[ad_1]
لقد اختبرنا هذا الأمر في السنوات الأخيرة، عندما تمت مراجعة كثير من الأنظمة التي تضيق على الناس حياتهم، فظهر جوهر الناس الروحي الأصيل الذي لا يتعارض مع سماحة الدين ولطفه.
لقد حجب عنا لسنوات جوانب الرحمة والرفق والحلم في الدين، إلى حدِّ أن النصوص الصحيحة التي تحمل معاني الرجاء والأمل طُمست، وقدم لنا الإسلام وكأنه إكراه وتسلط وعنت، رغم حديث أبي هريرة الذي ورد في صحيح البخاري «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ، ولن يُشادَّ الدِّينُ أحد إلَّا غلَبه، فسدِّدوا وقاربوا وأبْشِروا».
إن هؤلاء الدعاة المتشددين لا يدركون أن المطلوب هو جذب الناس لرسالة الإسلام الإنسانية المتسامحة وليس تنفيرهم، وتبشيرهم بكرم الله ولطفه ومودته للخلق وليس ترهيبهم! ألم يقرأوا في حديث عمر بن الخطاب الذي ورد في البخاري ومسلم:
«قَدِمَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ بِسَبْيٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْي تَسْعَى، إِذْ وَجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْي أَخَذَتْهُ فَأَلْزَقَتْهُ بِبَطْنِها، فَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: أَتُرَوْنَ هَذِهِ المَرْأَةَ طارِحَةً وَلَدَهَا في النَّارِ؟ قُلْنَا: لا وَاللَّهِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَرْحَمُ بِعِبادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا».
هل هناك دين أكثر رحمة من الإسلام في هذه المعاني الروحانية الرفيعة؟
الحب هنا طريق للمعرفة إذ لا يمكن أن تدرك صفات الله وحقائقه عن طريق القول البرهاني والتحديد الكلامي، ومسلك التعبد إذ الشعائر كلها مظاهر لتعلق قلبي عميق وإلا كانت قشوراً وأشكالاً جامدة.
طريق حب الله يفضي بالضرورة إلى حب الخلق الذي هو «عيال الحق»، والمحبون الصادقون يصلون إلى أرقى المقامات الأخلاقية والروحية، ويجودون بأرواحهم ثمناً لمحبتهم.
[ad_2]
Source link