[ad_1]
في حوار مع أخبار الأمم المتحدة من غزة عقب زيارته لمدرسة الجاعوني التي استهدفت يوم الأربعاء بقصف إسرائيلي، وصف السيد روز المشهد هناك حيث لا تزال آلاف العائلات الفلسطينية تحتمي في الفصول الدراسية وحرَم المؤسسة التعلمية الأممية.
وقال روز إن الفصل الذي تعرض للقصف كان غرفة العلوم في المدرسة، ونتيجة لذلك تناثرت صور العلماء المشهورين والملصقات الأخرى والنظارات الواقية بين بقع الدم والركام.
وقع الهجوم بينما كان موظفو وكالة الأونروا يغيرون نوباتهم، واختار الزملاء الذين سقطوا التجمع لتناول وجبة بسيطة، وهي واحدة من الأشياء القليلة المتبقية التي توفر إحساسا بالحياة الطبيعية وسط الفوضى التي تعيشها غزة حاليا.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول الأونروا عن زيارته للمدرسة ولقائه مع موظفي الوكالة: “كان الموظفون لا يزالون في حالة حزن وصدمة، لكنهم تحدثوا عن الرعب وما يدور في أذهانهم عندما تحدث أشياء مثل هذه. كان بإمكانهم تناول الطعام في مكتب المدير، لكنهم قرروا أنهم بحاجة إلى مساحة أكبر قليلا. لذلك، انتقلوا إلى المخزن بجوار مختبرات العلوم. أخبرنا أحد الزملاء أن بعض الأطفال في المدرسة رأوه في ذلك اليوم، وقالوا إنهم كانوا قد اعتقدوا أنه قُتل لأنه كان من المفترض أن يعمل في تلك النوبة. المشهد العام مرعب، ولكن العناصر اليومية هي التي توضح مدى ذلك”.
استمرار العمل رغم المخاوف
وقال السيد روز لأخبار الأمم المتحدة إنه نقل رسالة إلى الموظفين الناجين مفادها أن العالم يراقب وأن مسؤولي الأونروا سيستمرون في إيصال صوتهم إلى المجتمع الدولي والإصرار على المساءلة حول هذا الحادث وكل المعاناة التي تحملوها، إلا أنه أشار إلى أن العديد منهم تحدثوا عن “عبثية بعض ذلك” وقالوا إنهم سئموا من السماع عن القانون الدولي، “الذي لا يبدو أنه ينطبق عليهم”.
وقال: “أخبرنا أحد الموظفين أنه لم يعد يشعر بالأمان وهو يرتدي سترة الأمم المتحدة، لذلك اتخذ قرارا بعدم ارتداء سترة الأونروا في ذلك اليوم، وهو ما يجعله معروفا بشكل أساسي للسكان في المدرسة بأنه موظف لدى الوكالة. أخبرنا أنه لم يعد يريد ارتداءها لأنه شعر أنها جعلته هدفا. كان هناك موظف آخر أخبرنا أن أطفاله حاولوا منعه من مغادرة المنزل – وعندما يقول مغادرة المنزل، فهو يعني مغادرة الخيمة. منعه أطفاله من المغادرة في ذلك اليوم للذهاب إلى العمل لأنهم لم يشعروا أنه آمن”.
وعلى الرغم من هذه المخاوف المستمرة بشأن سلامتهم، قال السيد روز إن موظفي الأونروا في المدرسة- التي تحولت إلى مركز لإيواء النازحين- يواصلون العمل لمساعدة المجتمع بأي طريقة ممكنة. وأضاف: “في الوقت نفسه، يُتهمون هم أنفسهم بالعمل لصالح منظمة إرهابية، وهو ما جعلهم في لحظة حزنهم يشعرون بالغثيان وعدم الجدوى والخدر”.
وأشار إلى روح المجتمع التي لمسها أثناء زيارته حيث يجتمع الناس والموظفون معا لتقديم الدعم لبعضهم البعض، فيما آليات البقاء هي التي تسمح لهم بالتعامل مع مثل هذه الأحداث المروعة.
