[ad_1]
منذ نعومة أظافرنا، والأهل والمجتمع يرددون على مسامعنا (القناعة كنز لا يفنى) حتى إذا كبرنا ووجدنا أن الحياة مكلفة تم تطعيمنا بمقولة (مد رجلك على حد لحافك)، وإذا كان المتحدث حكيماً وأراد إيجاز المفردة قال لك: (من قنع شبع).
ويبدو أن شبكة غسيل الأموال التي ضبطت مؤخراً لم توضع لهم خرساً عن القناعة، أو أنهم لم يمروا بها في جميع مراحل حياتهم، ولم يعرفوا أو يدرسوا أي قاعدة عن الجشع، حين يكون (العبد حراً إذا قنع والحر عبد إذا طمع) أو مقولة (من يطمع بكل شيء يخسر كل شيء)، وهذا التحذير الاجتماعي يقال لمن أراد القفز على واقعه حتى ولو كان القفز جريمة، وتعدياً على ما ليس لك.
تذكرت جزءاً من الأقوال التي تقال لكي تكون سداً عما يمكن للمرء اقترافه من تعدٍ، ويمكن تثوير كل قضية التعدي على مال الغير حتى لو كان التعدي لا يتجاوز المائة أو الألف أو المليون، أما أن تفتح شهية (السرق) باختلاس مليار ريال سعودي، فهذا يؤكد أن (اللصوص) أقدموا على سرقتهم بدم بارد، أو أن فكرة التحريض (إذا عشقت فاعشق قمراً، وإذا سرقت فاسرق جملاً)، ويبدو أن هذا المثل التحريضي ملأ مخيلة (اللصوص)، فقالوا لنسرق مليار جمل (عفواً ريالاً).
وقبل السرقة، ألم يقنع كل منهم بالوظيفة المرموقة، والدخل الشهري الفاخر، والسلطة الوظيفية المرتفعة.. الآن وبعد كشف أولئك اللصوص، لم يكسبوا من سرقتهم سوى الخزي، والتشهير بما عملوا، والسجن المديد عقاباً لجريمتهم.
بعد هذا أتمنى أن تكون قصة هؤلاء الفاسدين درساً لمن في نفسه شيء من سرقة، فلتنشغل تلك النفس بما انشغل به سيبويه حين قال (أموت وفي نفسي شيء من حتى)، فلكل ناوٍ بالسرقة عليه أن يموت وفي نفسه شيء من نوايا السرقة أفضل له من أن يشهّر به، ويكتسب الخزي بين أهله وأصدقائه، وأن يكون لبانة في أفواه ألسنة المجتمع، فالموت غطاء ستر للنفس الظالمة لنفسها.
[ad_2]
Source link