[ad_1]
وأضاف غوتيريش في كلمته في افتتاح قمة الجنوب الثالثة لمجموعة الـ 77 والصين اليوم الأحد في العاصمة الأوغندية كمبالا، إن هذا الأمر يبدأ بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية “لتخفيف المعاناة في غزة”، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى كل من يحتاج إليها، وتسهيل إطلاق سراح جميع الرهائن، “وهو ما ينبغي أن يكون فوريا وغير مشروط”.
وقال غوتيريش إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، “تسببت في نشر دمار هائل وقتل مدنيين على نطاق غير مسبوق خلال فترة عملي كأمين عام للأمم المتحدة، بما في ذلك أكثر من 150 من موظفينا، في أعقاب الهجمات الإرهابية المروعة التي شنتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر”.
وأضاف أمين عام الأمم المتحدة أن هذا أمر “يفطر القلب، وغير مقبول على الإطلاق”. وكرر تأكيده كذلك على أن الرفض المتكرر لقبول حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين “أمر غير مقبول على الإطلاق”.
وأضاف أن إنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة من شأنه أن يطيل- إلى أجل غير مسمى- أمد الصراع الذي أصبح يشكل تهديدا كبيرا للسلام والأمن العالميين، ويؤدي إلى تفاقم الاستقطاب، وتشجيع المتطرفين في كل مكان.
سلام ينهار
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أمام المجتمعين في القمة، إنه في منتصف الطريق نحو الموعد النهائي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في عام 2030، وبعيدا عن عدم ترك أي أحد يتخلف عن الركب، “فإننا نترك نصف العالم خلفنا”.
وأشار إلى أن العديد من أعضاء مجموعة الـ 77 يواجهون تبعات اقتصادية ناجمة عن جائحة كوفيد-19، والديون التعجيزية، وأزمة تكلفة المعيشة، وتكاليف الاقتراض الباهظة. وقال غوتيريش إنه رغم أن التعاون بين بلدان الجنوب “قوي ومتعمق”، فإنه لا يستبدل الحاجة لاحترام بلدان الشمال التزاماتها بالمشاركة المستدامة للحد من الفقر وعدم المساواة، ودعم النمو، وبناء القدرة على الصمود في البلدان النامية.
وأضاف أن السلام الذي يشكل أساس التنمية المستدامة “ينهار” وسط مناخ عالمي يسوده الإفلات من العقاب، منبها كذلك إلى التقنيات الرقمية التي “تؤجج عدم المساواة” رغم أنها تتمتع بإمكانات هائلة لتحقيق الخير.
وقال إنه “في جميع أنحاء العالم ــ من السودان إلى أوكرانيا والشرق الأوسط وما وراء ذلك ــ تدمر الحروب حياة الناس، وتؤجج التنقلات الجماعية للناس، وتعطل سلاسل التوريد العالمية، وتهدد بإشعال النار في مناطق بأكملها”.
فرصة للأجيال
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن “تصحيح عالمنا المضطرب يعتمد على العمل العالمي الفعال”، مشيرا إلى أن النظام الدولي “أصبح باليا، وعفا عليه الزمن، وخرج عن المسار الصحيح”. وأوضح أن مجلس الأمن الدولي “يعاني من الشلل” بسبب الانقسامات الجيوسياسية، وأن تركيبته لا تعكس واقع عالم اليوم، مشددا على أن المجلس “يجب إصلاحه”.
وأشار كذلك إلى فشل النظام المالي العالمي في توفير شبكة أمان عالمية للدول النامية التي تمر بمحنة. وأكد غوتيريش أنه رغم ذلك “ووسط هذه القتامة، هناك أمل”، مذكرا بقمة المستقبل، المقرر عقدها في نيويورك في أيلول/سبتمبر 2024، والتي “تشكل فرصة للأجيال”، وتهدف إلى إصلاح التعددية وتنشيطها حتى تعمل لصالح الجميع في كل مكان، وتواجه تحديات اليوم.
