مخاوف حليمة بخصوص عملها كعارضة أزياء؛ فبسبب زيادة الطلب للعمل معها، قل الوقت الذي تمضيه مع عائلتها وكذلك قلت مشاركتها في الأعياد والمناسبات الإسلامية. “في السنة الأولى من عملي، كنتُ قادرة على إيجاد وقت للعيد ورمضان، ولكن في آخر ثلاث سنوات كنت أسافرُ طوال الوقت، أحيانًا ست أو سبع مرات في الأسبوع. لم أكن أتوقف عن العمل”.
تحققت دعوة أمها
أثناء فترة وباء كورونا؛ وبسبب الوباء تأجلت جلسات التصوير وعروض الأزياء فعادت حليمة لمدينتها وأمضت وقتها مع أمها التي لا تزال قريبة منها على نحو كبير.
تقول حليمة: “كانت تنتابني نوبات قلق من عام 2021 لأنني أحببت البقاء في البيت مع عائلتي وأصدقائي”.
كل هذا يفسّر سبب قرارها التخلي عن عملها كعارضة أزياء وكسفيرة لليونسف في شهر نوفمبر الماضي.
وتقول: “ممتنة لهذه الفرصة الجديدة التي منحني إياها كوفيد. كلنا أعدنا النظر بمهننا وبمسارنا في الحياة وسألنا أنفسنا: هل يجلب لي هذا الأمر السعادة الحقيقية والمرح؟”.
وأخيرًا تحققت دعوات والدتها التي قبلت أن تشارك بجلسة تصوير مع ابنتها فقط بهدف المرح.
لن تترك العمل الخيري
وتقول “بي بي سي”، رغم تركها اليونيسف فهذا لا يعني أن حليمة ستوقف عملها الخيري. “لن أتوقف عن التطوع. لا أعتقد أن العالم بحاجتي كعارضة أزياء أو كشخصية مشهورة، بل يحتاجني كحليمة القادمة من كاكوما – كشخص يفهم القيمة الحقيقية لكل بنس والقيمة الحقيقية للجاليات”.
“حليمة آدن”.. شاهد لماذا اعتزلت عارضة الأزياء الشهيرة؟
أيمن حسن
سبق
2021-01-16
في شهر نوفمبر الماضي، اعتزلت عارضة الأزياء الشهيرة، حليمة آدن، عالم الموضة قائلة إن ظروف ومعايشة عالم الموضة والأزياء لا تتناسب مع دينها الإسلام.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، روت حليمة آدن قصتها كاملة، كيف أصبحت عارضة أزياء وكيف وصلت إلى قناعة ضرورة ترك هذا العالم؟
تبلغ حليمة من العمر 23 عامًا، نشأت وترعرت في ولاية منيسوتا محاطة بأبناء جاليتها الصومالية. وهي اليوم ترتدي ثيابًا عادية، ولا تضع مستحضرات التجميل.
تقول لي: “أنا حليمة من كاكوما” – في إشارة إلى مخيم اللاجئين الصوماليين في كينيا الذي ولدت فيه.
يصفها بعض الأشخاص بأنها شخصية رائدة لكونها عارضة أزياء محجبة، وبأنها أول عارضة أزياء ترتدي الحجاب تظهر على غلاف مجلة فوغ الشهيرة. لكنها تركت كل هذا وراءها قبل شهرين، قائلة إن صناعة الموضة تتعارض مع تدينها.
تضحك وهي تقول: “هذه أكثر مرة أشعر فيها بالراحة أثناء مقابلة صحفية، لأنني لم أمضِ عشر ساعات وأنا أتجهز وأرتدي ثوبًا لن يكون بإمكاني الاحتفاظ به”.
الحجاب
ولكونها ترتدي الحجاب، كان على حليمة أن تكون انتقائية في اختيار القطع التي ترتديها. ففي بداية مسيرتها المهنية، كانت تحمل معها حقيبة مملوءة بعدة أنواع من أغطية الشعر والفساتين الطويلة، والتنانير. وكانت قد ارتدت حجابها الأسود في أول حملة دعائية شاركت فيها وكانت لصالح مجموعة للمغنية ريهانا.
وكان من غير الوارد بالنسبة لها مناقشة فكرة ارتدائها الحجاب طيلة فترة التصوير، ومهما كان نوع الملابس التي ترتديها.