منشآت الأمم المتحدة ليست هدفا
مدرسة الجاعوني أصبحت مأوى جماعيا للكثير من الغزاويين من جميع أنحاء القطاع منذ 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وعلى الرغم من تعرضها للقصف المتكرر، إلا أن الناس يواصلون البقاء هناك. وقال السيد روز إن بعض النازحين، بمن فيهم موظفو الأونروا، غادروا بعد الحادث الأخير، لكنهم عادوا “لأنه أولا، لا يوجد مكان آخر يمكنهم الذهاب إليه. وثانيا، لا توجد ضمانات بأنهم سيكونون آمنين في أي مكان آخر يذهبون إليه. لذلك اختاروا فقط البقاء حيث هم وانتظار ما سيحدث”.
وأكد مسؤول الأونروا موقف الوكالة الداعي إلى ضرورة أن تحترم جميع أطراف الصراع مرافق الأمم المتحدة وألا تستخدمها أبدا في أنشطة عسكرية. وأشار إلى أنه يجب قياس الأهداف العسكرية وفقا للمبادئ التي “وقعت عليها جيوش العالم من حيث التدابير الاحترازية التي يتم اتخاذها ومن حيث التمييز (بين المقاتلين والمدنيين)”.
ومع ذلك، أكد أن الوكالة ليست لديها معلومات محددة حول سبب استهداف هذه المدرسة بالذات، وأنها لم تكن على علم بأي انتهاكات في المدرسة قبل الهجوم. وأضاف: “أنا لست محققا، إننا نطالب بإجراء تحقيق مستقل وكامل، كما نطالب في كل هجوم على المنشآت التابعة للأونروا منذ بداية الصراع – ويصل عدد هذه الهجمات إلى عدة مئات في هذه المرحلة”.
عدم التزام بآليات حماية العاملين الإنسانيين
في أعقاب العديد من الهجمات الأخيرة على العاملين في المجال الإنساني، سألت أخبار الأمم المتحدة مسؤول الأونروا لماذا يبدو من المستحيل وضع آلية فعالة لحمايتهم. ورد قائلا إنه من الواضح أنه لا توجد أية مشكلة في الآلية نفسها، لأنها تتبع إجراءات مماثلة لنظام الإخطار الإنساني الذي تستخدمه المنظمة في مناطق الصراع حول العالم. وأكد أنه تم التفاوض على شروط وأساليب ذلك والاتفاق عليها في بداية الصراع في غزة، ألا أننا نرى “أدلة متزايدة على حقيقة عدم الالتزام بها”.
وقال: “عندما يكون لدينا موظفون تمت الموافقة على سفرهم إلى شمال غزة مسبقا – وهم كانوا قد سلكوا هذا الطريق عدة مرات من قبل دون أي مشاكل – ثم عندما يصلون إلى نقطة التفتيش، يتعرضون لنوع من الاعتداءات الرهيبة والخطيرة التي تستمر لعدة ساعات. كل ما يمكننا استنتاجه هو ببساطة عدم الالتزام بآلية الحماية. أعتقد أنه ربما يكون من الأفضل أن نسأل أطراف الصراع، لأننا بالتأكيد نلتزم بجانبنا من الصفقة فيما يتعلق بنظام الإخطار الإنساني وآليات التنسيق وما إلى ذلك”.
عواقب الإفلات من العقاب
قال السيد روز إن الأمم المتحدة نفدت منها الخيارات على مستواها لحماية العاملين في المجال الإنساني والمدنيين في غزة، لكنها ستستمر في محاولة توفير “قدر ضئيل من الحماية، بشكل جزئي من خلال وجودنا هنا (في غزة)، ولكن أيضا من خلال الرصد والإبلاغ والمساعدة”.
وقال إن الوضع في غزة يشغل بال العالم يوميا، “لذا فإن الأمر لا يتعلق بأن الناس لا يحاولون، ولكن يبدو أنهم لا ينجحون”. ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الالتزام بالمبادئ التي وقعت عليها من خلال مـيثاق الأمم المتحدة لضمان إمكانية تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية.
إلا أنه أكد أن انتهاكات القانون الدولي كانت وستظل تؤثر على قدرة الأمم المتحدة على العمل في غزة أو في أي مكان آخر. وقال: “بصراحة تامة، إذا كان بإمكان أطراف الصراع أن يروا أن المعايير والأطر والقانون الدولي الإنساني يمكن التغاضي عنها مع إفلات واضح من العقاب، فإن هذا له تأثير على قدرتنا كأمم متحدة على العمل والمحافظة على سلامتنا في صراعات أخرى الآن وفي المستقبل، للأسف”.
[ad_2]
Source link