[ad_1]
تخيلوا أنكم كلفتم، بل وتشرفتم باستلام مهمة قيادة دفة كيان، أو شركة ناجحة، تتربع على القمة.. وبعد اختياركم بعناية، طلب منكم الحفاظ على هذا المنجز، بل وتطويره، وتم منحكم الثقة كاملة والضوء الأخضر؛ لتنفيذ الإستراتيجيات، والبرامج الكفيلة بتحقيق المستهدفات.. ووضعت أمامكم جميع الوسائل التي تخدم أهداف المشروع، وتم توفير كل عناصر النجاح المطلوبة، وذللت الصعاب، واستكملت التجهيزات.. ورسمت النظريات، وفتحت لكم الميزانيات؛ لاستقطاب الخبراء وقبلهم العناصر ونجوم الشباك.. وفق مشروع رؤية كبير واضح المعالم والتوجهات، وبعد كل هذا الرصيد الكبير من العمل الجبار، والجهود المضنية، للأسف جاءت النتائج والمخرجات مخيبة، ولا تتوافق مع المعطيات، ولا توازي الطموحات، ولا حجم التطلعات.. وخالفت التوقعات، بل ويمكن أن نصف ما حدث بكارثة، لا يصدقها عقل، ولا يقبل بها إنسان سوي.. صدمة لا يمكن الخروج منها. ولكم أن تتخيلوا كيف تكرر الفشل أمامكم، وفي كل محاولة لكم للخروج من تحت الركام، تعاودون السقوط، وتكرر المشهد أكثر من خمس مرات، تخرجون منها بفشل ذريع، بل تحققت في عهدكم نتائج لم يسبق أن تحققت لهذا الكيان الذي كان صرحاً فهوى، بل طال الفشل حتى مراحل الترميم والترقيع، التي حاولتم الاستعانة بها..
لن نتعجل في توجيه الاتهامات، الشواهد حاضرة، والحقائق لا تحجب بغربال، لو قرأتم التاريخ جيداً، قبل حضوركم، لأدركتم أن ما ارتكبتوه يفوق الوصف، ويصنف ضمن الكوارث التي لا تتوافق مع المرحلة، لذلك لا بد من استدعائكم جميعاً، لتدافعوا عن أنفسكم وتكشفوا الحقائق، التي كنتم تترددون في التعرض لها، بل وحجبتوها، ولم تستمعوا لصوت العقل، ورفضتم حتى أسلوب الشفافية، وتسببتم في صدمة للمتابعين، وتركتم مساحة لانتشار البلبلة والشائعات، وأخذتم تتخبطون.. لذلك جاء الوقت لتلملموا أوراقكم، استمراركم عنوان لكارثة جديدة..
لا بد أن تتقاطروا جميعكم على كرسي الاعتراف، لنتعرف على من خرج عن المسار، ومن تلعثم في القرار، ومن كان نصيراً للخذلان، ومن صفق للباطل، ومن حاول التنصل من المسؤولية، ونفرق بين المتسببين الحقيقيين، والمتقاعسين، والمغلوب على أمرهم، والمظلومين، وأعداء النجاح.
[ad_2]
Source link