وعندما وقّعت عقدًا عام 2017 مع شركة IMG، وهي واحدة من أكبر الشركات في العالم التي تعمل مع عارضات الأزياء، كان من المهم جدًا بالنسبة لها أن تضيف بندًا يضمن لها موافقة الشركة على أنها لن تخلع أبدًا حجابها؛ فالحجاب يعني لها الكثير.
تقول حليمة: “هناك فتيات يحلمن بتوقيع عقد للعمل كعارضات أزياء، لكنني كنت جاهزة لكي أتخلى عن كل ذلك إن كان الوضع غير مقبول بالنسبة لي”. علمًا أن أحدًا لم يكن قد سمع بحليمة في تلك الفترة من حياتها.
تحمل سجادة صلاتها معها
ومعروف عن حليمة آدن أنها دائمًا تحمل سجادة صلاتها معها، تقول حليمة: “أحاول الصلاة خمس مرات في اليوم، ولكني لا أنجح في هذا الأمر دائمًا. أتذكر نفسي أثناء أسبوع الموضة في نيويورك وأنا أركض حاملة بيدي سجادة وأبحث عن مكان للصلاة. وغالبًا ما يكون هذا المكان هو غرفة تبديل الملابس”.
مشاكل في عالم الموضة
ولكن مع مرور الوقت، قلت قدرتها على التحكم بنوع الثياب التي ترتديها، كما أنها وافقت على قبول ارتداء أغطية للرأس كانت ترفض ارتداءها في بداية عملها. “وجدتُ نفسي وقد ابتعدتُ عن مساري، ودخلتُ مساحة رمادية متعبة سمحت خلالها لفريق العمل باختيار شكل حجابي”.
وفي آخر سنة لها في المهنة، أخذ حجم حجابها يصغر أكثر فأكثر؛ وكان أحيانًا يُظهرُ رقبتها ومنطقة الصدر؛ وفي أحيان أخرى لفّت أنواعًا أخرى من القماش حول رأسها.
وضمن البنود التي كانت تحرص حليمة على وضعها، بندٌ يتعلق بالسماح لها بالحصول على مساحة لتبديل ملابسها كي تضمن الخصوصية. لكنها أدركت أن غيرها من عارضات الأزياء المحجبات، اللاتي مشين على خطاها، لم يكن يحظين بمعاملة مماثلة تضمن لهن قدرًا مماثلاً من الاحترام. كانت ترى فريق العمل وهو يأمرهن بتبديل ملابسهن في الحمام.
“تفاجأت وقلت لنفسي ‘يا إلهي هؤلاء الفتيات يتتبعن خطاي، أنا من فتحت لهن باب الخطر”.
كنت أحمي العارضات المحجبات
كانت تتوقع أن تعامل زميلاتها المحجبات على نحو مماثل لها، وزاد هذا الموضوع من حدة شعورها بضرورة حمايتهن. “كثيرات منهن في مقتبل العمر، قد تكون هذه الصناعة مجالاً مخيفًا. غالبًا ما كنت أجد نفسي ألعب دور الأخت الكبرى حتى في الحفلات التي كنا نحضرها، كنتُ أنادي إحدى العارضات المحجبات لأني قد أراها محاطة برجال يتجمعون حولها ويلاحقونها. كنت أقول لنفسي: ‘أشعر أن هناك خطبًا ما، إنها مجرد طفلة’ فكنت أناديها وأسألها عن أولئك الرجال”.
جزء من هذا الإحساس بالمسؤولية يعود إلى نشأتها وإلى البيئة التي تنتمي لها.
عندما كانت حليمة طفلة في مخيم كاكوما، شمال غربي كينيا، تعلمت على يد والدتها أن تعمل بجد وأن تساعد الآخرين. استمرت بذلك حتى بعد انتقالها إلى منيسوتا بعمر السابعة لتنضم بذلك إلى الجالية الصومالية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
واجهت حليمة مشكلة في المرحلة الثانوية عندما أصبحت أول محجبة تنال لقب أكثر الطلاب شعبية؛ إذ كانت تدرك أن ذلك لن يعجب والدتها التي كانت تركز على تحصيلها العلمي. “كنت محرجة جدًا، لأنه عندما تتم تسميتك لهذا اللقب، يأتي الطلاب إلى منزلك لكني قلت لهم ‘إياكم أن تفعلوا ذلك – ستكون أمي بالانتظار حاملة حذاءها”.
