كانت الساعة تُشير إلى الواحدة ظهراً، وفي (عِز القايلة) كنت (أتسكع) على (شط البحر) أشكي له ويشكي لي، ثم سمعت ماجدة الرومي تغني وتقول:

«هواياتي صغيرة، واهتماماتي صغيرة، وطموحي أن أمشي ساعاتٍ معك تحت المطر…».

وأنا طبخت الشمس رأسي، فقلت في نفسي، والله إنك (فاضية) يا ماجدة، ساعاتٍ وتحت المطر، أنا حالياً أقصى طموحاتي وهواياتي واهتماماتي هي أن أرتاح وأمد (رجيلاتي) وأتابع مسلسلي و(آكل برتكان).

لكل شخص منّا هواية، أو هكذا نعتقد، فمن الممكن أن تسأل إنساناً عن هوايته المفضلة ولا يستطيع الإجابة، أو يكتفي بقول لا هوايات لدي.

وبعضهم قد يجيب بالإجابة التقليدية المعروفة وهي «جمع الطوابع والسباحة وركوب الخيل»، فقط حتى لا يظهر أمام الآخرين بلا هوايات، وتجده بالفعل لم يسافر في حياته لأي مكان، ولم يسبح حتى في (البانيو) ولا يعرف أساساً شكل الخيل.

والسبب أنه لم يكتشف نفسه ولا يعرف حقاً ما هي هوايته، أو كيف يقضي أوقات فراغه في شيء يحبه، وأن يمارس أي هوايات مفيدة تجلب السعادة لنفسه والفائدة لبدنه وذهنه، فممارسة هواية أو نشاط تقلل من مستوى التوتر وتساعد على تحسين الصحة العامة.

والشخص الذي لا هواية له مُمل عادةً، ومشكوك في شغفه وحبه لذاته وللحياة.

وبالطبع ليس كل الهوايات متساوية ومتشابهة، فهناك هوايات منطقية وعديدة لن أتطرق لها، ولكن هناك هوايات غريبة، مثل هواية شاب أمريكي في رفع الدعوات القضائية، كانت هذه هوايته المُحببة وقد تمكن من دخول موسوعة جينيس بعدد القضايا التي قام برفعها ضد أشخاص ولأسباب في منتهى الغرابة.

وهواية أخرى غريبة لشخص إنجليزي كانت في جمع الأطعمة المحروقة وتخزينها، فأنشاء متحفاً للأطعمة المحروقة وقد استطاع تكوين متحف يضم 49 ألف قطعة طعام محروقة، وصدقوني إذا أسعفني أحدكم وأرسل لي عنوان هذا المتحف، فسوف يصبح إجمالي الأطعمة المحروقة فيه 50 ألف قطعة واعتبروا هذا وعداً مني.

وبما أنني أكتب لكم اليوم بقلم رصاص (غير مبري) تذكرت صديقة كانت هوايتها تجميع أقلام الرصاص، ولا أعلم ما هي المتعة في ذلك، ولله في خلقه شؤون، ولكن إن كانت تقرأ مقالي هذا فيا ليت ترجع لي (مرسماتي).

وعلى كل حال؛ انتهينا ولم أفصح لكم بجدية عن هوايتي الحقيقية، فأنا لستُ بعيدة عن رجل ثري ألقت السلطات القبض عليه بتهمة السرقة، وأنا أخشى على نفسي هذا؛ لأن هوايتي الدائمة والتي أحرص على ممارستها وبكل أمانة هي (سرقة قلوبكم) فديت قلوبكم بس. (غمزة)