[ad_1]
كرة القدم تحتاج إلى تحويل الأقوال إلى أفعال لمناهضة العنصرية
48 نادياً في بريطانيا وافقت على قانون يفتح الباب للمديرين الفنيين وكبار القادة من دون النظر للجنس أو العرق أو اللون
الجمعة – 2 جمادى الآخرة 1442 هـ – 15 يناير 2021 مـ رقم العدد [
15389]
رفع شعار ضد العنصرية قبل بدء مباراة فريقي مانشستر سيتي وفولهام (غيتي)
سترلينغ نجم سيتي بين زملائه بقمصان تحمل شعار «اطردوا العنصرية» (غيتي)
لندن: سانجاي بهانداري
دائماً ما يكون مطلع العام الجديد فرصة للتفكير والتأمل فيما حدث، ومحاولة إيجاد حلول للمشكلات السابقة. وهذا العام أدى الإغلاق بسبب تفشي فيروس «كورونا» إلى تضخيم هذا الشعور، ونحن نفكر فيما حدث خلال الـ12 شهراً الصعبة الماضية، ونكتشف بصيصاً من الأمل للفترة المقبلة.
وفي عيد الميلاد الماضي، كتبت عن الحاجة إلى جعل 2020 عاماً للعمل الجماعي في مجال كرة القدم لمناهضة العنصرية والتمييز. لم يكن أحد يتوقع ما حدث؛ حيث تغيرنا كثيراً بسبب جائحة «كورونا» وموت جورج فلويد. في البداية، كشف فيروس «كورونا» عن روح التعاون والتكاتف بين الجميع، والتي تجلت في طقوس التصفيق الأسبوعية لمقدمي خدمات الرعاية الصحية؛ لكن هذه الروح الجميلة بدأت تتآكل بمرور الوقت، وبدأت الإحباطات والروح الفردية تطفو على السطح مرة أخرى.
لكن كرة القدم أظهرت باستمرار قيادة حقيقية من خلال العمل المستمر للأندية في المجتمع، وهو الأمر الذي يتجلى في العمل الرائع الذي قام به نجم مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي، ماركوس راشفورد، فيما يتعلق بتقديم المساعدة للأطفال الفقراء والمحتاجين.
وأعاد موت جورج فلويد عدم المساواة العرقية إلى واجهة الخطاب العام. ومرة أخرى، أظهرت كرة القدم قيادة عظيمة من خلال قيام اللاعبين بالانحناء قبل بداية المباريات، تعبيراً عن مناهضتهم للعنصرية والمطالبة باتخاذ إجراء حاسم في هذا الصدد. وتم اعتماد قانون التنوع في قيادات كرة القدم من قبل 48 نادياً، لتحقيق المساواة على أساس الجنس والعرق للمديرين الفنيين وكبار القادة في مجال كرة القدم. ومن المحتمل أن يؤدي هذا القانون إلى تغيير قواعد اللعبة بالكامل على المدى الطويل.
لكن ما الذي يجب أن نتوقعه في عام 2021 وما بعده؟ كما قال عالم الفيزياء الدنماركي الحائز على جائزة «نوبل»، نيلز بور: «التنبؤ صعب للغاية؛ خصوصاً إذا كان يتعلق بالمستقبل».
ويجب أن نشير في البداية إلى أن كرة القدم ليست في معزل عما يحدث في المجتمع كله؛ لكنها بدلاً من ذلك تتأثر بالاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية الأوسع. قد يرسل هذا الأمر إشارات متضاربة؛ لكن من المرجح أن يهيمن موضوعان رئيسيان مع دخولنا عالم ما بعد فيروس «كورونا» وعالم ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى والقضاء على وباء الإنفلونزا الإسبانية، ظهر مذهب اللذة أو المتعة (مدرسة فكرية تعتقد أن المتعة هي القيمة الجوهرية في الحياة) وهناك تنبؤات بأن نشهد حقبة مماثلة بعد القضاء على فيروس «كورونا».
ومن المغري الاعتقاد بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد تم بالفعل، وبأن الانقسامات الاجتماعية سوف تلتئم؛ لكنني شخصياً أتشكك في هذا الأمر، وأميل إلى الاعتقاد بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو عرَض أكثر من كونه سبباً (فهو يعكس الانقسامات التي كانت تتسرب لسنوات. وقد بدأت ردة الفعل المعتادة ضد المطالب المتزايدة بالمساواة العرقية) ولكي ندرك ذلك يتعين علينا النظر إلى بعض ردود الفعل على قيام اللاعبين بالانحناء قبل المباريات رفضاً للعنصرية. إننا ننتظر مزيداً من التفاصيل حول سياسة المساواة الجديدة للحكومة؛ لكن المؤشرات الأولية لا تبشر بخير!
لكن هناك سبباً للأمل في أن كرة القدم يمكن أن ترتفع فوق هذه الضوضاء. وأشعر بأن هناك فرصة حقيقية لتحويل الأقوال إلى أفعال، وبأن كرة القدم لديها فرصة لقيادة هذا التوجه. إننا بحاجة إلى التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية في عام 2021: استخدام البيانات لرصد التغيير، ومعالجة الكراهية عبر الإنترنت، والمواءمة مع التعليم.