يوم أثارت حليمة هلع والدتها
أثارت حليمة هلع والدتها عندما قررت أن تصبح عارضة أزياء – تلك المهنة التي شعرت والدتها أنها تتعارض مع حليمة كشخص: فهي لاجئة مسلمة سوداء البشرة.
وحتى عندنا مشت على منصات أكبر عروض الأزياء، ظلت والدتها تنصحها بأن تجد “عملاً مناسبًا”.
كان الجانب الإنساني من مهنة حليمة هو ما ساعدها على إقناع أمها بأن الموضوع يستحق؛ فباعتبارها لاجئة غادرت الصومال وهي جنين في بطن أمها، متوجهة نحو كينيا للعثور على حياة أفضل، تدرك حليمة تمامًا قيمة مساعدة من هم في ضيق.
تقول حليمة: “قالت لي أمي: مستحيل أن تصبحي عارضة أزياء ما لم يكن هناك جانب من عملك لرد الجميل. لذا وفي أول اجتماع لي مع شركة IMG طلبت منهم تعريفي على اليونيسف”.
دعمت شركة IMG حليمة لهذا الغرض وأصبحت حليمة عام 2018 سفيرة لليونيسف. وركزت عملها على دعم حقوق الأطفال نظرًا لأنها كطفلة عاشت في مخيم لاجئين.
تقول حليمة: “لم تنظر لي أمي يومًا على أني عارضة أزياء أو فتاة غلاف، بل لطالما اعتبرتني منارة أمل للفتيات الصغيرات، وكانت دائمًا تذكرني بأن أبقى قدوة لهن”.
لماذا تركت اليونيسيف؟
أرادت حليمة نشر التوعية حول وضع الأطفال النازحين وأن تعلم الأولاد بأنهم مثلها لهم القدرة على أن يجدوا طريقهم خارج المخيم يومًا ما، لكن لم تكن اليونسف بمستوى طموحها.
بدا لها أن المنظمة ركزت على الحفاظ على اسمها أكثر من اهتمامها بتعليم الأطفال. “تعلمت أن أقول كلمة يونيسف قبل أن أنطق اسمي، لكن ولاية مينسوتا هي من أعطتني أول كتاب، أول قلم رصاص، أول حقيبة. لم تقم يونيسف بذلك”.
كانت تعتقد أن كل ذلك تغير بعد أن غادرت المخيم قبل سنوات طويلة.
في شهر نوفمبر، قررت أن تجري اتصال فيديو بالأطفال في مخيم كاكوما بمناسبة يوم الطفل العالمي، لكنها شعرت أنها لن تتمكن من فعل ذلك؛ كان صعبًا عليها أن ترى وضعهم في فصل الشتاء وسط وباء عالمي.
تقول حليمة: “بعد أن تكلمتُ مع الأطفال، حسمتُ قراري: لقد سئمتُ من المنظمات غير الحكومية التي تعتبرني قصة جميلة ملهمة عن الشجاعة والأمل”.
قرار اعتزال عالم الموضة
في تلك الأثناء، تزايدت مخاوف حليمة بخصوص عملها كعارضة أزياء؛ فبسبب زيادة الطلب للعمل معها، قل الوقت الذي تمضيه مع عائلتها وكذلك قلت مشاركتها في الأعياد والمناسبات الإسلامية. “في السنة الأولى من عملي، كنتُ قادرة على إيجاد وقت للعيد ورمضان، ولكن في آخر ثلاث سنوات كنت أسافرُ طوال الوقت، أحيانًا ست أو سبع مرات في الأسبوع. لم أكن أتوقف عن العمل”.
تحققت دعوة أمها
أثناء فترة وباء كورونا؛ وبسبب الوباء تأجلت جلسات التصوير وعروض الأزياء فعادت حليمة لمدينتها وأمضت وقتها مع أمها التي لا تزال قريبة منها على نحو كبير.
تقول حليمة: “كانت تنتابني نوبات قلق من عام 2021 لأنني أحببت البقاء في البيت مع عائلتي وأصدقائي”.
