[ad_1]
المدير الفني لنادي تشارلتون ومنتخب إنجلترا تحت 20 عاماً يتحدث عن طموحاته والفرق بين طرق العمل القديمة والحديثة
يرى المدير الفني الجامايكي جيسون إيويل أن الصدق هو أفضل شيء في الحياة. وعلى الرغم من مروره بعديد من الأوقات الصعبة، فإنه تحدث بكل صدق وصراحة، ولم يُخفِ أي شيء خلال المقابلة الشخصية التي أجراها مع مسؤولي الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، عندما تقدم للعمل مساعداً للمدير الفني لمنتخب إنجلترا تحت 18 عاماً. يقول إيويل عن ذلك: «إننا جميعاً نمر بأوقات صعبة، ومن المؤكد أنه لا يوجد شخص يستمتع برحلة خيالية طوال الوقت».
وأشار إيويل إلى أنه تحدث خلال تلك المقابلة الشخصية عن والدته التي كانت أماً عزباء، وكيف كان عمه هو قدوته في الحياة. كما تحدث المدير الفني، البالغ من العمر 43 عاماً، عن إفلاسه بعد فشل مشروع عقاري في عام 2010. وأوضح كيف كانت الإنجازات تأتي غالباً بعد الإخفاقات، متذكراً كيف وقعت المأساة بعد أن سجل هدفين لتشارلتون في مرمى وستهام عام 2001. يقول إيويل: «بعد ظهر اليوم التالي، كانت صديقتي – هي الآن زوجتي – تمر بمرحلة مخاض ووضعت طفلاً ميتاً».
كما يتذكر إيويل انضمامه لنادي ويمبلدون عندما كان يبلغ من العمر 12 عاماً، مشيراً إلى أنه يطلق على تلك الفترة اسم «مدرسة الضربات الشديدة»، ويؤكد أنها جعلته رجلاً أقوى. وقد أعجب مسؤولو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم به وعينوه في المنصب الجديد، وتم تصعيده بعد ذلك ليشغل منصب مساعد المدير الفني للمنتخب الإنجليزي تحت 20 عاماً، لي كارسلي.
وكان المهاجم السابق لناديي ويمبلدون وتشارلتون، قد بدأ رحلته التدريبية في أكاديمية تشارلتون للناشئين، وارتقى من منصب لآخر، حتى أصبح المدير الفني لتشارلتون تحت 23 عاماً. وقد حقق المدير الفني الجامايكي نجاحات واضحة للعيان، ولعب دوراً كبيراً في تطوير قدرات لاعب ليفربول جو غوميز، ونجم فولهام أديمولا لوكمان.
يقول إيويل: «أقول دائماً للاعبين إنني لن أتعامل معهم برفق أو لين. إننا نتبنى برنامجاً لرعاية اللاعبين تحت 23 عاماً، وهذا هو العام الثالث في هذا البرنامج الآن، ووجدت بالفعل أن حديثي بكل صراحة مع مسؤولي الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قد ساعدني كثيراً. لن يتمكن كل هذا العدد من اللاعبين من تحقيق أحلامهم، وأنا أقول لهم ذلك بكل صدق. إنني دائماً أجيد الحديث مع الناس».
ودائماً ما يبقى إيويل على اتصال مع لاعبيه القدامى. وبينما لم يكن غوميز يشعر بالانزعاج أو القلق أبداً، كان لوكمان يشك في نفسه دائماً. يقول إيويل عن لوكمان: «إنه من نوعية الأشخاص الذين يضربون أنفسهم عندما يرتكبون خطأ. وكان هذا الأمر من بين الأشياء التي كان يتعين عليَّ العمل معها».
واتصل إيويل بلوكمان بعد ركلة الجزاء التي أهدرها أمام وستهام الشهر الماضي، ويقول عن ذلك: «مثل هذه الاتصالات هي التي تصنع العلاقات. وما زلت أتحدث إلى بعض الأولاد الذين كانوا يلعبون في فريق تشارلتون تحت 16 عاماً والذين لم يستمروا في لعب كرة القدم على المستوى الاحترافي. إنني أشعر بسعادة غامرة عندما ألعب دوراً في مسيرة أي شخص».
وأشار إيويل إلى أنه يجد صعوبة في التعامل مع الشخصيات المختلفة في فريقه. وعندما سُئل عن الأدوار التي يقوم بها، رد قائلاً: «مدير فني، ومدرب، ونموذج يحتذى به، ومعلم، وأخ كبير، وعم، وصديق، وأب». قد يبدو الأمر مرهقاً؛ لكن إيويل يدرك جيداً الفوائد التي يجنيها على المدى الطويل.
ويقول عن ذلك: «هذا يمنحني السبق فيما يتعلق بالشكل الذي يجب أن تكون عليه الإدارة. لا شيء سيجعلك مستعداً للعمل مع الفريق الأول؛ لأن الأمور مختلفة تماماً؛ لكنني أحاول محاكاة ما كنت أقوم به مع اللاعبين الصغار الذين عملت معهم».
ويؤكد إيويل أن التعامل مع الجوانب الإنسانية هو الأهم، قائلاً: «إننا ننظر إلى الشخص بعمق، وليس فقط لقدراته ومهاراته كلاعب. ومن المهم للغاية أن تكون لديك مجموعة جيدة ومتعاونة من اللاعبين؛ لأننا نريد أن نكون قادرين على المنافسة. قد يكون التعامل مع لاعب أو اثنين من اللاعبين صعباً عن بقية المجموعة من اللاعبين؛ لكن هذا أمر طبيعي ويجب التكيف مع ذلك. ولا يوجد هذا الأمر في ملاعب كرة القدم فقط، فقد تعاني الأسرة من ذلك في المنزل أيضاً».
