[ad_1]
أوجه التشابه والاختلاف مذهلة للغاية… والفريق انتفض ليقفز إلى صدارة {الإنجليزي الممتاز} بعد مرور 17 جولة
كان العالم بأكمله مكاناً مختلفاً تماماً منذ ثماني سنوات، فكانت بريطانيا جزءاً من الاتحاد الأوروبي، وكان دونالد ترمب رجل أعمال وليس رئيساً للولايات المتحدة، وكان السير أليكس فيرغسون يتولى القيادة الفنية لنادي مانشستر يونايتد. وعلاوة على ذلك، لم يكن هناك وباء (على الرغم من أننا لم نكن ندرك تماماً كم كنا محظوظين لأننا كنا نعيش في عالم خالٍ من الأوبئة).
وكان موسم 2012- 2013 هو أيضاً آخر مرة يتصدر فيها مانشستر يونايتد جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد مرور 17 جولة من الموسم. وكان ذلك الموسم قد بدأ كما كان مقرراً له في أغسطس (آب)، وهو ما كان يعني أن متصدر جدول الترتيب قد لعب 17 مباراة بحلول 15 ديسمبر (كانون الأول). وكان مانشستر يونايتد يحلق منفرداً في الصدارة بفارق ست نقاط عن صاحب المركز الثاني مانشستر سيتي.
أما ليفربول فكان يعاني في المركز الثاني عشر، بعد الخسارة أمام أستون فيلا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وكان يتخلف بفارق 20 نقطة كاملة عن مانشستر يونايتد. وكان المدير الفني للريدز، بريندان رودجرز، يحاول إعادة بناء الفريق بعد توليه المسؤولية خلفاً لكيني دالغليش في الصيف، والتعاقد مع فابيو بوريني وجو ألين وأسامة السعيدي في فترة الانتقالات الصيفية.
وكان ستوك سيتي يحتل المركز التاسع، بعد أن خسر عدد المباريات نفسه الذي خسره مانشستر يونايتد (ثلاث مباريات) لكنه تعادل في عدد كبير من المباريات، ولولا ذلك لمثَّل تهديداً كبيراً لأصحاب المراكز الأربعة الأولى.
وبالطبع لم نكن نعلم أن الأمر سيستغرق كل هذا الوقت الطويل حتى يعود مانشستر يونايتد للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى؛ لكنه يدخل المواجهة القادمة أمام ليفربول يوم الأحد المقبل وهو يتصدر جدول الترتيب بفارق ثلاث نقاط عن «الريدز». وحقق مانشستر يونايتد الفوز على بيرنلي مساء الثلاثاء الماضي بطريقة مثيرة للإعجاب؛ حيث كان الفريق، بقيادة المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير، يتحكم تماماً في زمام المباراة، ويسيطر عليها بشكل كامل حتى الدقائق الأخيرة.
وقدم بول بوغبا أداء يذكرنا بالمستويات الرائعة التي قدمها مع منتخب فرنسا عندما قاده للفوز بلقب كأس العالم، وكان النجم البرتغالي برونو فرنانديز يتحكم في إيقاع المباراة من منتصف الملعب، بينما كان المثلث الهجومي المتمثل في أنتوني مارسيال وماركوس راشفورد وإدينسون كافاني يمثل تهديداً مستمراً لمرمى الفريق المنافس بفضل اللعب السريع والتمريرات المتقنة. وفي الخلف، كان المدافع الإنجليزي الدولي هاري ماغواير يمثل صخرة قوية تتكسر عليها هجمات نادي بيرنلي.
ويعود الفضل في هذا الأداء القوي إلى سولسكاير الذي نجح في لم شمل الفريق وإعادته إلى الطريق الصحيح بعد الخسارة أمام آرسنال في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ومع ذلك، فإن الإنجاز الذي يحققه سولسكاير هذا الموسم لا يرتقي للإنجاز المثير للإعجاب الذي حققه فيرغسون في آخر موسم له مع «الشياطين الحمر»؛ خصوصاً أن الفريق الحالي لمانشستر يونايتد يضم لاعبين أفضل من الذين كانوا يلعبون تحت قيادة فيرغسون في ذلك الموسم.
وبحلول عام 2012، كان فيرغسون قد تخلى عن فكرة الاعتماد على تشكيلة ثابتة في كل المباريات، وبدأ يغير تشكيلة الفريق باستمرار من مباراة لأخرى؛ لكن بناءً على عدد المشاركات في المباريات، فإن أفضل العناصر التي مثلت الفريق في موسم 2012- 2013 كانت كالتالي: دي خيا، ورافائيل، وفرديناند، وإيفانز، وإيفرا، وكاريك، وكليفرلي، وفالنسيا، وروني، ويونغ، وفان بيرسي.
وفي المقابل، دخل سولسكاير مباراة بيرنلي الماضية بتشكيلة تضم كلاً من ديفيد دي خيا، وآرون وان بيساكا، وإريك بايلي، وهاري ماغواير، ولوك شو، وبول بوغبا، ونيمانيا ماتيتش، وماركوس راشفورد، وبرونو فرنانديز، وأنتوني مارسيال، وكافاني.