كل هذا يفسّر سبب قرارها التخلي عن عملها كعارضة أزياء وكسفيرة لليونسف في شهر نوفمبر الماضي.
وتقول: “ممتنة لهذه الفرصة الجديدة التي منحني إياها كوفيد. كلنا أعدنا النظر بمهننا وبمسارنا في الحياة وسألنا أنفسنا: هل يجلب لي هذا الأمر السعادة الحقيقية والمرح؟”.
وأخيرًا تحققت دعوات والدتها التي قبلت أن تشارك بجلسة تصوير مع ابنتها فقط بهدف المرح.
لن تترك العمل الخيري
وتقول “بي بي سي”، رغم تركها اليونيسف فهذا لا يعني أن حليمة ستوقف عملها الخيري. “لن أتوقف عن التطوع. لا أعتقد أن العالم بحاجتي كعارضة أزياء أو كشخصية مشهورة، بل يحتاجني كحليمة القادمة من كاكوما – كشخص يفهم القيمة الحقيقية لكل بنس والقيمة الحقيقية للجاليات”.
16 يناير 2021 – 3 جمادى الآخر 1442
05:31 PM
دائمًا تحمل سجادة صلاتها.. وأخيرًا تحققت دعوة أمها
في شهر نوفمبر الماضي، اعتزلت عارضة الأزياء الشهيرة، حليمة آدن، عالم الموضة قائلة إن ظروف ومعايشة عالم الموضة والأزياء لا تتناسب مع دينها الإسلام.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، روت حليمة آدن قصتها كاملة، كيف أصبحت عارضة أزياء وكيف وصلت إلى قناعة ضرورة ترك هذا العالم؟
تبلغ حليمة من العمر 23 عامًا، نشأت وترعرت في ولاية منيسوتا محاطة بأبناء جاليتها الصومالية. وهي اليوم ترتدي ثيابًا عادية، ولا تضع مستحضرات التجميل.
تقول لي: “أنا حليمة من كاكوما” – في إشارة إلى مخيم اللاجئين الصوماليين في كينيا الذي ولدت فيه.
يصفها بعض الأشخاص بأنها شخصية رائدة لكونها عارضة أزياء محجبة، وبأنها أول عارضة أزياء ترتدي الحجاب تظهر على غلاف مجلة فوغ الشهيرة. لكنها تركت كل هذا وراءها قبل شهرين، قائلة إن صناعة الموضة تتعارض مع تدينها.
تضحك وهي تقول: “هذه أكثر مرة أشعر فيها بالراحة أثناء مقابلة صحفية، لأنني لم أمضِ عشر ساعات وأنا أتجهز وأرتدي ثوبًا لن يكون بإمكاني الاحتفاظ به”.
الحجاب
ولكونها ترتدي الحجاب، كان على حليمة أن تكون انتقائية في اختيار القطع التي ترتديها. ففي بداية مسيرتها المهنية، كانت تحمل معها حقيبة مملوءة بعدة أنواع من أغطية الشعر والفساتين الطويلة، والتنانير. وكانت قد ارتدت حجابها الأسود في أول حملة دعائية شاركت فيها وكانت لصالح مجموعة للمغنية ريهانا.
وكان من غير الوارد بالنسبة لها مناقشة فكرة ارتدائها الحجاب طيلة فترة التصوير، ومهما كان نوع الملابس التي ترتديها.
وعندما وقّعت عقدًا عام 2017 مع شركة IMG، وهي واحدة من أكبر الشركات في العالم التي تعمل مع عارضات الأزياء، كان من المهم جدًا بالنسبة لها أن تضيف بندًا يضمن لها موافقة الشركة على أنها لن تخلع أبدًا حجابها؛ فالحجاب يعني لها الكثير.
تقول حليمة: “هناك فتيات يحلمن بتوقيع عقد للعمل كعارضات أزياء، لكنني كنت جاهزة لكي أتخلى عن كل ذلك إن كان الوضع غير مقبول بالنسبة لي”. علمًا أن أحدًا لم يكن قد سمع بحليمة في تلك الفترة من حياتها.