وقال الأمين العام “إنها فرصة لتهيئة الظروف للبلدان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتوصل إلى توافق في الآراء بشأن أطر العمل لمواجهة التحديات الجديدة، ولبناء عالم أفضل لنا جميعا”.
وأفاد بأن قمة المستقبل ستنظر في إجراء إصلاحات عميقة للهيكل المالي الدولي، قائلا “إننا نعتمد على مجموعة الـ 77 والصين لإنجاح قمة المستقبل، ولاغتنام هذه الفرصة وإيجاد حلول مشتركة”.
الاتحاد ضد كارثة المناخ
ودعا أمين عام الأمم المتحدة المجتمعين إلى أن يتحدوا ضد كارثة المناخ، مؤكدا “أن وجود بعض البلدان في هذه القاعة يعتمد على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية تماشيا مع مبدأ المسؤوليات المشتركة، ولكن المتباينة، وقدرات كل دولة، في ضوء الظروف الوطنية المختلفة”.
وحث عل مُساءلة البلدان المتقدمة فيما يتعلق بالعدالة المناخية، وقيادة عملية انتقالية منصفة وعادلة، على أساس التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، والاستثمار الضخم في الطاقة المتجددة، مشددا على ضرورة الوفاء بجميع الالتزامات المالية. وأكد على أنه ينبغي الدعوة إلى “هدف تمويلي جديد طموح” في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ القادم (COP29).
التقنيات الجديدة وتحفيز التنمية
وأكد الأمين العام في كلمته أيضا أن التقنيات الجديدة يمكن أن تحفز التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة، معربا عن أمله في أن يتم الاتفاق في قمة المستقبل على الاتفاق الرقمي العالمي المقترح الذي يهدف إلى “ضمان عدم تخلف أحد عن الركب في عصر تكنولوجي جديد”.
وأشار إلى التوصيات الأولية التي قدمتها الهيئة الاستشارية رفيعة المستوى بشأن الذكاء الاصطناعي، والتي تضم خبراء من دول مجموعة الـ 77، وتعد متوازنة حيث 50% من أعضائها من دول الشمال، و50% من دول الجنوب. وتحدث عن عمل المجلس الاستشاري العلمي الجديد أيضا في ضمان تقاسم الإنجازات العلمية بالتساوي بما يعود بالنفع على الجميع.
وقال غوتيريش أمام المجتمعين “لا يمكن للقرن الـ 21 أن يكرر التفاوتات الهائلة التي شهدها القرن الـ 20. لا تدَعوا القواعد الجديدة للتقنيات الجديدة تُكتب بواسطة الأغنياء، من أجل الأغنياء”.
وأضاف الأمين العام “لدينا فرصة لتحقيق مستقبل عادل وسلمي ومزدهر، حيث لا يتخلف أحد عن الركب. ولكن لتحقيق هذا، هناك حاجة لتغيير وإصلاح الكثير. دعونا نتحد معا ونقاتل لتحويل هذا إلى حقيقة”.
أهمية الحلول متعددة الأطراف
وفي تصريحاته للصحفيين بعد مشاركته في كل من قمة الجنوب الثالثة لمجموعة الـ 77 والصين وقبلها قمة حركة عدم الانحياز يوم أمس السبت، شدد أنطونيو غوتيريش على أن الأمم المتحدة تعمل في جميع أنحاء العالم لدعم جهود البلدان النامية لتعبئة الموارد المحلية وتعظيم الاستثمارات في أهداف التنمية المستدامة.
وشدد على أنه “لا يمكن بناء مجتمعات قوية ومتماسكة” إلا على أساس تعزيز التنمية المستدامة، واحترام حقوق الإنسان، والاعتراف بحقوق الأقليات، والتصدي لجميع أشكال التمييز.
وقال الأمين العام إن حكومات الجنوب العالمي أكدت في كمبالا على أهمية الحلول متعددة الأطراف القائمة على العدالة العالمية والقانون الدولي. وأضاف “سوف يتردد صدى أصواتهم القوية خلال هذا العام من الإصلاحات العالمية. هذا هو الطريق الوحيد لعالم أكثر أمانا وعدلا وسلاما للجميع”.
[ad_2]
Source link