[ad_1]
ولكن لماذا قمة المستقبل؟ وما الهدف من انعقادها؟ وهل ستخرج بتوصيات تسهم في تغيير مستقبل الناس وخاصة في المنطقة العربية؟ هذه أسئلة ربما تدور في خلد الكثير من القراء. ولمحاولة الإجابة على هذه الأسئلة، أجرت أخبار الأمم المتحدة حوارا مع السيد ماهر ناصر مدير شعبة التوعية في إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي.
معالجة القضايا الملحة
تأتي قمة المستقبل، وفقا للسيد ماهر ناصر، استجابة للتوصيات التي خرجت بها الأمم المتحدة في تقريرها المعنون بـ “خطتنا المشتركة” بعد حملة استشارية عالمية أجرتها الأمم المتحدة، بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس المنظمة.
وتهدف القمة إلى تعزيز عمل الأمم المتحدة عبر تبني وثائق مهمة، منها “ميثاق المستقبل“ و“ميثاق رقمي عالمي” و“إعلان الأجيال المستقبلية“. وتهدف هذه “الوثائق التاريخية” إلى معالجة القضايا الراهنة مثل التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، والسلام والأمن، وتمويل التنمية المستدامة، بما يعكس الأولويات العالمية ويؤسس لاستجابة جماعية للمشكلات المشتركة.
قمة المستقبل والمنطقة العربية
تأتي قمة المستقبل في ظل أجواء تشوبها الاضطرابات والحروب التي تعصف بالعديد من المناطق حول العالم وخاصة المنطقة العربية مما يجعل من الصعب على الكثيرين النظر إلى المستقبل بتفاؤل. ومع تزايد الصراعات والنزاعات وارتفاع أعداد اللاجئين والنازحين، تتجلى أهمية القمة في تقديم آليات أكثر فعالية للتعامل مع الأزمات الإنسانية والأمنية.
يقول ماهر ناصر إن القمة تسعى لوضع حلول شاملة تأخذ في الاعتبار الأولويات الإنسانية والتنموية. وأكد أن التحديات التي تواجه المنطقة لا تقتصر على الحروب والنزاعات فقط، بل تمتد لتشمل قضايا أخرى مثل الأمن الغذائي وانتشار الأمراض، وهي مشكلات تسعى القمة إلى وضع خطط عملية لمعالجتها.
مستقبل التكنولوجيا
مستقبل التكنولوجيا سيكون واحدا من أبرز محاور النقاش في القمة. وفقا للسيد ماهر ناصر، لم يكن لدى مؤسسي الأمم المتحدة عام 1945 أي تصور حول الفضاء الرقمي أو الذكاء الاصطناعي، أما اليوم، فتتصدر هذه القضايا جدول الأعمال العالمي.
ويضيف قائلا: “عندما تأسست الأمم المتحدة لم تكن هناك إنترنت ولم يكن هناك ذكاء اصطناعي، لم يكن هناك وجود في الفضاء الخارجي، هذه كلها قضايا جديدة، بعض الدول أو المجتمعات لديها وصول سريع إلى هذه (التكنولوجيات) لكن كيف يمكن ضمان نوع من المساواة كي يستفيد الكل في جميع أنحاء العالم مما تجلبه هذه التكنولوجيات”.
التنمية المستدامة
تبنى قادة العالم أهـداف التنمية المستدامة عام 2015 بهدف القضاء على الفقر والجوع وضمان الصحة والتعليم للجميع بحلول عام 2030. لكن ناصر يعترف بأن التقدم نحو تحقيق هذه الأهداف لا يزال متباطئا، حيث وصلت نسبة الأهداف المحققة إلى 17% فقط حتى الآن.