تحمل سجادة صلاتها معها
ومعروف عن حليمة آدن أنها دائمًا تحمل سجادة صلاتها معها، تقول حليمة: “أحاول الصلاة خمس مرات في اليوم، ولكني لا أنجح في هذا الأمر دائمًا. أتذكر نفسي أثناء أسبوع الموضة في نيويورك وأنا أركض حاملة بيدي سجادة وأبحث عن مكان للصلاة. وغالبًا ما يكون هذا المكان هو غرفة تبديل الملابس”.
مشاكل في عالم الموضة
ولكن مع مرور الوقت، قلت قدرتها على التحكم بنوع الثياب التي ترتديها، كما أنها وافقت على قبول ارتداء أغطية للرأس كانت ترفض ارتداءها في بداية عملها. “وجدتُ نفسي وقد ابتعدتُ عن مساري، ودخلتُ مساحة رمادية متعبة سمحت خلالها لفريق العمل باختيار شكل حجابي”.
وفي آخر سنة لها في المهنة، أخذ حجم حجابها يصغر أكثر فأكثر؛ وكان أحيانًا يُظهرُ رقبتها ومنطقة الصدر؛ وفي أحيان أخرى لفّت أنواعًا أخرى من القماش حول رأسها.
وضمن البنود التي كانت تحرص حليمة على وضعها، بندٌ يتعلق بالسماح لها بالحصول على مساحة لتبديل ملابسها كي تضمن الخصوصية. لكنها أدركت أن غيرها من عارضات الأزياء المحجبات، اللاتي مشين على خطاها، لم يكن يحظين بمعاملة مماثلة تضمن لهن قدرًا مماثلاً من الاحترام. كانت ترى فريق العمل وهو يأمرهن بتبديل ملابسهن في الحمام.
“تفاجأت وقلت لنفسي ‘يا إلهي هؤلاء الفتيات يتتبعن خطاي، أنا من فتحت لهن باب الخطر”.
كنت أحمي العارضات المحجبات
كانت تتوقع أن تعامل زميلاتها المحجبات على نحو مماثل لها، وزاد هذا الموضوع من حدة شعورها بضرورة حمايتهن. “كثيرات منهن في مقتبل العمر، قد تكون هذه الصناعة مجالاً مخيفًا. غالبًا ما كنت أجد نفسي ألعب دور الأخت الكبرى حتى في الحفلات التي كنا نحضرها، كنتُ أنادي إحدى العارضات المحجبات لأني قد أراها محاطة برجال يتجمعون حولها ويلاحقونها. كنت أقول لنفسي: ‘أشعر أن هناك خطبًا ما، إنها مجرد طفلة’ فكنت أناديها وأسألها عن أولئك الرجال”.
جزء من هذا الإحساس بالمسؤولية يعود إلى نشأتها وإلى البيئة التي تنتمي لها.
عندما كانت حليمة طفلة في مخيم كاكوما، شمال غربي كينيا، تعلمت على يد والدتها أن تعمل بجد وأن تساعد الآخرين. استمرت بذلك حتى بعد انتقالها إلى منيسوتا بعمر السابعة لتنضم بذلك إلى الجالية الصومالية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
واجهت حليمة مشكلة في المرحلة الثانوية عندما أصبحت أول محجبة تنال لقب أكثر الطلاب شعبية؛ إذ كانت تدرك أن ذلك لن يعجب والدتها التي كانت تركز على تحصيلها العلمي. “كنت محرجة جدًا، لأنه عندما تتم تسميتك لهذا اللقب، يأتي الطلاب إلى منزلك لكني قلت لهم ‘إياكم أن تفعلوا ذلك – ستكون أمي بالانتظار حاملة حذاءها”.
يوم أثارت حليمة هلع والدتها
أثارت حليمة هلع والدتها عندما قررت أن تصبح عارضة أزياء – تلك المهنة التي شعرت والدتها أنها تتعارض مع حليمة كشخص: فهي لاجئة مسلمة سوداء البشرة.
وحتى عندنا مشت على منصات أكبر عروض الأزياء، ظلت والدتها تنصحها بأن تجد “عملاً مناسبًا”.
كان الجانب الإنساني من مهنة حليمة هو ما ساعدها على إقناع أمها بأن الموضوع يستحق؛ فباعتبارها لاجئة غادرت الصومال وهي جنين في بطن أمها، متوجهة نحو كينيا للعثور على حياة أفضل، تدرك حليمة تمامًا قيمة مساعدة من هم في ضيق.
