[ad_1]
إسرائيل هي من تتعمد إفشال مساعي وقف الحرب في غزة، ولم تلتزم بإيقاف آلتها العسكرية على الأقل خلال المفاوضات، وبدلاً من ذلك قام نتنياهو مؤخراً بإطلاق تصريحات مستفزة لمصر بشأن محور فيلادلفيا، رغم أنها طرف أساسي في فريق الوساطة، ورغم أنها تحلت كثيراً بالحلم والحكمة مقابل تصريحات سابقة مبطنة بالغطرسة والغرور.
هذه المرة لم تستوعب مصر ولا شقيقاتها الدول العربية هذا التمادي الإسرائيلي، مصر رفضته رفضاً قاطعاً، وأصدرت المملكة والكويت والعراق وقطر وأمانة مجلس التعاون الخليجي بيانات تضامن واضحة وشديدة اللهجة ترفض الزج بمصر كتبرير للانتهاكات والاستفزازات المتواصلة التي تمارسها إسرائيل، والتحذير من عواقبها وتبعاتها، وفي ذات الوقت قامت القوات المسلحة المصرية باستعراض ضخم لبعض أفرعها بحضور الرئيس السيسي، وسط حالة من الحشد الإعلامي والشعبي المؤيد لأي قرار تتخذه القيادة السياسية لحفظ سيادة مصر وأمنها وكرامتها.
هذه الحالة تكاد تشبه حالات الانسداد الشديد الذي وصلته المنطقة سابقاً وأدى للحرب مع إسرائيل، وإذا كانت الدول العربية تدعو دائماً للتهدئة وإحلال السلام العادل في المنطقة وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وإذا كانت بعض الدول العربية عقدت اتفاقيات سلام مع إسرائيل، فإن ذلك كله لا يعني أن المعادلة قد لا تتغير إلى النقيض إذا كانت إسرائيل تمارس استخفافها إلى هذا الحد، وتتطاول على دولة عربية كبرى قد جربت معها الحرب، وذاقت على يدها الهزيمة.
مشكلة ساسة إسرائيل أنهم لا يدركون ماذا يعني الوطن وكرامته وسيادته لأن فلسطين ليست وطنهم الذي تمتد جذورهم فيه، مجرد تجميع لشتات من أصقاع الأرض لا ينتمون إلى المكان الذي تم اغتصابه لهم بمؤامرة الغرب، هم يشعرون بتهديد نفسي عميق لأنهم يعرفون أن الأرض ليست أرضهم، وبالتالي يدفعهم القلق ليكونوا في حالة اعتداء دائمة، استناداً إلى ضمان الدعم المطلق والحماية الدائمة من الغرب عموماً، وأمريكا خصوصاً. الحرب لا أحد يريدها، لكن إذا استمرت إسرائيل في هذا التصعيد فإنه لا يمكن ضمان عدم اشتعال شرارة حرب مدمرة. ولذلك على كل الدول الفاعلة في المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، وأمريكا أولاً أن يضعوا حداً للرعونة الإسرائيلية والاستفزاز المستمر لمحيطها.
[ad_2]
Source link