[ad_1]
الظروف المعيشية مزرية – فالناس يفتقرون إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، ويطاردهم شبح الجوع والمرض والموت. وقد نزح العديد منهم مرات عدة، إلى أن آل الحال بهم إلى الخيام العشوائية المنتشرة في أرجاء شوارع رفح، والتي أصبحت أملهم الأخير للبقاء على قيد الحياة.
داخل مستشفى الهلال الإماراتي للولادة، أحد آخر مستشفيات الولادة المتبقية في القطاع، يتضح الواقع المأساوي. فالمستشفى مكتظ ويكافح من أجل توفير الرعاية الكافية للمواليد والأمهات. وببساطة، إذا لم تقتل القذائف والغارات النساء الحوامل في المدينة، وإذا لم يتمكن المرض والجوع والعطش من القضاء عليهن، فيمكن للولادة أن تفعل ذلك.
“رعب غير طبيعي”
قام فريق من صندوق الأمم المتحدة للسكان مؤخراً بزيارة المستشفى، والتقى سهاد مطر البالغة من العمر 36 عاماً أثناء تحضيرها لعملية ولادة قيصرية. وقالت إن أكثر ما عانت منه خلال فترة حملها هو “الرعب غير الطبيعي”، حيث اضطرت إلى النزوح من منزلها لتعيش في خيمة تغمرها المياه كلما هطل المطر في رفح.
وقالت: “بعد الولادة، أتوقع أن أواجه صعوبات عديدة، من الألم الجسدي إلى الخيمة الباردة كبرودة الثلج. ليس هناك من ملابس للطفلة. ما ذنبها أن تولد في مثل هذا الوضع؟”.
“ظروف هي الأسوأ في العالم”
قال الدكتور أحمد الشاعر، أخصائي طب الأطفال في مستشفى الهلال الإماراتي للولادة، إنهم يعيشون “أسوأ الظروف الإنسانية، وهي أسوأ مما يمكن أن تجده في أي مكان آخر في العالم”. وقال إن المستشفى تستقبل في الفترة الأخيرة العديد من حالات الولادة المبكرة في الشهر السابع والثامن من الحمل نتيجة الخوف والقلق لدى الأمهات.
وأضاف: “للأسف، نحن الآن نستقبل الأطفال ونتمنى أن يظلوا على قيد الحياة، ولكن من الصعب للغاية أن يبقوا أحياء في هذا الوضع المليء بالالتهابات والمضاعفات. أغلبهم يتوفون للأسف، وهذا الشيء مزعج جدا بالنسبة لنا كطاقم (طبي)”.
وقال الدكتور الشاعر إن أغلب الحالات التي تستقبلها المستشفى مرتبطة بالتهابات النزلة المعوية والتهابات الشعب الهوائية. ويعزى ذلك في المقام الأول إلى سوء الأحوال الجوية التي يعيشها الأطفال في الخيام والملاجئ، فضلاً عن نقص حليب الأطفال والمياه النظيفة، الأمر الذي “يدفع أسرهم إلى إطعامهم أي شيء متاح”.
“من مستشفى إلى دار للأيتام”
الحاضنات في مستشفى الهلال الإماراتي للولادة تعج بالأطفال، وبحسب الدكتورة ضياء أبو كويك، فإن هناك الآن 77 مولوداً جديداً في الحاضنات العشرين المتوفرة، مما يعرض حياتهم للخطر.
والأدهى من ذلك، فقد أشارت الدكتورة أبو كويك، إلى أن هناك أطفالاً تعافوا، إلا أنهم ما زالوا في رعاية المستشفى. وأوضحت قائلة: “تم التقصي عن والديهم، إلا أنهم إما مفقودون أو شهداء. هذا الوضع الكارثي يجعل من حضانة مستشفى الهلال الإماراتي تضم أطفال ليست لديهم عائلات”.
“يجب أن تسود الإنسانية”
أكدت الأمم المتحدة أن شن المزيد من الهجمات على رفح من شأنه أن يشكل منعطفاً مدمراً آخر في الحرب التي أودت بحياة ما يزيد على 28 ألف شخص ـ أغلبهم من النساء والأطفال. ومن المرجح أن يلقى آلاف آخرون حتفهم في أعمال العنف الإضافية المحتملة، أو بسبب عدم إمكانية الحصول على الغذاء والماء والخدمات الأساسية المنقذة للحياة. كما أنه ينذر أيضاً بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، التي كانت محدودة بالفعل بسبب انعدام الأمن والبنية التحتية المتضررة والقيود المفروضة على الوصول.
وعلى الرغم من انعدام الأمن، يقول صندوق الأمم المتحدة للسكان إنه قام مع شركائه بتقديم الأدوية والمعدات المنقذة للحياة، والتي دعمت أكثر من نصف الولادات في غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول /أكتوبر. إلا أنه شدد على أن ذلك ليس كافيا، وأن هناك حاجة ملحة لتوفير الوصول الآمن إلى جميع النساء الحوامل في القطاع.
وقال الصندوق الأممي: “يجب أن تسود الإنسانية. ويجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، والإفراج الآمن والفوري عن جميع الرهائن. هذا سيسمح بتوسيع الاستجابة الإنسانية، ويضمن بقاء آخر مستشفيات غزة المتبقية قادرة على العمل، ويحمي حياة النساء الحوامل والأمهات الجدد والأطفال حديثي الولادة، التي أصبحت معلقة بخيط رفيع”.
[ad_2]
Source link