تقول حليمة: “قالت لي أمي: مستحيل أن تصبحي عارضة أزياء ما لم يكن هناك جانب من عملك لرد الجميل. لذا وفي أول اجتماع لي مع شركة IMG طلبت منهم تعريفي على اليونيسف”.
دعمت شركة IMG حليمة لهذا الغرض وأصبحت حليمة عام 2018 سفيرة لليونيسف. وركزت عملها على دعم حقوق الأطفال نظرًا لأنها كطفلة عاشت في مخيم لاجئين.
تقول حليمة: “لم تنظر لي أمي يومًا على أني عارضة أزياء أو فتاة غلاف، بل لطالما اعتبرتني منارة أمل للفتيات الصغيرات، وكانت دائمًا تذكرني بأن أبقى قدوة لهن”.
لماذا تركت اليونيسيف؟
أرادت حليمة نشر التوعية حول وضع الأطفال النازحين وأن تعلم الأولاد بأنهم مثلها لهم القدرة على أن يجدوا طريقهم خارج المخيم يومًا ما، لكن لم تكن اليونسف بمستوى طموحها.
بدا لها أن المنظمة ركزت على الحفاظ على اسمها أكثر من اهتمامها بتعليم الأطفال. “تعلمت أن أقول كلمة يونيسف قبل أن أنطق اسمي، لكن ولاية مينسوتا هي من أعطتني أول كتاب، أول قلم رصاص، أول حقيبة. لم تقم يونيسف بذلك”.
كانت تعتقد أن كل ذلك تغير بعد أن غادرت المخيم قبل سنوات طويلة.
في شهر نوفمبر، قررت أن تجري اتصال فيديو بالأطفال في مخيم كاكوما بمناسبة يوم الطفل العالمي، لكنها شعرت أنها لن تتمكن من فعل ذلك؛ كان صعبًا عليها أن ترى وضعهم في فصل الشتاء وسط وباء عالمي.
تقول حليمة: “بعد أن تكلمتُ مع الأطفال، حسمتُ قراري: لقد سئمتُ من المنظمات غير الحكومية التي تعتبرني قصة جميلة ملهمة عن الشجاعة والأمل”.
قرار اعتزال عالم الموضة
في تلك الأثناء، تزايدت مخاوف حليمة بخصوص عملها كعارضة أزياء؛ فبسبب زيادة الطلب للعمل معها، قل الوقت الذي تمضيه مع عائلتها وكذلك قلت مشاركتها في الأعياد والمناسبات الإسلامية. “في السنة الأولى من عملي، كنتُ قادرة على إيجاد وقت للعيد ورمضان، ولكن في آخر ثلاث سنوات كنت أسافرُ طوال الوقت، أحيانًا ست أو سبع مرات في الأسبوع. لم أكن أتوقف عن العمل”.
تحققت دعوة أمها
أثناء فترة وباء كورونا؛ وبسبب الوباء تأجلت جلسات التصوير وعروض الأزياء فعادت حليمة لمدينتها وأمضت وقتها مع أمها التي لا تزال قريبة منها على نحو كبير.
تقول حليمة: “كانت تنتابني نوبات قلق من عام 2021 لأنني أحببت البقاء في البيت مع عائلتي وأصدقائي”.
كل هذا يفسّر سبب قرارها التخلي عن عملها كعارضة أزياء وكسفيرة لليونسف في شهر نوفمبر الماضي.
وتقول: “ممتنة لهذه الفرصة الجديدة التي منحني إياها كوفيد. كلنا أعدنا النظر بمهننا وبمسارنا في الحياة وسألنا أنفسنا: هل يجلب لي هذا الأمر السعادة الحقيقية والمرح؟”.
وأخيرًا تحققت دعوات والدتها التي قبلت أن تشارك بجلسة تصوير مع ابنتها فقط بهدف المرح.
لن تترك العمل الخيري
وتقول “بي بي سي”، رغم تركها اليونيسف فهذا لا يعني أن حليمة ستوقف عملها الخيري. “لن أتوقف عن التطوع. لا أعتقد أن العالم بحاجتي كعارضة أزياء أو كشخصية مشهورة، بل يحتاجني كحليمة القادمة من كاكوما – كشخص يفهم القيمة الحقيقية لكل بنس والقيمة الحقيقية للجاليات”.
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link