لقد تغيرت كرة القدم كثيراً عما كانت عليه عندما كان إيويل في ويمبلدون، ومن المؤكد أن ثقافة «العصابة المجنونة» التي كانت موجودة آنذاك، لن تتوافق مع خطة أداء لاعبي النخبة التي يشرف عليها حالياً. يقول إيويل: «كان يتعين عليَّ أن أخفف من حدة الأمر كثيراً عما كان عليه عندما كنت في ويمبلدون. هذه التجربة ساعدت في تشكيل شخصيتي كثيراً ووصولي إلى ما أنا عليه الآن، ومن المؤكد أني استفدت كثيراً من مثل هذه التجارب. سأضطر إلى تغيير الكلمات التي كنت أستخدمها في تلك الفترة، نظراً لأن كثيراً من اللاعبين الحاليين مهذبون للغاية».
ويتذكر إيويل عندما كان لاعباً شاباً في ويمبلدون ولا يقوم بعمله بشكل صحيح مع زميله، شون فليمنغ، ويقول عن ذلك: «كنا نلقي باللوم بعضنا على بعض في حال وقوع أي خطأ. وكنا نجلس على ضفة النهر ويحاول بعضنا صفع بعض».
ورغم كل التغيير الذي حدث منذ تلك الفترة، فلا يزال هناك شيء ثابت، وهو الحواجز التي لا يزال يعاني منها المديرون الفنيون من أصحاب البشرة السمراء. وتشير الإحصائيات إلى أن خمسة أندية فقط في الدوريات الأربعة الأولى في إنجلترا، يتولى تدريبها مديرون فنيون من أصحاب البشرة السمراء أو أصول آسيوية.
يقول إيويل: «أريد أن أمهد الطريق للجيل القادم؛ لكن لا يمكنني تمهيد هذا الطريق إلا من خلال الوصول إلى هذا المستوى الذي أريد الوصول إليه. لا توجد فرصة كافية لتحقيق ذلك. من السهل جداً أن تحصل على الخبرات؛ لكنك لن تحصل على هذه الخبرات من دون أن تتاح لك الفرصة المناسبة».
ويضيف: «إنني أقول دائماً إنني لن أتقدم لأي فرصة لمجرد التقدم، من دون أن تكون لدي المؤهلات التي تمكنني من تحقيق النجاح. ويتعين على المرء دائماً أن يتأكد من أن الوظيفة التي يتقدم لها تناسب قدراته وإمكاناته. إنني أريد أن أتقدم إلى الوظيفة التي أعرف جيداً أنني يمكنني العمل فيها بشكل جيد، وتقديم أفضل ما لدي فيها؛ لكن إذا تقدمت لأي وظيفة متاحة وأي وظيفة لا أريدها من أجل أن يقال إنني تقدمت لهذه الوظائف، فسيستغل البعض ذلك ويقولون إن جيسون إيويل قد تقدم للوظيفة ولم يحصل عليها، ويقولون إن لدينا مديراً فنياً أسود البشرة قد تقدم للوظيفة!».
وقد تقدم إيويل لوظيفتين، وتم الاتصال به في المرة الثانية لكي يجري مقابلة شخصية. يقول إيويل عن ذلك: «كانت المكالمة الهاتفية التي تلقيتها في اليوم التالي تعني الذهاب في اتجاه مختلف. وعندما حصل هذا الشخص على الوظيفة فوجئت؛ لأنها كانت تتعارض مع اختصاص المدير الفني الذي كانوا يريدون التعاقد معه».
لكن هذه التجربة لم توقف إيويل أو تجعله يشعر بالإحباط. ويقول إنه يسمع عن أشخاص يعانون من ضغوط شديدة في بعض المواقف بعيداً عن كرة القدم، عندما كان يدرس للحصول على رخصة التدريب على المستوى الاحترافي.
يقول إيويل: «كان الأمر يتعلق بكيفية التعامل مع الضغوط في بيئة معادية، كأن تكون مديراً فنياً تقف بجوار خط التماس، وخلفك جمهور الفريق المنافس يصرخ بشدة، ومع ذلك يتعين عليك أن تتغلب على كل تلك الضغوط وتتخذ القرار المناسب».
ويضيف: «يعتقد الناس أن اللاعبين تحت 23 عاماً لا يواجهون ضغوطاً، وأن الأمر يتعلق فقط بتطوير قدراتهم الفنية؛ لكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، فاللاعبون تحت 23 عاماً يبحثون دائماً عن كيفية تحقيق الفوز. يجب أن أجعل هؤلاء الأولاد مستعدين لممارسة كرة القدم على مستوى الفريق الأول. وبالنسبة لي شخصياً لم أشعر أبداً بالضغط أثناء اللعب؛ لأنه كان شيئاً أريد القيام به. وفي هذه الرحلة، فإنني أضع هدفي الأساسي أمام عيني، وهو العمل في مجال التدريب على أعلى مستوى».
ويختتم إيويل حديثه قائلاً: «إنني أدرس السيناريوهات البديلة التي كان من الممكن أن تحدث لو تغيرت الظروف والنتائج. أنا لا أواجه ضغوطاً أو ضوضاء من حولي تؤثر على القرارات التي أتخذها؛ لكن يتعين عليَّ أن أخلق هذه الضغوط لكي أتعلم كيفية العمل في مثل هذه الظروف. يبحث المرء دائماً عن اتخاذ القرارات الصحيحة؛ لكن إذا لم يكن الأمر كذلك فيتعين عليه أن يتعلم من أخطائه. إنني أسعى لإعداد نفسي بقدر ما أستطيع في البيئة التي أعمل فيها».
[ad_2]
Source link