ويضيف ماهر ناصر قائلا: “لا شك أنه إذا نظرنا إلى العناوين الرئيسية للأخبار في العالم خلال السنتين الماضيتين سنجد ازديادا في عدد الصراعات المختلفة، وازديادا في عدد النازحين واللاجئين، وانتشارا للمجاعة في بعض المناطق بسبب النزاعات أو الحصار، وعودة ظهور بعض الأمراض وما إلى ذلك. هذا عارض من الأعراض التي تسعى هذه القمة إلى وضع اليد على كيفية معالجتها وهي تفعيل آليات ومؤسسات الأمم المتحدة بحيث تكون ممثلة أكثر للعالم”.
ومع تبقي 6 سنوات فقط على الموعد النهائي لتحقيق هذه الأهداف، تسعى القمة إلى مضاعفة الجهود الدولية وتمويل التنمية بشكل عادل ومستدام.
الشباب وقمة المستقبل
إعلان الأجيال المقبلة سيكون من بين أهم الوثائق التي سيتم تبنيها في القمة. يهدف هذا الإعلان إلى ضمان مشاركة الشباب والأجيال المقبلة في صنع القرار وصياغة المستقبل.
يرى ماهر ناصر أن إشراك الشباب ليس رفاهية بل ضرورة، مشددا على أن القمة تسعى إلى تقديم رؤية شاملة تأخذ في اعتبارها مصالح الأجيال القادمة، وليس فقط القضايا العاجلة التي تشغل الأجيال الحالية.
وأضاف ناصر: “التغيير يبدأ من الشباب أنفسهم. عليهم أن يكونوا جزءا من الحل وألا ينتظروا الحلول من الخارج. يبدأ التغيير مما هو حولنا. أعتقد أن أهم شيء جلبته الأمم المتحدة منذ تأسيسها وحتى الآن هو المبادئ الأساسية التي يجب أن نجتمع حولها”.
ثم ماذا بعد القمة؟
السؤال المحوري الذي يطرحه كثيرون هو: “هل يمكن أن تضمن الأمم المتحدة تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه في القمة؟” يوضح ناصر أن الأمم المتحدة لديها آليات محددة لمتابعة تنفيذ القرارات التي يتم اتخاذها، لكن النجاح يعتمد إلى حد كبير على تعاون الحكومات نفسها، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لا يمكنها أن تجبر الدول على الدول تنفيذ التعهدات.
ويضيف ماهر ناصر قائلا: “أعتقد أن كل ما سيتم الاتفاق عليه سيكون، باعتقادي، متقدما عن الوضع الذي نحن فيه الآن. وسمعت من الأمين العام وقيادات الأمم المتحدة بأن المنظمة لن تدخر جهدا في سبيل إنجاح ما سيتم الاتفاق… نأمل أن يكون هناك طريق جديد يؤدي إلى تفعيل مؤسسات الأمم المتحدة والاستفادة من الخبرات على مدى الـ 79 سنة الماضية”.
تحديات المستقبل والأمل في التغيير
تدرك الأمم المتحدة أن تنفيذ التوصيات والوثائق التي ستصدر عن قمة المستقبل لن يكون سهلا. فالتحديات هائلة، لكن ناصر يؤكد أن القمة تمثل خطوة هامة نحو تفعيل دور الأمم المتحدة في مواجهة تلك التحديات. ومع الجهود المشتركة بين الأمم المتحدة والدول الأعضاء، يأمل المسؤول الأممي أن تحقق القمة تقدما ملموسا في مجالات الأمن والتنمية والتكنولوجيا، بما يعود بالنفع على الأجيال الحالية والقادمة على حد سواء.
ويقول: “نستطيع أن يكون عملنا في منظمات الأمم المتحدة أكثر فعالية – ليس فقط عملنا، ولكن عمل الدول الأعضاء نفسها. نستطيع نحن في الأمانة العامة للأمم المتحدة خدمة الدول الأعضاء بشكل يؤدي إلى نتائج أفضل في المستقبل. أعتقد أن مستوى التوقعات عال جدا، وآمل أن ترتقي هذه الوثائق لمستوى توقعات وآمال وطموحات العالم”.
[ad_2]
Source link