ومن خلال الالتزام بقانون التنوع في قيادات كرة القدم، قدمت اللعبة بعض الالتزامات لتمثيل المجتمع بشكل أفضل. وعلى مدى السنوات القليلة القادمة، نحتاج إلى مساعدة كرة القدم على الوفاء بهذه الالتزامات من خلال برامج اكتشاف المواهب، والوفاء بهذه الوعود باستخدام البيانات لتتبع التقدم الذي يتم إحرازه في هذه الصدد. ونعتزم استخدام شراكتنا مع شبكة «سكاي سبورتس» الرياضية بإمكاناتها التكنولوجية العالمية ومنصة البث، لأداء دورنا كما ينبغي في هذا الإطار.
وتجب الإشارة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي ساحة معركة الكراهية. إنها مشكلة تكنولوجية من جهة، ومشكلة سلوكية من جهة أخرى، لذا سنحتاج إلى حلول تكنولوجية وسلوكية. ويجب أن تشارك في ذلك كل من: «تويتر»، و«فيسبوك»، والحكومة البريطانية، وهيئات إنفاذ القانون، وأندية كرة القدم، والهيئات الإدارية. ويمكن للحكومة أن تلعب دورها من خلال تسريع مشروع قانون «الأضرار على الإنترنت»، وتنظيم التكنولوجيا المتطورة، وإلزام مقدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالقيام بدور فعال، ووضع قواعد واضحة فيما يتعلق بالشفافية. لكن لا يمكننا انتظار حدوث ذلك فقط؛ بل هناك عديد من الأشياء التي يجب أن نفعلها الآن.
ويجب أن ندرك أن الأندية واللاعبين لديهم متابعون بأعداد هائلة يمكن الاعتماد عليهم في هذا الصدد (يتعين علينا أن نرى ما قام به راشفورد، على سبيل المثال). لكن القوة العظمى دائماً ما تكون مصحوبة بمسؤولية كبيرة أيضاً.
وتعرضت كارين كارني، النجمة السابقة لمنتخب إنجلترا للسيدات، لهجوم شرس يشمل إيحاءات جنسية من قبل مشجعي نادي ليدز يونايتد، بعد التصريحات التي أشارت فيها إلى أن صعود الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز جاء نتيجة توقف البطولة لفترة طويلة في شهر مارس (آذار) الماضي بسبب تفشي فيروس «كورونا». وفي الحقيقة، كان هذا الهجوم على كارني متوقعاً في ظل هذه الثقافة القبلية المحمومة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تحولت بسرعة كبيرة إلى كراهية النساء والعنصرية وأشكال أخرى من الكراهية. وكان من الممكن تجنب ذلك تماماً.
وتوجد ثغرات في النظام بين كرة القدم وهيئات إنفاذ القانون ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يساهم في إفلات المسيئين من العقاب. وتعتمد العمليات الحالية إلى حد كبير على الشكاوى، وتستهدف المحاكمات البارزة. لكن ثقافة وسائل التواصل الاجتماعي يحددها مرتكبو الإساءات الذين ينشرون الكراهية بشكل قليل؛ لكنه متواصل في كثير من الأحيان. إننا بحاجة إلى اتخاذ خطوات استباقية، وأن نعاقب المسيئين الصغار والمغمورين، بدلاً من الانتظار حتى حدوث إساءات في قضايا كبرى.
لقد راقبنا ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي في الصيف، بالتعاون مع رابطة اللاعبين المحترفين، وشركة للذكاء الصناعي تسمى «سيغنيفاي». وأعتقد أن كرة القدم تحتاج إلى الاستثمار في حلول المراقبة من أجل تحديد ومتابعة المجرمين الخطرين الذين يستمرون في الهجوم على الآخرين.
فماذا لو تمكنَّا من تحديد أكثر 10 مسيئين كل أسبوع، وإنشاء مسار سريع للأدلة يساعد هيئات إنفاذ القانون؟ لكن تظل المشكلة تتمثل فيمن سيدفع المقابل المادي لمثل هذا النوع من المراقبة. ولكي ندرك صعوبة الأمر، يجب أن نعرف أن عدة أندية قد امتنعت خلال الصيف الماضي عن دفع تكلفة نظام تجريبي في هذا الصدد. ومن المحتمل أن تكون تكلفة موسم كامل عبر الدوريات المختلفة في حدود 0.5 من إجمالي رسوم انتقالات اللاعبين التي تم إنفاقها خلال الوباء. ويجب أن نعرف أن هذه مسألة أولويات، وأن كرة القدم بحاجة إلى الاستثمار في حلول حقيقية، وإلا سيستمر اللاعبون في دفع الثمن.
وأخيراً، يجب التأكيد على أن التعليم هو العنصر الأساسي لمواجهة العنصرية. لكن السؤال الآن هو: من الذي يجب أن تُعلمه، وماذا ستُعلمه، ومتى ستُعلمه؟ يعرف معظم الناس أن الكراهية أمر سيئ؛ لكنهم قد لا يدركون تأثيرها. هناك عديد من مقدمي التعليم عبر نظام كرة القدم، وقد حان الوقت للتوافق والتركيز على تحقيق نتائج جيدة.
لقد تم بناء النجاح المالي لكرة القدم الإنجليزية على مدى الثلاثين عاماً الماضية على التسويق بشكل جيد؛ لكن اللاعبين والمشجعين يسخرون الآن من آلة العلاقات العامة. وقبل أي شيء، تحتاج كرة القدم في عام 2021 إلى البناء على بيانات النيات التي صدرت في عام 2020، وتخصيص الوقت والطاقة والموارد لتحويل هذه النية والأقوال إلى أفعال.
المملكة المتحدة
العنصرية
الدوري الإنجليزي الممتاز
[ad_2]
Source link