[ad_1]
لماذا يحب غير المسيحيين في كل العالم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية؟ السبب هو نجاح الغرب في جعلها مناسبات عالمية محببة عبر ربطها بصور ذهنية جذابة كما في الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تدور حول الكريسماس ورأس السنة الميلادية، بالإضافة لمظاهر الاحتفال الجميلة والمبهجة والمبهرة، وفي المقابل على الجانب الآخر لازال لدى المسلمين خطاب يحذّر من المظاهر الاحتفالية بالمناسبات الإسلامية ويحاربها مثل الاحتفاء برمضان وميلاد النبي عليه الصلاة والسلام ورأس السنة الهجرية، وهذا يفقد تلك المناسبات الجاذبية المحببة حتى لدى المسلمين ويجعلهم يبحثون عن العوض في مناسبات غير المسلمين مثل الكريسماس ورأس السنة الميلادية، والنفوس مفطورة على حب المشاركة العامة فيما يبدد ملل الروتين اليومي وكلما كانت مظاهر الاحتفاء بالمناسبات أكبر كلما كانت السعادة بها أكبر، كما أنها من الأوجه الجذابة التي يمكن أن تجذب غير المسلمين إلى الدول الإسلامية للسياحة في مواسم تلك المناسبات لمعايشة أجوائها الاحتفالية الخاصة، وعلى سبيل المثال الفنانة اللبنانية الراحلة صباح كان لها تصريح في مقابلة أنها تحرص على قضاء شهر رمضان في مصر رغم أنها مسيحية لأنها تحب أجواء رمضان وتسعدها، وتعد المظاهر الاحتفالية الجذابة أيضاً وسيلة لتحسين الانطباعات العامة عن المسلمين والإسلام في مقابل صور وأخبار العمليات الإرهابية والتطرف والتشدد واضطهاد النساء وما ينتج عن الانطباعات السلبية عن الإسلام والمسلمين من أعمال كراهية وعنصرية واضطهاد وتأييد للتيارات اليمينية المتطرفة المعادية للإسلام والمسلمين، ورغم أن شهر رمضان هو موسم عرض الإنتاجات التلفزيونية عربياً لكنها لا تتضمن الاحتفاء برمضان في مواضيعها، والعيد أيضاً موسم طرح الأعمال السينمائية العربية، لكنها أيضاً لا تتضمن ضمن مواضيعها العيد، بعكس السائد في الغرب من كون الأعمال التي تطرح في أعياده تتمحور مواضيعها غالباً عن تلك الأعياد والمناسبات، وبالعموم لا توجد أعمال تمثيلية تخلق هالة جذابة محببة عن المناسبات الإسلامية كتلك التي خلقتها الأفلام والمسلسلات الغربية عن الكريسماس، وتضمين الاحتفاء بالمناسبات الإسلامية في مواضيع الأعمال التمثيلية يمكن أن يكون من وسائل تصحيح المنظور الاستهلاكي لها الذي جعلها مجرد مناسبات للتفاخر بالمشتريات، وذلك عبر قصص تجسّد الروح المعنوية الجوهرية المفترضة للمناسبات الإسلامية، كما الحال مع الكريسماس بالأفلام والمسلسلات الغربية التي تربط الكريسماس بروح العطاء والمشاركة واجتماع الأهل وإسعاد الآخرين، وهذا أيضاً من وسائل الحفاظ على الهوية بخاصة بالنسبة للأجيال الصغيرة؛ فحس الانتماء لديهم لا يمكن غرسه عبر الإلزام والواجب فهذا مما ينفرهم، إنما يكون تكريس الانتماء عبر جاذبية مظاهر هذا الانتماء وكل ما يرغب فيه، ولهذا الأعمال التمثيلية العربية يجب أن لا تكون محصورة في مواضيع عيوب المجتمعات العربية كما هو سائد حالياً مما ينفّر حتى الأجيال الكبيرة عن حس الانتماء، فيجب أن تتضمن ما يجعل مكونات الهوية جذابة ليس فقط بالنسبة لأهلها إنما لكل العالم، وهذا يخلق لها سوقاً عالمياً، مع العلم أن مواد الترفيه العربية هي الوحيدة في العالم التي لا يوجد لها سوق خارج الدول العربية، وبعض الدول العربية عرضت إنتاجاتها على قنوات غير عربية بالمجان وتم رفضها بسبب افتقارها لعناصر الجاذبية سواء في المواضيع أو الصنعة الفنية. قال عليه الصلاة والسلام يوم رقص الحبشة بالمسجد «لتعلم يهود أن في ديننا فسحة إني أرسلت بحنيفية سمحة» صححه الألباني.
[ad_2]
Source link