وهناك بعض أوجه التشابه بين الموسمين، من بينها أن كلا الفريقين يعتمدان بشكل كبير على لاعب واحد (فرنانديز الآن، وروبن فان بيرسي في ذلك الوقت). لقد كان النجم الهولندي روبن فان بيرسي يقدم مستويات استثنائية في أول موسم له في «مسرح الأحلام»؛ حيث فاز بالحذاء الذهبي كهداف للدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثانية؛ لكنه فاز هذه المرة بلقب الدوري أيضاً. وقد سجل عديداً من الأهداف الحاسمة والرائعة، بما في ذلك هدفا الفوز على ليفربول ومانشستر سيتي على ملعبي «أنفيلد» و«الاتحاد» بالترتيب، وكذلك الهدف الثاني في المباراة التي فاز فيها مانشستر سيتي على تشيلسي (بطل أوروبا في ذلك الوقت) بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وكان من الصعب للغاية أن يفوز مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز من دون أهداف فان بيرسي.
ربما كان النجم الهولندي أكثر أهمية من فرنانديز؛ لكن تأثير اللاعب البرتغالي على اللاعبين من حوله أكبر بكثير، أما فان بيرسي فلم يساعد أحداً من حوله على التطور والتحسن؛ لكنه قاد فريقه فقط للفوز بآخر لقب له حتى الآن.
وفي ذلك الموسم، حقق مانشستر يونايتد عديداً من الانتصارات في الأوقات القاتلة، بما في ذلك الفوز على مانشستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين بالهدف القاتل لفان بيرسي في الوقت المحتسب بدل الضائع (وحدث الأمر نفسه مع الفريق الحالي، بقيادة سولسكاير، عندما حقق الفريق الفوز على ساوثهامبتون في الثواني الأخيرة من اللقاء الذي أقيم في نوفمبر الماضي) كما حقق الفريق الفوز في بعض المباريات بشكل عادي بهدف واحد دون رد.
ويتمثل أحد الاختلافات الرئيسية في الخبرات الهائلة التي كان يمتلكها لاعبو مانشستر يونايتد تحت قيادة فيرغسون؛ حيث سبق لهم الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز أكثر من مرة، وكانوا يعرفون جيداً ما يتعين عليهم القيام به للفوز باللقب في نهاية المطاف. ورغم أن الأداء لم يكن دائماً على أعلى مستوى، فإن فريق مانشستر يونايتد في موسم 2012- 2013 كان قادراً على حصد كثير من النقاط. وحتى هذه المرحلة من الموسم، كان الفريق لديه 42 نقطة، أي أكثر بست نقاط من موسم 2020- 2021، بعد أن حقق الفوز في 14 مباراة من أصل 17 مباراة، أي أكثر بثلاثة انتصارات من الآن. صحيح أن نتائج الفريق قد تراجعت قرب نهاية الموسم؛ لكن ربما يعود السبب في ذلك إلى أن الفريق كان قد ضمن الحصول على اللقب بالفعل. وبحلول نهاية مارس (آذار)، كان مانشستر يونايتد لديه 77 نقطة من 30 مباراة، بعد أن حقق الفوز في 25 مباراة، وتعادل في مباراتين، وخسر في ثلاث مباريات.
ولعل الشيء المثير للاهتمام في الفريق الحالي لمانشستر يونايتد يتمثل في أنه يضم عديداً من اللاعبين الشباب الذين لم يصلوا إلى قمة مستواهم بعد (مثل راشفورد، وآرون وان بيساكا)، كما يضم عدداً من اللاعبين الذين يفترض أنهم في قمة عطائهم الكروي الآن (مثل بوغبا، وفرنانديز، ومارسيال، وماغواير).
وبحلول نهاية موسم 2012- 2013 كان نيمانيا فيديتش يبلغ من العمر 31 عاماً، وريو فرديناند 34 عاماً، وباتريس إيفرا 32 عاماً، ومايكل كاريك 31 عاماً، وبول سكولز 38 عاماً، ورايان غيغز 39 عاماً، وفان بيرسي 29 عاماً. وحتى اللاعبين الأصغر سناً (روني وفالنسيا كانا في السابعة والعشرين من عمرهما، وناني في السادسة والعشرين، وحتى رافائيل في الثانية والعشرين) كانوا قد وصلوا لقمة نضجهم الكروي، رغم أن هذا لم يكن واضحاً في ذلك الوقت. ولسبب أو لآخر، لم يقدم معظم هؤلاء اللاعبين الأداء نفسه بعد اعتزال فيرغسون.
ويجب أن نشير إلى أن التقدم في العمر يمكن أن يكون عيباً، كما يمكن أن يكون ميزة؛ لكنه في الموسم الأخير لفيرغسون كان يمثل ميزة كبيرة، نظراً لأن اللاعبين كانوا يمتلكون خبرات هائلة ساعدتهم على الفوز باللقب. ومن المؤكد أن أي فريق يكون بحاجة ماسة للفوز بأول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز حتى يكتسب الثقة وينافس على البطولات والألقاب بعد ذلك، وفي الحقيقة لا يوجد أي سبب يمنع مانشستر يونايتد من الفوز باللقب هذا الموسم. ولكي يحدث ذلك، يتعين على الفريق أن يحقق الفوز في المباريات الكبيرة؛ لكنه حتى الآن فشل في تحقيق الفوز في أي مباراة أمام الأندية الستة الكبار، أو حتى أمام ليستر سيتي.
ومن المؤكد أن المواجهة المرتقبة أمام ليفربول مساء الأحد ستوضح ما إذا كان سولسكاير لديه الأدوات التي ستمكنه من حصد اللقب في نهاية الموسم أم لا.
[ad_2]
Source link